أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - سخرية الموت واللغة في قصَّة -الجنازة- للأديب الفلسطينيّ محمد علي سعيد















المزيد.....

سخرية الموت واللغة في قصَّة -الجنازة- للأديب الفلسطينيّ محمد علي سعيد


أحمد كامل ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


حين يكتب محمد علي سعيد قصّته القصيرة "الجنازة"، لا يبدو أنّه يسعى إلى تصوير حدث عابر أو تسجيل واقعة محلّيّة في قرية فلسطينيَّة بسيطة، بل إنّه يصنع من الجنازة مسرحًا مصغّرًا لحياة كاملة، تتقاطع فيه الاصوات والنّوايا، وتنكشف من خلاله عورات المجتمع القرويّ الذي يتحوّل فيه الحزن إلى طقس شكليّ، والموت إلى مناسبة اجتماعيّة تتبارى فيها الألسن قبل أن تتكلّم القلوب. في هذه القصَّة، التي تتَّسم بقدر كبير من الاقتصاد السَّرديّ والتّكثيف الدلاليّ، نجد أنفسنا أمام نصّ ساخر بامتياز، لكنّه في الوقت نفسه نصّ مُرّ، واقعيّ حدَّ الوجع، يعكس جوهر الادب الفلسطينيّ في أحد وجوهه الأكثر نقاءً: أي قدرته على تشريح الواقع الاجتماعيّ بعمق إنسانيّ لا ينفصل عن قضايا الوعي، والكرامة، والحقيقة.
منذ الجملة الافتتاحيّة: "بسرعة الجفن انتشر الخبر... لو أذيع في كلّ إذاعات العالم لما انتشر في مثل هذه السرعة ..."، يضعنا الكاتب أمام مشهد مكثّف تختلط فيه المبالغة الساخرة بالدقّة الواقعيّة. فـ"انتِشار الخبر" هنا ليس مجرّد حدث فيزيائيّ أو تواصليّ، بل هو إعلان عن آليَّة اشتغال المجتمع القرويّ الذي يقوم على الإشاعة والتناقل والتكرار، حتّى يغدو موت الإنسان مادّة تواصل جماعيّ. وفي هذا الاستهلال تظهر بوُضوح نبرة السخرية التي سترافق النصّ حتّى نهايته؛ إذ لا يكتفي الراوي بوصف سرعة انتشار الخبر، بل يعلّق قائلاً: "البعض يعزو الفضل الى مكبّر الصوت الموجود في مسجد القرية، والبعض يرى ذلك سرًّا من أسرار القرية، وهناك تفسيرات أخرى لا حاجة لذكرها، فأنا، كما ترى عزيزي القارِئ، أكره أن أبوح بأسرار القرية". هنا يتجلّى صوت الراوي الساخر، الذي يستخدم ضمير المتكلّم وعبارة "عزيزي القارئ" ليصنع نوعًا من التواطؤ الوجدانيّ بينه وبين المتلقّي، وكأنّه يدعوه لمشاركته هذا المشهد الغريب من الداخل، لا كمراقب خارجيّ.
هذه المفارقة بين الشّكل المأساويّ (جنازة شابّ في عزّ عمره) وبين الأسلوب الذي يتّسم بخفّة ساخرة، هي البنية الجوهريَّة التي تقوم عليها القصّة. محمد علي سعيد لا يكتب عن الموت بوصفه حدثًا وجوديًّا غامضًا، بل يكتبه كمرآة لحياة مشوّهة، حيث تتحوّل المشاعر الى تكرار آليّ للجمل ذاتها: "مسكين... الله يرحمه". هذه العبارة التي "تتكرّر على لسان كلّ واحد وكأنّها أسطوانة أصيبت بخلل تقنيّ"، تصبح رمزًا للفقدان الحقيقيّ للصّدق. فالحزن هنا ليس إحساسًا، بل أداء لغويّ، شعار اجتماعيّ أكثر منه تجرِبة وجدانيّة. حين يقول الكاتب: إنَّ "كلّ شيء في القرية يلفظ هذه الكلمات، كلّ شيء: الحجارة، الغبار، الاشجار، الأزقّة، المباني، الماشية، عجَّال القرية، حتّى اللاّشيء"، فإنَّه لا يبالِغ من أجل الإضحاك فحسب، بل يستخدم المبالغة كأداة كشف للزّيف الجمعيّ. الكلّ يشارك في الجنازة، حتّى الجمادات، لكنَّ أحدًا لا يشعر فعلًا بالموت.
هذا الاستخدام المكثّف للتكرار واللغة المولّدة من داخل السياق الشعبيّ يشير إلى وعي لغويّ عال لدى الكاتب، الذي يحوّل اللغة ذاتها إلى ميدان للسخرية. فاللغة في القصة ليست وسيلة للتعبير عن الحزن، بل هي نفسها موضع السؤال، لأنّها فقدت صدقها وشفافيَّتها. الراوي يلاحظ هذا التناقض بمرارة حين يقول: "شعرت بالملل.. سمعت الخبر عشرات المرّات، رغمًا عنّي.. حفظت الدرس غيبًا رغم عيوب ذاكرتي."، وهنا يتجسّد وعي الكاتب باللغة ككائن اجتماعيّ يشيخ ويصاب بالتكرار.
أمّا من حيث البناء السرديّ، فإنّ القصّة تقوم على تتابع مشهديّ متدرِّج، يبدأ من لحظة انتشار الخبر، ثمّ الانتقال الى مشهد الجنازة نفسه، وصولًا الى ذروة المشهد في المقبرة وخطابات التأبين، وانتهاءً بِالعودة الساخرة الى نقطة البداية حين يركب الراوي سيَّارة صديقه محاولًا الخروج من "مركز الدائرة" دون جدوى. هذا البناء الدائريّ (من الانتشار الى الانغلاق) يخلق شعورًا بأنّ الجنازة ليست حدثًا عابرًا، بل دورة مغلَقة من الزيف الاجتماعيّ، لا فكاك منها. وحتّى محاولات الراوي للهروب تنتهي في "البقاء ضمنها"، وكأنّ السخرية نفسها فخّ لا يمكن تجاوزه.
شخصيّات القصّة تمثّل شرائح مختلفة من الوعي الاجتماعيّ، لكنَّها جميعًا محكومة بالعبث ذاته. فـ"أستاذ القرية" الذي كان يفترض أن يكون مثقّفًا تنويريًّا، يتحوّل إلى نموذج للسطحيّة والفراغ، حين يقول: "أتمنى لو أموت شرط أن تكون جنازتي كبيرة مثل هذه الجنازة.. إنَّها قيمة يا أخي، إنَّها شهرة."، ليعلّق الراوي ساخرًا: "مسكين أنت يا أخي، كثير من هؤلاء الناس تأَخّر موعد دفنهم." هذا الحوار القصير يكشف المسافة بين الوعي الحقيقيّ للراوي والوعي المزيّف للمجتمع الذي يرى في الجنازة وسيلة للشهرة، لا لحظة مواجهة مع الذات والمصير.
الكاتب هنا يوظّف السخرية السوداء، التي لا تضحك بقدر ما توجع. فالجنازة، التي يفترض أن تكون ذروة الصدق الإنسانيّ، تتحوَّل الى مسرح نفاق جماعيّ. الشيخ صلاح الشَّناوي، "عريف حفلات التأبين"، يصبِح بطلًا كاريكاتوريًّا يجسّد السخرية في أبهى صورها: خطيب بليغ يحرّك أواخر الكلمات بعنف نحويّ، ويصف الميّت الجاهل بالقراءة بأنّه "فصيح اللسان، عالم في أمور دينه ودنياه، قويّ الحجة والبيان". وهنا يستخدم الكاتب التناقض بوصفه أداة فنّيّة فاعلة: بين الخطاب والمضمون، بين القول والفعل، بين النصّ والواقع. هذه المفارقة تخلق طاقة نقديّة هائلة، تجعل القارئ يبتسم وفي الوقت نفسه يشعر بالخجل من نفسه ومن مجتمعه.
اللغة التي يستخدمها محمد علي سعيد في هذا المقطع تبلغ ذروة الابداع الساخر: فهو لا يسخر من اللغة العربيّة نفسها، بل من طريقة استخدامها في المناسبات الاجتماعيّة، حين تتحوّل البلاغة الى ستار يخفي فراغ الوعي. الراوي، المثقّف او الطالب الجامعيّ، يشعر بالتمزّق بين حبّه للغة وكرهه لطريقة اغتيالها على السنة المؤبّنين: "ألعن في سرّي قواعد لغتنا المعقّدة... وأسأَل الله أن يرحم اللغة العربيّة". هذه العبارة الموجعة تختصر المعنى العميق للقصّة: ليست الجنازة جنازة عارف أبو مخ فحسب، بل جنازة اللغة، وجنازة الصدق، وجنازة الوعي الجمعيّ.
تتَّسع السخرية في النصّ لتشمل البنية نفسها. فالكاتب يستخدم أسلوب السرد المتقطّع الذي يدمج بين الحوار الداخليّ والمشهد الخارجيّ، وبين السرد الواقعيّ والوصف الكاريكاتوريّ. هذه التقنية، القريبة من أسلوب الواقعيّة النقديّة، تتيح للقارئ أن يرى الواقع من خلال مرآتين متقابلتين: مرآة السرد الموضوعيّ ومرآة وعي الراوي الساخر. وبهذا يحقّق النصّ ما يسمّيه باختين ب "تعدّد الأصوات" (البوليفونيَّة)، حيث تتجاور الأصوات دون أن يهيمن أحدها على الآخر: صوت الراوي المثقّف، وصوت الشيخ الخطابيّ، وصوت الأستاذ الساذج، وصوت الجدّ البسيط، وصوت الشابّ الجامعيّ الذي لا يعرف معنى كلمة "كلكله"، وكلّها أصوات تصنع من القرية مجتمعًا لغويًّا متنافرًا يعبّر عن اختلال القيم.
ولا يمكن قراءة هذا النصّ بمعزل عن السياق الفلسطينيّ الذي يكتب فيه محمد علي سعيد. فهو ابن منطقة طمرة/عكّا، أي من فلسطينيّي الداخل الذين عاشوا تجرِبة معقّدة بعد النكبة، حيث أصبحوا محاصرين بين ثقافتين: الثقافة الفلسطينيّة الأصيلة التي تحاول الحفاظ على هويّتها، والثقافة الاسرائيليّة التي تفرض حضورها في اللغة والتعليم والحياة اليوميّة. لهذا يبدو الراوي في القصَّة حين يقول ساخرًا لجدّه: "أتعلّم اللغة العربيّة باللّغة العبريّة والانجليزيّة"، وكأنّه يلخّص مأساة جيل كامل من الفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم يتعلّمون لغتهم الأم بلغة الآخر. في هذه الجملة وحدها تتكثّف السخرية السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، إذ تتحوّل إلى رمز لِلانقسام الداخليّ في الهويّة الفلسطينيّة الحديثة.
في هذا السياق، يمكن النظر الى "الجنازة" بوصفها مثالًا على الأدب الفلسطينيّ الواقعيّ النقديّ، الذي لا يكتفي بتصوير المأساة الوطنيّة الكبرى، بل يلتفت أيضًا إلى المأساة اليوميّة الصغيرة، تلك التي تقع داخل القرية، داخل اللغة، داخل العلاقات الاجتماعيّة. الكاتب هنا يوجّه نقده لا إلى الاحتلال الخارجيّ، بل إلى "الاحتلال الداخليّ" الذي تمارسه الأعراف والتقاليد والنفاق الاجتماعيّ على الفرد الفلسطينيّ. إنّها واقعيّة نقديّة بامتياز، لأنّها تنبع من الداخل، وتبحث في جذور المرض لا في أعراضه فقط.
من الناحية الفنّيّة، يستفيد محمد علي سعيد من تراث القصّة العربيّة القصيرة الحديثة، خصوصًا في اعتماد المفارقة والاقتصاد اللغويّ واللغة الإيحائيّة. فهو لا يصف المشهد وصفًا تقريريًّا، بل يلمِّح ويكتفي بالجزء ليدلّ على الكلّ. حين يقول مثلًا عن الشيخ المؤبّن: "كرشه مندلق أمامه، شارباه مفتولان طويلان معقوفان إلى أعلى، لحيته مقصوصة ومهذّبة ومستديرة استدارة الدائرة وكأنّه يستعين بالفرجار في تخطيطها"، فإنّنا لا نرى مجرّد ملامح جسديّة، بل نقرأ شخصيّة متورّمة بالغرور، مضبوطة بالفرجار، خالية من العفويَّة. التفاصيل هنا ليست شكليّة، بل رمزيّة، فكلّ ملمح من ملامح الشيخ يحمل دلالة على انحراف القيم. ويستمر النصّ في بناء هذه السخرية حتّى النهاية، حين يحاول الراوي وصديقه مغادرة المقبرة بالسيّارة، فيكتشفان أنّهما "لم يستطيعا الخروج وراء المحيط".
هذه الخاتمة البديعة تعيدنا إلى فكرة الدائرة المغلقة: الجنازة لا تنتهي، والمجتمع لا يتغيّر، والسخرية قدر مستمرّ. لكنّها أيضًا تفتح الباب أمام تأويلات أخرى: ربّما العجز عن الخروج ليس ماديًّا، بل رمزيًّا، فطالما لم يتحرّر الوعي من النفاق، ستظلّ الجنازة دائرة تحيط بالجميع.
حين أتأمّل هذه القصّة، أشعر أنّ الكاتب قد كتبها بضمير مثقل بالمرارة، لا برغبة في الضحك. فهو لا يسخر من مجتمعه إلّا لأنّه ينتمي إليه بصدق، ولا يهجو اللغة إلّا لأنّه يحبّها. هذه المفارقة العاطفيّة هي ما يمنح النصّ صدقه الانسانيّ وعمقه الفنّيّ. إنّ السخرية في "الجنازة" ليست غاية، بل وسيلة، أداة مقاومة ضدّ الزيف، تمامًا كما تحوّلت السخرية في الأدب الفلسطينيّ عمومًا إلى شكل من أشكال المقاومة الثقافيّة التي تفضح التناقضات وتحافظ على الوعي.
في القيمة الفنّيّة، تبرز القصّة بوصفها نموذجًا للكتابة التي تمزج بين السرد الواقعيّ والرمز الاجتماعيّ، بين الموقف الفكريّ والايقاع اللغويّ. الجمل القصيرة المكثّفة، والاستطرادات الساخرة، والمونولوج الداخليّ، كلّها أدوات فنّيّة توظّف لتوليد إيقاع خاصّ يوازن بين الخفّة والوجع. أمّا القيمة الفكريّة فتتجسّد في طرحها سؤال الصدق في مجتمع مهدّد بالتكرار والمظاهر. ما الجدوى من الحزن إن كان لا ينبع من القلب؟ وما قيمة اللغة إن كانت تُبرّر الزيف؟ هذه الأسئلة هي جوهر النقد الاجتماعيّ الذي يحمله النصّ، وتحوّله من قصّة محليّة إلى نصّ إنسانيّ واسع الدلالة.
إنّ العلاقة بين البنية السرديّة والأسلوب الساخر في القصّة علاقة عضويّة لا يمكن فصلها. فالسخرية ليست طلاء لغويًّا يضاف من الخارج، بل هي جزء من نسيج السرد نفسه. التكرار، المبالغة، المفارقة، التعليق الداخليّ، كلّها عناصر تبني نغمة السخرية وتمنحها عمقها الفنّيّ. إنّ تعدّد الأصوات داخل الجنازة، وتحوّلها إلى مسرح جماعيّ، يخلق إيقاعًا كوميديًّا مأساويًّا في الوقت نفسه، يجعل القارئ يعيش تناقض المشاعر بين الرغبة في الضحك والرغبة في البكاء. وهنا تتجلّى براعة محمد علي سعيد في الامساك بخيط دقيق بين الهزل والجِدّ، بين الموت واللغة، بين الفناء والاستمرار.
وفي ضوء هذا التحليل، يمكن القول: إنّ "الجنازة" لا تقرأ فقط كقصّة قصيرة ذات طابع اجتماعيّ، بل كوثيقة ثقافيّة تعبّر عن مرحلة كاملة من الوعي الفلسطينيّ الذي بدأ بعد النكبة يسائل نفسه ومجتمعه، ويحاول عبر الأدب أن يعيد بناء الإنسان لا الخطاب السياسيّ فقط. في زمن كانت فيه المقاومة تتجلّى بالسلاح، اختار محمد علي سعيد المقاومة عبر الكلمة الساخرة، لأنَّ كشف الزيف هو الخطوة الأولى في طريق الحرّيّة.
بِهذا المعنى، تمثّل القصّة امتدادًا للأدب الفلسطينيّ الواقعيّ النقديّ الذي أسّسه كتاب مثل: إميل حبيبي وغسّان كنفانيّ، لكنّها تختلف في أنّها لا تواجه الاحتلال مباشرة، بل تواجه الاحتلال الخفيّ داخل النفس والمجتمع. وإذا كان كنفانيّ قد كتب عن موت المناضلين في المنافي، فإنّ محمد علي سعيد يكتب عن موت الإنسان في بيئته اليوميّة، موت اللغة، موت الصدق، موت المعنى.
في النهاية، حين نغلق القصّة، نشعر أنّ الجنازة لم تنتهِ بعد، وأنّ "عارف أبو مخ" ليس فردًا، بل رمزًا لجماعة كاملة تموت وهي لا تعرف حتّى "فكّ الحرف". ومع ذلك، يبقى في النصّ بصيص حياة يتجلّى في وعي الراوي نفسه، الذي يدرك التناقض، ويسخر منه، وربَّما يخطو أوّل خطوة نحو التغيير. هذه اللمحة من الوعي، حتّى لو بقيت محاصرة، هي الإشارة التي تجعل النصّ لا يغرق في التشاؤم. فكما في كثير من الأدب الفلسطينيّ، السخرية ليست نهاية، بل بداية وعي جديد.
إنّ "الجنازة" لمحمد علي سعيد نصّ قصير في حجمه، لكنّه عميق في مضمونه، يختزل مجتمعًا بأكمله في مشهد جنازة واحدة. بأسلوب ساخر واقعيّ متقن، وبِوعي لغويّ حادّ، وبِنبرة تجمع بين الحزن والابتسام، يصوغ الكاتب لوحة أدبيّة تُضحِك لِتُبكي، وتُبكي لِتوقظ. ومن هنا تنبع قيمتها الفنّيّة والفكريّة الكبرى: إنّها لا تقدّم الجنازة كحدث موت، بل كولادة جديدة للوعي النقديّ داخل الأدب الفلسطينيّ المعاصر.
الطيرة- 3.11.2025



#أحمد_كامل_ناصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقديّة في قصيدة -أكل الولد التفاحة- للشاعر تركي عامر
- الذكاء الاصطناعيّ بين الرفض والقبول
- جماليّات اللهجة العاميّة في القصّة الفلسطينيّة المعاصرة: بين ...
- النقد في غرفة الإنعاش: أزمة العلاقات الاجتماعيّة تقتل الجدلي ...
- بين الصّمت والمقاومة: قراءة في رواية -لتكن مشيئتك-
- فاضل جمال علي: شاعر الطفولة وصوت الهويّة الفلسطينيّة في أدب ...
- مِنَ الصَّوْتِ إِلى الصَّمْتِ إِسْتِرَاتِيجِيَّاتُ التَّعْبِ ...
- المعلِّمُ العربيُّ: من مصدرٍ للمعلوماتِ إلى مُوَجِّهٍ للمعرف ...
- جمال عبد الناصر القائد الذي سكن قلوب العرب
- محمد علي طه: عميد القصّة الفلسطينيّة بين التجربة الإنسانيّة ...
- الأطلال في الأدب الحديث: سرديّات الذاكرة والغياب
- أدونيس ورؤاه في ثقافة الفرد والحاكم العربي: جدلية المصلحة وا ...
- الأدباء بين التهميش والانتشار
- أثر الكتابة الرقمية ووسائط التواصل الاجتماعي على الأجناس الأ ...
- ردّ على مقال الدكتور رافع يحيى: الحداثة وما بعد الحداثة بين ...
- الأحزاب العربية في الكنيست: حضور بلا تأثير!
- المناهج التعليميّة لا تواكب العصر ولا تلبي احتياجات سوق العم ...
- من الصمت إلى الصوت: إصلاح التعبير الشفوي في التعليم الابتدائ ...
- تراجع الأدب العربي في مطلع القرن الحادي والعشرين: بين الواقع ...
- ضعف تمثيل النساء العربيات في مواقع القرار في الداخل الفلسطين ...


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - سخرية الموت واللغة في قصَّة -الجنازة- للأديب الفلسطينيّ محمد علي سعيد