أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هاني صالح الخضر - الإسلام السياسي: مصطلح مفخّخ لشيطنة المشروع الحضاري














المزيد.....

الإسلام السياسي: مصطلح مفخّخ لشيطنة المشروع الحضاري


هاني صالح الخضر

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 09:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في زمن انفجار الخطاب وتفخيخ المفاهيم، بات مصطلح "الإسلام السياسي" واحدًا من أكثر الأدوات خطورة في المعجم الاستعماري الحديث. لا يُستخدم للتفكير، بل للقمع. لا يُطرح كمفهوم علمي، بل كسلاح إيديولوجي يُحاكم النوايا قبل الأفعال.

لكن خلف هذا المصطلح المفخخ، تختبئ أسئلة جوهرية: من اخترعه؟ ولماذا يُستخدم حصريًا ضد المسلمين؟ وهل يمكن فعلًا اختزال الإسلام في الزوايا، بينما يُعلن الآخرون حروبهم المقدّسة علينا دون خجل؟

■- من اخترع المصطلح؟ وما الهدف منه؟

مصطلح "الإسلام السياسي" لم يخرج من تربةٍ فكرية نزيهة، بل من معامل إنتاج الخطاب الغربي في حقبة ما بعد الاستعمار، كوسيلة لتأطير كل مشروع إسلامي يسعى إلى التحرر من الهيمنة ضمن خانة "التطرّف"، أو "التوظيف الديني للسلطة".

لكن الغرب نفسه لا يخجل من:

أحزاب تحمل اسم "المسيحي" بفخر، مثل "الحزب الديمقراطي المسيحي" في ألمانيا، أو الأحزاب المحافظة التي تستلهم القيم الكنسية.

دعم إسرائيل كدولة يهودية صريحة، تُقيم سياساتها على أساطير دينية وتوسعية باسم "الوعد الإلهي".

خطابات رؤساء يعلنون أن الرب يبارك قراراتهم الحربية، كما فعل بوش حين غزا العراق، قائلًا: "إن الرب طلب مني أن أضرب صدام". و كما يفعل ترامب و داعميه دون توقف.

لكن حين يُفكر مسلم في مشروع حضاري ذي مرجعية إسلامية، يُتهم فورًا بممارسة "الإسلام السياسي"، وكأنه اخترق جدارًا مقدسًا خُصّ به الغرب وحده.

■- هل الإسلام في جوهره سياسي؟

الإسلام، كرسالة توحيد، لم يأتِ ليبني طقوسًا منعزلة، بل ليقيم الميزان في الأرض. هو دين العدل، والكرامة، والشورى، والمسؤولية.
الفصل القسري بين الإسلام والسياسة ليس تأصيلًا علميًا، بل خضوع لمشروع تغريبي يسعى لقطع الأمة عن تراثها التوحيدي، وتحويل الدين إلى "منتج روحي منزوع الأسنان".

فصل الإسلام عن السياسة، يعني ترك الحُكم للباطل، وترك الناس للظلم، بينما ينشغل المتدين بعباداته داخل قوقعة لا تغيّر شيئًا.

■-الفرق بين استغلال الدين، واستلهامه لبناء مجتمع حر

لا ننكر أن هناك أنظمة قمعية استخدمت الدين لقمع الناس. ولكن الخطأ ليس في الإسلام، بل في من شوّهوه.

الفرق واضح:

من يستغل الدين لتكريس حكم الفرد والطاعة العمياء.

ومن يستلهم الإسلام كمصدر للتحرير، والعدل، ورفض الطغيان، وإقامة مجتمعات قائمة على القيم، لا على الغرائز السوقية.

■- الغرب... وحربه المقدّسة المغلّفة بالحداثة

أخطر ما في هذا الخطاب المزدوج، أن الغرب يُدين "التوحش الإسلامي" في سوريا والعراق، بينما:

يدعم الكيان الصهيوني دعمًا مطلقًا في إبادة الفلسطينيين.

يبرر المجازر الجماعية باسم "محاربة الإرهاب".

يبيع الشعوب المسلمة أكاذيب حقوق الإنسان، ثم يصمت على دفن الأطفال تحت أنقاض غزة.

يفاخر بتحالفاته "الإنسانية" ضد تنظيمات متطرفة، لكنه لا يحرك ساكنًا أمام دولة تمارس التطهير العرقي باسم الرب، و أمام ما يمارسه هو من توحش و طغيان.

إنها حرب الغرب المقدسة بكل ما للكلمة من معنى... ولكنها مغطاة بمصطلحات علمانية براقة.

■- خلاصة: لسنا مخدوعين... ولن نكون

لقد دُمِّرت أوطاننا باسم "الديمقراطية"، وقُسمت شعوبنا باسم "محاربة الإسلام السياسي"، ووُصمت مقاومتنا بـ"الإرهاب"، واحتُلّ وعينا بأوهام "العالم الحر".

لكننا لم نعد نحتمل هذا الدجل.

لقد سقط القناع، وظهر وجه الهيمنة العاري:
هي ليست معركة ضد التطرف، بل ضد التوحيد.ليست حربًا ضد الفوضى، بل ضد مشروع حضاري بديل.

والمطلوب: أن نبقى مجرد مستهلكين ضعفاء، نُقاد بالشاشات، ونُحقن بالمفاهيم المسمومة، ونخجل من ديننا لأنهم رسموه على شكل وحش.

■- لن نستعير مفاهيمهم لنفهم أنفسنا، ولن نطلب إذنًا منهم كي نحلم. فالمعركة الحقيقية تبدأ حين نستعيد لغتنا، ونفكك خطابهم، ونسترجع حقنا في بناء عالم لا تُديره نبوءات هرمجدون، ولا تُحدّده مؤسسات صهيونية بثياب إنسانية.
■- و اخيرا نسأل:

▪︎ ما الفرق بين من يذبح بالسكين و بين من يبيد و يحرق العشرات و المئات و الآلاف بالصواريخ و القنابل ؟
▪︎ماذا نسمي سلوك الغرب الحداثي الإنساني حين يطلق على تلك القنابل و الصواريخ إسم ((( الصواريخ الذكية ))) ..؟
▪︎و ماذا نقول عن إعلامنا و متثاقفينا اللذين يرددون تلك المصطلحات...؟



#هاني_صالح_الخضر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل بنيوي للشرذمة النفسية
- -الأسد يبني ليراقبك-: كيف تحوّلت العمارة في سوريا إلى أداة ق ...
- العلمانية... من مشروع تحرر إلى أداة استعمار ناعم


المزيد.....




- هكذا تخطط أكبر شركة طيران في أوروبا لحل مشكلة الأمتعة الزائد ...
- جزيرة -مسكونة- في البندقية ستصبح ملاذًا حصريًا للسكان المحلي ...
- بحضور فيروز، محبو زياد الرحباني يودعونه من بيروت إلى مثواه ا ...
- بريطانيا -تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة-، و14 وفاة ج ...
- -شيعة تونس- - جدل في الداخل ومخاوف من الخارج؟
- إسرائيل تؤكد -توزيع- حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة
- غابات الأمازون: المعركة الصامتة
- الاتفاق التجاري مع واشنطن: خفض الرسوم الجمركية مقابل صفقات و ...
- شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايا ...
- عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هاني صالح الخضر - الإسلام السياسي: مصطلح مفخّخ لشيطنة المشروع الحضاري