أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ومكافحة الإرهاب














المزيد.....

جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ومكافحة الإرهاب


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 06:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الغموض الإعلامي والرسائل السياسية المبطّنة، جاء اجتماع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ليشكّل محطة غير عادية في مسار الملف السوري.
لقاءٌ مغلقٌ حمل إشارات أمنية في الشكل، وملامح خريطة جديدة في المضمون، من خطوط الجولان إلى مستقبل قسد، مرورًا بالعقوبات والتنمية والملف اللبناني.
منذ لحظة دخول الرئيس الشرع من الباب الخلفي إلى القاعة التي جمعته بالرئيس الأميركي، بدا أن الاجتماع لا يخضع للبروتوكولات المعتادة.
اللقطة التي أثارت سجالًا واسعًا في وسائل الإعلام لم تكن بلا دلالة؛ فهي توحي بأن للاجتماع خلفيات أمنية تتجاوز الشكليات الدبلوماسية، وربما تعكس طبيعة المرحلة الدقيقة التي تمر بها سوريا والمنطقة.
لكن ما يهم فعلاً ليس الممرّ الذي دخل منه الشرع، بل ما دار في الجلسة المغلقة، حيث طُرحت قضايا يمكن أن تغيّر شكل المشهد السوري لعقود قادمة.
الجلسة المغلقة بين الشرع وترامب تفتح الباب لتفاهمات إقليمية تشمل الانسحاب الإسرائيلي والتنمية المرتبطة بالأمان الداخلي.

انسحاب إسرائيلي:
من أبرز البنود التي أثارت نقاشًا واسعًا، الحديث عن انسحاب إسرائيلي محتمل إلى خطوط فكّ الاشتباك لعام 1974.
خطوة كهذه، إن تأكدت، ستكون سابقة لم تحدث منذ نصف قرن. ووفق التسريبات، سيُقابل هذا الانسحاب بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف قوة مراقبة من دولة ثالثة.
لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون: لماذا لا تُسند المهمة مجددًا إلى قوات حفظ السلام الأممية (الأندوف)؟
التقدير المرجّح أن واشنطن تسعى إلى هندسة منظومة أمنية أكثر مرونة، تتجاوز بطء الآليات الأممية، وتعتمد على ترتيبات محدودة تتقاطع فيها مصالحها مع تل أبيب وبعض العواصم العربية.

العقوبات والمرحلة الانتقالية:
في الجلسة نفسها، تم التوصّل إلى تفاهم بشأن تجميد ما تبقّى من عقوبات "قيصر"، بعد زوال كثير من مسبباتها المرتبطة بانتهاكات النظام السابق الذي كان سببًا مباشرًا في فرض تلك العقوبات.
وتراهن المقاربة الأميركية الجديدة على تخفيف الضغط الاقتصادي لتهيئة بيئة انتقالية أكثر استقرارًا، مقابل التزامات واضحة من إدارة الشرع في ملفات الأمن والسيادة والمؤسسات.
وأكدت واشنطن في بيان أن هذا التخفيف يأتي في إطار منح سوريا "فرصة النهوض من جديد" لإعادة البناء والازدهار، مع ضمان محاسبة الجهات الضارة.

المكونات السورية وضمانات الحماية:
أما الملف الثالث، فكان ضمان حماية المكونات السورية، وهو من أكثر الملفات تعقيدًا وتشابكًا.
الإدارة الأميركية لا تزال تصف تلك المكونات بـ«الأقليات»، لكنّ النقاش اليوم يتجه نحو تجاوز هذه اللغة القديمة وبناء مفهوم المواطنة المتساوية.
مصادر مطّلعة تحدّثت عن مقترح لتثبيت وجود قسد ضمن هيكلية الأمن الوطني الجديدة، مع إعادة تنظيمها ودمجها تدريجيًا في الجيش السوري القادم، بما يراعي التوافق الوطني ويضمن وحدة المؤسسة العسكرية.
الصيغة التي ستكون اختبارًا حقيقيًا لعلاقة دمشق الجديدة بكلٍّ من أنقرة وواشنطن، اللتين تتباينان في رؤية مستقبل الجزيرة السورية.

سوريا وجوارها: لبنان نموذجًا
لم يغب الوضع اللبناني عن النقاش.
الشرع، في أكثر من مناسبة، شدّد على أن «سوريا الجديدة ستكون دولة بلا خصوم، تحترم جيرانها ولا تتدخل في شؤونهم».
وهو ما يُفهم منه رغبة في طيّ صفحة التدخلات الإقليمية التي ميّزت الحقبة السابقة، وفتح المجال لشراكات اقتصادية وأمنية قائمة على الندية.
غير أن هذا الالتزام سيُختبر عمليًا في الملفات العالقة مع بيروت: الحدود، الطاقة، واللاجئون السوريون.

مكافحة الإرهاب والتنمية:
من بين العناوين التي طُرحت في المداولات الأخيرة، برز التركيز على مشاريع إعادة الإعمار والتنمية المتوازنة بوصفها خطوة أولى في المدن المحرّرة والمناطق الحدودية.
وهو ما يوحي بأنّ بعض تلك المناطق ما تزال موضع نقاش بشأن طبيعة إدارتها وتركيبتها الإدارية والأمنية، بل وحتى حول أولوياتها الاجتماعية والتنموية.
وبحسب التسريبات، فإنّ المقترحات الأميركية تربط تقديم الدعم الدولي بمدى قدرة الحكومة الانتقالية على بسط الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرّف، إلى جانب ملاحقة شبكات التهريب والفساد التي تقوّض سلطة الدولة وتستنزف مواردها.
وتبدو هذه المقاربة محاولة لصياغة معادلة توازن بين السلم الأهلي والتنمية الاقتصادية، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين لأي استقرار سياسي واجتماعي مستقبلي في البلاد.

نحو خريطة جديدة للنفوذ:
يمكن القول إن اجتماع الشرع وترامب لم يكن لقاءً عابرًا، بل محطة مفصلية لإعادة توزيع النفوذ في سوريا.
فالمشهد الدولي يشهد تحولات عميقة، مع تراجع الدور الروسي، ومحاولات إيران تثبيت مكاسبها الميدانية، مقابل عودة واشنطن عبر بوابة "الشرعية الانتقالية".
اللقاء كشف بوضوح أن النظام السابق لم يعد لاعبًا في المعادلة، وأن مستقبل سوريا يُرسم الآن بمنطق المصالح الواقعية، لا الشعارات ولا الخطابات الأيديولوجية.
كان دخول الشرع من الباب الخلفي مجرّد إجراء أمني، لكنه يرمز إلى خروج سوريا من الماضي، ودخولها من مدخل جديد إلى مرحلة قد تكون أكثر أمنًا، ولكن أيضًا أكثر اختبارًا للنيات والقدرات السياسية والمؤسسية.

* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...
- لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقر ...
- السويداء بين فلول النظام والهجري وتفاهمات الدولة.. ملامح إعا ...
- موسكو بين إرث الجرائم وصفقة النفوذ / زيارة أحمد الشرع تفتح م ...
- لافروف... محامي الشيطان في محكمة الذاكرة السورية
- العقل الاستراتيجي الأميركي في سورية والمنطقة: شرعنة الانقسام ...
- «قتلوا حبيبي يا رفيقنا...»، قالت غزل.
- غريتا تونبرغ تستحق نوبل
- الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية تفجير البنية الجغرافية السور ...
- قبل أول انتخابات بعد سقوط الأسد: لجنة التحقيق الدولية تبدأ ع ...
- انتخابات مجلس الشعب: هل تعكس إرادة السوريين أم إعادة إنتاج ا ...
- على أمل اتفاق سلام وشيك في غزة/ اتفاق 21 نقطة لإنهاء الحرب


المزيد.....




- على ارتفاع ألف متر.. شاهد مغامرًا يمشي على حواف جبل شاهق في ...
- -رفيق الدرب-.. أحمد الشرع يشعل تفاعلا بفيديو سابق يرفض فيه ا ...
- تحليل البروتوكول بصور نشرها ترامب مع أحمد الشرع يشعل تفاعلا ...
- هل يدفعك التوتر لتناول الطعام أكثر؟ إليك الأسباب
- فرنسا تعتبر الغارات الأمريكية في الكاريبي مخالفة للقانون الد ...
- سوريا.. فيديو أسلوب رد أحمد الشرع على مذيعة سألته عن -الندم- ...
- أوكرانيا: اتهام حليف لزيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في أك ...
- متظاهرون من الشعوب الأصلية يقتحمون مؤتمر المناخ في البرازيل ...
- كيف تغيّر شكل القنبلة النووية الأميركية منذ آخر اختبار؟
- أمريكا.. توقف اضطراري لطائرة تقل أعضاء في الكونغرس بسبب راكب ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ومكافحة الإرهاب