أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - نظرية ناش وتوازن الفشل, في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في الدولة العراقية الفاشلة















المزيد.....



نظرية ناش وتوازن الفشل, في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في الدولة العراقية الفاشلة


مكسيم العراقي
كاتب وباحث يؤمن بعراق واحد قوي مسالم ديمقراطي علماني بلا عفن ديني طائفي قومي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 21:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(0)
مقولات ماثورة حول نظرية ناش
"العقل غير المستقر يمكن أن يولد أفكارًا مستقرة تغير العالم."
"أحيانًا تكون العبقرية في إيجاد التوازن، لا في الفوز."
"أنا أؤمن بالأفكار أكثر من الناس. الأفكار لا تخون."
"الحياة لعبة، وأفضلنا هو من يفهم قواعدها النفسية والعقلانية معًا."
-ناش
"التوازن الحقيقي لا يعني أن الجميع رابحون، بل أن لا أحد يمكنه أن يربح أكثر دون أن يخسر الآخرون."
"في كل صراع، هناك لحظة يصبح فيها الثبات أكثر حكمة من التحدي."
"العظمة ليست في الفوز بكل شيء، بل في معرفة متى يكون التوازن هو النصر."
"العقلانية الجماعية تبدأ عندما يتوقف كل فرد عن محاولة التفوق على الآخر."
-اراء حول النظرية
"ما فعله ناش هو أنه أعطى للعلم وسيلة لقياس التوازن في قرارات البشر كما نقيس التوازن في الطبيعة."
-روجر مايرسون (أحد رواد نظرية الألعاب)
"لو لم يكن هناك ناش، لكانت السياسة والاقتصاد اليوم بلا معادلة لفهم الصراع والتعاون."
-إريك ماسكين (حاصل على نوبل أيضًا)
"إنها ليست عن أن أجد أفضل نتيجة لي، بل أن نجد أفضل نتيجة لنا جميعًا."
-من فيلم A Beautiful Mind:
"توازن ناش يصف عالماً من اللاعبين العقلانيين، لكنه ينسى أن البشر لا يلعبون بعقولهم فقط، بل بقلوبهم أيضاً."
"في نظرية ناش، لا يوجد خير أو شر، فقط استراتيجيات. وهذا ما يجعلها خطيرة إذا استُعملت لتبرير الأنانية الجماعية."
"التوازن الذي يتحدث عنه ناش هو توازن من نوع بارد — لا حب فيه، لا تضحية، لا إنسانية."
"عندما نحول كل تفاعل بشري إلى لعبة، فإننا نفقد المعنى الأعمق للثقة والتعاون."
في الاقتصاد الواقعي، لا أحد يعرف كل قواعد اللعبة، لذا فإن توازن ناش يشبه مطاردة شبح في الظلام."
"نظرية ناش تجعلنا نعتقد أن الأنانية يمكن أن تنتج نظامًا مستقرًا، لكنها نادرًا ما تفعل ذلك في الواقع."
"في الحياة الواقعية، الناس لا يبحثون عن التوازن، بل عن الأمل."
"توازن ناش ينجح فقط حين لا يكون هناك حب أو كراهية أو رغبة بالانتقام — أي حين لا يكون هناك بشر."
"من يظن أن العلاقات يمكن أن تُحل بمعادلات، لم يفهم شيئًا عن الفوضى الجميلة في النفس البشرية."
"العالم الذي يعيشه ناش منطقٌ أكثر مما هو إنساني."
"إذا كانت الحياة لعبة، فربما أفضل من يعيشها لا يفكر فيها كلعبة على الإطلاق."
"افتراض أن البشر عقلانيون بالكامل هو أول خطوة نحو فهمٍ غير عقلاني للإنسان."
— مجهولين
"توازن ناش يعمل فقط في كتب الرياضيات، أما في الأسواق الحقيقية فالعواطف والمعلومات غير المتكافئة تفسد اللعبة قبل أن تبدأ."
— جوزيف ستيغلتز

(1)
الجذور النظرية لنظرية ناش وتطبيقاتها على تحليل الصراع
تُعد نظرية ناش، التي طوّرها عالم الرياضيات الأمريكي جون فوربس ناش، أحد أهم المفاهيم في نظرية الألعاب (Game Theory). تقوم الفكرة الأساسية على مفهوم توازن ناش (Nash Equilibrium)، وهو الحالة التي لا يمكن لأي طرف في لعبة أو صراع ما تحسين وضعه أو مكاسبه بتغيير استراتيجيته وحده، طالما أن الأطراف الأخرى متمسكة باستراتيجياتها الحالية. بمعنى آخر، يصل التفاعل بين الأطراف إلى توازن مستقر عندما يدرك كل طرف أن مصلحته القصوى تتحقق من خلال التعاون أو التنافس ضمن حدود معينة.
من الناحية السياسية، يمكن تطبيق نظرية ناش في تحليل العلاقات بين الدول، أو بين الأحزاب داخل النظام السياسي الواحد. فعلى سبيل المثال، في المفاوضات الدولية، قد يساعد توازن ناش على تحديد النقطة التي تلتقي عندها مصالح الأطراف المتنازعة، بحيث لا يملك أي طرف حافزاً للانسحاب أو التصعيد. كذلك في التحالفات الحزبية أو صنع القرار الحكومي، يمكن استخدام النظرية لفهم كيفية تحقيق توازن بين المصالح المتعارضة بطريقة تمنع الانقسام أو انهيار النظام السياسي.
تُبرز نظرية ناش أن الاستقرار السياسي لا يتحقق بالضرورة من خلال القوة أو الإكراه، بل من خلال توازن المصالح ووعي كل فاعل سياسي بحدود قدرته ومكاسبه المحتملة. لذلك، فإن تطبيق النظرية سياسياً قد يسهم في بناء استراتيجيات تفاوضية أكثر عقلانية، وتشجيع ثقافة التعاون الاستراتيجي بدلاً من الصراع المستمر.

يتطلب تحليل الأنظمة السياسية والاقتصادية المعقدة في سياق الدول الفاشلة، مثل العراق، إطارًا استراتيجيًا متقدمًا. توفر نظرية الألعاب، التي أسسها جون فون نيومان وأوسكار موركن شتيرن ثم طوّرها جون ناش، الأداة المنهجية لتشريح التفاعلات الاستراتيجية. تدرس النظرية التفاعلات بين صانعي القرار، حيث يعتمد خيار كل فاعل على القرارات التي يتخذها الآخرون بالإضافة إلى قراراته الخاصة.
إن الإطار غير التعاوني لنظرية الألعاب هو الأنسب لتحليل الصراع الداخلي والفساد المستشري في العراق، حيث تتنافس الفصائل السياسية والميليشياوية على الموارد والسلطة. يمثل مفهوم توازن ناش (Nash Equilibrium - NE) النقطة الجوهرية في هذا التحليل؛ فهو يصف مجموعة من الاستراتيجيات التي لا يستطيع أي لاعب بموجبها أن يحسن مكاسبه عبر تغيير اختياره أحاديًا. يفسر هذا المفهوم كيف يمكن لأوضاع سلبية وغير مثالية جماعيًا، مثل الفساد أو الانقسام، أن تستمر وتصبح مستقرة ذاتيًا.

1. توازن ناش السلبي في استقرار الفشل
يشير استمرار الأوضاع السلبية في العراق — كالفساد المنظم والانقسام الطائفي والسياسي — إلى أن هذه الظواهر تمثل توازن ناش سلبيًا يتم تعزيزه ذاتيًا (Self-Enforcing Negative Equilibrium). يُنظر إلى فشل الدولة العراقية على أنه ليس مجرد خلل عابر، بل توازن مستقر. لتوضيح ذلك، يمكن استدعاء نموذج معضلة السجين، حيث يؤدي غياب الثقة أو التعاون إلى نتيجة سلبية للجميع، حتى لو كان هناك خيار تعاوني أفضل للمجموعة. في السياق العراقي، تضمن طبيعة اللعبة غير التعاونية بين الفصائل والنخب أن أي جهد إصلاحي أو تغيير أحادي الجانب سيقابَل بالخسارة، مما يجعل التزام الجميع بالفساد هو التوازن المستقر.

2. استدعاء نموذج معضلة السجين وتطبيقه السياسي على الوضع العراقي والمليشيات

يُعد نموذج معضلة السجين (Prisoner’s Dilemma) أحد أبرز النماذج المشتقة من نظرية الألعاب، وهو نموذج يوضّح كيف يمكن لتصرفات الأفراد أو الدول، رغم سعيهم لتحقيق مصالحهم الخاصة، أن تؤدي إلى نتائج أسوأ للجميع إذا غاب التعاون والثقة المتبادلة.
تقوم المعضلة على قصة افتراضية لسجينين يُقبض عليهما بتهمة مشتركة، ويُعرض على كل واحد منهما خياران:
إذا اعترف أحدهما وخان الآخر، فسيُعاقَب الخائن بعقوبة خفيفة، بينما يُعاقَب الصامت بشدة.
إذا التزم الاثنان الصمت، فستكون العقوبة خفيفة لكليهما.
أما إذا خان كلٌّ منهما الآخر، فسيخسران معاً ويُعاقبان بعقوبة متوسطة.
من هذا النموذج يتضح أن الخيار العقلاني الفردي (الخيانة التامة) لا يقود بالضرورة إلى النتيجة المثلى المشتركة (التعاون).
سياسياً، يمكن استدعاء نموذج معضلة السجين في تحليل مواقف الدول أو الأحزاب عندما تواجه قضايا تتطلب التعاون المشترك مثل نزع السلاح، أو الاتفاقيات البيئية، أو بناء التحالفات. فعلى سبيل المثال، قد تدرك دولتان أن التعاون بينهما يصبّ في مصلحتهما طويلة الأمد، لكن انعدام الثقة أو الخوف من الخيانة يدفعهما إلى تبنّي سياسات دفاعية أو عدوانية تضرّ بهما معاً.
إذن، يبرز هذا النموذج أهمية بناء الثقة السياسية وإنشاء آليات للرقابة والشفافية تضمن التزام الأطراف باتفاقاتهم. فحين تُبنى العلاقات السياسية على أساس الثقة المتبادلة والمصلحة المشتركة، يمكن تحويل معضلة السجين من صراع صفري إلى تعاون متوازن ومستدام.
يمكن فهم الوضع العراقي المعاصر، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقة الدولة والمليشيات المسلحة، من خلال نموذج معضلة السجين في نظرية الألعاب:
• ان كانت سلطة الدولة وسلطة المليشيات متكافئة (وهي ليست كذلك الان لان المليشيات قد تغولت وتمارس سياسة تدميرية ممنهجة للدولة):
فالعراق يضم عدداً من الفاعلين السياسيين وحملة السلاح الذين يسعون جميعاً إلى تحقيق مصالحهم الخاصة — سواء كانت سياسية، أمنية، أو اقتصادية — لكن تفاعلهم يتم في بيئة يغيب عنها الاطمئنان والثقة المتبادلة، مما يجعل الخيار العقلاني الفردي (أي حماية المصالح الخاصة ولو على حساب الآخرين) يؤدي غالباً إلى نتائج سلبية جماعية.
في هذا السياق، يمكن تصور الدولة والمليشيات كـسجينين في المعضلة:
إذا تعاون الطرفان، عبر دمج السلاح ضمن إطار الدولة والالتزام بسيادة القانون، سيستفيد الجميع من الاستقرار والأمن وفتح فرص التنمية.
أما إذا خان أحد الطرفين — كأن تحتفظ المليشيات بسلاحها خارج سلطة الدولة أو تلجأ الحكومة إلى الإقصاء والقمع او تقوم المليشيات بانقلاب كما حصل في السودان — فإن الثقة تنكسر ويدخل الطرفان في دوامة من التصعيد وربما الحرب والشك المتبادل.
وإذا خان الطرفان معاً، أي استمر كل منهما في سياساته المنفصلة، فإن النتيجة النهائية تكون مزيداً من الانقسام، وضعف الدولة، وتدهور الأمن العام، وهو ما يعاني منه العراق منذ سنوات.
يوضح هذا التحليل أن الحل لا يكمن فقط في القوة أو القوانين، بل في بناء الثقة السياسية والأمنية بين الدولة والمليشيات، من خلال اتفاقات واضحة وضمانات متبادلة تجعل التعاون هو الخيار الأكثر ربحاً لجميع الأطراف.
إن استدعاء نموذج معضلة السجين في الحالة العراقية يُظهر أن الاستقرار لن يتحقق إلا عبر خلق بيئة يشعر فيها الجميع أن الالتزام بالقواعد المشتركة أفضل من خرقها، وأن مكاسب التعاون تتفوق على مكاسب الهيمنة أو الانقسام.

• تطبيق نموذج معضلة السجين على الوضع العراقي الحقيقي الان في ظل هيمنة المليشيات!
يمكن قراءة الوضع العراقي الراهن من خلال نموذج معضلة السجين في نظرية الألعاب، لكن مع ملاحظة أن موازين القوى قد اختلّت، إذ لم تعد العلاقة بين الدولة والمليشيات علاقة ندّية تقوم على توازن أو تفاوض، بل أصبحت المليشيات تمتلك نفوذاً واسعاً داخل مؤسسات الدولة، بل وتتحكم بقراراتها عبر واجهات سياسية واقتصادية.
في هذا الإطار، تمثل الدولة والمليشيات طرفين كان من الممكن أن يتعاونا لتحقيق الاستقرار والسيادة، لكن تغوّل أحد الطرفين — أي المليشيات — جعل اللعبة غير متكافئة. فبدلاً من السعي نحو توازن ناش يضمن مصالح مشتركة، اتجهت المليشيات إلى تعظيم مكاسبها الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية العامة.
هذه الحالة تشبه معضلة السجين حين يسيطر أحد السجينين على القرار ويجبر الآخر على خيار الخضوع، مما يُفقد اللعبة طابعها التفاعلي ويقود إلى نتائج مختلّة وغير مستقرة.
على المدى الطويل، ادى ذلك ويؤدي هذا الوضع إلى تآكل ثقة المواطنين بالدولة واوضح مثال على ذلك هو عزوف الغالبية الساحقة عن المشاركة في الانتخابات، وظهور حالة من الازدواجية في السلطة بين ما هو رسمي وما هو فعلي. كما أن المليشيات، رغم مكاسبها الآنية، تعيش هي أيضاً في دائرة الشك وعدم الأمان، لأن استقرارها يعتمد على استمرار نفوذها ونهبها وقمع معارضيها واستمرار دورها المخرب في المنطقة باوامر ايران وعدم تدخل قوى خارجية ساحقة لا على شرعية مؤسساتية مستدامة او قبول شعبي واقليمي ودولي.
إذن، يُظهر هذا النموذج أن هيمنة طرف واحد في منظومة غير متوازنة لا تؤدي إلى استقرار حقيقي، بل إلى حالة من الجمود السياسي والأمني. والحل سيكون يوما فقط بالمواجهة الصفرية، وإعادة تعريف قواعد اللعبة السياسية بطريقة تجعل الالتزام بالقانون والمصلحة العامة هو الخيار الأكثر نفعاً لجميع الأطراف، بما يعيد للدولة دورها السيادي ويُضعف منطق القوة خارجها.
ولن يمكن ذلك الا بتصفية كل المليشيات والاحزاب القائمة التي صنعتها وكل وكلاء الخارج!

2. الالتزام والصبر في التفاوض
ترتبط نظرية ناش للتفاوض (Nash Bargaining Solution) بعاملين حاسمين لتحديد حصة كل طرف من المكاسب:
1. الالتزام (Commitment): من مصلحة اللاعب أن يقنع خصمه بأنه لا يستطيع القبول بأقل مما يطلب.
2. الصبر (Patience): كلما قل صبر اللاعب، قل مقدار ما يحصل عليه من مكاسب. ففي ظل غياب اتفاق حول الوقت الفعلي لسريان الصفقة، يستولي الطرف الأقوى والأكثر صبرًا على كل مكاسب الدولة.
في حالة الدولة الفاشلة، تفتقر الحكومة العراقية ( المعرضة للتبديل بناءا على لاغبة ايران اساسا ووفق الدستور الحالي) إلى القدرة على الالتزام بقراراتها أو سيادتها، مما يضعف موقفها التفاوضي أمام القوى الداخلية المسلحة والقوى الإقليمية الأكثر التزامًا وصبرًا.

(2)
تشريح الدولة الفاشلة بين الفساد والانقسام كتوازن ناش غير تعاوني
يعد العراق نموذجًا للدولة الفاشلة التي عجزت عن بسط الأمن في جميع أراضيها وايقاف تغول الفساد والارهاب والتخريب، وألغت مبدأ المساواة، وفسدت نخبها الحاكمة. هذا الفساد لا يمكن تفسيره بالفساد العرضي، بل بالفساد كاستراتيجية عقلانية ومستقرة في لعبة السلطة.

1. توازن ناش للفساد في لعبة النهب المشترك
يعمل النظام الحاكم في العراق لخدمة فئة صغيرة، هي الطبقة الحاكمة، بدلاً من خدمة الشعب برمته. هذا الفساد المنظم يمثل توازن ناش حيث يضمن استمرار البقاء السياسي للنظام القائم. إذا اختارت مجموعة حاكمة النزاهة والإصلاح بشكل أحادي، فستُستبعَد أو تُسحق من قبل النخب الفاسدة الأخرى، التي تدافع عن التوازن القائم. وبالتالي، تضمن هذه اللعبة غير التعاونية استمرارية الفساد لأنه يضمن البقاء السياسي للنخب التي تتقاسم السلطة وتجويف الدولة من الداخل.
لقد أثبتت الحكومات المتعاقبة أنها تتبنى استراتيجية بيع الدولة أو التنازل عن المصالح الوطنية لضمان الدعم الإقليمي والدولي اللازم للبقاء في السلطة. في لعبة البقاء السياسي، يعتبر استمرار وجود الحاكم في منصبه هو المكسب الأهم. إذا كانت القوة الخارجية (مثل إيران) هي من يملك أوراق الضغط والدعم، فإن التنازل عن جزء من السيادة يصبح أقل تكلفة من فقدان السلطة. هذا التنازل هو تكتيك عقلاني في إطار توازن ناش السلبي. إن الإجراءات الإصلاحية الاعلامية التخريبية التي قد تتخذها الحكومات، مثل بناء مجسرات في ظل الشح المائي والكهربائي والخدمات وزيادة السكان والدين العام وتدهور الزراعة والصناعة اواستعادة بعض الأموال المسروقة فيما يطلق سراح نور زهير وهو عراب سرقة القرن التي تاجر بها الاطار قبيل وصوله للسلطة قم منحه امتيازات خرافية منها عقد السكك الاجرامي ب 22 مليار ، تتراجع حتمًا وتراجعت لأنها تهدد توازن النخبة الفاسدة المستقر.

2.توازن الفساد في المشهد العراقي
يمكن النظر إلى الوضع السياسي العراقي الراهن من خلال عدسة نظرية ناش، ولا سيما مفهوم توازن ناش الذي يعبّر عن الحالة التي يختار فيها كل فاعل استراتيجي موقفاً لا يجد فائدة في تغييره، لأن بقية الفاعلين ثابتون على مواقفهم أيضاً، حتى وإن كانت النتيجة النهائية غير مثلى أو مدمّرة للجميع.
في العراق اليوم، يبدو أن النظام السياسي قد وصل إلى توازن فاسد، حيث تتحلل النخب السياسية وتتفتت إلى شبكات صغيرة ذات مصالح آنية، تتصرف مثل كائنات أميبية — تتكاثر وتنقسم وتتحالف ثم تتنافر بحسب تدفقات المال والنفوذ. هذا التحلل البنيوي جعل من الفساد والتواطؤ قاعدة مشتركة تجمع الأطراف، حتى المتنافسة منها، لأن الجميع يدرك أن أي محاولة لكسر اللعبة ستؤدي إلى خسائر شخصية، لا إلى إصلاح النظام.
تُظهر نظرية ناش هنا أن اللاعبين السياسيين — من أحزاب، ومليشيات، ونخب اقتصادية، قد وجدوا توازناً يقوم على تقاسم المنافع والسكوت المتبادل عن الانتهاكات. فكل طرف يعلم أن التمرد على هذه المنظومة قد يعرّضه للعزل أو الإقصاء أو حتى الاستهداف المادي، لذلك يصبح الفساد خياراً عقلانياً داخل نظام غير عقلاني.
أما الانتخابات، التي يُفترض أن تكون آلية لتجديد الشرعية، فقد تحولت إلى أداة لإعادة إنتاج هذا التوازن المختل؛ إذ تُدار بشروط قمعية أو إقصائية، ويُستخدم شراء الأصوات وبيع العراق وسيلة لشراء القبول الدولي، بينما تُهمّش القوى المستقلة وتُخنق فرص التداول الحقيقي للسلطة. بذلك تصبح الانتخابات نفسها جزءاً من اللعبة، لا وسيلة لتغيير قواعدها.
وفي قلب هذا المشهد، يظهر مجلس النواب بوصفه تجسيداً لنتائج هذا التوازن المشوّه. فقد فشل المجلس الأخير بشكل خاص في إدارة تحالفاته ضمن الإطار التنسيقي، وتحول عملياً إلى أداة للصمت والتغطية على النهب والتخريب، بدلاً من أن يكون سلطة رقابية وتشريعية فاعلة. وهكذا يتحقق توازن ناش سلبي: جميع الفاعلين باقون في مواقعهم، ولا أحد يغيّر استراتيجيته، لأن الجميع مستفيد من الجمود، رغم أن البلاد تخسر يومياً مواردها واستقرارها.
إن توازن الفساد في العراق ليس توازناً مستقراً بالمعنى الحقيقي، بل هو توازن هشّ يقوم على الخوف والمصالح اللحظية. ومن منظور نظرية ناش، فإن الخروج منه لا يمكن أن يتم عبر أحد الأطراف من الداخل فقط، بل يحتاج إلى تغيير قواعد اللعبة نفسها — عبر إصلاحات مؤسسية عميقة، وضغط شعبي منظم، وآليات شفافة تعيد تعريف معنى المصلحة المشتركة ضمن إطار وطني جامع.
وحتى يغلقوا باب التغيير استمروا وزادوا في منهج القمع والقتل والتشريد والخطف بعد ان سيطروا على الاجهزة الامنية والقضائية والعسكرية وبداوا بشرعنة وقوننة نظام القمع تحت غطاء ديني لارهاب الوطنيين واتهامهم بالخيانة العظمى لانهم وقوفوا ضد نظام هو الاشد خيانة للعراق منذ تاسيس الدولة العراقية ودلائل من تصريحات خطيرة للنخبة الحاكمة صوتا وصورة!

3. الأبعاد الاستراتيجية لتوازن الفشل
يمكن تلخيص تطبيقات نظرية ناش على الحالة العراقية في الأبعاد الثلاثة التالية:
البعد العسكري: يتمثل توازن ناش في استقرار نسبي للقوى المسلحة وتجنب الحرب الشاملة، ويُعرف بـ توازن الرعب الداخلي. يتميز هذا البعد بضعف التزام الحكومة المركزية المنخورة باضطراد من ايران بمصالح العراق في مواجهة الالتزام الإيراني طويل الأمد تجاه الذيول. نوع اللعبة هنا غير تعاوني.
البعد الاقتصادي: يتمثل توازن ناش في التواطؤ على النهب والفساد لضمان بقاء النخب في السلطة. يؤدي فساد الحكومة إلى استيلاء اللاعب الأكثر صبرًا (الخارجي أو الميليشياوي) على مكاسب التفاوض على العقود والموارد. نوع اللعبة غير تعاوني، قائم على المنافسة على الموارد بين الاطراف المليشياوية والتي تنتهي احيانا بمواجهات كما حصل في جنوب بغداد بين كتائب حزب الله والعصائب وقتلوا قائدا عسكريا ومر الامر دون عقاب كالعادة..
البعد السياسي: يتمثل توازن ناش في الهشاشة الدائمة وسياسة التوازن الإيجابي الفاشلة. يتميز هذا البعد بعجز الدولة عن فرض شروط سيادية وفقدان الشرعية التنفيذية. نوع اللعبة غير تعاوني، يؤدي إلى تشرذم القرار المركزي.

(3)
التحليل العسكري والاستراتيجي في توازن القوى الميليشياوية وتوازن الرعب
في المجال الأمني، لا يمكن للدولة الفاشلة أن تحتكر استخدام العنف. أدى هذا الفقدان إلى نشوء نظام أمني معقد يُفسر من خلال تطبيق مفهوم توازن الرعب (Balance of Terror).

1. توازن الرعب الداخلي وتثبيت الهشاشة
وُلد مفهوم توازن الرعب لوصف السلام الهش بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وكان سببه الخشية المتبادلة من دمار شامل. في العراق، يصف هذا المفهوم السلام الهش بين الفصائل المسلحة المختلفة. تمتلك كل مجموعة القدرة على إلحاق ضرر استراتيجي بالطرف الآخر، مما يمنع حربًا شاملة بينها لكن يضمن بقاء كل منها كقوة مستقلة. الاستراتيجية المثلى لكل فصيل هي الاحتفاظ بقوته، وهذا يضمن أن الدولة لن تستعيد سيادتها الكاملة أبدًا.

2. النفوذ الإيراني واستراتيجية اللعبة المزدوجة
يعمل النفوذ الإيراني كقوة مهيمنة خارجية تضمن استمرارية اللاعبين الموالين لها في النظام العراقي. قامت الاستراتيجية الإيرانية على دعم ميليشيات مسلحة قادرة على إدامة حرب استنزاف، وتوفير الدعم المادي والملجأ الآمن لهذه المجموعات. هذا الدعم يمثل عامل قوة الالتزام والصبر الذي يضمن استمرار توازن الرعب الداخلي.
تعد استراتيجية اللعبة المزدوجة (Double Game) التي يتبناها التيار الصدري مثالاً بارزًا على الخيار الأمثل (Best Response) في هذه البيئة غير المستقرة. يضمن التيار لنفسه هامش مناورة واسع بصفته شريكًا في الحكومة ثم انسحب من البرلمان مع بقاء بعض مصادر المال والنفوذ له مثل امين مجلس الوزراء ومدير الموانيء الخ, ولكنه يقاتل الخصوم الإقليميين وينتقد استراتيجية إيران أحياناً. العلاقة بين هذا التيار وإيران كانت علاقة مصالح (تكتيكية) أكثر منها عقائدية، مما سمح بمحاولات لاحقة لخلق ايحاء بانفصام العلاقة بهدف تعزيز التشيع العربي مقابل ولاية الفقيه الإيرانية!
كما بوق النظام الايراني لوجود مصلحين محافظين داخل النظام او ان حزب الدعوة يختلف مع ايرانّ! وانه عروبي!

ان التيار الصدري كان خزان المليشيات الايرانية وهو من حطم محاولة بناء دولة مدنية واستقرار منذ عام 2003! وارتكب اعظم الجرائم حتى سيطرت ايران بوساطته على العراق تماما ونفذت العن الجرائم والمخططات التاريخية!
والصدر هو من وافق على كل رؤوساء الوزراء عدا اخرهم السوداني, وهو من اتفق مع هادي العامري لتولية القناص عادل زوية.
وان كل وزارات الصدر ومدراءه سابقا ومن بقى منهم لايقلون فسادا واجراما ونهبا عن باقي الطغمة الحاكمة!
ان كل الاوساط الفاعلة في المشهد السياسي مرتبطة بامرة ايران ولكل منهم دور محدد في اطار اللعبة الايرانية مع الزمن والتطورات!

3. تحليل الحرب كمنهج استراتيجي
تُعد الحرب مباراة مسلحة تتطلب قرارات استراتيجية من عدة لاعبين يؤثرون بقراراتهم على بعضهم البعض. إن تحديد طبيعة الحرب — أي معرفة قواعد اللعبة — هو أمر مصيري لتحليل الأهداف والسيناريوهات. لقد فتحت الحرب على
داعش مجموعة واسعة من الاحتمالات أمام الأطراف المحلية والإقليمية للتنافس وتحجيم بعضهم بعضًا، مما حول التنافس إلى لعبة سلبية حيث يتنافس اللاعبون المحليون على مكاسب الأرض والسلطة بدلاً من المصلحة الوطنية.

(4)
التحليل الاقتصادي والسياسي في لعبة التفاوض على الموارد الوطنية
تتجسد الأبعاد الاقتصادية لتوازن الفشل في العراق من خلال تطبيق نظرية ناش للتفاوض (NBS) على توزيع الموارد. يستولي الطرف الأقوى والأكثر صبرًا على المكاسب.
يشير تحليل التفاوض لناش إلى أن التفاوت في الصبر الاستراتيجي بين الفصائل والقوى الخارجية (التي تتمتع بصبر لا نهائي) وبين الحكومة العراقية (الملزمة بتوفير الخدمات اليومية نظريا فيما تمارس الخداع الاعلامي المدفوع الثمن في ظل خراب متزايد في كل الاتجاهات) سمح بالهيمنة الإيرانية بالانتقال إلى البنية الاقتصادية والاجتماعية والامنية الخ. فقد دفع هذا الاعتماد الولايات المتحدة مثلا إلى الاعتراف بضرورة إعفاء العراق من عقوبات استيراد الطاقة من إيران. هذا يمثل اعترافًا ضمنيًا بالنفوذ الإيراني كـ قيد خارجي على قدرة الحكومة العراقية على اللعب بفعالية.
ومع عدم التجديد في عهد ترامب مازال الغاز الايراني يتدفق في ظل تفاهمات مع امريكا تحت الكواليس تحقق بقاء النظام مقابل بيع العراق للشركات الامريكية وماحصل موخرا دليل على هذا!
هذا النظام يتقاسم العراق (الغنيمة) مع الاقوياء والفاعلين في الداخل والخارج لضمان استمرار النهب والتخريب وهو نموذج لم يمر على العراق قط من قبل!
فكم من نظام عراقي سقط لانه لم يفرط بشيء عراقي للخارج والداخل!
واعتبرت تلك الانظمة كافرة او ظالمة او ديكتاتورية وكتبت المجلدات الاسلامية واليسارية في ذمها بينما كانت تلك الانظمة كالماسك بالجمر وهي اشد شرفا وعظمة من هذا النظام المخزي!

1. تحليل سياسة التوازن الإيجابي
تبنت الحكومة العراقية بامر من ايران سياسة التوازن الإيجابي مخادع في محاولة للحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية (إيران، الولايات المتحدة، دول الخليج، روسيا، الصين). تهدف هذه السياسة إلى الايهام بتجاوز عقدة الصراعات الإقليمية من خلال تبني موقف الوسيط الإيجابي لعدم الاضرار بالفاعلين الايرانيين في العراق.
بينما تفرط دون حياء بكل العراق في تلك اللعبة, مع حصول الايراني على اعلى المغانم ومن ذلك زيادة اعداد ومخصصات الحرس الثوري الايراني في العراق حارس النظام وتشكيل شركاته الخ.
ومع ذلك، فإن هذا التوجه نحو تعدد الشركاء يواجه فشلاً ذاتيًا خطيرًا. إن السياسة الخارجية العراقية تبقى رهينة التحديات الداخلية: الانقسام السياسي، وضعف القرار المركزي، وانتشار الجماعات المسلحة، والفساد المزمن. وبما أن العراق يفتقر إلى قوة الالتزام والحياد الفعال، فإن الوساطة ومحاولة التوازن الفاشلة تتحول إلى آلية لتأجيل اتخاذ القرارات الصعبة، مما يترك العراق عرضة للابتزاز من الطرفين في لعبة التوازنات الإقليمية.

2. مفارقة الثروة الوطنية
يجد العراق نفسه أمام تحدٍ صعب للاختيار بين واشنطن وطهران. أي تصعيد بين هاتين القوتين سيدفع العراق بالضرورة نحو الانهيار ان لم يتحالف العراق مع امريكا لايقاف الاحتلال الايراني. يمتلك العراق مقومات مادية هائلة، بما في ذلك احتياطيات نفط ضخمة وغاز ومعادن وقدرات زراعية ومائية كبيرة تم التامر عليها. إلا أن هذه الثروة الطبيعية تزيد من قيمة لعبة الفساد (الجوائز أكبر)، مما يزيد من حوافز النخب للحفاظ على توازن ناش السلبي. وعليه، فإن الثروة لا تؤدي إلى الاستقرار الوطني في ظل البنية الحالية، بل تزيد من حدة المنافسة غير التعاونية على النهب.

(5)
آفاق المستقبل واستراتيجيات الخروج من توازن الفشل
إن استشراف مستقبل العراق يجب أن ينطلق من فرضية أن توازن ناش السلبي يتمتع بمرونة عالية ضد التغيير.

1. سيناريوهات الاستنزاف المزمن
السيناريو الأكثر ترجيحًا في حالة عدم حصول وعي شامل او متغيرات دولية خطيرة, هو استمرار الدولة الفاشلة لأجيال عديدة وهو محال لان تزايد السكان مع استمرار شحة الموارد يودي الى الانفجار المحتم كما ان ارتباط خراب العراق الدائم مرتبط اساسا ببقاء النظام الايراني الحالي تحديد.
قد تصل مدة تلك الدولة الفاشلة ان استمر الوضع الحالي إلى جيل (25-30 سنة) وهي الفترة الكافية لنضوب النفط العراقي وتصحر العراق وجفافه. في هذا السيناريو، تستمر النخب في لعب اللعبة غير التعاونية لضمان بقائها. يظل العراق ساحة للتفاعلات الدولية والإقليمية، مما يستنزف قدراته ويمنعه من استعادة دوره كعنصر توازن إقليمي مؤثر. إن اللاعبين الإقليميين يفضلون الاستقرار الجزئي (توازن الرعب) الذي يحفظ مصالحهم ونفوذهم على السلام الشامل الذي قد يهددهم.

2. تحديات التغيير وفرص تفكيك التوازن
تظهر بعض المؤشرات التي قد توفر إمكانية تفكيك توازن الفشل:
--تحدي الهوية الوطنية: يشير التوجه المتزايد نحو هوية وطنية مستقلة إلى محاولة لإدخال شروط مسبقة تزيد من تكلفة الارتهان على النخب الموالية. إذا زاد الضغط الشعبي/الوطني، فإن مكاسب النخب من الارتهان للخارج تقل.
--صعود القوة الناعمة العراقية: يمكن استخدام الأهمية الدينية الروحية لمدينتي النجف وكربلاء كقوة ناعمة تشكل تحديًا لسلطة قم الدينية في إيران. هذا يمنح اللاعبين المحليين نظريا غطاءً أيديولوجيًا قويًا لرفض التبعية الإيرانية والتوجه الوطني.
بينما تخطط ايران لتولية مرجع موالي لها بعد وفاة السيستاني وانتشار وسيطرة رجال الدين السفلة من الموالين لها!
--تراجع النفوذ الإيراني الإقليمي: تواجه إيران تراجعًا في محاور نفوذها، مما قد يقلل من قدرتها على توفير الالتزام الخارجي الذي يدعم النخب الموالية لها في العراق.
--توجه امريكي واسرائيلي (ان كان موجودا) للقضاء على النظامين العراقي والايراني وترك المغريات التي يوفرها لهم نظام الفساد والقوادة الديني!

3. متطلبات التحول نحو لعبة تعاونية
بما أن توازن الفشل مستقر ذاتيًا، فإن الخروج منه لا يمكن أن يتم عبر لاعب واحد. يجب أن يتحول سلوك جميع اللاعبين في آن واحد (Cooperative Pact) للقفز من توازن ناش السيئ إلى توازن أفضل. يتطلب هذا التحول استراتيجية شاملة متزامنة تعتمد على منهج لا يخيب يأخذ في الحسبان جميع الحركات الممكنة قبل اتخاذ القرار.
يجب أن يركز التحول على :
--استعادة السيادة الوطنية: من خلال استعادة احتكار استخدام العنف لإنهاء توازن الرعب الداخلي.
--زيادة عامل الصبر: عبر تنويع مصادر الطاقة والتحالفات الاقتصادية بشكل فعال يقلل من نقاط الاعتماد الحرجة على القوى الخارجية.
--بناء عامل الثقة: عبر آليات ثقة ومساءلة شفافة تضمن أن النخب التي تختار التعاون لن تُعاقَب، وكسر توازن ناش للفساد.
في الختام، يظل مصير العراق معلقًا على قدرة القوى الوطنية على تحويل المقومات الهائلة للدولة (المادية والروحية) إلى قوة استراتيجية قادرة على تغيير مصفوفة مكاسب اللاعبين، مما يدفعهم نحو اختيار استراتيجية التعاون على استراتيجية النهب والفشل. طالما بقيت استراتيجية بيع الدولة هي الخيار العقلاني للبقاء، سيبقى العراق دولة منقسمة فاسدة تبيع النظام من أجل البقاء.

(6)
المراجع
1. نظرية الألعاب. ويكيبيديا. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8)
2. توازن ناش. ويكيبيديا. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86_%D9%86%D8%A7%D8%B4)
3. العراق نموذجاً للدولة الفاشلة. العربي (Alaraby). https://www.alaraby.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%84%D8%A9)
4. توازن ناش في سباق التسلح والردع (فيديو يوتيوب). https://www.youtube.com/watch?v=9kIpPeUVL_U
5. العراق نموذجاً للدولة الفاشلة. العربي (Alaraby). (https://www.alaraby.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%84%D8%A9
6. إيران في العراق : ما مدى النفوذ؟ تقرير الشرق الأوسط رقم 38، ETHZ. (21 آذار/مارس 2005). https://www.files.ethz.ch/isn/27457/038_iran_in_iraq_how_much_influence_arab.pdf
7. أفول نفوذ إيران في العراق: من الارتباط الأيديولوجي إلى البرغماتية الوطنية. إيران إنترناشيونال (Iran Intl). https://www.iranintl.com/ar/202510284028
8. سياسة التوازن الإيجابي العراقية بين إيران والولايات المتحدة. إيلاف (Elaph). (12 مايو 2025).((https://elaph.com/Web/opinion/2025/05/1567812.html))
9. نظرية ناش تطبيقاتها العسكرية والاقتصادية والسياسية (كتاب). هنداوى (Hindawi). https://www.hindawi.org/books/62846486/9/
10. نظرية الألعاب وتطبيقاتها في الحرب. جنوبية (Janoubia). (22 سبتمبر 2014).((https://janoubia.com/2014/09/22/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
11. سياسة التوازن الإيجابي العراقية بين إيران والولايات المتحدة. إيلاف (Elaph). (12 مايو 2025). https://elaph.com/Web/opinion/2025/05/1567812.html
12. اللعبة المزدوجة: استراتيجية الصدر في العراق. مركز الجزيرة للدراسات. (06 مارس 2013). https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2013/03/2013361067361728.html
13. آفاق مستقبل العراق في ظل التوازن الحالي (فيديو يوتيوب). (https://www.youtube.com/watch?v=TTyZtdOHqeM))
14. مؤشِّر الدول الفاشلة: هل العراق دولة ضعيفة أو هشَّة؟ علي القاسمي، المثقف. (https://www.almothaqaf.com/opinions/970631-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B4%D9%91%D9%90%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%84%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B6%D8%B9%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D9%88-%D9%87%D8%B4%D8%A9%D8%9F))
15. توازن الرعب. ويكيبيديا. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8))
16. عودة العراق إلى الساحة الإقليمية: الاحتمالات والفرص. حازم سالم الضمور، ستراتيجيكس (Strategiecs Think Tank). (20 أغسطس 2019). https://strategiecs.com/ar/analyses/iraqs-return-to-the-regional-arena-possibilities-and-opportunities



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستراتيجيات قمع الثورة المضادة في مراحل التحول السياسي الحرجة ...
- كيف استغل الاستعمار والإمبريالية الجديدة الإسلام السياسي لتح ...
- تاثير شركات السلاح الغربية في صياغة واستدامة الحروب (1914-20 ...
- تاريخ وتطور الادعاءات الأمريكية الزائفة لتبرير العدوان والهي ...
- الاقتصاد السياسي للاستدامة الحزبية - دروس الصين وفشل روسيا و ...
- ستراتيجية الاحتواء الدموي وسحق المد اليساري في العالم
- الفعل التاريخي التأسيسي للقوة والمفاجأة في قلب مسار التاريخ ...
- الأنظمة الطارئة كأدوات للتدبير الخارجي وآليات تفكيك الدولة ا ...
- تفكيك اللامساواة في العالم لاسباب دينية في ضوء نظرية رأس الم ...
- تفكيك اللامساواة في العالم لاسباب دينية في ضوء نظرية رأس الم ...
- تفكيك اللامساواة في العراق في ضوء نظرية رأس المال لتوماس بيك ...
- تفكيك اللامساواة في العراق في ضوء نظرية رأس المال لتوماس بيك ...
- ستراتيجية التحول الثوري في الدول الهشة المنتهبة المدمرة!
- أزمة الولي الفغيه المعين والتناقض اللاهوتي مع علي والحسين وا ...
- تهديدات الجيل الرابع من الصراعات غير المتكافئة (عام 2025 وما ...
- الفساد السيادي العابر للحدود لاستنزاف الاصول العراقية عبر تف ...
- تقييم المخاطر الوجودية للعراق في ظل الاطماع الايرانية التركي ...
- نصوص التوراة والانجيل والقرآن وفكرة امتلاء الأرض ظلماً والتو ...
- التناقض بين الدستور العراقي وطريق دولة الدويلات والمماليك وا ...
- آليات استرداد الأصول المنهوبة ومحاسبة الفساد والتخريب والاره ...


المزيد.....




- الرئيس الايراني: الفرقة داخل الامة الاسلامية، هي مطلب الصهيو ...
- النمسا: ضبط أسلحة في فيينا على صلة بثلاثة مشتبهين من حماس خط ...
- شيء -جنوني-، -صهر- السوريين... ترحيب واسع في الدول العربية و ...
- كيف قلب غوستاف لوبون نظرة أوروبا إلى الحضارة العربية الإسلام ...
- بابا الفاتيكان يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس
- بابا الفاتيكان وعباس يبحثان إيصال المساعدات لغزة وحل الدولتي ...
- بعد اقتراع ثلث يهودها لصالحه.. تصويت نيويورك لممداني يقلق إس ...
- تلغراف: ما يحدث في نيجيريا ليس إبادة جماعية ضد المسيحيين بل ...
- منظمة يهودية أميركية تطلق مبادرة لرصد ومراقبة سياسات ممداني ...
- وزير إسرائيلي يتهم ممداني بتأييد حماس.. ويدعو اليهود لمغادرة ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - نظرية ناش وتوازن الفشل, في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في الدولة العراقية الفاشلة