هاني صالح الخضر
الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 23:20
المحور:
الادب والفن
❖
خذني،
لكن لا تقل: نعود.
ما عاد في الأمر عودة،
ولا في الدروب أثرٌ لخطى…
كلُّ ما تبقّى:
جدرانٌ خرساء،
شبابيكُ تُغلق على الغياب،
وخرائطُ نُسخت على عجل،
ثم رُمّمت بالحديد والمرايا الكاذبة.
الأرض؟
ليست ما يُقال في الأخبار،
إنها التي نحتت الأبجدية على الحجر،
وزرعت القمح في كفّ الفينيق،
وعلّمت الطفل كيف يقول "سلامًا"
قبل أن يُملى عليه النشيد.
هنا،
صدحت أجراسُ الكنائس
قبل أن تُبنى المدن،
وسجد الضوءُ على البلاط البازلتي،
قبل أن تُقسم القباب والمآذن بين الرايات.
كان في الهواء درسٌ قديم:
عن الشعر،
عن النحو،
عن سقوط الممالك حين تغفل عن ظلّها.
دعني أذهب،
لا زائرًا،
بل شظيةً من زمنٍ لم يكتمل…
على بوابةٍ لم تُفتح،
وعلمٍ مهملٍ في منتصف الساحة،
وعصفورٍ تائه،
يحوم فوق الخراب،
كأنه يسأل:
أين الحقل؟ أين البيت؟ أين الغناء؟
البيت؟
ربما ما زال هناك،
لكن نوافذه لا تضيء،
والشجر اليابس عند الباب
يبدو وكأنه ينتظر...
لكنّه لا يقترب.
خذني،
لأقف قليلًا على تلّةٍ
كانت تُعلّم الشمس كيف تنحدر ببطء،
وحين مرّ عليها الغزاة،
لم تشتكِ،
بل توارت في الحجارة.
دعني أشتمّ رائحةَ الياسمين،
لا لأنّي أؤمن بشيء،
بل لأتأكد
أن هذا المكان،
رغم كل شيء،
لم يُمحَ تمامًا.
ثم أضحك،
وأقول:
كم كذبوا علينا…
حين قالوا إن الوطن لا يُنسى.
.
#هاني_صالح_الخضر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟