الأصل المصري لمدينة (تِمْنة حارس) التوراتية

ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 01:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مثبت تاريخياً وجود الحاميات المصرية في فلسطين والشام، لذا مِن غير المستغرب أن نفصل تاريخيا ولغويا مسميات بعض الحصون التاريخية، وهنا سأذكر (تمنة حرس תִּמְנַת חֶרֶס) التي تذكر مرارا وتكرار في العهد القديم مثل (قضاة 2: 9، يشوع 19: 50، 24: 30).

نرى في المصرية القديمة أن 𓂧𓏇𓇋𓅱𓂡 (ضمَ dma) و 𓂧𓌳𓇦 ، 𓂧𓌳𓄿𓇦𓂡 (ضمَ dmꜣ) Faulkner (p. 401-2, 15) يعني (ضم او ربط او جمع) كفعل، في حين (المَكان أو المَجمع أو الحَلْبَة) هو 𓂧𓏇𓇋𓈇𓏤، 𓂧𓏇𓇋𓊖 (ضمة) وبالتالي فإن (תִּמְ) في (תִּמְנַת) تعني (المكان أو المَجمع) ولكن أي مَجمع هو؟!

الأجابة؛ مَجمع الحرس او الحمى، فالحامي والحمي هما (𓐩𓏌𓂝 ند/ نط) راجع Vygus (p. 958, 9)، وكذلك (𓐩𓏌𓂝 وهي تنطق نـط nḏ أي السحق والضرب والحمى) Faulkner (p. 194, و (𓐩𓏌𓏲𓀩𓀜 نـط nḏ أي يلتحم ويطحن) انظر Dickson (p. 307, 39)، و ولدينا الألهة (نت) إلهة الحمى (الشكل الملحق) وعلى رأسها (الدرع وسهام الحماية) وبالتالي فإن (ضمَ نت/ ند) أي (תִּמְנַת) تعني (مَجمع الحماة) ثم عُرف بـ (تمنة الحرس) فيما بعد في وقت التغرب عن المصرية القديمة وفقدان معناها سوى الكلمة التي كان يُعرف بـها وهي (ضمنت) فأصبحت (ضمنت حرس).

ومع ذلك هناك ردا على ذلك وهو إن الكلمة التي استخدمت هنا هي (ضمَ نت إر أو ضَم نتَر) أي (مجمع الحراس فـ نتَر هم حماة النور) مِن (𓐩𓏌𓏛𓁷𓏤 نت إر nḏ ḥr) يعني (الحمى)، راجع Vygus (p. 958, 17) ثم أصبحت بالتضخيم (ضم نت إر ش/ إر س) ثم (ضمنت إرس أي و تمنة حرس).

كذلك يمكن أن تكون من (ضمَ نت رسو) أي (𓂧𓏇𓇋𓊖 + 𓐩𓏌𓂝 + 𓌘𓅱𓁹 ) أي (مجمع حرس الانتباه أو اليقظة) للدلالة على دورهم، والكلمة الثالثة هنا هي (𓌘𓅱𓁹 رسو rsw أي الانتباه) والتي اشتق منها صراحة (حِرسُ) انظر Vygus (p. 111, 15) و Faulkner (p. 205, 3) وهي تعني كذلك (الأراضي الجنوبية 𓇔𓅱𓊖 ) وبالتالي فإن الجملة قد تعني (مجمع حراس الأراضي الجنوبية) الحماة) والتي احتفظت باسمها المصري كما هو في (ضمنت أو تمنة حرس).

#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل