هاني صالح الخضر
الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 22:02
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في خفايا الاقتصاد العالمي، تجري لعبة ضخمة لا يشاهدها كثيرون، لعبة تهدف إلى تحويل أزمة ديون الولايات المتحدة الأمريكية إلى عبء عالمي. ويبدو أن أهم أدوات هذه اللعبة هي الذهب والبيتكوين.
لنركز على البيتكوين. وفق تحليلات بعض الخبراء، هناك خطة أمريكية تجعل سعر البيتكوين يرتفع بشكل مدروس، مما يدفع المستثمرين حول العالم لشرائه بأموال حقيقية على أمل تحقيق أرباح مستقبلية. لكن المفاجأة الخطيرة هي أن الأموال النقدية التي تُدفع لشراء هذه العملة الافتراضية تتحول عمليًا إلى مساهمة غير مباشرة في سداد ديون أمريكا. بمعنى آخر: أنت تشتري مالًا حقيقيًا لشيء افتراضي لا وجود له فعليًا، فتكون قد ساهمت في تمويل ديون دولة أخرى دون أن تشعر.
إذا عدنا للتاريخ، سنجد مثالًا مشابهًا: صدمة نيكسون عام 1971، حين حول الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الدولار إلى العملة العالمية الأولى بعد انفصاله عن الذهب، لتصبح الولايات المتحدة في موقع القوة على حساب اقتصادات العالم الأخرى.
واليوم، تحذر روسيا وبعض الدول من مخاطر هذه الخطط، خاصة بعد قوانين مثل "Genius" التي صدرت في عهد ترامب لتعزيز النفوذ الأمريكي في النظام المالي العالمي.
باختصار، ما يحدث ليس مجرد تقلب في أسعار العملات الرقمية، بل جزء من لعبة مالية كبرى. المستثمر العادي، بلا وعي، قد يتحول إلى لاعب رئيسي في تغطية ديون دولة تفوق ديونها حجم اقتصادها بالكامل.
الرسالة واضحة: متابعة الأحداث الاقتصادية العالمية وفهمها أصبح ضرورة، ليس فقط لمن يرغب في الاستثمار، بل لكل من يريد أن يعرف كيف تُحاك سياسات القوة المالية في العالم اليوم.
---
#هاني_صالح_الخضر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟