مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 11:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ليست الجِمال التىّ سار بها رسول الله ﷺ إلى المدينة ، حيث دّل الوحي ناقته القصواء على موضع مسجده ، ولا عصا موسى عليه السلام التىّ كان يهشّ بها على غنمه وكانت آيةً له أمام فرعون والسحرة ، مما يُعيب العرب أو اليهود ، فالجذور واحدة ، والرمال واحدة ، والسماء التيكىّ ظلّلتهم واحدة ، بل إنّ أجداد سموتريتش أنفسهم خرجوا من صحراء الجزيرة العربية ، من عمق الجمال والرمال ، قبل أن تضلّ بهم السبل وتغيب عنهم ملامح الأصل .
لقد ظلّ العرب عبر تاريخهم الطويل متمسكين بأصالتهم وحضارتهم ، أبناء وفاءٍ وانتماءٍ لا يزول بمرور الزمن ، هذا الثبات هو ما يميّز الحضارة العربية ويمنحها عمقها التاريخي والإنساني ، بخلاف ما يحاول سموتريتش تزييفه من رواياتٍ مشوّهة عن علاقتهم بالحضارة العربية .
أما العدوان المتواصل على قطاع غزة، فقد كشف خلال العامين الأخيرين عن وجهٍ آخر للواقع : أن المجتمع الإسرائيلي ، رغم ادعائه الحداثة والديمقراطية ، هو من أكثر مجتمعات العالم الثالث تخلفاً واتكالاً ، وأنّ جيشه لولا الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لما امتلك القدرة على اقتحام غزة أو حتى رفع نبرة صوته ، فالقوة التي يتباهون بها ليست ذاتية ، بل عارية إلا من حماية الغرب .
لقد أمضى الكيان الإسرائيلي 77عاماً وحيداً في هذه المنطقة ، يحاول أن ينتزع شرعيةً لا تمنحها الأرض ولا التاريخ ، وحتى إن أقام علاقاتٍ شكلية مع بعض الأنظمة السياسية ، فإن جرائمه الأخيرة ستكون مفصلاً تاريخياً ؛ إذ ستؤدي إلى عزلةٍ متصاعدة وقطيعةٍ سياسية ودبلوماسية مع الغرب ، تظهر ملامحها تدريجياً في الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها .
وقد بدأت هذه الموجة فعلاً من إيرلندا ، حيث فازت رئيسة الوزراء كاثرين كونولي، المحامية المعروفة بدفاعها الصادق عن فلسطين 🇵🇸 ، بنسبة 67% من أصوات الناخبين ، متقدمةً على الوزيرة السابقة هيذر همفريز من حزب فاين جايل اليميني ، التىّ لم تحصد سوى 29% من الأصوات بعد إعترافها بالهزيمة.
كونولي الداعمة للفلسطينيين تمثّل بداية تحوّل في ضمير العالم الحر ، بينما تمثل همفريز ومن يشبهها أصواتاً آيلةً إلى الأفول ، فالتاريخ، مهما طال الزمن ، لا ينصف المجرم، بل ينحاز حيث تميل العدالة .
والسلام 🙋♂✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟