زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 19:34
المحور:
المجتمع المدني
في زمنٍ تنتصر فيه لغة العنف على لغة القلوب ، ويعلو فيه صوت السّلاح السائب على صوت الحكمة والأخلاق ، بات من الضروري أن نقف وقفة صدق ، لا مع غيرنا ، بل مع أنفسنا . فمجتمعنا العربيّ في إسرائيل يُستنزَف يومًا بعد يوم ، والدّماء تسيل في الشوارع بلا ذنْب ، وكأنَّ الحياة فقدتْ قيمتها ، وكأنّ الإنسان لم يُخلق ليعيشَ ، بل ليفني الآخر وليزرع الحزن واليتم والمصائب .
لكن في هذا المشهد القاتم ، تظل المحبّة والأخلاق هما الزرع الصالح في حقولنا ، وهما القمح الذي لا تمسّه الشوكات ، بل تصقله وتُثبت أصالته . لا أحد يُولد بالكراهية ، ولا أحد يُجبر على الغدر، بل هي القيم التي نُغذي بها أبناءَنا منذ الطفولة ، هي التي تصنع الفرق. فالطفل يقلّد أباه فإن كان الأب صالحًا حتمًا سيتعلّم الطفل الصلاح ويعيشه .
نعم واقولها بالفم الملآن وبصوت جهوري : من يزرع المحبّة لن يحصد سوى الخير. ومن يُربّي أبناءه على مخافة الربّ وعلى الرحمة وعلى احترام الآخر، سيضحي مجتمعنا حتمًا يرفل بالسلم والأمان والمحبّة .
صحيح أن الشوك كثير ، وأن الأيادي الآثمة لا تزال تعبث في أمننا ، لكن الزرعّ الطيّب لا يموت ولا يذبل ، والقمح لا يُهزم بشوكة مهما علت .
المطلوب من كل واحد فينا اليوم ، أن يكون مزارعًا للخير. أن نواجه القتل بالوعي ، والعنف بالتربية ، والإهمال بالمسؤولية . المطلوب أن نعيد للمحبّة مجدها ، وللأخلاق مكانها ولربّ السماء هيبته ، وأن نُدرك أن الصمت تجاه القبح مشاركة فيه .
تعالوا اذًا لنزرع قمحًا ، ولنُربِّ أبناءنا على الزّرع الطيب ، لأن المجتمعات لا تُبنى بالخوف ، بل بالأمل… ولن تضيرنا شوكة هنا او هناك ، ما دام في قلوبنا نبض حياة وفي صدورنا عشق للسماء .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟