هاني صالح الخضر
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 15:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من هم؟ تحليل بنيوي للشرذمة النفسية
لم تعد "الشرذمة" مجرّد فئة اجتماعية منحرفة أو جماعة متمردة... بل باتت تعبيرًا مركبًا عن هندسة مضادة للوعي، تعمل من داخل النسيج الرمزي للأمة، وتتسلل كفيروس إلى مركز التصورات والمعاني.
🔹 1. المثقفون المرتزقة
وهم أولئك الذين خانوا وظائفهم الرمزية وتحوّلوا إلى أدوات تزيين للعنف الرمزي. يكتبون مقالات مدفوعة، يروّجون للتفاهة باسم التجديد، ويتقاضون ثمن خيانتهم نقدًا أو شهرة أو منصبًا، ويقدَّمون كـ "نخبة بديلة" تلمّع السقوط وتشرعن الانهيار.
🔹 2. الأقليات الانتهازية
ليست المشكلة في قِلّتهم، بل في مضاعفة حضورهم عبر الإعلام والمجالس والتمويل الخارجي. يتم انتقاؤهم بعناية ليظهروا كـ"صوت العقل"، وهم في الحقيقة يمثلون ذراعًا ناعمة لتفكيك المرجعيات وزرع الشك في التاريخ واللغة والهوية.
🔹 3. الطابور الخامس الرمزي
فئة لا تواجه مباشرة، بل تتخفى تحت قناع الحياد أو التجديد أو "العقلانية الباردة". يروّجون لمنطق: "كل شيء قابل للهدم"، "لنبدأ من الصفر"، "دعونا نخرج من عباءة الأمة". وفي العمق، يمارسون وظيفة تشويش جماعي وزرع للتيه المعرفي.
🔹 4. عبَدة الشهرة وتجار التفاهة
وهم الأكثر فاعلية... لا يملكون مشروعًا، لكنهم يملكون جمهورًا. تسلّقوا الساحات بسطحية المحتوى وذكاء الخوارزميات، فصاروا "مراجع وهمية" تصدّر اللاشيء، وتُلهي الجماهير عن المعنى... وتخدرها بمحتوى لا يحتاج إلى تفكير، فقط إلى تمرير.
---
🔹 ما البديل؟
ليس في أكثرية صامتة، ولا في أقلية غبية، ولا في نخبة مفرّغة من وظيفتها.
البديل هو الكتلة الحرجة الواعية:
لا تطلب الشرعية من الخارج، ولا تخشى خوض معركة رمزية طويلة النفس،ولا تنتمي لمنطق الضجيج السهل،بل تؤمن بأن استعادة الوعي الجمعي هو عمل تراكمي،وبأن مناعة الأمة تبدأ من استرداد المعنى،ومن بناء رموز لا تباع ولا تشترى، ومن تصفية المجال الرمزي من الوكلاء والمندسين وتجار الخطاب.
#هاني_صالح_الخضر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟