أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟ الجزء السابع















المزيد.....

مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟ الجزء السابع


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 07:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد غزو البابليين لمملكة يهوذا وسبيهم، زحف الأدوميين وأنتقلوا ليستقروا في أرض اليهودية بالمنطقة الواقعة جنوب حَبْرُون « الخليل»، وأزدهروا هناك، وأطلق عليهم اليونانيون والرومان اسم « الأدوميين».

منذ عهد الملك آحاز « 733 - 718ق.م.»، أصبحت أدوم مملكة تابعة لآشور، مثل الأمم الأخرى في فلسطين وسوريا. ويتم ذكر الملك الآشوري «تغلث فلاسر الثالث»، 745-727ق.م. إلى جانب ملوك فلسطين وسوريا، و «قوس مالاكو ـ Ḳaus-malaka » ملك أدوم الذي أستسلم للملك تغلث.

ـــــ وهناك إكتشافات لجداريات لملك آشور «تغلث فلاسر الثالث» محفوظة في المتحف البريطاني تؤكد دقة تواريخ وتطابق أحداث الكتاب المقدس على تاريخ إسرائيل، ومقدار الجزية التي دفعوها وهذه اللوحة التي اكتشفت عام 1873 ، ويعود تاريخها الى 729ق.م في السنة الخامسة من حكم « تغلث» وسجل فيها إنتصاره على ملك يهوذا وأيضا ملك إسرائيل، وسجل أنه أخذ مال وفير من آحاز ملك يهوذا كما جاء في «2 ملوك 16: 7 -8»:
« وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلاً: «أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُكَ. اصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ». فَأَخَذَ آحَازُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ هَدِيَّةً.»

ونص هذا الجزء من جدارية تغلث يقول:
“From these I received tribute … Sanipu of Ammon, Salamanu of Moab, … Mitinti of Ashkelon, Jehoahaz [Ahaz] of Judah, Kaush-malaku of Edom, … Hanno of Gaza … including gold, silver, iron, fine cloth and many garments made from wool that was dyed in purple … as well as all kinds of lavish gifts from many nations and from the kings that rule over them...”

الترجمة:
“ومن هؤلاء أخذت الجزية... سنيبو العموني، سلامانو الموآبي،... ميتينتي العسقلاني، يهوآحاز [آحاز] يهوذا، كاوش ملكو الأدومي،... هانّو غزة... بما في ذلك الذهب والفضة والحديد والقماش الفاخر والعديد من الملابس المصنوعة من الصوف المصبوغ باللون الأرجواني... وكذلك كل أنواع الهدايا الفاخرة من العديد من الأمم ومن الملوك الذين يحكمونهم.”

وهذا يؤكد السياق التاريخي للنقوش الأثرية والتي تتماشى مع الأسفار المقدَّسة، فمن المرجَّح أن آحاز قد دفع هذه الجزية أو الضريبة « لتغلث فلاسر » ليحميه ويضمن تأمين تحالفه معه ضد ملوك إسرائيل وسوريا اللذان كانا يحاربانه في مملكة يهوذا، مما يؤكد توافق التاريخ مع أحداث التوراة.

فحين أستنجد آحاز «بتغلث فلاسر» ملك أشور ودفع له الجزية تمكن تغلث من قتل الملك الآرامي رصين في سوريا (2 مل 16: 9):
«فَسَمِعَ لَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ وَأَخَذَهَا وَسَبَاهَا إِلَى قِيرَ، وَقَتَلَ رَصِينَ.»
وفي الآثار الآشورية ما يثبت وقوع هذه الحرب.

ـــــ ويذكر سنحاريب ايضاث ملك أدوم الأرامي ( أورشليم701ق.م.).
ويذكر أسرحدون (680-669 ق.م.) ملك أدوم «قوس مالاكو»، إلى جانب ملوكه الـ22 ملكاً التابعين له الذين أقسموا بالولاء في نينوى.
بالإضافة إلى خضوع آدوم لآشور، كانت إبتداءً من القرن الثامن قبل الميلاد، تحت ضغط القبائل العربية التي أفقرت الأرض وتسببت في تراجع ثقافة وحضارة أدوم وحُكمائها.
مع إقتراب نهاية مملكة يهوذا (بداية القرن السادس ق.م.)، فعندما كانت تثور مملكة يهوذا ضد الحكم البابلي، كانت الشعب الأدومي يتمرد أيضاً على الملك البابلي. وهكذا خضعت أدوم، مثل يهوذا، لحكم آشور.
ـــــ أرسل ملك أدوم رسلاً إلى إجتماع للمتمردين دعا إليه صدقيا ملك يهوذا في أورشليم (إرميا27 :3 )، ولكن لاحقاً أثناء الدمار والسبي، كان الأدوميون والْمُوآبِيِّونَ وبَنِي عَمُّونَ، حلفاء للبابليين ضد يهوذا، فأرسلت أدوم قواتها ضد يهوذا « 2ملوك24: 2»: وهم « غُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ»، أي« غُزَاةَ الأدوميون» وشاركت في تدمير وإبادة مملكة يهوذا.
ويتأكد ذلك من « رسائل تل عراد- Arad letters » المكتشفة حديثاً، وهي نقوش عبرية قديمة على بقايا فخارية (أوستراكا) عُثر عليها في تل عراد في ستينيات القرن العشرين من قبل عالم الآثار « يوحنان أهاروني- Y. Aharoni»، وتقدم هذه الرسائل نظرة ثاقبة على الحياة العسكرية والإدارية واليومية لمملكة يهوذا قبل سقوطها عام 586ق.م.، وتُبين أن يهوذا كانت تحمي نفسها من تسلل الأدوميين لأرضها.

ـــــ أثارت مشاركة أدوم في تدمير مملكة يهوذا غضباً وإدانة شديدة في نبوءات مزامير داود ومراثي أرميا وأسفار الأنبياء مثل إشعياء النبي والذي يرجع تاريخه إلى هذه الفترة؛ وإرميا 49 ؛ عوبديا وهو إصحاح واحد خُصِص كاملا عن نهاية أدوم
« اُذْكُرْ يَا رَبُّ لِبَنِي أَدُومَ يَوْمَ أُورُشَلِيمَ، الْقَائِلِينَ: «هُدُّوا، هُدُّوا حَتَّى إِلَى أَسَاسِهَا» ــ مز 137 :7
« سَيُعَاقِبُ إِثْمَكِ يَا بِنْتَ أَدُومَ وَيُعْلِنُ خَطَايَاكِ.» ــ مراثي 4: 21-22
«لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي. هُوَذَا عَلَى أَدُومَ يَنْزِلُ، وَعَلَى شَعْبٍ حَرَّمْتُهُ لِلدَّيْنُونَةِ.»ــ إشعياء 34: 5، أشعياء63
«عَنْ أَدُومَ: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَلاَ حِكْمَةَ بَعْدُ فِي تِيْمَانَ؟ هَلْ بَادَتِ الْمَشُورَةُ مِنَ الْفُهَمَاءِ؟ هَلْ فَرَغَتْ حِكْمَتُهُمْ؟..وَلكِنَّنِي جَرَّدْتُ عِيسُوَ، وَكَشَفْتُ مُسْتَتَرَاتِهِ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْتَبِئَ. هَلَكَ نَسْلُهُ وَإِخْوَتُهُ وَجِيرَانُهُ، فَلاَ يُوجَدُ.. وَتَصِيرُ أَدُومُ عَجَبًا. كُلُّ مَارّ بِهَا يَتَعَجَّبُ وَيَصْفِرُ بِسَبَبِ كُلِّ ضَرَبَاتِهَا!.. لاَ يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ وَلاَ يَتَغَرَّبُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ...إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.»إرميا 49: 7, 10, 17, 18, 21

ــــ تعرضت أدوم أيضاً للتدمير في القرن السادس ق.م.، إذ تسللت إليها قبائل عربية وتأسست بمرور الوقت « مملكة الأنباط»؛ أثناء ضعف المقاومة اليهودية خلال فترة تدمير الهيكل والسبي البابلي، وخصوصا سبي السبطين يهوذا وبنيامين فبقيت أرض يهوذا خراباً، حيث طاردت هذه القبائل النبطية الأدوميين فأتجهوا نحو أرض يهوذا ومنطقتها « حَبْرُون - الخليل»، وإستولى الآدوميون عليها ونهبوا الهيكل الأول وقت تدميره، ومنعوا هروب اليهود من البابليين مما أدى إلى سقوط الكثيرين قتلى. وعُرفت هذه المنطقة فيما بعد في المصادر الهلنستية باسم «أدوم».
وتُشير الأدلة الأثرية إلى أن أدوم تم السيطرة عليها من قِبل شعب الأنباط في الفترة التي تلت سقوط مملكة يهوذا في السبي البابلي. ففي القرن الخامس قبل الميلاد طرد الأنباط الآدوميين من جبل سعير، وصارت سالع عاصمة الأدوميين قديماً لتتغير اسمها إلى« البتراء». وفي القرن الثاني قبل الميلاد أسترد يهوذا المكابي واليهود مدينة حبرون وغيرها من المدن التي كان قد أستولى عليها الأدوميون.
ـــــ خلال العصر الهلنستي، شكلت منطقة إدوم منطقة إدارية منفصلة وذكرها المؤرخ اليوناني «ديودورس الصقلي» في كتابه «مكتبة التاريخ ، 19، 98، 1». أستمرت العلاقات العدائية بين الأدوميين واليهود طوال الفترة الهلنستية.
خلال حروب « الحشمونائيم - الحشمونيين» في يهوذا في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، ساعد الأدوميون ضد اليهود، الذين ثاروا ضد إضطهاد الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع الذي منع تطبيق العبادات اليهودية وفرض الهيلينية الوثنية ودنس الهيكل المقدس.
وكانت بعض آلهة الأدوميين التي عبدوها مثل الإله ««قَوْس- Qōs» وهو الإله الوطني، و«هدد» و«عشاروت» و«بعل إيل».

ــــ قاتل اليهودي «يهوذا المكابي» الأدوميين حوالي سنة 163ق.م.، وكان نشطاً ضد منطقة «حبرون- الخليل» (1مكابي 5: 65 ).
لتخضع أدوم مرة أخرى على يد الحاكم اليهودي يوحنا هيركانوس (حوالي 125ق.م.)، حيث غزا هيركانوس كامل أدوم بحروب غير تدميرية، وقام بالتحويل القسري لسكانها إلى اليهودية ــــ( يوسيفوس، آثار اليهود، 13: 257 ،258).
ومنذ ذلك الحين أصبح الأدوميون جزءاً من الشعب اليهودي، وأصبحت أدوم واحدة من المناطق الإدارية لدولة الحشمونائيم. أجبر هيركانوس خلالها الأدوميون على إتباع شرائع اليهود وفرض عليهم الختان لأنهم أمة وثنية غير مختونة، في سبيل السماح لهم بالبقاء في الأرض فخضعوا للختان ولعادات الحياة اليهودية وإن كانوا مواطنين من الدرجة الثانية. وأصبح منهم يهوداً حقيقيين، حتى كان هيرودس الكبير وابنه أنتيباس من الأدوميين، ونجا منهم بقية (إرميا 5:12) ـــ( يوسيفوس: آثار اليهود - الكتاب الثالث عشر، الفصل التاسع)
وكان أنتيباس أدومياً وحاكماً لأدوم نيابة عن الحشمونائيم ـــ ( يوسيفوس، آثار اليهود، 14: 10) وكان هيرودس حفيده والذي عينه الرومان ملكا على يهوذا في عام 40ق.م. وخلال عهد هيرودس كانت أدوم بمثابة الأساس المتين لسلطته، وأعتبر الأدوميين أكثر ولاءً له من اليهود، وإعتمد عليهم أيضا في الإستقرار العسكري في شرق الأردن؛ حيث تم توطين ثلاثة آلاف أدومي في ترخان ـــ( يوسيفوس، آثار اليهود 16 :285 ).
بعد وفاة هيرودس في عام 4ق.م.، تم تضمين أدوم مع يهودا والسامرة في إثنية أرخيلاوس. وعندما تم خلعه في عام 6 ميلادي، أصبحت أدوم جزءاً من مقاطعة يهوذا الرومانية. وتم فصل غزة عن أي إتصال إداري بأدوم وأضيفت إلى مقاطعة سوريا.

ــــ مع إقتراب نهاية عصر الهيكل الثاني، ظهرت أدوم كواحدة من إحدى عشرة مقاطعة إدارية في يهودا. وشارك الأدوميون في الحرب الرومانية من 66-70 م. وفي وقت الحرب الأخوية اليهودية بين جماعات الثوار المختلفة، في أورشليم بين جماعة الغيورين المتطرفين zealot، وبين خصومهم من فريق اليهود المعتدلين، أو بين المتطرفين والمحافظين من اليهود. بقيادة «حنَّان بن حنَّان- Anan b. Anan»، سارعوا الأدوميين لمساعدة الغيورين المتطرفين، بزعم أن حنَّان ورفاقه ينوون تسليم أورشليم إلى أيدي الرومان. قاد الأدوميون أربعة قادة، ليتوغلوا في أورشليم ويحرروا الغيورين الذين كانوا محاصرين في الهيكل، وبالتالي أنتصروا على فريق المعتدلين من اليهود.

ــــ أثناء حصار أورشليم مباشرةً من قبل تيتوس، يقول يوسيفوس، جاء عشرون ألفًا من الأدوميين إلى أورشليم للقتال في صف الغيورين المحاصرين في الهيكل.
فيقول في بداية الفصل الرابع، بالمجلد الرابع :
«ما إن إستدعى الغيورون الأدوميين، وصلوا إلى أورشليم على الفور... فساروا حكام الأدوميين في البلاد كالمجانين، وأعلنوا نداءً يدعو الشعب إلى الحرب. فتجمع جمع غفير فجأةً، قبل الموعد المحدد في النداء، ورفع كل واحد سلاحه دفاعًا عن عاصمته. ووُضع عشرون ألفًا منهم في صفوف القتال، وجاؤوا إلى أورشليم، بقيادة أربعة قادة، هم يوحنا ويعقوب بن سوساس. وكان معهم أيضًا سمعان بن كثلاس وفينياس بن كلوسوثوس.» ـــ( يوسيفوس، الحرب اليهودية، المجلد الرابع : 4 ,5 ).
شكلوا الأدوميين فرقة خاصة، وكان يقودهم ضباط، أبرزهم « يعقوب بن سوساس» « شمعون بن كاتالا»، تحت القيادة العليا لـ «شمعون بن جيورا ». وكان للأدوميين دورٌ بارزٌ في أورشليم، كما أعتبرهم تيتوس عنصراً أساسياً في القوة العسكرية اليهودية للغيورين. وبعد الحروب اليهودية، لم يعد للأدوميين وجود تاريخي مميز، على الرغم من أن الاسم الجغرافي «أدوميا» هو الاسم اليوناني والروماني للأرض التي سكنها الأدوميون، كان لا يزال الاسم موجوداً في زمن القديس جيروم .

ـــــ تنبأ الأنبياء بخراب أدوم بسبب عدائها الشديد لإسرائيل. وتنبأوا أيضًا بإندماجها النهائي ضد ملكوت الله وضد عمله الخلاصي :
« سَيُعَاقِبُ إِثْمَكِ يَا بِنْتَ أَدُومَ وَيُعْلِنُ خَطَايَاكِ.» ــ مراثي 4: 21-22
«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ.وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.» ــ حزقيال 25: 12- 14
« وَأَدُومُ تَصِيرُ قَفْرًا خَرِبًا،» ــ يوئيل 3: 19
«عَنْ أَدُومَ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ..، لأَنِّي قَدْ جَلَبْتُ عَلَيْهِ بَلِيَّةَ عِيسُو حِينَ عَاقَبْتُهُ.. وَلكِنَّنِي جَرَّدْتُ عِيسُوَ، وَكَشَفْتُ مُسْتَتَرَاتِهِ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْتَبِئَ. هَلَكَ نَسْلُهُ وَإِخْوَتُهُ وَجِيرَانُهُ، فَلاَ يُوجَدُ.» ــ أرميا 49: 8-10
لأنهم يذخرون لأنفسهم دينونة غضب الرب:
« لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي. هُوَذَا عَلَى أَدُومَ يَنْزِلُ، وَعَلَى شَعْبٍ حَرَّمْتُهُ لِلدَّيْنُونَةِ» ــ إش34: 5

ـــــ وكما أن الملك هيرودس أدومياً، كذلك أصل النبي عوبديا من الأدوميين ولكنه إرتد عن الأدوميين إلى اليهودية ليكون نبياً يهودياً ضد الأدوميين بسبب ما أرتكبوه من جرائم ومجازر قتل ضد بني إسرائيل وشماتتهم في تدمير أورشليم.

ـــــ كان الأدوميون يشتهرون بحكمائهم فأُبيدت عنهم مشورة الفهماء وفرغت حكمتهم «أرميا 49: 7»
« أَلاَ أُبِيدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْحُكَمَاءَ مِنْ أَدُومَ، وَالْفَهْمَ مِنْ جَبَلِ عِيسُو؟»ـــ عوبديا 1: 8
ولكن كما نرى الله يتمهل ويترك لهم بقية في سفر ملاهي: «أَلَيْسَ عِيسُو أَخًا لِيَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ، وَجَعَلْتُ جِبَالَهُ خَرَابًا وَمِيرَاثَهُ لِذِئَابِ الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّ أَدُومَ قَالَ: قَدْ هُدِمْنَا، فَنَعُودُ وَنَبْنِي الْخِرَبُ.» ـــ ملاخي1: 2-4

ـــــ ألقت الحفريات الضوء مؤخراً على تاريخ أدوم، مثل حفريات عام 2004 في خِربة النحاس بوادي فينان بمحافظة الطفيلة بالأردن، حيث كشفت عن قطع أثرية وأدلة على مجتمع كان مستقر يعود تاريخه إلى القرن العاشر قبل الميلاد وبأن أدوم كانت مجتمعاً متطوراً وحضرياً يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وأكدت اختبارات الكربون المشع من الموقع أن المناطق الصناعية للموقع تعود إلى القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد.
[ باري جاجودا، «إعادة تقييم التواريخ المثيرة للجدل لأدوم التوراتية بناءً على نتائج بحث أثري جديد»، جامعة كاليفورنيا، سان دييغو (بيان صحفي) (17 فبراير/شباط2005) ]
وما إذا كانت هذه المواقع تعكس الدولة الأدومية وإلى أي مدى، فأستنتج «توماس إي. ليفي»، من بين علماء آخرين، من مسح موقع خربة النحاس أن أدوم كانت مجتمعاً متطوراً وحضرياً يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد (تاريخ أول مملكة إسرائيلية، وفقًا للتوراة) وكانوا لديهم حتى أعمال النحاس الخاصة بهم.
[ توماس إي. ليفي ومحمد نجار، «أدوم والنحاس»، مراجعة الآثار الكتابية (يوليو/أغسطس 2006). ]
وأكدت إختبارات الكربون المشع لخربة النحاس أن المناطق الصناعية للموقع تعود إلى القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد .

ـــــ المـــــــراجع :
ــــــــــــــــــــ
ـــ يوسيفوس، «الآثار اليهود»، المجلد الثاني عشر، ص 8، الفقرات 1، 6.
ـــ يوسيفوس، الحروب اليهودية ، المجلد الرابع، الفصل 4، 5.
ـــ يوسيفوس، الحروب اليهودية، 5: 249
ـــ يوسيفوس، آثار اليهود 16 :285
ـــ يوسيفوس: آثار اليهود - الكتاب الثالث عشر، الفصل التاسع
ـــ يوسيفوس، آثار اليهود، 13: 257 ،258
ـــ باري جاجودا، «إعادة تقييم التواريخ المثيرة للجدل لأدوم التوراتية بناءً على نتائج بحث أثري جديد»، جامعة كاليفورنيا، سان دييغو (بيان صحفي) (17 فبراير/شباط 2005)
ـــ توماس إي. ليفي ومحمد نجار، «أدوم والنحاس»، مراجعة الآثار الكتابية (يوليو/أغسطس 2006).
ـــ ديودروس الصقلي: كتاب «مكتبة التاريخ ، 19، 98، 1»
ــــ بطليموس، كتاب الجغرافيا



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء السادس
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الخامس
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الرابع
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الثالث
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الثاني
- مَنْ هم الفلسطينيين وأصولهم عبر التاريخ ؟ الجزء الأول
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الثامن
- ماذا وراء الموت؟! الجزء السابع
- ماذا وراء الموت؟! الجـزء السادس
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الخامس
- ماذا وراء الموت الجزء الرابع ؟!
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الثالث
- ماذا وراء الموت الجزء الثاني ؟!
- ماذا وراء الموت ــ الجزء الأول؟!
- هل العذراء مريم إبنة يواقيم أم بنت عمران وأخت هارون ؟!
- بدعة اللاهوت الفلسطيني !
- أكذوبة الأديان السماوية!!
- الصين ونبوءة نهاية الزمان، والجنود المُعدَّلين وراثياً !
- الثقافة المسيحية لأوروبا
- فيلم رفعت عيني للسما


المزيد.....




- الشفق القطبي يُضيء سماء الولايات المتحدة من تكساس إلى فلوريد ...
- مصر.. فيديو -حلم- تحقق لسوزان أرملة حسني مبارك ينشره علاء وس ...
- DW تتحقق: محتوى زائف وآخر مفبرك حول حرب السودان
- ترامب يلمح لقرار بشأن فنزويلا والجيش الأمريكي يبدأ عملية ضد ...
- النهضة تدين حكما جديدا بسجن الغنوشي بسبب تبرعه للهلال الأحمر ...
- تقدم.. حزب ليبرالي عراقي
- المقبرة الإخشيدية.. مدافن الأمراء وشهداء الأقصى
- من غزة إلى جوهانسبرغ.. تفاصيل رحلة غامضة خُدع فيها غزيون
- وسط حشد عسكري.. غموض بشأن قرار ترامب تجاه فنزويلا
- السعودية.. بعد يوم من صلاة الاستسقاء.. فيديو كيف لمعت السماء ...


المزيد.....

- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم / تاج السر عثمان
- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟ الجزء السابع