أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاني صالح الخضر - نحو بديل حضاري... الكتلة الحرجة الواعية














المزيد.....

نحو بديل حضاري... الكتلة الحرجة الواعية


هاني صالح الخضر

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 08:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما معنى أن تكون هناك "كتلة حرجة"؟ ولماذا هي أمل المستقبل؟
كيف نُعيد بناء منظومة الوعي من الداخل؟
وما دور المثقف في معركة الرموز؟

🟠 1. الكتلة الحرجة: حين يتحول الوعي من كمٍّ إلى نوع.
في الفيزياء النووية، تشير "الكتلة الحرجة" إلى الحدّ الأدنى من المادة القابلة للانشطار، والذي إذا تم تجاوزه، يتحول التفاعل إلى انفجار نوعي. الفكرة نفسها تصلح لفهم التحولات التاريخية: ففي كل لحظة مفصلية، لا يحتاج التغيير إلى أغلبية صاخبة، بل إلى أقلية واعية ومنظمة تمتلك رؤية وعمقًا واستعدادًا لتحمّل النتائج.

"الكتلة الحرجة" في الوعي الجمعي ليست بالضرورة الأكبر عددًا، لكنها الأوضح ذِهنًا، والأشد التزامًا، والأقدر على تحويل اللحظة الرمادية إلى لحظة تاريخية.

🟡 2. لماذا نحتاج بديلًا حضاريًا؟ ولماذا الآن؟

لأننا نعيش أزمةً شاملة: تصدّع في المرجعيات، شتات في الهوية، فراغ في المعنى. لم تعد المؤسسات تُلهم، ولا الأيديولوجيات تُقنع، ولا الخطابات تعبّر عن وجدان الناس. العولمة حوّلتنا إلى مستهلكين للمفاهيم لا صانعين لها، والحداثة بصيغتها الغربية قدّمت وعدًا بالتقدم لكنها تركتنا على أطراف المشهد، مجزّئين، ومُعلّقين في "الزمن المؤجل".

البديل الحضاري لا يعني الحنين إلى الماضي، بل بناء رؤية مستقبلية تُعيد وصل الإنسان بجذوره، دون أن تُسجنه فيها. رؤية تسترد الوعي، وتحمي الكرامة، وتفتح أفقًا للفعل.

🟠 3. إعادة بناء منظومة الوعي: من التفكيك إلى التحرير

الوعي الجمعي اليوم مخترق، لا فقط عبر الإعلام والتعليم، بل عبر البنية الرمزية العميقة التي تشكل طريقة فهمنا للذات والعالم. الصورة، اللغة، الإعلانات، القصص الشعبية، وحتى الدين حين يُعاد تقديمه كسلعة.

إعادة بناء الوعي تبدأ من تفكيك هذه الطبقات: من مساءلة اللغة التي نُفكر بها، إلى تفكيك "الطبيعي" الذي اعتدناه، وصولًا إلى استعادة القدرة على قول "لا" لما يبدو حتميًا. فالتحرر يبدأ عندما نُدرك أن ما نعيشه ليس قدرًا، بل نظامًا يمكن خلخلته.

🟢 4. المثقف المقاوم: من الخطيب إلى مهندس المناعة الرمزية

المثقف في زمن السيولة لم يعد خطيبًا ثوريًا، بل مهندس مناعة رمزية. ليست مهمته فقط فضح الاستعمار أو نقد الرأسمالية، بل أيضًا ترميم الشروخ التي أصابت الذات الجمعية، وتفكيك الأكواد النفسية التي رسّخت الخضوع.

هو من يزرع المفاهيم لا الشعارات، من يربط بين الفكرة والسلوك، من يعيد تشكيل الخيال الجمعي ليرى في الهزيمة احتمالًا للنهضة، لا قَدَرًا محتومًا.

🟣 5. الكتلة الحرجة ليست طوباوية... بل قيد التشكل

قد يظن البعض أن الحديث عن "كتلة حرجة واعية" هو خطاب نخبوي أو حالم. لكن الحقيقة أن هذه الكتلة موجودة، تتشكل ببطء في الهوامش، في ساحات الوعي غير الرسمي، في دوائر الفن الحر، والتعليم البديل، والنقاشات التي لا ترعاها الأنظمة ولا المنصات الكبرى.

هي تلك الشرائح التي لم تعد تنتظر من النظام خلاصًا، لكنها أيضًا ترفض الاستسلام للعدمية. تفكر، تحلل، تبني، تحاور، وتُراكم. لا تصرخ... لكنها تُغيّر.

🔴 خاتمة: من الاحتجاج إلى الاقتراح

لم نعد بحاجة إلى صراخ، بل إلى اقتراح. لا نريد فقط أن نهدم السرديات السائدة، بل أن نُنتج سرديات بديلة. نحتاج إلى خيال نقدي لا يكتفي بالبكاء على الأطلال، بل يرسم خرائط جديدة للخروج.

"الكتلة الحرجة الواعية" هي أمل هذا الخروج: لا بوصفها طليعة مغلقة، بل باعتبارها نسيجًا حيًا من العقول والقلوب، يُراكم، يُشوش على المألوف، ويصنع البديل، ببطء... لكن بثبات.



#هاني_صالح_الخضر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتثاقفون والمتأسلمون: بيادق الهيمنة الناعمة
- العروبة والإسلام: توحيد لا تصادم
- الإسلام السياسي: مصطلح مفخّخ لشيطنة المشروع الحضاري
- تحليل بنيوي للشرذمة النفسية
- -الأسد يبني ليراقبك-: كيف تحوّلت العمارة في سوريا إلى أداة ق ...
- العلمانية... من مشروع تحرر إلى أداة استعمار ناعم


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاني صالح الخضر - نحو بديل حضاري... الكتلة الحرجة الواعية