أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الرابع















المزيد.....

مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الرابع


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 09:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان كسلوحيم ابن مصرايم، ومعنى كسلوحيم « محصن»، وسكن نسله شرق الدلتا بجوار البحر المتوسط وإلى نواحى فلسطين، في «كسيونس» وهي منطقة جبلية شرق البلسم، في حدود مصر من جهة فلسطين.
وخرج من كسلوحيم ابنان، هما :
– فلشتيم : وهو أصل الفلسطينيين الكنعانيين زمن إبراهيم
– كَفْتُورِيم: هناك رأي يقول أن كَفْتُورِيم سكن أولا بالدلتا قرب منف، ثم هاجر ونسله لجزر بحر إيجة باليونان » وعاشوا هناك وتسمت جزيرة كريت باسمهم «جزيرة كفتور»

إذن كَفْتُورِيم وفِلِشْتِيم ينحدران من جدهما مِصْرَايِم وهاجروا من مصر وأفريقيا، ثم عاد نسل الكفتوريين في زمن لاحق في الربع الأول من القرن الـ12، في موجات غزو متتالية إلى أرض كنعان، وحاولوا غزو مصر ولكن صدهم فرعون مصر رمسيس الثالث فهربوا وإحتلوا الساحل الشرقي للبحر المتوسط لفلسطين وسوريا. وبذلك اجتمع في فلسطين بقايا الفلسطينيين الأوائل وأبناء عمهم الكفتوريين المهاجرين من نسل كسلوحيم، مكونين الشعب الفلسطيني. ذُكرت كفتور في نقوش قديمة في مصر ومملكة ماري ومملكة أوغاريت.

ــــــ الْفِلِسْطِينِيِّونَ الكفتوريون:
«وَمِصْرَايِمُ وَلَدَ: وَفَتْرُوسِيمَ وَكَسْلُوحِيمَ الَّذِينَ خَرَجَ مِنْهُمْ فِلِشْتِيمُ وَكَفْتُورِيمُ.» ــ تك10: 14
يشير النص إلى كَفْتُورِيم مثل فِلِشْتِيم هو حفيد مِصْرَايِمُ وأصولهم حاميَّة من أفريقيا.

ــــ أطلق على الفلسطينيين زمن إرميا النبي في أكثر من موضع اسمهم الأصلي وهو «كَفْتُورِيم»، ووصفهم بأنهم: « بقية سكان جزيرة كفتور «كريت» (إرميا 47: 4):
« بِسَبَبِ الْيَوْمِ الآتِي لِهَلاَكِ كُلِّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِيَنْقَرِضَ مِنْ صُورَ وَصَيْدُونَ كُلُّ بَقِيَّةٍ تُعِينُ، لأَنَّ الرَّبَّ يُهْلِكُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، بَقِيَّةَ جَزِيرَةِ كَفْتُورَ.»

ـــ وقال «عاموس9: 7» أن الفلسطينيين اللاحقين خرجوا من كفتور:
«أَلَمْ أُصْعِدْ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ كَفْتُورَ ».

ـــ الفلسطينيون أُطلق عليهم اسم كفتوريم، أي الذين خرجوا من كفتور، والذين دمروا «العويين» السكان المحليين، حيث كانت المنطقة المجاورة لغزة يسكنها «العويون» وهم أحد أقطاب «الكنعانيين»، فأبادهم الفلسطينيون الكفتوريون وأحتلوا أرضهم «تث 2: 23»:
« وَالْعُوِّيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي الْقُرَى إِلَى غَزَّةَ، أَبَادَهُمُ الْكَفْتُورِيُّونَ» الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ »

وعرفت الأرض فيما بعد باسمهم منذ أن أحتلوها، عرفت بأرض الفلسطينيين أي «أرض المهاجرين - الغرباء». ومن المثير للإهتمام أن الاسم الأصلي لـمدينة «غــــزة» كان «مينوا»، وهو مشابه جداً لاسم الحضارة المينوية ببحر إيجة .
و يُطلق عليهم في الترجمة السبعينية التوراة اسم « ألوفيلي - Allophyli» وتعني « الغُرباء» أي شعب بلد أخرى.
ويُشار إليهم في سفر صموئيل بأنهم شعب «غير مختون». لذلك لم يكونوا من العِرق السامي، مع أنهم بعد إستقرارهم في كنعان تبنوا اللغة السامية للسان الكنعاني لأصحاب الأرض.

ـــــ يُعرَّف الكفتوريم في التوراة بالفلسطينيين أيضاً لأسباب سيأتي ذكرها.
بينما يُعرَّفهم الكُتّاب العلمانيون بجزيرة كريت. لأن « كفتور» في التوراة هي جزيرة كريت: (تكوين 10: 14؛ تثنية2: 23؛ 1أخبار 1: 12؛ عاموس 9 :7؛ إرميا 47 :4).

2. هناك نظرية ثانية:
حيث أعتقد إيبرس (Aegypten und die Bucher Moses، 130) أن كفتور تُمثل كفتور المصرية، معتبرًا أن كفتور هو الاسم المصري لمستعمرات الفينيقيين في الدلتا، والذي إمتدت لتشمل الفينيقيين في الشمال ومستعمراتهم. لذا، فإن كفتور تعني «فينيقيا الكبرى». حيث يرون أنها كانت في دلتا مصر بجوار منف، حيث وجدت مدينة تسمى « كابت هور» فأعتقد البعض بأنها «كفتور». لكن إكتشاف اسم «كفتو» بين أسماء البلدان التي غزاها بطليموس أوليتس في نقش فرعوني على معبد كوم أمبو يهدم هذه النظرية.

3. هناك نظرية ثالثة:
وهي تربط بين كفتور و«كفتيو» المذكورة في النقوش المصرية، منذ عهد تحتمس الثالث، ذُكر سكان هذه الأرض، «الكفتيو»، في السجلات. ففي مرسوم نقش كانوب الثلاثي اللغات، يحتوي على نصوص بالهيروغليفية واليونانية والديموطيقية، ويُترجم اسم الشعب المعروف باسم «الكفتي» في اليونانية إلى « فوينيكي -Phoinike » أي «فينيقيا - Phoenicia». وهذا خطأ، إذ لا يشترك نقش اسم الكفتيو الذي على الآثار المصرية في أي سمات أو ملامح مشتركة مع الساميين. فهم يمثلون بالتأكيد نمطاً غربياً للحضارة المينوية.

وأعتقد البعض أن« كفتيو» المصرية كانت منطقة في آسيا الصغرى، وربما كيليكيا. فأقترحوا ربط كفتيور بكيليكيا حيث دخلت شعوب البحر، « البوراساتي- purasati»، والذين أخضعهم رمسيس الثالث (حوالي 1200 ق.م.)، دخلوا من شمال سوريا.
حرف «ر» في اسم « بوراساتي» هو المقابل المصري لحرف «ل» السامي. لذلك، فإن «بوراساتي» = تعني «بيلشتي»، أي«فلسطينيون». ولذلك، أُقترِح تعريف «كفتو» بأنها بكيليكيا
ولكن هناك إعتراض يتمثل في غياب حرف «ر» الأخير في كلمة « كفتو» لتصبح كفتور. ولذلك فهي نظرية مستبعدة أيضاً، حيث أن الإحتمال الأقوى والسائد بين علماء اللاهوت والأثريين هو أنهم ينحدرون من كفتور « جزيرة كريت» وأرضٌهم التي تقع بين أرض يهوذا ومصر كما جاء في سفر(خروج 13: 17؛ 15: 14، 15؛ يشوع 13: 3؛ 1صموئيل 4).

ـــــ تناول عالم الآثار د. «دانيال ماستر» الأدلة الأثرية وربطها بالأدلة الكتابية عن أصول الفلسطينيين. وتناول تفاصيل المعركة الواردة في معبد رمسيس الثالث الجنائزي في مدينة هابو. ففي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفي عهد رمسيس الثالث، هاجمت قبائل من «جزر» « البلاد الشمالية» مصر عدة مرات، بحراً وبراً. وأنطلقوا لغزو مصر بين عهدي الفرعون مرنبتاح (حوالي 1224-1216ق.م.) ورمسيس الثالث (حوالي 1174-1144 ق.م.).
عبرت قبائل شعوب البحر، شرق البحر المتوسط ودمروا في طريقهم إلى مصر العديد من المدن، بما في ذلك مدينة أوغاريت على الساحل السوري التي تدمرت تماماً.

هزمت مصر قبائل الجُزر بما فيهم الفلسطينيين في القرن الـ 12ق.م.، كما هو مُدوّن على أحد جدران معبد مدينة هابو. حيث يُصوّر نقش بارز بالمعبد معركة بحرية ضخمة في منطقة دلتا النيل بين الأسرى من قبائل الجزيرة وبين المصريين. وفيها يرتدي سكان الجزيرة الأسرى أغطية رأس مميزة، تُميّزهم بوضوح عن المصريين. وكانت شعوب البحر ترتدي درعًا مميزاً وشعاراً من الريش وهم «المهاجرين» من جزيرة كريت إلى أرض كنعان وأصبحوا هناك الفلسطينيون.
بعد هزيمتهم من رمسيس الثالث الذي حقق نصراً ساحقاً عليهم، إستقرت بعض هذه القبائل على الساحل الجنوبي لأرض كنعان، فيما أصبحت تعرف بعد ذلك بأرض الفلسطينيين.

ـــــ المصادر المصرية تُوثّق هجرتهم من « جزر بحر إيجة» إلى فلسطين في القرن الـ 12ق.م. وهذا النقش الفرعوني ما يتوافق تماماً مع الشعب الذي ذكرهم التوراة وهم الفلسطينيين الكفتوريين الكريتيين. فالآثار هي التاريخ الراسخ والوثائق الذي لا يمكن تكذيبها عبر آلاف السنين.
ويستند «ماستر» بشكل كبير إلى النقوش والرسوم المصرية لـ« كفتو» من القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، حيث ترتبط الكفتو بالحضارة المينوية، التي كان مركزها كريت.
ويخلص د. ماستر إلى أن أدلة الحمض النووي الجديدة ، إلى جانب الشهادات التوراتية والأثرية، تشير إلى أن الفلسطينيين يعود أصلهم إلى جزيرة كريت. هذا لا يعني أن الفلسطينيين كانوا مجموعة متجانسة، فجميعهم قادمون من بحر إيجة حاملين معهم آثاراً من الحضارة المينوية.

الفلسطينيون الكريتيون لم يكونوا شعباً واحداً في البداية. بل كانوا يتألفون من مجموعات من جميع أنحاء منطقة بحر إيجة وشرق البحر المتوسط بما في ذلك شعوب من الأناضول تحت مسمى «شعوب البحر» فهم سكان جزر بحر إيجة. وهم شعوب غُلْفِ « غير مختونة» كما يذكرهم سفر القضاة:
«أَلَيْسَ فِي بَنَاتِ إِخْوَتِكَ وَفِي كُلِّ شَعْبِي امْرَأَةٌ حَتَّى أَنَّكَ ذَاهِبٌ لِتَأْخُذَ امْرَأَةً مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْغُلْفِ؟» ــ قض14: 3
وتُظهر نتائج البحث في هذه المدن، أن للفلسطينيين فخار وصُناع أسلحة وأدوات ومنازل مميزة. كما كانوا يأكلون لحم الخنزير، وكانت لديهم شبكات تجارية واسعة.
« وَلَمْ يُوجَدْ صَانِعٌ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالُوا: «لِئَلاَّ يَعْمَلَ الْعِبْرَانِيُّونَ سَيْفًا أَوْ رُمْحًا». بَلْ كَانَ يَنْزِلُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِكَيْ يُحَدِّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سِكَّتَهُ وَمِنْجَلَهُ وَفَأْسَهُ وَمِعْوَلَهُ » ــ 1صموئيل 13: 19-20

ـــــ ثم صارت فلسطين لاحقاً بأكملها جزءاً من إمبراطورية الملك سليمان، عندما شن الفلسطينيون، مع السوريين والآشوريين، حربًا على مملكة إسرائيل، وتحالف حزقيا الملك مع المصريين كقوة موازنة ضد الآشوريين، وأصبحت حيازة فلسطين منذ ذلك الحين نقطة تحول في الصراع بين الإمبراطوريتين العظيمتين في الشرق. شن الآشوريون بقيادة تَرْتَانَ، قائد سرجون، حملة على مصر، وأستولوا على أشدود، مفتاح تلك البلاد. (إشعياء 20: 1، 4، 5):
«فِي سَنَةِ مَجِيءِ تَرْتَانَ إِلَى أَشْدُودَ، حِينَ أَرْسَلَهُ سَرْجُونُ مَلِكُ أَشُّورَ فَحَارَبَ أَشْدُودَ وَأَخَذَهَا »

ـــــ قبائل الفلسطينيين الكفتوريين المهاجرين إندمجوا مع السكان المحليين الكنعانيين، محافظين على العديد من السمات الثقافية واللغوية والدينية للكنعانيين في العصر البرونزي. فتبنوا اللغة السامية الكنعانية للمنطقة مع الإحتفاظ بكلمات من لغتهم «الهندو-أوروبية» الأصلية. وبمرور الوقت، بدأت آلهة الفلسطينيين تشبه نظيراتها الكنعانية، على الرغم من أن الفلسطينيين أحتفظوا بطقوس عبادة مميزة. حيث عبدوا مجموعة من الآلهة، وكان «داجون» أحد آلهتهم الرئيسية (قض16: 23؛؛ 1صم5: 1-7)، وعشتاروث (1صم31: 10) وبعلزبوب (2ملوك 1: 2-6).

ـــــ وقد أظهرت الحفريات في بعثة « ليون ليفي» إلى عسقلان، أن الفلسطينيين كانوا يمتلكون مجموعة مميزة من القطع الأثرية. ويشير الباحث إلى أوجه تشابه بين بعض القطع الفلسطينية القديمة، وخاصةً من القرنين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد، والقطع الأثرية الإيجيّة والقبرصية.

إزدهرت الثقافة الفلسطينية خلال العصر الحديدي (12ق.م. - 6ق.م.). ومثلما حدث لمملكتي إسرائيل ويهوذا من سبي بابلي، فقد الفلسطينيون إستقلاليتهم مع نهاية العصر الحديدي. وأصبحوا خاضعين ودفعوا الجزية للآشوريين والمصريين ثم البابليين لتمردهم. على سبيل المثال دمّر الملك البابلي نبوخذنصر عسقلان وعقرون الخائنتين، وسبي العديد من الفلسطينيين في السبي البابلي مع اليهود.

ـــــ نخلص من هذا أن مجموعات «المهاجرين الفلسطينيين » ليسوا السكان المحليين وليسوا الفلسطينيين الكنعانيين. ولهذا لم يُذكَروا بين القبائل الكنعانية في أسفار موسى الخمسة. وذكرهم سفر عاموس وإرميا على أنهم الكريتيين الذين هاجروا من كفتور « جزيرة كريت».

ولهذا لم يكن الفلسطينيين الكريتيين في الأرض ولم يحسبوا في جدول الأمم. فالشعوب التي كانت في الأرض هم: «تكوين15: 19- 21»:
«والْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ، وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ، وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ»
فليس من بينهم الفلسطينيين. لأنهم في هذا التوقيت كانوا يعيشون في جزيرة «كفتور- كريت».

ـــــ هؤلاء الغزاة الكفتوريين الكريتيين هم من قاتلهم داود الملك حتى قضى عليهم في حروبه ضدهم واسماهم بالغزاة، ولم يأتي ذكرتهم إلا مرات قليلة بعد عهد داود الملك«1صم 30: 14-16» :
« فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لِمَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُل عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ14فَإِنَّنَا قَدْ غَزَوْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ الْكَرِيتِيِّينَ، وَعَلَى مَا لِيَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ كَالِبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ». 15 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ؟» فَقَالَ: احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي، فَأَنْزِلَ بِكَ إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ»

ـــــ هؤلاء الكريتيين هم من وعد الله بإستئصالهم من الأرض، لأنهم ظلوا شوكةً في خاصرة إسرائيل طوال عهد القضاة وبداية عهد الملوك. وتضائل نفوذهم بعد عهد الملك داود، الذي نجح في إخضاعهم وإبادة أغلبهم، كما هو مذكور في« 2 صم8: 1 »:
« وَبَعْدَ ذلِكَ ضَرَبَ دَاوُدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَذَلَّلَهُمْ، وَأَخَذَ دَاوُدُ «زِمَامَ الْقَصَبَةِ» مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.»
وزمام القصبة تعني أستولى على« العاصمة » وهي مدينة جَت، أهم مدن الفلسطينيين

وأعلن إرميا النبي (إرميا 47: 1-7)، وحزقيال (حزقيال 25: 15-17)، ويوئيل (يوئيل 3: 4-5)، وعاموس (عاموس 1: 6-8)، وعوبديا (عوبديا 19)، وصفنيا (صفنيا 2: 4-7)، وزكريا (زكريا 9: 5-8) تدمير الشعب الفلسطيني الكريتي وإنتهائه، وهكذا صار.
« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ، وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ» ــ حز25 :16- 17

و تحققت جميع هذه النبوءات قديماً في شعب الفلسطينيين الكريتيون، حيث تم إستئصال الفلسطنيين عن بكرة أبيهم. وتُسلّط هذه النبوءات الضوء على خيانة الفلسطينيين لبني إسرائيل وبيعهم إلى الأدوميين كعبيد.
وتجلّت الكراهية القديمة التي يكنّها الفلسطينيون لليهود في أعمال عدائية أثناء السبي البابلي (حزقيال 25: 15-17):
« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدْ عَمِلُوا بِالانْتِقَامِ، وَانْتَقَمُوا نَقْمَةً بِالإِهَانَةِ إِلَى الْمَوْتِ لِلْخَرَابِ مِنْ عَدَاوَةٍ أَبَدِيَّةٍ ، فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ، وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ»

وأيضا في سفر «صفنيا2: 5» نفس الوعد الإلهي بإنتهائهم للأبد:
وَيْلٌ لِسُكَّانِ سَاحِلِ الْبَحْرِ أُمَّةِ الْكِرِيتِيِّينَ! كَلِمَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ: «يَا كَنْعَانُ أَرْضَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِنِّي أَخْرِبُكِ بِلاَ سَاكِنٍ».

ولي تكملة في جزء خامس عن مصير الكنعانيين ونهاية الفلسطينيين المحتومة.



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الثالث
- مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الثاني
- مَنْ هم الفلسطينيين وأصولهم عبر التاريخ ؟ الجزء الأول
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الثامن
- ماذا وراء الموت؟! الجزء السابع
- ماذا وراء الموت؟! الجـزء السادس
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الخامس
- ماذا وراء الموت الجزء الرابع ؟!
- ماذا وراء الموت؟! الجزء الثالث
- ماذا وراء الموت الجزء الثاني ؟!
- ماذا وراء الموت ــ الجزء الأول؟!
- هل العذراء مريم إبنة يواقيم أم بنت عمران وأخت هارون ؟!
- بدعة اللاهوت الفلسطيني !
- أكذوبة الأديان السماوية!!
- الصين ونبوءة نهاية الزمان، والجنود المُعدَّلين وراثياً !
- الثقافة المسيحية لأوروبا
- فيلم رفعت عيني للسما
- البوابة الشرقية الذهبية لسور أورشليم
- النقوش العربية المسيحية قبل الإسلام؛ وعبارة «بسم الإله» !
- مَنْ كان يعيش في فلسطين في القرن ال17 ؟!


المزيد.....




- بحادثة هي الأولى.. بولندا تتهم روسيا بـ-عمل عدائي- في مجالها ...
- إطلالة -سندريلا- عصرية لآنيا تايلور جوي في مهرجان تورونتو
- على الخريطة.. ماذا يعني أمر إسرائيل بإخلاء كامل مدينة غزة؟
- ضربة قطر.. محلل يلفت لـCNN عمق التداعيات مؤكدا: ترامب إما أع ...
- تحليل.. تداعيات وخيمة على ترامب بعد ضربة إسرائيل في قطر
- عدد المقاتلات ومدة التخطيط وأسلحة لم ترصدها الدفاعات.. تفاصي ...
- من كان يعلم بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة؟ مصر وتركيا حذرتا ...
- جورجيا: اشتباكات في تبليسي بين أنصار الحزب الحاكم ومؤيدي الم ...
- ترامب: لست سعيدا بالغارة الإسرائيلية على قطر
- تنديد دولي بهجوم إسرائيل على قطر وجلسة طارئة بمجلس الأمن


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فريدة رمزي شاكر - مَنْ هم الفلسطينيون وأصولهم عبر التاريخ ؟! الجزء الرابع