زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 18:47
المحور:
المجتمع المدني
في حضن الجليل ، وعلى خدّه الشّامة الجميلة عبلّين ، حيث للكلمة جذور وللحرف شذا وللمجد عنوان ، اجتمعنا نحن بعض الأدباء والكتّاب العرب في الداخل ، لا نحملُ معنا إلا دفاتر أرواحنا وهمسات قلوبنا وفوح مشاعرنا واقلامنا .
كان اللقاء في مدرسة " صالح شيخ أحمد " (على اسم المدير الجميل والمرحوم استاذي وزميلي صالح شيخ احمد الذي اسّس المدرسة واضفى عليها وطاقم جميل معه ؛ أضفى عليها لونًا وذوقًا مرهفًا ) نعم هذه المؤسسة ما كانت مرّة وما كانت اليوم مجرد جدران ، بل فضاءً يحتضن الفكر ويحمي الحلم ، ويزرع القمح في كلّ الحقول.
وللحق أقول فقد كانت وما زالت هذه المدرسة والتي درّست بها 37 سنة ، كما كلّ مدارس عبلّين الجميلة منارة ادبيّة ، تفيض علمًا وتربية وأخلاقًا شذيّة ، بقيادة المديرة الراقية هدير كيّال ، فكان لقاءً وصداقاتٍ قديمة جمعتنا ، ومِنصّة راقية نثرت عبير الحرف ، واحتفت بالقصيدة كأنها صلاة ، وبالنصّ كأنه وطن .
جلسنا هناك نحن أبناء الكلمة ، نقرأ وننثر بين جدران الصفوف وفي نفوس الطّلبة نورًا فوق ضوء ، ونحتفل باللغة التي تجمعنا رغم شتات الجغرافيا .
كل قلمٍ سكب شيئًا من روحه ، وكل صوتٍ غرّدَ كأنّه رجع ذاكرة ، وكلّ عينٍ لمعت لأنّها رأت في اللقاء أكثر من مناسبة … رأت انتماءً واحتضانًا وأملًا جديدًا ، وذكريات جذلى اعادتنا الى الأيام الخوالي ، يوم جلسنا على المقاعد القديمة نرنو بشوق الى معلّم كان المربّي والأب قبل ان يكون مدرّسًا .
نعم لوحة جميلة رسمها الادب والادباء فوق جبين مؤسسة تتسربل بالمحبة وتتزيّا بالنشاط .
كان يومًا مثمرًا كيف لا ؟!!! وقد اجتمعتُ بها ومن خلالها الى ادباء لم التق بهم منذ سنوات طوال أمثال : محمد حبيب الله واسمهان خلايلة وصالح اسدي ، وللحقيقة أقول كلّهم مبدعون فالأدباء الشباب كانوا يقطرون عطاءً ومحبة للغتنا الجميلة .
فشكرًا جزيلًا من الأعماق لمدرسة آمنت بالكلمة واعتنقتها ، وشكرًا لمديرة شرّعت الأبواب للنور، وشكرًا لأقلام التقينا بها كأننا نكتب مستقبلًا أجمل وقصيدة حبلى بالرّجاء .
فهكذا تنبت القصائد في تربة اللقاء ، وكذا تزهر الأوطان في حضن الثقافة ويسمو البشر في أحضان اللغة والكتاب .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟