أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - أصل جذر (غرب، غروب، الغراب، خَرب، عَرب، عَربة، ظهر، زهر، فتح) من الأصل المصري القديم














المزيد.....

أصل جذر (غرب، غروب، الغراب، خَرب، عَرب، عَربة، ظهر، زهر، فتح) من الأصل المصري القديم


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُشير المصادر المصرية القديمة إلى أن الصحراء كانت تُعرف بعدة تسميات، من أبرزها لفظ «قنطرة» أو «قنطرت»، وهي الأرض التي تُطل منها النفس أو يمر عبرها الإنسان للوصول إلى أرضه الخضراء الخصبة (الريف)، إذ يَمر الإنسان من خلاله لكي يَعبر للنقطة الأخرى ومن هنا اكتسبت الصحراء وحافتها هذا الاسم الدالّ على العبور والانتقال، إذ وردت كتابتها بالهيروغليفية على النحو الآتي 𓈎𓄿𓈖𓏥𓂋𓏤𓏏𓈇𓏤 ، 𓈎𓄿𓏭𓂋𓏤𓇋𓄿𓏏𓐎𓈇𓏤 (qnrt).

كما وردت الصحراء أيضًا تحت مسمّى آخر هو «غرب/ خرب» أو «خربة» (𓆼𓄿𓏭𓂋𓏤𓃀𓏲𓌙𓈉 ḫrb)، هذا اللفظ ارتبط بمفهوم الجهة الغربية التي تقابل شروق الشمس والتي تحجب الاشعة والنور، والذي اشتق منه كلاً من (جـهة الغرب) أي جهة الجبال، جهة (غروب الشمس) أي الجهة التي تَتجه الشمس نزولاً اليها عكس اتجاه الشرق، أي أن كلا من (غرب ، الغروب) هي ذات جذر واصل مصري.

ولأن الصحراء هي (ḫrb) بالمصرية القديمة أي هي كذلك تُنطق (خرب، وخربة) وهو وصف ملاءم لطبيعة الصحراء، اذا تَنتشر بها الجبال التي تَحجب اشعة الشمس والنور، كما كان المصري يُدفن في مقابر الجبال والصحراء، تلك التي تَحجب النور /الحياة بداخلها، ومثلما تحاوط الجبال بالخضرة وتواريها.

كذلك سُمى الطائر المُنتشر في المناطق الجافة والقاسية كالصحاري في الصحراء بـ (الغراب) إذا يرتفع على الخضرة مثلما ترتفع الجبال بسوادها على الخضرة، هكذا يرتفع بسواده على الأشجار الخضراء والنخيل، مما يجعله رمزًا طبيعيًا للصحراء ذاتها، بل يُعدّ من أكثر الطيور قدرةً على التكيّف مع البيئات الجافة والقاسية.

باختصار لشهرة اسم الصحراء في اللغة المصرية القديمة بـ (غرب، خرب) شاعت واستمرت حتى يومنا هذا.

كما يُستدل من لفظ «الغريب» – وهو المشتق من الجذر «غرب» – على الشخص القادم من مكان آخر «نازل من الغرب»، أي من جهة الغروب أو الصحراء.

كان هذا مَرجعه هو إيمان الإنسان المصري بأن النور والحياة تَنبع أولا من أرض الخضرة ثم يترفع النور كأنما يصعد على الجبل للسماء كأنه سلم، وهذا ما نراه في أرض الواقع، إذ ان الأراضي الزراعية (الريف المصري) منخفضة عن الجبال، بل الجبال تحيط بالخضرة، كأنما لو كانت الجبال (قنطرة) و (سلم) لكي يرتفع عليه النور ثم ينزل عليه، هكذا الشمس كأنها تنبع من سماءها الخضراء/ النيرة ثم تعلو على الجبل ليسود نورها ثم تنزل من الجهة الأخرى للجبل لتختفي في نجود سماءها الخضراء، ولعلنا نتذكر أن كلمة (السواد) في العربية الفصحى تعني (الأخضر الشديد).

هكذا يخرج الملك المصري من أرضه الخصبة (الريف)، ثم يصعد على جبله (الهرم) ليرى ويسود بنوره على الكل، فهو مَلك الصحاري والنجود، قبل أن يعود إلى أرضه الخضراء (سواده) مرة أخرى.
ومِن ناحية لغوية أخرى، فإن لفظ «خرب / غرب» كان الأساس الذي اشتُقّت منه أسماء مثل «عرب» و«أعراب» للدلالة على سكّان الصحراء أو المرتفعات، و«عربة» أي صحراء. وقد جاء هذا الاشتقاق نتيجة ظاهرة الإبدال الصوتي بين العين والغين، وهي ظاهرة معروفة في فقه اللغة العربية، كما أشار أبو الطيب اللغوي في كتابه الإبدال (الجزء الأول، ص. 11)، وخصّص لها بابًا مفصلًا في الجزء الثاني بعنوان «الإبدال بين العين والغين» (ص. 296–308). ويُؤكّد ذلك أيضًا يعقوب بن إسحاق السكيت في كتابه الكنز اللغوي في اللسان العربي (تحقيق أوغست هفنر)، في باب «العين والغين».


ومن هذا المنطلق، يُمثّل أوزيريس –الذي يُنطق بـ (زِهر، ظهر) – هذا المفهوم، إذا شُبه بالزهرة التي تتفتح أولا لُتظهر شممها ويَخرج نورها للعلن، حيث تتفتح أزهارها في الصباح مع شروق الشمس، ثم تغلق بتلاتها مع غروب الشمس أو في المساء، لذا نجد إن الاله أوزيريس يَرتبط بالإله (بتاح) أي (فتح) مثلاً نقل (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم) أو مثلما نقول (تفتحت الزهرة) أو (الزهرة تفتحت) أي الإله أو الذات التي كانت ميتة قامت من موتها و(تفتحت قبور أوراقها)، وهنا يَجب ان نتذكر أن أوزيريس يمثل الذات التي كانت ميتة او غائبة ثم ولدت مرة أخرى أو ظهرت هيئته مرة أخرى.

كذلك يُمثل أوزيريس (الظُهر) فهو الإله (النور) الذي يخرج ليسود كــ (أوزير أو الوزير)، لذا وقت الظهيرة يُدعى بـ (ظهر)، وهذا يَدل على مدى استمرار حضارتنا في لغتنا إلى اليوم بل تأثر الآخرون بنا، لذا الملك يُدعى بـ (الظاهر) أي (المُنتصر) ولكن كذلك (ظهر) هي تعني (بان) للجميع.

وبهذا نستطيع ان نفهم أصل جذر (غرب، غروب، الغراب، خَرب، عَرب، عَربة، ظهر، زهر، فتح) من الأصل المصري القديم.



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على الدحيح، الجزء الثالث، (هل انهارت الحضارة المصرية تح ...
- الرد على الدحيح (الجزء الثاني) (الاحتلال البطلمي لمصر) وهل ا ...
- الرد على حلقة الدحيح، الجزء الأول، (الاستعمار الفارسي الأخمي ...
- (المُخلص الإمبراطوري) رداً على (المُخلص اليهودي المصري)
- كيف نشأت الحركة المسيحية الخلاصية !!
- الترجمة الكاملة لأعمال أغسطس (نقش أنقرة Monumentum Ancyranum ...
- كليوباترا السابعة في مواجهة تشويه الدعاية الإمبراطورية
- الجذر المصري للألفاظ السامية (عبد، الأبد، إبادة، أبهة)
- الأصل المصري للكلمات السامية (واد، وَدَّأَ، وَأد، وطّأ، وطى، ...
- آشور لم تنتصر (كشف زيف الاحتلال الآشوري لمصر)
- الأصل المصري لمدينة (تِمْنة حارس) التوراتية
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل ضرس ...
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل عضلا ...
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل حلما ...
- نص العهد القديم، مدخل إلى الكتاب العبري (الجزء الأول)
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء العشر ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء التاس ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثام ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (السابع عشر ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الساد ...


المزيد.....




- تعايش سلمي: اليهود والمسلمون في البوسنة والهرسك
- ترامب يهدد نيجيريا عسكرياً بذريعة حماية المسيحيين
- ترامب يطلب من الجيش الاستعداد لـ -تحرك- ضد مسلحين إسلاميين ف ...
- بعد 10 أشهر على اعتقاله.. دعوات للتحقيق في دور لبنان بتسليم ...
- وعد بإقامة وطن لليهود.. كيف غيّر بلفور وجه الشرق الأوسط؟
- السودان.. -الإخوان- يواجهون زخم السلام بتحشيد جديد للحرب
- غارديان: جماعات إسلامية تقترب من باماكو فهل تنجح في تحويل ما ...
- لماذا ينقلب مسيحيو أميركا ضد إسرائيل؟
- ترامب يهدد بإرسال قوات أمريكية إلى نيجيريا بسبب -قتل المسيحي ...
- ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري بعد اتهامها بالتقاعس عن حماية ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - أصل جذر (غرب، غروب، الغراب، خَرب، عَرب، عَربة، ظهر، زهر، فتح) من الأصل المصري القديم