أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق الفلسطينية 🇵🇸سرّ المقاومة واستمرارها…















المزيد.....

من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق الفلسطينية 🇵🇸سرّ المقاومة واستمرارها…


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 19:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ في قلب الحرب المفتوحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، تتضح أبعاد فلسفية وسياسية متقاطعة أرست ملامح تاريخ المنطقة الحديث ، هذه الأبعاد أكتملت في عهد حكومة نتنياهو المتطرفة سمة انتقاليّة نادرة ذات طابع تحرري ، تهدف إلى التمرد على التبعية التقليدية للولايات المتحدة 🇺🇸 ، حيث بدا واضحاً رفع نبرات استقلالية القرار السياسي والعسكري (جرجس، 2015) ، فإن التحدث أو التفكير حول العيش لسنوات داخل الأنفاق من على طاولة في مقهى يبدو أمراً يسيراً مقارنة بالواقع الذي يعيشه المقاتل الفلسطيني ، حيث تُفرض الصواعق على المقاتلين وقياداتهم والتى تتساقط فوق رؤوسهم كالمطر ، فهذا الواقع دفعهم إلى بناء أنفاق متعددة الأشكال والوظائف ، لكنها ظلت ضيقة ومظلمة تُضاء بالمصابيح اليدوية ، وبينما تهتز الأرض فوقهم على مدار عامين متواصلين ، كل ذلك يعكس الظروف المستحيلة التىّ يعيشها المقاتل الفلسطيني .

على الرغم من إرتباط تجربة الأنفاق تاريخياً بالمقاتل الفيتنامي ، أصبح النفق اليوم رمزاً وهوية للمقاتل الفلسطيني ، إذ تحولت عناصر الظلام والضغط والحصار إلى مكونات أساسية في شخصيته وهويته النضالية ، ويجدر بالمراقب أن يعلم أن الثوار الفيتناميين 🇻🇳 تلقوا دعماً مالياً وسياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً من موسكو وبكين خلال مواجهتهم للتدخل العسكري الأمريكي والاستعمار الفرنسي 🇫🇷 ، حيث كانت المجالات البرية والبحرية والجوية تنقل على مدار الأسبوع ما يحتاجه المقاتل الفيتنامي ، بالمقابل ، يفتقد المقاتل الفلسطيني مثل هذا الدعم من محيطه العربي والإسلامي ، وهو ما جعل من المكان البائس ملجأً ومتنفساً بعد أعوام طويلة من الحصار (Chomsky, 1999 Duiker, 2000 Khalidi, 2006) …

تستحوذ الأزمة في غزة على أهتمام واسع في المجتمع الدولي ، لكنها لا تنفي أن تكتيكات الأنفاق العسكرية تعود جذورها إلى التجربة الفيتنامية ، وعلى الرغم من شهرة معركة الأحزاب والتى عرفت بالخندق ، فإن جميع هذه التجارب تحمل أهمية تكتيكية واستراتيجية ، وتستحق الدراسة والمراجعة من منظور عسكري وإنساني (Logevall, 2012) ، وساهمت أنفاق المقاومة الفيتنامية في إضعاف وإنهاك القوات الأمريكية ، بسبب تعقيدها وتشابكها ، وهو أمر موثق ومعترف به عسكرياً (Herring, 2002)، ومع ذلك ، لم يردع هذا الإحتلال الإسرائيلي عن تبني هذه التكتيكات في مواجهة المقاومة الفلسطينية ، ما أدى إلى تدمير حياة المدنيين الأبرياء ، حيث تعكس هذه المقارنة بين التجربتين مدى إستمرار الإعتماد على أساليب حرب الخنادق والأنفاق كاستراتيجية دفاعية ، حتى في ظل التطور التكنولوجي للحروب الحديثة ، حيث تشير الدراسات إلى وجود تشابه بين التجربة الأمريكية في فيتنام وواقع الإنتفاضات ضد العدوان الإسرائيلي في فلسطين ، من حيث ردود فعل المجتمع المدني والسياسي (Smith, 2020) ، فقد أظهرت الإنتفاضات الأمريكية أن الدستور لا يُترجم دوماً إلى حماية فعلية في قرارات مجلسي الكونغرس والشيوخ والبيت الأبيض ، رغم أن القسم على الدستور يلزم المسؤولين بالإلتزام برأي الشعب ، وعليه ، فإن رفض الأغلبية الأمريكية لدعم العمليات العسكرية والإنفاق المالي على ما يعتبر إبادة جماعية للفلسطينيين يلزم المسؤولين السياسيين بالاستجابة لمطالب الشعب ، بما في ذلك المسار الديمقراطي للإطاحة بالنواب المؤيدين للعدوان (Khalidi, 2021).

جاء فوز الرئيس ترمب في الإنتخابات الأخيرة بمثابة مؤشر واضح على رفض الشعب الأمريكي لاستخدام الأسلحة الأمريكية المدفوعة من أموال الضرائب على المدنيين في غزة ، ويعد حرق أحد الطيارين الأمريكيين لنفسه اعتراضاً على الإبادة مثالاً على مظاهر الاحتجاج الفردية والجماعية ، التىّ شملت موظفي وزارة الخارجية واستقالات ضباط الجيش الأمريكي ، في موقف مشابه لما شهدته الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام (Herring, 2002) ، وتعكس هذه الانقسامات إستمرار حركة الإحتجاج الإجتماعي والسياسي ، لا سيما بين الشباب الأمريكي ، وهو إتجاه مستمر حتى اليوم .

توضح هذه الدراسة أن التكتيكات العسكرية المعتمدة على الأنفاق لم تعد حصرية لفترة معينة أو منطقة جغرافية محددة ، بل إنتقلت لتشكل جزءاً من التجربة الإسرائيلية والفلسطينية المعاصرة ، كما تكشف ردود فعل الشعوب والمجتمعات ، لا سيما الأمريكية ، عن تأثير متواصل للوعي المدني والسياسي على صنع القرار العسكري ، ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين التجربة العسكرية ، الحقوق المدنية ، والقيم الإنسانية العالمية …

غزة اليوم ليست مجرد موقع ، بل رمز لتحدٍ صاعد أصبح أحد أخطر بؤر الصراع في المنطقة ، فالقتال بين المقاومة الفلسطينية وجيش الإحتلال تجاوز كونه نزاعاً عسكرياً عابراً ، ليفرض نفسه على جدول أعمال القمم الدولية ، كما حدث في قمة شرم الشيخ ، فإسرائيل كانت تتوقع عملية قصيرة ، أسبوعين على الأكثر ، لكن الواقع كشف عن مخاطر قد تهدد وجودها في المنطقة ، ومشهدٌ كهذا لم يكن غريباً على الدبلوماسية الأمريكية التىّ تعلم جيداً متى يتحول التدخل العسكري إلى إستنزاف طويل ومكلف ، وفي عام 1972 ، إجتمعا الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيس الوزراء الصيني تشو إنلاي لمناقشة مسألة فيتنام 🇻🇳 ، وايضاً مسائل مثل شبه الجزيرة الكورية ، الهند ، باكستان ، كشمير ، واتفقا على إحترام السيادة والشفافية الإقليمية ، ومهد هذا اللقاء لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ، وما زالت انعكاساته ملموسة حتى اليوم ، فالصين حينها ، رغم وضعها الاقتصاديّ والعسكري الصعب ، دعمت الفيتناميين بكل الوسائل للصمود ، وهذا بالضبط ما يحتاجه الفلسطينيون : قوة ، لا إستسلام .

باختصار ، الفلسطينيون بحاجة للسلاح والقدرة على مواجهة التحديات ، بينما يكرر العرب إخفاقاتهم في دعم بعضهم البعض ، حيث حدث مثل ال7 من أكتوبر لا يختلف إلا في تفاصيله عن يوم “الغفران” عام 1973 ، حيث فاجأ المصريون والفلسطينيون العالم بأسره وألحقوا هزيمة إستراتيجية بإسرائيل قبل بدء المعركة ، لكن دون حليف قوي مثل الولايات المتحدة التىّ تدعم تل أبيب بلا قيود ، كانت النتيجة إبادة جماعية للأبرياء . والسلام . 🙋‍♂ ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة 🇵🇸 تتفوّق بذكاء على المنظومة الاستخ ...
- هل يحق له أن يتساءل : من هو الأحق بها؟ مايكل جاكسون🧑 ...
- الإستعمار والدم والتاريخ : من سيرث الهيمنة الإقليمية بعد الص ...
- صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم ...
- إقتصاد الصين🇨🇳 وآثاره على ضربة الدوحة㇋ ...
- إسبانيا 🇪🇸 أوروبا العشق / حين يواجه الحقُّ ا ...
- غزة 🇵🇸: طروادة العصر : حصانها سفن المتضامنين ...
- براغماتية الرئيس ترمب🇺🇸الكامنة خلف انضباطه م ...
- إسرائيل🇮🇱بين نخبة عاجزة وشعب غائب …
- ردّ مشترك من البترو-نووي 🇵🇰 🇸㇊ ...
- وكيف لذاكرة قارئٍ مخلص أن تنسى الذكرى السنوية لإلياس خوري …
- المصالحة ضرورية🇸🇦 -البعد الاستراتيجي في فكر ...
- من جديد ، يشعلون نار المحرقة🔥التىّ وعدوا العالم بإخم ...
- إلى متى ستستمر العربدة الإسرائيلية🦹‍♂ 🦯 ...
- الإبادة الجماعية مثل الهولوكوست 🔥 – سيأتي الحريق بال ...
- قطع رأس المقاومة 🇵🇸 وساحر البيت الأبيض  ...
- البرمجيات والطاقة البديلة☀تصنعان الحاضر وتكتبان المستق ...
- الذهب الأخضر🌲🧑‍🌾كرافعة اقتصاديّة وثق ...
- البيت الأبيض إدارة الرئيس ترمب 🇺🇸 السلطة الف ...
- من لوثر إلى طه : تبرئة الإسخريوطي وابن سبأ🩸….


المزيد.....




- ترامب يهدد بـ-القضاء- على حماس إذا انتهكت اتفاق وقف إطلاق ال ...
- فيديو متداول لـ-جولة عمر البشير في شوارع مروي- بالسودان.. ما ...
- زياد زهر الدين.. قنصل سوري سابق يعلن توقفه عن العمل بالحكومة ...
- بعد الجدل حول تصريحاته عن الهجرة.. ميرتس يتعهد بإبقاء ألماني ...
- ملايين مستحقة لأندية ألمانية.. الديون تثقل كاهل فريق برشلونة ...
- الخط الأصفر.. ذريعة إسرائيل لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة
- موريشيوس تجمّد أصول رجل أعمال مرتبط برئيس مدغشقر السابق
- الأوروبيون يناقشون العقوبات على إسرائيل بعد وقف إطلاق النار ...
- قبل سرقة المجوهرات الإمبراطورية.. محطات في تاريخ السرقات الت ...
- -ما خفي أعظم- يكشف أسماء وصور قتلة الطفلة الفلسطينية هند رجب ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق الفلسطينية 🇵🇸سرّ المقاومة واستمرارها…