زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 00:49
المحور:
الادب والفن
قصة للأطفال
في صباحٍ ربيعيّ مشرقٍ ، حينما كان النسيمُ يحمل شذا الورود والرياحين ، اجتمعت حروف اللغة العربية في ساحة إحدى المدارس ، وكلّ حرف راح يلمع بزهوه وفخره ، والتحدّي يملأ العيون .
وقف حرف الألف رافعًا رأسه قائلًا :
أنا الأجمل والأحلى ! فأنا أوّل الحروف وأنا القائد ، فبدايتي تجعلُ الكلمةَ فخمة ، مُعطّرة بالأمل !
ضحك حرف الباء قائلًا :
تمهّل يا صديقي فأنا الأدفأ وأنا أُلوّن بداية كلمة "بيت" ، ومَن لا يحبُّ البيتَ والعائلة ؟
تقدّمت التّاء وقالت بثقة :
لا.. لا.. اسألوا الأطفال فأنا في قاموسهم الجميل : تعليم ، تربية وتفكير، ولا أحد ينكر جمالي ، تمهّلوا أرجوكم .
ثم جاء حرف الجيم وهو يبتسم :
لا تنسوا أنني موجود في :
جَمال وجُود وجُرأة .
وهل هناك أجمل من الجود والجمال والجُرأة ؟!
توالت الأصوات ، وكلّ حرف يقدّم ما يميّزه ، حتى بدأ الخلافُ يحتدّ ويشتدّ ، وكلّ حرف يُصرُّ على أنّه الأفضلُ والأجملُ والاحلى .
فجأة ظهرت النقطةُ الصغيرةُ والبسمةُ تلوّن فمَها وقالتْ بصوتٍ هادئٍ ورصين :
لماذا تتنافسون ؟ فأنتم جميعًا لا تكتملون إلا ببعضكم البعض ! فمن دونكم يا أحبتي لا تُكتبُ كلمة ، ولا يُقرأ شِعرٌ ، ولا تُروى حكاية ، ولا تُغرَّد قصّةٌ على جفون الأطفال .
سكتَ الجميع ، في حين صفّقَ حرفُ الحاء للنقطة وقال بحكمة :
حقًّا ... صدقتِ يا نقطة ! صدقتِ يا أختاه ، لا أحد أجمل من الآخر، نحن معًا نرسمُ اللغةَ ونكتبُ القصائدَ ونحكي القصصَ.
وسرعان ما صفّق الحروف جميعًا ، وتصافحوا وقرروا أن ينشدوا نشيدًا واحدًا، كتبه قبل أيام قليلة حرف الحاء بحكمة نشيدًا وأغنية :
نحن حروف العربيّة
رمزُ الجَمال والهوية
نحن الامل ، نحنُ العمل
نحن الحكمة المرويّة
نكتب على جبين الأوطان
قصّة كتبها الزّمان
مزروعة حُبّ ورجاء
ومغروسة بقلب الانسان
وملأ الغناء ساحة المدرسة والفضاء.
ومنذ ذلك اليوم ، لم يتنافس الحروف على الجَمال ، بل تعاونوا ليكونوا معًا الحروف الأجمل والاحلى .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟