أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - الموسيقى الكوردية: صدى الجبال وحضارة الصوت














المزيد.....

الموسيقى الكوردية: صدى الجبال وحضارة الصوت


شينوار ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


في سياق دراسة التراث الموسيقي للشعوب التي تحمل تاريخًا من الصمود والمقاومة، تظهر الموسيقى الكوردية كظاهرة فريدة تمثل تجسيدًا لوعي ثقافي عميق وروح جماعية لا تنكسر. فهي ليست مجرد ألحان تتردد بين الجدران بل لغة وجودية تعكس هوية شعب وتنقل ذاكرته ... جماله وفكره. دراسة هذه الموسيقى تكشف عن قدرة الفن على الصمود أمام القمع وعن قوة الصوت البشري في الحفاظ على الذاكرة الجمعية حتى في أحلك الظروف.

لم تكن الموسيقى الكوردية مجرّد نغم بل كانت تنفّس الروح حين يُحاصر الجسد وصوت الأرض حين يُمنع الكلام.
حاولت الأنظمة عبر التاريخ أن تمحو هذا اللحن القديم أن تُخمد أغنيةَ أمٍّ تهدهد طفلها بالكلمة الكوردية الأولى لكن الصوت ظلّ يخرج من بين الشقوق كينبوعٍ عنيدٍ لا يعرف الجفاف.

في زمن كانت فيه الموسيقى واللغة الكوردية ممنوعة رسميًا وأصبح مجرد التحدث بالكوردية أو الاستماع إلى أغنية كوردية فعلًا ثوريًا محفوفًا بالخطر، كان رجال الأنظمة يراقبون المخالفين بلا هوادة حيث كانت العقوبة السجن أو القتل.
ورغم هذا القمع ظلّت الجبال ... الليل وجدران المنازل الطينية حصونًا صامتة تحمي الصوت والكلمة لتثبت أن الموسيقى الكوردية ليست مجرد ترف بل صرخة وجود وشهادة على الهوية وعين تنظر في عمق الإنسان والحرية.

في أحلك الليالي حين كان الصمت مفروضًا على القرى كانت نساء الكوردستانيات تهمسن لأطفالهن بالأغاني القديمة يحملن في تلك التهويدات ذاكرةَ أجدادٍ وملامحَ وطن ويخزنّ في قلوبهن الملاحم الكوردية العظيمة: مَم وزين ... دروش أفدي وفرهاد وشيرين لتظل موسيقى الكوردية حيّة وتنقل القيم والهوية عبر الأجيال كما ينساب نهر دجلة من قلب الجبال لا يعرف التوقف ولا الانحناء.

واليوم بعد كل ذلك الصراع الطويل تتجلّى الموسيقى الكوردية حضورًا عالميًا. نسمعها في صالات المسارح الكبرى على ألسنة فنانين يحملون الوطن في حناجرهم يغنون بلغتهم التي حاولوا وأدها فإذا بها ترتقي إلى أسمى مراتب الفن.
سيمفونيات وملاحم وأغانٍ ورثها الأبناء عن أجدادٍ لم يكتبوا التاريخ بالحبر بل بالنغم.

الموسيقى الكوردية اليوم لا تغنّي الماضي فقط بل تُعلن للعالم أن الجمال لا يُقهر وأن صوت الحرية يمكن أن يكون عودًا أو نايًا أو لحنَ أمٍّ تُرضع طفلها الحلم.

فهي ليست مجرد موسيقى بل إثباتٌ وجوديٌّ لشعبٍ يرفض أن يُمحى ويصرّ أن يعيش بالنغمة التي وُلد بها.

حضور الموسيقى الكوردية في أبرز الصالات العالمية

لقد امتدت أصوات الفن الكوردستاني اليوم إلى أرقى الصالات العالمية التي لا يغني فيها سوى كبار الفنانين لتثبت صمود التراث الكوردستاني وقيمته الفنية:

كارنيغي هول – نيويورك الولايات المتحدة: استضافت الفنانة الكوردية Aynur Doğan ضمن فعاليات الموسيقى العالمية لتقديم أغانٍ تنبض بهوية كردستان.

دار أوبرا فيينا – فيينا النمسا: شهدت عروض الفنانة Rojda حيث ترددت نغمات كردستان في جدران هذه القاعة الفخمة.

Barbican Centre – لندن المملكة المتحدة: كانت منصة للفنانة Suna Alan التي قدّمت موسيقى كوردية حية للجمهور الأوروبي.

Elbphilharmonie – هامبورغ ألمانيا: احتضنت مهرجانات الموسيقى الكوردية ضمن برامج الثقافة العالمية مؤكدة حضور هذا الفن في قلب أوروبا.

Jahrhunderthalle – فرانكفورت ألمانيا: شهدت عروض سيمفونيات وأغانٍ تقليدية كوردية ومن بينها عروض المسيقار الكوردي الكبير دلشاد الذي أبدع ببصمته الموسيقية الفريدة وأثرى الجمهور العالمي بمهارته.

قصر بلدية باريس – باريس فرنسا: كان للموسيقي الكوردي الكبير دلشاد سعيد شرف العزف على خشبته حيث قدّم أعمالًا موسيقية رائعة أمام جمهور فرنسي وعالمي مما يعكس الاعتراف الرفيع بالموسيقى الكوردية في أرقى المسارح العالمية.

مهرجانات موسيقية في أستراليا: تشهد المدن الأسترالية مثل سيدني ملبورن وأديلايد تنظيم مهرجانات موسيقية كوردية حيث يُقدّم الفنانون الكورد عروضًا موسيقية تعكس غنى التراث الكوردي ويستقطبون جمهورًا متنوعًا من مختلف الجنسيات.



#شينوار_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي وصدى الكون في داخلي
- الطريق إلى الله يمرّ عبر الإنسانية
- العودة إلى الفراغ
- خطوات على جدار الصيف
- الثوبُ الأخير
- المرافئ الغائبة
- موسيقى الغياب
- بكاء الصمت
- رسالة إلى السماء
- يزيدي أنا
- صلاح ناصر خضر ...
- أطفالُ الحُروب
- تشرين ... إله الجمال في الناصريّة
- آدم
- تراجيديا الابادة
- جنون الحرية
- أ---جراس قلبي
- سرداب الأمل
- دينامية المقابلة في نص -عرس الوطن - للشاعر شينوار إبراهيم
- ملحمة ( شينوارية ) ...


المزيد.....




- إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية
- حي الأمين.. نغمة الوفاء في سيمفونية دمشق
- أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
- لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض يساعد على تخفيف التوتر
- تل أبيب تنشر فيلم وثائقي عن أنقاض مبنى عسكري دمره صاروخ إيرا ...
- قراءة في نقد ساري حنفي لمفارقات الحرية المعاصرة
- ليبيريا.. -ساحل الفُلفل- وموسيقى الهيبكو


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - الموسيقى الكوردية: صدى الجبال وحضارة الصوت