أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هاني صالح الخضر - العلمانية... من مشروع تحرر إلى أداة استعمار ناعم














المزيد.....

العلمانية... من مشروع تحرر إلى أداة استعمار ناعم


هاني صالح الخضر

الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 18:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


( 1 )

🟠 في زمن تتكاثر فيه الشعارات وتُختزل فيه المفاهيم، باتت "العلمانية" واحدة من أكثر المصطلحات استهلاكًا في الساحة الثقافية العربية، ولكن أيضًا أكثرها سوء فهم وتوظيفًا.
فما الذي حدث؟ ولماذا تحوّلت العلمانية، التي نشأت في أوروبا كأداة تحرر من سطوة الكنيسة، إلى أداة ناعمة لتفكيك الوعي الجمعي العربي والإسلامي؟

🟢 1. السياق الأوروبي: فصل الدين عن السلطة الكنسية، لا عن الإيمان

العلمانية في أوروبا جاءت كرد فعل على قرون من القمع الكنسي، ومحاكم التفتيش، وهيمنة رجال الدين على المعرفة والثروة والسلطة. ولذلك، فإنها كانت تعني:

تحرير الدولة من تسلّط الكنيسة، لا من القيم الدينية نفسها.

حماية المجال العام من طغيان رجال الدين، لا من الأخلاق الروحية.

إعادة توزيع السلطة، لا نفي المقدّس من المجتمع.

▪︎ الخلاصة: العلمانية الأوروبية كانت تحررًا من الكهنوت، لا من الإيمان، ووليدة سياقها الحضاري الخاص.

🔴 2. الاستنساخ المشوّه: من التحرر إلى التفكيك

حين انتقلت العلمانية إلى العالم العربي، لم تأتِ كأداة تحرر شعبي، بل كأداة تحديث قسري على يد نخب مستلبة فكريًا أو مدفوعة سياسيًا. والنتيجة:

نُفي الدين من المجال العام، لا السلطة الدينية فقط.

تم احتقار الثقافة الإسلامية بوصفها "تخلفًا".

فُرضت قيم الحداثة الشكلية بدلًا من بناء مشروع نهضوي أصيل.

▪︎ مثال: في تركيا الكمالية، كما في تجارب "القومية العربية" المؤدلجة، تم استخدام "العلمانية" لسحق الهوية الإسلامية، لا لتحرير الإنسان.

🟡 3. تحالف النخب المتغربة والمتأسلمة مع مشاريع الهيمنة

نُخب "المتثاقفين"، سواء كانوا علمانيين أو متأسلمين، لم يُدركوا أن العروبة لا تنفصل عن الإسلام، وأن الصراع المصطنع بين "مشروع قومي عربي حداثي" و"مشروع إحياء الأمة الإسلامية" هو غباء مستفحل ما زلنا ندفع ثمنه حتى الآن.
لقد وقعت هذه النخب في فخ مزدوج:

العلمانيون الجدد استنسخوا النموذج الغربي دون وعي بتاريخهم.

المتأسلمون المؤدلجون وظّفوا الدين سياسيًا بطريقة تؤدي إلى تقويضه من الداخل.

▪︎وهكذا، بدلًا من مشروع حضاري تحرري، عشنا صراعًا مفتعلًا غذّاه الغرب بدهاء، وجعلنا ننقسم على أنفسنا بين "قومية معزولة" و"إسلامية مشوّهة"، دون إدراك لحجم الخديعة.

🔵 4. مراجعة المفاهيم: من "الإسلام السياسي" إلى "القومية"

كل المصطلحات التي نستهلكها اليوم: "العلمانية"، "الإسلام السياسي"، "القومية العربية"، تحتاج إلى مراجعة نقدية جذرية، لأن أغلبها خرج من مختبرات الغرب أو خنادق صراعاته الداخلية، لا من نسيجنا الحضاري.

❗الاستمرار في استخدام مفاهيم مشوهة هو استمرار في الهزيمة الرمزية.
❗القومية بلا روح حضارية تتحوّل إلى عصبية، والإسلام السياسي بلا عمق روحي يتحوّل إلى سلطة.

🟣 5. نحو مشروع حضاري توحيدي

لا يمكن مواجهة الاستعمار الثقافي الجديد إلا عبر مشروع داخلي ينبثق من الذات، لا يُكرر أخطاء الماضي ولا يستنسخ أنظمة الآخر.
المطلوب:

استلهام الإسلام كرسالة توازن بين العقل والوحي، بين الفرد والأمة.

إعادة الاعتبار للعروبة كهوية جامعة، لا كقومية منغلقة.

كشف وتفكيك أدوات السيطرة الرمزية التي تُلبّس الهيمنة ثوب "التحرر".

🟤 العلمانية، كما فُرضت علينا، ليست مشروعًا للحرية، بل أحد وجوه الاستعمار الثقافي الناعم.أما التحرر الحقيقي، فهو الذي يبدأ من الداخل، يُعيد تعريف المفاهيم، ويُعيد بناء وعي موحَّد على أسسنا نحن: عربية... إسلامية... مقاومة... وعيٌ لا يُستعمر.
نحن أبناء مهد الحضارة الإنسانية و أصحاب معنقدات التوحيد قبل معتقدات التوحيد السماوية اليهودية والمسيحية و اخرها الذي تجلى بالإسلام ولهذا تتكاثر و تتكالب أمم الأرض علينا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزارة العدل الأمريكية تقرر استجواب ماكسويل في قضية ملفات إبس ...
- مهاجر مغربي ينجو من الموت بأعجوبة قبالة السواحل الإسبانية
- لماذا لم تُوقّع تركيا على -خطة لاهاي- ضد إسرائيل؟ وكيف ردّت ...
- بعد تصاعد العنف المرتبط بالمخدرات.. مدن فرنسية تفرض حظر تجول ...
- تحقيقات إبستين تُفتح مجددًا.. غيسلين ماكسويل قد تدلي بشهادته ...
- مفوض أممي: على إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات لغزة فورا ودو ...
- سرايا القدس تعلن فقدان الاتصال بمجموعة تأمين جندي إسرائيلي أ ...
- لجان في مجلس النواب الأميركي تبحث تعديل قانون -قيصر- دون إلغ ...
- ما -منطقة الموت- التي يعبرها الغزيون من أجل الطحين؟
- حماس تدعو الدول العربية لإنقاذ غزة من الجوع


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هاني صالح الخضر - العلمانية... من مشروع تحرر إلى أداة استعمار ناعم