أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابرام لويس حنا - كليوباترا السابعة في مواجهة تشويه الدعاية الإمبراطورية















المزيد.....



كليوباترا السابعة في مواجهة تشويه الدعاية الإمبراطورية


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 14:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كليوباترا السابعة: إعادة الاعتبار لملكة الشرق


المقدمة

رُسِمت صورة كليوباترا السابعة عبر العصور بألوانٍ قاتمة صيغت بمعايير الدعاية الإمبراطورية الرومانية، وخاصة في عهد أوغسطس. وبتأثير من كتابات مثل الإنيادة لفيرجيل (Virgil) وخطابات شيشرون (Cicero)، والمرويات التاريخية لبلوتارخ (Plutarch) وديو كاسيوس (Dio Cassius)، جرى تقديمها بوصفها «أنثى شرقية خائنة»، «غارقة في الفجور»، و«تهديدًا للفضيلة الرومانية»[1]. لكنّ تطور الدراسات الحديثة كشف أن هذه الصورة كانت جزءًا من خطاب دعائي هدفه تبرير الحرب وتحقير الخصوم. من هنا تنبع أهمية هذا البحث، الذي يسعى إلى إعادة الاعتبار لكليوباترا السابعة كزعيمة سياسية، ومثقفة، وراعية للعلم، لا كرمز للفساد والانحلال.


أولًا: كليوباترا كقائدة سياسية واعية

كانت كليوباترا آخر فراعنة مصر، وحاكمة ذات سيادة حقيقية (51–30 ق.م.)[2]. على خلاف ملوك البطالمة السابقين، أتقنت كليوباترا اللغة المصرية القديمة، بينما كان أسلافها يعتمدون على اليونانية فقط[3]. وقد ذكر بلوتارخ في سيرته عنها أنها كانت «متعددة اللغات، وتستطيع التحدث إلى كل شعب بلغته»[4]. هذا التمكن اللغوي (الذي شمل اليونانية، المصرية، اللاتينية، العبرية، الآرامية وربما غيرها) مكّنها من التعامل الدبلوماسي الفعّال مع الشعوب المختلفة في مملكتها المتعددة الأعراق.

تلقّت تعليمها في مدرسة الـ«موسيون» (Mouseion) بالإسكندرية، وهي مؤسسة معرفية جامعة تضاهي الأكاديميات الكبرى في العالم القديم[5]. ويؤكد الباحثون أنها كانت متمرسة في العلوم والفلسفة والطب، وهو ما يتناقض مع صورة «الفتاة العابثة» التي رسمها لها أعداؤها[6].


ثانيًا: تحالفها مع أنطونيوس: قرار استراتيجي لا نزوة عاطفية

تحالف كليوباترا مع مارك أنطونيوس (Mark Antony) لم يكن مدفوعًا بالهوى كما زعمت الدعاية الرومانية، بل كان قرارًا استراتيجيًا لحماية مملكة مصر من الأطماع الرومانية المتزايدة[7]. كانت روما في ذلك الوقت غارقة في حرب أهلية بعد اغتيال يوليوس قيصر. وكان على كليوباترا أن تختار بين المتصارعين.


لقد كانت مصر آنذاك قوة اقتصادية هائلة؛ وهي أغنى مملكة في شرق المتوسط[8]. وكانت أنطونيوس بحاجة إلى تمويل ضخم لحملاته العسكرية في الشرق. وكما تذكر ديانا كلاينر (Diana Kleiner)، فإن التحالف بينهما جاء نتيجة «تقاطع المصالح السياسية والعسكرية»[9].

تؤكد الأدلة الأثرية مثل النقود التي ضُربت عام 32 ق.م.، وتحمل صورتي أنطونيوس وكليوباترا معًا، أنها لم تكن مجرد تابع، بل شريك سياسي واضح في الحكم[10].


ثالثًا: ازدواجية المعايير الرومانية

لم تكن روما في زمن أوغسطس مثالًا للأخلاق والفضيلة كما حاولت أن تصوّر. فشيشرون نفسه يهاجم أنطونيوس بألفاظ جنسية مهينة في خطاباته (Philippics)، لكنه لا يتردد في الإشادة بحيله السياسية حين تقتضي الضرورة[11]. أما أوغسطس، الذي حارب كليوباترا بحجة «الدفاع عن الفضيلة الرومانية»، فقد تزوج من ليفيا بينما كانت حاملًا من زوجها السابق[12].

تقول الباحثة شانون بوين (Shannon Bowen) إن «الدعاية الأوغسطية صوّرت كليوباترا رمزًا للانحلال الشرقي لتبرير حرب أكتيوم، رغم أن الصراع كان في جوهره حربًا أهلية رومانية»[13].


رابعًا: كليوباترا كراعية للعلم والثقافة

كليوباترا لم تكن مجرد قائدة سياسية، بل كانت راعية للعلوم والفنون. شهدت مكتبة الإسكندرية في عهدها نشاطًا فكريًا ملحوظًا. تشير بعض البرديات الطبية من تلك الفترة إلى أنها ربما ألفت نصوصًا حول طب النساء والتجميل[14]. يذكر بليني الأكبر (Pliny the Elder) في موسوعته «التاريخ الطبيعي» أن كليوباترا كانت مهتمة بالكيمياء وعلوم التجميل[15].

تشير الدراسات الحديثة إلى أن بلاطها كان يضم فلاسفة وعلماء من مناطق عدة، مما جعلها مركزًا فكريًا عالميًا[16].


خامسًا: كليوباترا في ضوء البرديات المصرية القديمة

رغم هيمنة المصادر الرومانية، هناك شواهد من البرديات المصرية تصوّر كليوباترا بوصفها «الإلهة الحية» و«سيدة مصر العليا والسفلى»[17]. في نصوص المعابد، مثل معبد دندرة، تظهر كليوباترا وهي تقدم القرابين للآلهة المصرية، تأكيدًا على دورها كملكة شرعية ومحبوبة من رعيتها[18].


الشهادات الأدبية المعاصرة: بين العداء والاعتراف

رغم هيمنة الخطاب الروماني العدائي الذي صوّر كليوباترا السابعة كرمز للانحلال والفساد الشرقي، فإن عددًا من النصوص الأدبية والشعرية اليونانية والرومانية القديمة قدّمت لمحات أقل تحاملًا، بل وحملت أحيانًا اعترافًا ضمنيًا بمكانتها السياسية وثقافتها وشجاعتها.

من أبرز هذه الشهادات قصيدة هوراس (Horace) الشهيرة (Odes, Book 1, Ode 37)، والتي كتبها بعد انتحار كليوباترا مباشرة. ففي حين أن القصيدة تبدأ بنبرة احتفالية بالنصر الروماني، إلا أن ختامها يعترف ببطولة الملكة أمام الموت، حيث وصفها بأنها رفضت الهوان، وواجهت نهايتها بشجاعة لا تقل عن خصومها الرومان:

"لم تكن لتقبل الأسر،

ولا أن تُقاد بسلاسل كالنساء الضعيفات،

بل واجهت نهايةً نبيلة،

كما يليق بملكة." [19]


كذلك، رغم عدائه السياسي المعروف، أقرّ شيشرون (Cicero) – في رسائله إلى صديقه أتيكوس – بقدرتها الخطابية ودهائها الدبلوماسي. فقد كتب في إحدى رسائله بتوتر واضح:

"لا أستطيع أن أنكر أنها ساحرة في حديثها... حتى لو كرهتُ وجودها بيننا." [20]


أما المؤرخ والجغرافي اليوناني سترابون (Strabo)، المعاصر لها، فقد قدم توصيفًا أكثر حيادية، واصفًا إياها بأنها:

"امرأة ذات ثقافة عالية وذكية، تتحدث لغات عدة، وكانت محنكة في الحكم." [21]


كما أورد الكاتب الساخر لوقيانوس (Lucian of Samosata) في حواراته الفلسفية الساخرة (Dialogues of the Dead) صورة لكليوباترا تعكس قوة شخصيتها، إذ أظهرها في نقاشات الحياة الآخرة كامرأة واعية، قادرة على الدفاع عن قراراتها السياسية حتى بعد الموت. [22]


وعلى الجانب المصري، تثبت النقوش والبرديات الديموطيقية – خصوصًا في معابد دندرة وفيلة – مكانة كليوباترا كـ"ابنة رع" و"زوجة آمون"، وتؤكد ممارستها لشعائر مصرية تقليدية بوصفها فرعونة شرعية. يظهر ذلك بوضوح في النصوص الجنائزية والمراسيم الدينية التي خلدتها على جدران المعابد المصرية. [23]


إن هذه الشهادات، رغم قلتها، تقدم صورة أكثر توازنًا لملكة الشرق، تكشف عن شخصية سياسية محنكة ومثقفة وذات حضور قوي، وتستدعي من الباحثين إعادة النظر في الأحكام الأحادية المتوارثة من الدعاية الأوغسطية.


المراسيم الرسمية


ومثلما ذكرنا سابقاً لقد رسمت الدعاية الأوغسطية الرومانية، عبر أدواتها الشعرية والتاريخية (مثل كتابات فيرجيل، وديو كاسيوس، وبلوتارخ)، صورةً مشوهة لكليوباترا السابعة، صورتها فيها كرمز للفساد الشرقي والانحلال الأخلاقي، وكعدو مباشر للفضيلة الرومانية. غير أن الشواهد الوثائقية الباقية من مصر البطلمية، وخاصة المراسيم الرسمية الصادرة في عهدها، تقدم شهادة دامغة تُظهر كليوباترا في صورة مختلفة كليًا: ملكة مدركة لمسؤولياتها، حامية لمملكتها، وراعية للثقافة، والسياسة، والاقتصاد.


أولًا: مرسوم كانوبوس Decree of Canopus – 238 ق.م.

رغم أن مرسوم كانوبوس سبق عهد كليوباترا بزمن طويل (صدر في عهد بطليموس الثالث)، إلا أنه يمثل جزءًا من التقاليد التشريعية والدينية البطلمية التي التزمت كليوباترا بالسير على نهجها.

نص المرسوم يؤكد على دور ملوك البطالمة كـ"أبناء للإلهة إيزيس" و"حماة الشعب"، ويبرز علاقتهم بالكهنوت المصري وتقديسهم للثقافة المحلية[24].

دلالة ذلك على كليوباترا:

كليوباترا، كونها أول حاكمة بطلمية تتقن اللغة المصرية القديمة، كانت أكثر الملوك التزامًا باستمرارية هذا الإرث الديني والسياسي، الأمر الذي تعكسه طقوس تتويجها كـ"إلهة حية" على النمط المصري الكامل[25].


ثانيًا: مرسوم هيراكليوبوليس Heracleopolis Decree – 39 ق.م.

هذا المرسوم الذي صدر في السنة التاسعة من حكم كليوباترا، كان استجابةً لأزمة اقتصادية واجتماعية ضربت صعيد مصر، خاصة منطقة هيراكليوبوليس.

نص المرسوم يُظهر كليوباترا كحامية للشعب المصري، ومدافعة عن المزارعين والفقراء، حيث خفّضت الضرائب، وألغت متأخرات الجباية، وسمحت بإعادة توزيع المياه بين الأراضي الزراعية بشكل أكثر عدالة[26].

الأهمية السياسية:

هذا التدخل يُبرز دور كليوباترا كملكة متدخلة فعليًا في الشؤون اليومية لرعاياها المصريين، لا مجرد حاكمة منعزلة عن الواقع، وهو ما يُدحض الصورة الرومانية التي اختزلتها في إطار الرغبات الشخصية.


ثالثًا: مرسوم الإعفاء الضريبي الموقع شخصيًا P.Bingen 45 – 33 ق.م.

في وثيقة موقعة بخط يدها أو على الأقل بموافقة مباشرة منها بكلمة "γινέσθωι" أي: "فليكن)، أصدرت كليوباترا قرارًا بإعفاء Publius Canidius Crassus من الضرائب المفروضة على استيراد وتصدير الحبوب والخمر[27].

الدلالة السياسية:

هذه الوثيقة تُظهر كليوباترا كحاكمة تستخدم سلطتها المالية لتعزيز التحالفات الدولية، وخاصة مع كبار قادة الجيش الروماني الداعمين لها. كما تعكس إدارتها الحازمة لشؤون الضرائب والتجارة.


رابعًا: الدلالة الجامعة – كليوباترا كرمز للاستمرارية الملكية المصرية

عبر هذه المراسيم الثلاثة (الديني – الاجتماعي – الاقتصادي)، يتضح أن كليوباترا كانت امتدادًا حقيقيًا للشرعية المصرية القديمة:

وريثة للتقاليد الدينية الفرعونية (كانوبوس).
مدافعة عن حقوق شعبها (هيراكليوبوليس).
صاحبة إرادة سياسية حرة في التعامل مع القوى الدولية (المرسوم الضريبي).

هذا التنوع في الأداء السياسي يُفند الدعاية الرومانية التي صورتها كـ"امرأة شرقية هدامة". على العكس: كانت كليوباترا ملكة سياسية، واعية، متجذرة في ثقافة مصر القديمة، وقادرة على إدارة مملكتها بتعقيداتها الاجتماعية والاقتصادية.


النقوش الرسمية


1- نقش معبد دندرة (Dendera Temple Complex)

المكان: معبد الإلهة حتحور في دندرة (الصعيد المصري).
التاريخ: حوالي 54–30 ق.م.
المحتوى:
تصور النقوش كليوباترا السابعة وابنها قيصرون (Ptolemy XV Caesar) في مشاهد طقسية بلباس الفراعنة التقليدي، وهي تقدم القرابين للآلهة المصرية مثل حتحور ورع.
الأهمية:
هذه النقوش تؤكد بوضوح أن كليوباترا لم تقدم نفسها فقط كملكة هلنستية، بل كفرعونية شرعية، وريثة التاج المصري، وحامية للديانة المحلية.
دلالة سياسية:

النقوش تُظهر دمج كليوباترا الرمزي بين الهويتين: الهلنستية والمصرية، في وقت كانت تحتاج فيه إلى دعم الكهنوت المصري ضد النفوذ الروماني [30].


2- نقش في معبد فيلة (Philae Temple)

المكان: معبد إيزيس في فيلة.
التاريخ: أواخر القرن الأول ق.م.
المحتوى:
يظهر نقش يمثل كليوباترا وهي تقدم قرابين إلى الإلهة إيزيس وابنها حورس. بعض النصوص الهيروغليفية تنعتها بالألقاب الفرعونية التقليدية مثل:
"سيدة الأرضين" و"ابنة رع".
الأهمية:
يؤكد هذا النقش مكانة كليوباترا الدينية كـ"الكاهنة العظمى" أمام الآلهة المصرية [31].


3- النقوش الهيروغليفية في كوم أمبو (Kom Ombo)

المكان: معبد كوم أمبو.
المحتوى:
مشاهد طقسية تضم كليوباترا وابنها قيصرون، كملك مشارك في الطقوس الملكية، مع الألقاب التقليدية للملوك المصريين.
قراءة تحليلية للنقوش:


➤ هذه النقوش ليست دعاية سياسية عابرة، بل هي امتداد تقليدي لشرعية الملوك المصريين منذ الدولة القديمة.
➤ من المهم أن ندرك أن النقوش تم تنفيذها بواسطة الكهنة المصريين، ما يعني اعتراف المؤسسة الدينية بمكانة كليوباترا كفرعون حقيقي.
➤ لم تكن مجرد "ملكة متآمرة" كما قال الرومان، بل ملكة مصرية فرعونية كاملة الشرعية في نظر المصريين القدماء[32].


4- نقوش معبد إدفو (Edfu Temple)

المحتوى:
رغم أن معظم نقوش معبد إدفو ترجع لعهد البطالمة السابقين، هناك إضافات متأخرة في عهد كليوباترا السابعة، خصوصًا على الجدران الخارجية حيث تم تصويرها في بعض المشاهد الطقسية.
الدلالة:
تعكس استمرار مشروعها في دعم البنية الدينية المصرية، والتأكيد على شرعيتها الدينية أمام الكهنوت[33].


5- نقوش قصر الشمع (Caser el-Shama) - القاهرة

المحتوى:
عُثر على كتل حجرية منقوشة تعود لعصر كليوباترا السابعة في منطقة القاهرة الفسطاط، وهي تعود لمبانٍ دينية أو مدنية ربما كانت جزءًا من منشآت ملكية بطلمية متأخرة.
الدلالة:
تدل على استمرار أعمال البناء والتشييد في فترة حكمها، حتى في شمال مصر[34].


6- نقوش بو-بسطة (Bubastis)

المحتوى:
عثرت بعثات أثرية في منطقة تل بسطة (Bubastis) على شظايا من نقوش هيروغليفية تذكر كليوباترا السابعة وقيصرون، مما يعكس وجود نشاط ملكي في شرق الدلتا[35].


7- نقوش أسوان (Elephantine)

المحتوى:
يوجد نقش صغير من جزيرة ألفنتين بأسوان يُرجح أنه يعود لعهد كليوباترا السابعة، يذكر اسمها الملكي الكامل بالألقاب الفرعونية.
الدلالة:
دليل إضافي على امتداد سلطتها الرمزية والدينية حتى أطراف الحدود الجنوبية[36].


8- نقوش في مناطق نوبية أخرى

بعض النقوش في منطقة النوبة (بين أسوان والنوبة السفلى) قد تحمل إشارات إلى كليوباترا بصفتها الراعية الرسمية للديانة المصرية التقليدية، خاصة في الأماكن التي ارتبطت بعبادة إيزيس[37].

تحليليًا:

هذه النقوش، مهما كان حجمها أو حالتها الراهنة، تشكل شبكة أدلة مادية ضد الصورة الرومانية التي حاولت تصوير كليوباترا كدخيلة غريبة. وجود اسمها الملكي الكامل بألقاب مثل "ابنة رع" و"سيدة الأرضين" في النقوش الرسمية يدل على:

اعتراف الكهنة بشرعيتها.
استمرار التقليد الملكي الفرعوني في شخصها.
محاولتها الظهور كرمز للوحدة الوطنية والدينية لمصر.


المسلات

أولًا: مسلة فيلة (Philae Obelisk) – شهادة ملكية معاصرة

من أبرز الشواهد الأثرية التي ترتبط مباشرة بكليوباترا السابعة، تأتي مسلة فيلة (Philae Obelisk) كوثيقة ملكية نادرة تؤكد مكانتها كملكة شرعية ذات سيادة كاملة ضمن التقاليد الفرعونية.

تم العثور على هذه المسلة بجزيرة فيلة (Philae) بأسوان، وهي محفوظة حاليًا في المتحف البريطاني [38].

النقوش الهيروغليفية على المسلة تسجل أسماء كليوباترا السابعة وابنها بطليموس الخامس عشر قيصرون (Ptolemy XV Caesarion)، وتمنحهما الألقاب الملكية التقليدية مثل:

"الابنة البكر للإله رع" و**"سيدة الأرضين"** و**"الابن المحبوب للإله آمون رع"** [39].


هذه الصيغة تؤكد أن كليوباترا حرصت على استمرارية الشرعية الدينية والسياسية المصرية القديمة، متحدية بذلك الصورة الرومانية التي حاولت تصويرها كغريبة دخيلة على مصر.


ثانيًا: "مسلات كليوباترا" (Cleopatra’s Needles) – الرمز الأثري المرتبط بالملكة

رغم أن ما يُعرف اليوم باسم "مسلات كليوباترا" – الموجودة في لندن ونيويورك – يعود زمنها إلى عهد تحوتمس الثالث (القرن الخامس عشر ق.م.)، فإن ارتباطها بكليوباترا جاء من حقيقة أنها نُصبت أمام معبد القيصريوم (Caesareum) بالإسكندرية، الذي شيدته كليوباترا تكريمًا ليوليوس قيصر [40].

وحتى بعد انتصار أوغسطس، بقيت هاتان المسلتان رمزًا للأثر المصري القديم المرتبط باسمها في المخيلة الأوروبية [41].


النقود كوثيقة مادية لصناعة الهوية السياسية والدينية (كليوباترا النترو)


تشكل النقود التي أُصدرت في عهد كليوباترا السابعة مصدرًا أثريًا مباشرًا بالغ الأهمية لفهم كيفية تقديمها لذاتها كحاكمة ذات سيادة حقيقية، تتجاوز الخطاب الروماني الدعائي المعادي لها. هذه النقوش النقدية تمثل شهادة مادية رسمية، تعكس رؤية كليوباترا لسلطتها السياسية والدينية على السواء.


1- النقود ذات الطابع الملكي واللاهوتي المستقل:


منذ السنوات الأولى من حكمها، أصدرت كليوباترا عملات معدنية تحمل صورتها الشخصية، مصحوبة بألقاب ذات دلالة لاهوتية وسياسية. من أبرز هذه الألقاب:

ΒΑΣΙΛΙΣΣΑ ΚΛΕΟΠΑΤΡΑ ΘΕΑ ΝΕΩΤΕΡΑ

(Basilissa Kleopatra Thea Neōtera)

والتي تعني حرفيًا:

«الملكة كليوباترا، الإلهة النترو/المقدسة أو الحامية» أو "الإلهة الجديدة"

لقد كان اختيار لقب ΘΕΑ (Thea) (أي: الإلهة) بمثابة تأكيد على قداسة منصبها، وفقًا للتقاليد الهلنستية التي كانت تجيز تأليه الملوك أثناء حياتهم، كما كان يُفعل في حالة بطالمة سابقين. أما صفة ΝΕΩΤΕΡΑ (Neōtera)، فلا تعني "الشابة" بمعناها البيولوجي كما يُخطئ بعض الباحثين، بل هو لقب مصري يُطلق على الآلهة والملوك يأتي بمعنى "المقدسة" و "الحامية" ، فهو يرتبط مفاهيميًا بجذر كلمة "نتر" (nṯr) المصرية القديمة، والتي تعني "الإله" أو "المقدس" أو "الحامي"، مما يُبرز محاولة كليوباترا تقديم نفسها كامتداد حديث للشرعية الدينية المصرية القديمة [42][43]، أو صفة ΝΕΩΤΕΡΑ (Neōtera) تعني "الأحدث" أو "الجديدة"، في تمييزها عن سابقاتها من الملكات المؤلهات مثل كليوباترا الثالثة.


2- علاقة كليوباترا بالأيقونية الإيزيسية: "الملكة/الإلهة" كامتداد أرضي لإيزيس:

عززت كليوباترا هذه الهوية اللاهوتية من خلال التماهي المتعمد مع الإلهة المصرية إيزيس. تظهر في بعض النقود بملامح ورموز ذات دلالة إيزيسية واضحة: من ذلك ارتداؤها تيجانًا مزدوجة، أو ظهور رمز الصقر (المرتبط بحورس ابن إيزيس)، أو قرون الكبش المرتبطة بالإله آمون، الذي كان يُدمج لاهوتيًا مع إيزيس في الفكر البطلمي [44][45].

يشير تحليل Walker & Higgs (2001) إلى أن هذا التداخل الرمزي بين شخصيتها كملكة وبين الأيقونية الإيزيسية يؤكد سعيها لإظهار نفسها كوريثة شرعية للتقاليد الفرعونية، وكـ"تجسيد أرضي" للآلهة الأم والحامية للشعب المصري [46].


3- النقود المشتركة مع ماركوس أنطونيوس: رمز التحالف السياسي والرسمي:

من أبرز المظاهر النقدية لعهد كليوباترا: السكة النقدية المشتركة بينها وبين مارك أنطونيوس، المعروفة باسم "Denarii of Antony and Cleopatra"، والتي سكّت عام 32 ق.م. في سوريا [47].

في هذه العملة:

تظهر كليوباترا على أحد وجهي العملة، بلقبها الملكي الكامل:

ΒΑΣΙΛΙΣΣΑ ΚΛΕΟΠΑΤΡΑ ΘΕΑ ΝΕΩΤΕΡΑ

بينما يظهر أنطونيوس على الوجه الآخر بلقبه الرسمي:

Antonius Imperator

هذا التقابل بين وجهي العملة يمثل تحديًا صريحًا للأعراف الرومانية التي لم تكن تقبل ظهور حاكم أجنبي، خاصة امرأة، على عملة متداولة في أراضٍ خاضعة لنفوذ روما. كان في ذلك رسالة سياسية واضحة: كليوباترا ليست مجرد حليفة عاطفية لأنطونيوس، بل شريكته السياسية الكاملة [48].


4- تحليل الأيقونات والرموز في العملات:

تميزت النقود الكليوباترية بعناصر رمزية ثرية:

- ملامحها القوية (أنف بارز، ذقن محدد، جبهة عريضة) تعكس نموذج الحاكم العسكري لا "المرأة الغاوية".

- استخدام رموز مصرية كالصقر وقرون الكبش يعزز ارتباطها باللاهوت المصري [49].

- اختيار الألقاب الملكية بصيغة الجمع اللاهوتي، في تماثل مقصود مع ألقاب إيزيس مثل "إيزيس الجديدة" أو "سيدة الأرضين" [50].


5- النقود كأداة مقاومة للدعاية الأوغسطية:

توضح ديانا كلاينر (Diana Kleiner) أن هذه النقود كانت وسيلة دعائية مضادة لدعاية أغسطس. فقد قدّمت كليوباترا ذاتها في هيئة الملكة-الإلهة-الحليفة، لا كرمز للانحلال كما صورتها الدعاية الرومانية [51].

كما تشير أبحاث سالي-آن آشتون (Sally-Ann Ashton) إلى أن كليوباترا "كانت من بين النساء القلائل في العالم القديم اللاتي سكّت نقودًا بصورتهن الشخصية، وهو دليل مادي على سلطتها المستقلة" [52].


6- التوزيع الجغرافي والنطاق السياسي:

تم العثور على هذه العملات في مصر وسوريا وآسيا الصغرى، مما يؤكد مدى نفوذ كليوباترا الإقليمي، واتساع دائرة التأثير السياسي والاقتصادي لمملكتها قبيل معركة أكتيوم [53].


لوحة برلين


تمثل لوحة برلين (Berlin Stela 22188) واحدة من أهم الوثائق النحتية الباقية من أواخر العصر البطلمي، والمؤرخة تحديدًا إلى العام الثاني عشر من حكم كليوباترا السابعة، أي نحو عام 40 ق.م. [54].

هذه اللوحة محفوظة في متحف برلين، وهي عبارة عن نقش ثنائي اللغة (هيروغليفية وديموطيقية) يتضمن:

ذكر الألقاب الملكية الرسمية لكليوباترا السابعة بوصفها «ابنة رع، محبوبة آمون، سيدة الأرضين، ملكة مصر العليا والسفلى» [55].

كما تحتوي اللوحة على إشارة صريحة إلى ابنها قيصرون (Ptolemy XV Caesarion)، حيث يُذكر فيها بلقب «ابن رع» و**«ملك مصر العليا والسفلى»**، مما يعكس محاولة واضحة لإضفاء الشرعية المصرية الأصلية على حكمه، باعتباره وريثًا مشتركًا بين خطي البطالمة والفراعنة المصريين القدماء [56].

النص الهيروغليفي الوارد:

sȝ Rˁ mrj Jmn ḥqȝ tȝwj

(ابن رع، محبوب آمون، ملك الأرضين)

هذا اللقب تحديدًا يُبرز استمرارية التقاليد المصرية القديمة في شرعنة الملكية، ويؤكد كيف كانت كليوباترا حريصة على إبراز نفسها كحلقة شرعية في السلسلة الفرعونية، لا كغريبة يونانية حاكمة [57].

2- البعد الرمزي في اللوحة:

يشير Alan Lloyd إلى أن هذه اللوحة، بما تحويه من ألقاب وعبارات دينية مصرية خالصة، كانت تهدف إلى طمأنة الكهنة والشعب بأن كليوباترا تحترم الشرعية الدينية المصرية وتتماهى مع التقاليد الفرعونية، خاصة في وقت كانت فيه مصر مهددة بالتدخل الروماني المباشر [58].

كما لاحظت Sally-Ann Ashton أن هذه اللوحة - جنبًا إلى جنب مع النقوش الأخرى من معابد في دندرة وفيلة - تعكس تحولًا متعمدًا في الأيقونية السياسية، حيث باتت كليوباترا تُقدَّم نفسها كحاكمة مصرية أصلية بكل المعايير الطقسية واللاهوتية [59].

3- أهمية هذه الوثائق في تفكيك الدعاية الرومانية:

تُعد هذه الوثائق الأثرية شاهدًا مباشرًا غير خاضع للتأويل الروماني اللاحق. فهي بمثابة «صوت كليوباترا نفسها» في صياغة صورتها كحاكمة شرعية، وملكة أصيلة متصلة بالتقاليد الدينية والسياسية لمصر، وهو ما يتناقض جوهريًا مع الصورة الدعائية الرومانية التي صوّرتها كغريبة دخيلة [60].


البرديات


تم الكشف عن مجموعة من البرديات المكتوبة بالديموطيقية (Demotic) والإغريقية (Greek)، تعود إلى عهد كليوباترا السابعة، وتوثق نشاطها الإداري والاقتصادي داخل مصر. من أبرز هذه الوثائق:


1- بردية هيرموبوليس (Hermopolis Papyrus):

وثيقة ضريبية صادرة عام 33 ق.م، تُشير إلى تنظيمات مالية فرضتها الحكومة البطلمية المتأخرة تحت حكم كليوباترا، وتُبرز دورها المباشر في الرقابة الاقتصادية [61].


2- برديات أرشيف هيراكليوبوليس (Heracleopolis Archive):

تتضمن إشارات إلى القرارات الإدارية الخاصة بجمع الضرائب وتنظيم الأراضي الزراعية، وتذكر صراحة اسم كليوباترا بألقابها الملكية الرسمية كـ«ملكة مصر العليا والسفلى» [62].


3- رسائل تجارية رسمية من أرشيف الفيوم (Fayum Archive):

توثق هذه الرسائل نشاطات اقتصادية وتجارية بين مسؤولي البلاط الملكي ومزارعي ومنتجي منطقة الفيوم. وتحمل بعض الوثائق توقيع كبار موظفي البلاط الذين عملوا تحت إدارة كليوباترا المباشرة [63].

يلاحظ الباحث Alan Bowman أن هذه البرديات توفّر "أدلة حية على مدى انخراط كليوباترا المباشر في شؤون إدارة الضرائب والزراعة والتجارة في أواخر العصر البطلمي" [64].


الشهادات الأدبية


رغم طغيان الخطاب العدائي ضد كليوباترا في معظم النصوص اللاتينية، هناك بعض الأصوات الأدبية الإغريقية والرومانية التي قدّمت رؤى أقل تحاملًا، بل وأحيانًا أكثر حيادية، وقد اشرنا إلى بعضهم سابقاً:


1- سترابون (Strabo):

الجغرافي والمؤرخ اليوناني الذي زار الإسكندرية بعد وفاة كليوباترا بفترة وجيزة. في كتابه Geographica، وصف كليوباترا بأنها:

"امرأة ذكية، قوية الإرادة، تتحدث عدة لغات، وتُظهر قدرة سياسية واضحة" [65].


2- لوكيوس أنيوس فلوروس (Lucius Annaeus Florus):

في كتابه Epitome of Roman History، أقر بأن تحالف كليوباترا مع أنطونيوس كان بمثابة:

"آخر محاولات الممالك الشرقية للحفاظ على استقلالها" [66].


3- شيشرون (Cicero):

رغم عدائه الشخصي الشديد لها، يذكر في رسائله إلى أتيكوس (Ad Atticum) أن كليوباترا كانت:

"امرأة مثقفة ومتمرسة في فنون الجدل"، في إشارة إلى قدرتها البلاغية أثناء اللقاءات الدبلوماسية [67].


4- بلوتارخ (Plutarch):

في سيرته حياة أنطونيوس (Plutarch, Antony, 27)، ورغم التحيّز العام، يعترف أن جاذبية كليوباترا:

"لم تكن فقط بسبب جمالها الجسدي، بل بالأخص بسبب ذكائها وبلاغتها وقدرتها على المحاورة" [68].


الخاتمة

لم تكن كليوباترا السابعة «الزوجة الآثمة» كما وصفها فيرجيل، ولا «العاهرة الشرقية» كما نعتها ديو كاسيوس. بل كانت زعيمة سياسية بارعة، مثقفة، ودبلوماسية محنكة. إن إعادة قراءة إرثها التاريخي ضرورة علمية وأخلاقية، تدعونا إلى التحرر من سطوة الدعاية الرومانية، وفهم شخصية هذه الملكة بوصفها رمزًا للمقاومة السياسية والثقافية في وجه القوة الإمبراطورية الطاغية.


قائمة المراجع والحواشي:


[1]Virgil, Aeneid, Book 8.678–699.

[2]Stacy Schiff, Cleopatra: A Life, New York: Little, Brown, 2010.

[3]Diana E. E. Kleiner, Cleopatra and Rome, Harvard University Press, 2005.

[4]Plutarch, Life of Antony, 27.3.

[5]Andrew Erskine, Culture and Power in Ptolemaic Egypt, Oxford University Press, 1995.

[6]Marina Escolano-Poveda, “Cleopatra in Roman Literature: The Construction of a Dangerous Woman,” ARCE Bulletin, 2020.

[7]Dio Cassius, Roman History, Book 50.

[8]Günther Hölbl, A History of the Ptolemaic Empire, Routledge, 2001.

[9]Kleiner, p. 65.

[10]Michael Grant, Cleopatra, Phoenix Press, 1972.

[11]Cicero, Philippics, 2.44–50.

[12]Suetonius, Life of Augustus, 62.

[13]Shannon Bowen, “The Rhetoric of Eastern Otherness: Cleopatra and Augustan Propaganda,” Journal of Roman Studies, 2018.

[14]History.howstuffworks.com, “Cleopatra: The Original Queen of Drama.”

[15]Pliny the Elder, Natural History, Book 13.

[16]Dorothy J. Thompson, Memphis Under the Ptolemies, Princeton University Press, 1988.

[17]Ray, J.D., The Rosetta Stone and the Rebirth of Ancient Egypt, Harvard University Press, 2007.

[18]Reliefs at the Temple of Dendera (Primary source).

[19]Horace, Odes, Book 1, Ode 37.

[20]Cicero, Letters to Atticus, 15.15.

[21]Strabo, Geographica, Book 17.1.10.

[22]Lucian, Dialogues of the Dead.

[23]Demotic in-script-ions from Dendera and Philae see: Naphtali Lewis, Life in Egypt under Roman Rule, 1983

[24] Bingen, J. (1997). Hellenistic Egypt: Monarchy, Society, Economy, Culture. Edinburgh University Press.

[25] Diana Kleiner, Cleopatra and Rome, Harvard University Press, 2005.

[26] P. Derow, Rome, Polybius, and the East, Oxford University Press, 2015.

[27] T. S. Pattie, "The Signature of Cleopatra VII Philopator", Journal of Egyptian Archaeology, Vol. 59, 1973, pp. 138–143.

[28] Schiff, Stacy. Cleopatra: A Life, Little, Brown and Company, 2010.

[29] Walker, Susan and Higgs, Peter. Cleopatra of Egypt: From History to Myth, British Museum Press, 2001

[30] Diana Kleiner, Cleopatra and Rome, Harvard University Press, 2005 (يخصص فصلاً كاملاً للنقوش الملكية).

[31] Susan Walker and Peter Higgs, Cleopatra of Egypt: From History to Myth, British Museum Press, 2001 (تحليل ممتاز للمواد الأثرية والنقوش).

[32] C. Andrews, Egyptian Treasures from the Egyptian Museum in Cairo, American University in Cairo Press, 1998.

[33] J. G. Griffiths, The Isis-Book (Metamorphoses, Book 11), Brill, 1975 (للنقوش الإيزيسية المرتبطة بكليوباترا).

[34] T. G. H. James, The British Museum Concise Introduction to Ancient Egypt, British Museum Press, 2005 (فيه قسم عن النقوش البطلمية).

[35] Kenneth A. Kitchen, The Third Intermediate Period in Egypt, Aris & Phillips, 1996 (للتسلسل النقشي العام).

[36] Susan Walker and Peter Higgs, Cleopatra of Egypt: From History to Myth, British Museum Press, 2001.

[37] C. Andrews, Egyptian Treasures from the Egyptian Museum in Cairo, American University in Cairo Press, 1998

[38]The British Museum. "Philae Obelisk". Collections Online.

[39]Kleiner, Diana E. E. Cleopatra and Rome. Harvard University Press, 2005.

[40]Walker, Susan. Cleopatra of Egypt: From History to Myth. The British Museum Press, 2001.

[41] Bowman, Alan K. Egypt after the Pharaohs: 332 BC–AD 642. University of California Press, 1986.

[42]Ashton, Sally-Ann. Cleopatra and Egypt. Wiley-Blackwell, 2008.

[43] Walker, Susan & Higgs, Peter. Cleopatra of Egypt: From History to Myth. British Museum Press, 2001.

[44]Ashton, Sally-Ann. Cleopatra and Egypt, pp. 55-59.

[45]Walker & Higgs, Cleopatra of Egypt, pp. 101-105.

[46]Walker & Higgs, Cleopatra of Egypt, pp. 101-105.

[47]Kleiner, Diana E.E. Cleopatra and Rome. Harvard University Press, 2005.

[48]Howgego, Christopher. Ancient History from Coins. Routledge, 1995.

[49]Sear, David R. Roman Coins and Their Values. Seaby Publications, 1988.

[50]Walker & Higgs, Cleopatra of Egypt, p. 108.

[51]Kleiner, Cleopatra and Rome, pp. 132-134.

[52]Ashton, Cleopatra and Egypt, pp. 60-62.

[53] Howgego, Ancient History from Coins, p. 112.

[54]Lloyd, Alan B. "Cleopatra and Egypt." The Cambridge Ancient History, Vol. 9. Cambridge University Press, 1994.

[55]Walker, Susan & Higgs, Peter. Cleopatra of Egypt: From History to Myth. British Museum Press, 2001.

[56]Ashton, Sally-Ann. Cleopatra and Egypt. Wiley-Blackwell, 2008.

[57]Walker & Higgs, Cleopatra of Egypt, pp. 109-110.

[58]Lloyd, The Cambridge Ancient History, p. 320.

[59]Ashton, Cleopatra and Egypt, pp. 65-68.

[60] Kleiner, Diana E.E. Cleopatra and Rome. Harvard University Press, 2005.

[61]Bowman, Alan. Egypt after the Pharaohs: 332 BC–AD 642. University of California Press, 1986.

[62]Clarysse, Willy, and Dorothea Fragaki. Ptolemaic Taxation and Administration in the Egyptian Countryside. Leuven: Peeters, 2005.

[63]Vandorpe, Katelijn. "City of Many a Gate, Harbour for Many a Guest: Alexandria through the Ages." In Cleopatra: A Sphinx Revisited, University of California Press, 2011.

[64]Bowman, Egypt after the Pharaohs, pp. 154-156.

[65]Strabo, Geographica, Book 17, Chapter 1.

[66]Florus, Epitome of Roman History, Book 2.21.

[67]Cicero, Ad Atticum, Book 15, Letter 15.

[68] Plutarch, Antony, 27.




30- 6- 2025



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذر المصري للألفاظ السامية (عبد، الأبد، إبادة، أبهة)
- الأصل المصري للكلمات السامية (واد، وَدَّأَ، وَأد، وطّأ، وطى، ...
- آشور لم تنتصر (كشف زيف الاحتلال الآشوري لمصر)
- الأصل المصري لمدينة (تِمْنة حارس) التوراتية
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل ضرس ...
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل عضلا ...
- الرد التطوري العلمي على المزاعم حول الأعضاء الأثرية؛ هل حلما ...
- نص العهد القديم، مدخل إلى الكتاب العبري (الجزء الأول)
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء العشر ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء التاس ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثام ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (السابع عشر ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الساد ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الخام ...
- المَصادر القديمة اليونانية لإسطورة الطوفان مع مُقارنتها بالم ...
- المختصر المفيد في أسطورة نوح وأولاده، والأصل الأسطوري لقصته
- التحقيق النصي لإعتماد رسالة بطرس على رسالة يهوذا والجحيم الي ...
- سيلسوس وأخنوخ مع التحقيق النصي لإعتماد رسالة يهوذا على سفر أ ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثال ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثان ...


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابرام لويس حنا - كليوباترا السابعة في مواجهة تشويه الدعاية الإمبراطورية