نعمة المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 10:41
المحور:
الادب والفن
(إلى روح زوجتي الراحلة… رحمها الله)
يا من رحلتِ…
تركتِ النافذة مفتوحةً، كأنكِ خرجتِ لتعودي بعد قليل،
لكن الليل طال… وطال…
وأنا ما زلتُ أحدّق في ذاك الفراغ الذي حمل شكل خطوتك الأخيرة.
أسمع صوت الكروان كل فجر،
يبكي من بعيد…
كأنه يعرف أن في صدري شيئاً انكسر ولن يلتئم.
يا راحلتي…
يا أنفاسي التي كانت تمشي إلى جانبي دون أن أشعر بقيمتها،
يا وردة عمري التي ذبلت قبل أوانها
وأنا أقف أمامها كعاجزٍ لا يعرف كيف ينقذ الضوء من السقوط.
كانوا يقولون:
“الفراق يعلّم الرجال الصبر.”
وأنا أقول:
الفراق لا يعلّم…
بل يهدم كل ما كان خفيفاً في القلب،
ويترك المكان خاويًا إلا من الذكريات.
كل شيء هنا يذكّرني بك:
الكرسي الذي كنتِ تجلسين عليه،
الملح الذي كنتِ تضعينه قليلًا على الطعام،
الطرحة السوداء المعلّقة خلف الباب،
ورائحتك…
يا الله… رائحتك لم تغادرني بعد.
أحيانًا،
عندما يهدأ الليل تمامًا،
أسمعكِ…
أسمع وقع خطواتكِ على قلبٍ ما زال لكِ وحدكِ.
كأنكِ تقولين:
"لم أغادر… أنا فقط اختبأت في الغياب."
فأفتح النافذة،
وأترك الريح تعبر،
وأقول للكروان الذي يبكي في على شاطيء دجلة:
يا طير…
قل لها إن رجلاً ما زال ينتظرها،
وما زال يضع يده على موضع قلبه
ليناديها باسمها…
كل ليلة.
يا زوجتي الرحيمة،
سلامٌ عليكِ
في الغياب…
وفي اللحد…
وفي الجنة التي أرجو أن تجمعني بكِ يومًا.
#نعمة_المهدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟