أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة














المزيد.....

يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 14:03
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أي نقاش حول “الديون” التي تزعم طهران أنها على سوريا تسديدها، لا بدّ من قلب السؤال رأساً على عقب:
هل يحق لإيران المطالبة بمستحقات مالية، فيما كانت شريكاً أصيلاً في العنف والقتل والدمار الذي أصاب السوريين؟
بل الأجدر: أليس من الواجب مقاضاة إيران أولاً قبل أي حديث عن ديون أو التزامات؟

هذه ليست مجرد صياغة انفعالية، بل مدخل طبيعي لفهم علاقة طهران بالملف السوري خلال السنوات الماضية. فبينما ترفع إيران خطاب “الدعم” و“الواجب الأخلاقي”، تكشف الحقائق الميدانية والسياسية أن تدخلها كان سبباً مركزياً في إطالة المأساة وفي صناعة الخراب من خلال دعمها لإجرام نظام بشار الأسد الذي سقط قبل عام، وأن الديون الحقيقية في هذا الملف ليست مالية، بل ديون دم ودمار وتفكيك دولة.

المسار القانوني: الطريق بات مفتوحاً
من حيث المبدأ، يمكن رفع دعاوى ضد إيران، لكن الطريق لم يكن مباشراً في الماضي بسبب غياب سلطة شرعية مستقلة. اليوم، ومع وجود حكومة جديدة في سوريا، بات الطريق القانوني مفتوحًا أكثر من أي وقت مضى لمقاضاة إيران أمام المحاكم الدولية، سواء عبر محكمة العدل الدولية أو عبر محاكم الولاية القضائية العالمية كما يحدث في أوروبا.

لقد ارتبط التدخل الإيراني عبر الحرس الثوري وميليشياته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية: قتل المدنيين، اقتحام المدن، تهجير السكان، وتدمير أحياء كاملة. هذه الانتهاكات تشكل أساسًا متينًا لدعاوى قانونية شاملة ضد إيران.

منطق التعويضات بدل منطق الديون:
المفارقة أن إيران تطالب حكومة جديدة لم تستدعِ تدخلها أصلًا، بديون دعمها للنظام السابق، بينما الواقع يفرض أن تكون هي المطالَبة بتعويضات ضخمة عن:
- قتل المدنيين،
- تهجير السكان،
- تدمير البنى التحتية،
- وتمكين شبكات الميليشيات التي ضربت استقرار المجتمع والدولة.

هذه ليست سابقة جديدة في العلاقات الدولية، فقد طالبت دول متضررة سابقًا بتعويضات من دول تدخلت عسكريًا على أراضيها، واستندت إلى تقارير دولية ووثائق ميدانية أثبتت مشاركتها في جرائم واسعة النطاق. والملف السوري غني بالأدلة التي يمكن أن تُستخدم ضد إيران.

الشرط السياسي:
التحدي لم يعد في غياب سلطة شرعية، بل في قدرة الحكومة السورية الجديدة على امتلاك الإرادة والشجاعة لفتح ملفات الجرائم والانتهاكات، وإعادة ترسيم العلاقة السورية–الإيرانية على أساس العدالة لا على أساس الديون.

هذه الخطوة لن تكون مجرد ورقة قانونية، بل تأسيس لرواية سورية جديدة تحدد بوضوح من دمّر البلاد ومن يستحق أن يُحاسب، ومن يدفع الفاتورة الحقيقية.

لماذا الآن؟
لأن لحظة الحساب لا يمكن أن تبقى مؤجلة. ما جرى في سوريا لم يكن مجرد صراع داخلي، بل شبكة تدخلات خارجية غيّرت البنية السكانية والسياسية للبلاد، وكانت إيران أحد أعمدتها الرئيسية. فتح هذا الملف ليس انتقامًا، بل تأسيس لمبدأ واضح: لا يمكن لدولة أن تدمّر بلدك ثم تطالبك بدفع الفاتورة.

نهاية مفتوحة:
بين ديون إيران المزعومة وتعويضات السوريين المستحقة، على الدولة السورية الجديدة أن تؤكد أن البداية ليست من الديون… بل من العدالة.

* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيفرة السياسة الخارجية تجاه سوريا : تداخل الملفات، أدوار الل ...
- إقالة مُلتبسة... شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب
- جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ...
- إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...
- لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقر ...
- السويداء بين فلول النظام والهجري وتفاهمات الدولة.. ملامح إعا ...
- موسكو بين إرث الجرائم وصفقة النفوذ / زيارة أحمد الشرع تفتح م ...
- لافروف... محامي الشيطان في محكمة الذاكرة السورية
- العقل الاستراتيجي الأميركي في سورية والمنطقة: شرعنة الانقسام ...
- «قتلوا حبيبي يا رفيقنا...»، قالت غزل.
- غريتا تونبرغ تستحق نوبل
- الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية تفجير البنية الجغرافية السور ...


المزيد.....




- أطباء بلا حدود: مساعدات غزة غير كافية.. وشتاء قاسٍ يهدد النا ...
- -أطباء بلا حدود-: مساعدات غزة غير كافية وشتاء قاسٍ يهدد النا ...
- اليونيسيف: طفلان يُقتلان يوميا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النا ...
- ممداني يتمسك أمام ترامب بقرار اعتقال نتنياهو في نيويورك
- رايتس ووتش تدعو أفريقيا وأوروبا للالتزام بـ-محاسبة مرتكبي ال ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لوجود دائم للأمم المتحدة في دارفور
- الأونروا.. بين خطيئة -إعادة التوطين- وترسيخ فكرة -حق العودة- ...
- الشيف السورية منى كيخيا تتحدث لترندينغ عن سر مطعم -قرنبيط- و ...
- اليونيسف: 67 طفلا استشهدوا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار
- -هيومن رايتس ووتش- تتهم إسرائيل بارتكاب -جرائم حرب- في الضفة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة