مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ في هذا العالم الناقص ، لا شيء يكتمل كما نرجو ، فالكمال وهمٌ من صنع الخيال ، والجمال لا ينفصل عن القبح ، بل يولد أحياناً من رحمه ، وفي داخل كل إنسان مساحتان متقابلتان ؛ واحدة من نورٍ تُضيء ، وأخرى من ظلالٍ تَغيب فيها المعاني ، ومن يُدرك هذا التكوين المزدوج ، يتعلّم أن يعيش بتوازنٍ حكيم ، بين ما ينبغي أن يكون وما لا يُمكن تغييره ، محافظاً على ما تبقّى من موضوعيته في زمنٍ تتنازع فيه الحقائق .
لكنّ المواقف العظيمة لا تُصنع من العقول الباردة ، بل من القلوب النقية حين تشتعل أخلاقاً ، ومن بين هذا الرماد العالمي ، يطلّ وجهٌ من أوروبا العشق — من إسبانيا 🇪🇸 تحديداً — ليذكّرنا بأن الضمير لا وطن له، فها هو بيب غوارديولا ، أحد رموز الرياضة الإنسانية ، يدعو الناس في أوروبا وأمريكا إلى النزول إلى الشوارع رفضاً للظلم المسكوب على أرض غزة ، حيث الإحتلال الإسرائيلي يرتكب فصولاً من الإبادة الجماعية بحق شعبٍ أعزل (تقرير منظمة العفو الدولية، 2024؛ بيانات الأمم المتحدة حول غزة، 2025).
في ذلك الموقف ، لم يكن غوارديولا مجرد مدرب كرة قدم ⚽ ، بل صار وجهاً من وجوه العدالة ، ناطقاً باسم الإنسانية التىّ خذلتها السياسة ، لقد وجد الفلسطينيون في هذا الصوت الأوروبي صدى لوجعهم ، بعدما انكسر الصدى العربي وتلاشى في ممرات الصمت الطويل.
فالعرب — أو معظمهم — آثروا الصمت ، حتى غدا هذا الصمت شريكاً في الجريمة ، وتركوا إخوتهم يُذبَحون على بوابات العالم ، كشمعةٍ أصرّت على أن تضيء حتى وهي تذوب في لهيبها .
وغزة 🇵🇸 ، تلك الوجع المتجذر في الرمل والبحر ، ما زالت تقاوم ، لا بسواعد مقاتليها فقط ، بل بمعناها ، فكل بيت يُهدم فيها ينهض شاهداً جديداً على أن الحق ، وإن انحنى ، لا يموت .
إن صوت أوروبا الذي يرتفع اليوم من شوارع مدريد وبرلين وباريس وروما وبروكسل ولشبونة ولندن وغيرهم من العواصم العالم ، ليس مجرد احتجاج ، بل هو تذكيرٌ بأن العدالة لا تموت ما دامت القلوب قادرة على النبض والحلم ، فالحق — مهما بدا ضعيفاً — سيظلّ أسمى من القوة ، لأن القوة بلا ضمير لا تلد إلا الخراب والخذلان ، بينما الحق ، وإن تَعثّر ، يزرع الأمل في طريقٍ أطول من الزمن . والسلام 🙋♂ ✍
https://www.instagram.com/reel/DPY0FFykueJ/?igsh=MXJhMWJ6YWxqZW1tcg==
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟