أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - اقتراب هدم الأقصى حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب














المزيد.....

اقتراب هدم الأقصى حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحذيرات تتوالى، والصيحات تقترب.. وفي صفحات التوراة القديمة ينبعث صوت يصرخ عبر الزمن في سفر حزقيال (37:26)( وأضع مقدسي في وسطهم إلى الأبد.. ويعلم الأمم أني أنا الرب مقدس إسرائيل).هذه الكلمات ليست مجرد وحي، بل إنذار بعصر جديد، بساعةٍ تقترب فيها النبوءات من التحقق على أرض القدس، حيث يلوح في الأفق مشروعٌ لا ديني ولا سياسي فحسب، بل لاهوتي غارق في الرمزية والخطر، مشروع الهيكل الثالث الذي تنتظر قيامه قوى تتربص بالتاريخ ذاته. الهيكل الذي هو إعلانٌ عن مرحلةٍ جديدة من السيطرة الروحية والسياسية، تُساق إليها المنطقة بأكملها تحت غطاء (السلام والازدهار) كما تسميه صفقة القرن إياها، بينما هي في جوهرها نبوءة تحركها الصهيونية المسيحية لتسريع ما يسمى بـ(هرمجدون) النهاية الكبرى التي يُراد منها فرض مشيئة الرب كما يراها الإنجيليون المتطرفون و على رأسهم دونالد ترامب نفسه .
في جوهر هذه الصفقة تكمن فكرة هدم المسجد الأقصى، زمانيًا ومكانيًا، وتمكين اليهود من أجزاء محددة داخله كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل. ثم تأتي المرحلة الأخطر، إقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى نفسه. هذه الخطة ليست مجرد طموح إسرائيلي، بل امتداد مباشر لتصوراتٍ لاهوتية رسّختها الصهيونية المسيحية في العقل الأمريكي منذ عقود، مؤمنةً بأن بناء الهيكل سيسرّع عودة المسيح ووقوع معركة هرمجدون، حيث يتواجه الخير والشر، ويُكتب مصير البشرية.
منذ عهد دونالد ترامب، اكتسبت هذه الرؤية دفعةً قوية. فقد نقلت إدارته السفارة الأمريكية إلى القدس، وأقرت بضم الأراضي المحتلة، و منحت إسرائيل تفوقًا دينيًا وسياسيًا على حساب المسلمين والمسيحيين العرب. لكن خلف هذه القرارات يكمن بعدٌ أعمق، فترامب كان يخاطب القاعدة الإنجيلية في الولايات المتحدة، التي ترى في (عودة اليهود إلى صهيون) و(إقامة الهيكل) الطريق الممهد لعودة المسيح الثانية. ومع كل خطوة سياسية، كانت فكرة النبوءة تقترب من الواقع الملموس، بينما العرب والمسلمون يكتفون بالبيانات والمناشدات والإستنكارات.
في قلب القدس الشريف، ما زال المسجد الأقصى صامدًا، شامخًا بين ركام السياسة والمؤامرات. لكن ما يجري تحته لا يقل خطورة عمّا يُحاك فوقه. فالحفريات والأنفاق التي تمتد في عمق الأرض تُضعف أساساته وتخلق تصدعات غير مرئية، تمهيدًا لانهيارٍ جزئي أو كلي في أي لحظة. يجري كل ذلك في صمتٍ هندسيٍ دقيق، مدعومٍ من مؤسسات رسمية ومتطرفة على السواء، تحت ذريعة (الترميم الأثري) حتى بات مفرغا من اسفله مع إضعاف البنية التحتية للمسجد من أجل إعداد الأرض لبناء جديد.
ترافق ذلك حملة نفسية وإعلامية متواصلة. تُقدَّم فيها فكرة الهيكل الثالث كحقٍّ تاريخيٍ ودينيٍ مقدس، من زيارات بن عفير وسوميتريش وتصريحاتهم الدينية اللامعقولة ، ليتشكل داخليا وخارجيا واقع جديد يجعل من التغيير أمراً مقبولاً ومألوفًا في نظر العالم، تمهيدًا للحظة الكبرى وهي هدم المسجد الأقصى.
المرحلة المقبلة قريبة. فالهدم لن يتم بضربةٍ واحدة، بل عبر خطواتٍ هندسيةٍ متقنة، و استبدال مناطق من الحرم بأساساتٍ جديدة تُخصص لبناء الهيكل. وعندما يحدث الإنهيار، ستُبرَّر الكارثة بخطابٍ إعلاميٍ متقن يتحدث عن مشروع إيماني يوحّد الشعوب هو الديانة الإبراهيمية ، بينما في الحقيقة سيكون إعلانًا عن أكبر صدامٍ دينيٍ في العصر الحديث.
الفلسطينيون سيقفون أولًا في وجه المأساة، بأجسادهم وأرواحهم، بينما سيكتفي العالم العربي ببيانات التنديد والصمت. ستندلع احتجاجات ومواجهات، وقد تتفجر انتفاضة جديدة، لكنّ موازين القوة تميل بشدة. سيستغل المتطرفون الإسرائيليون الإنتصار الرمزي لترسيخ وجودهم وفرض واقعٍ جديد، لتتحول قبلة المسلمين الأولى إلى مركزٍ للسيادة اليهودية، ولتصبح القدس مدينةً بلا مآذن، إلا من ذكريات تُروى بحسرة.
إن المخطط ليس خيالًا، بل بات قريبا جدا ، بل تسلسل واقعي يتماشى مع الحفريات الجارية، ومع تغلغل الفكر الصهيوني المسيحي في القرار الأمريكي والإسرائيلي. ومع كل يومٍ يمر دون موقفٍ عربيٍ حاسم، تتسارع خطوات النبوءة. ما يُراد ليس فقط هدم مسجد، بل إسقاط هوية أمة بأكملها، وفتح بوابة التاريخ نحو صراعٍ وجوديٍ جديد سيقسم العالم إلى معسكرين، مناصري النبوءة ومنكريها.
المسجد الأقصى ليس حجارةً تُهدم وتُعاد، بل هو قلب الأمة النابض، آخر جدارٍ بيننا وبين ظلام النبوءة التي تريد أن تبتلع العالم. ها هو الزمن يقترب من لحظته الفاصلة، والقدس تستعد لإمتحانها الأخير. الأقصى يهتز تحت أقدام الحفر، والعرب يغطّون في سباتهم بينما التاريخ يكتب فصله الأخطر.
لا أحد يسمع صرخة الحجر، ولا أحد يدرك أن كل تأخير هو خيانة للزمن وللقدس وللسماء التي تشهد. إن هُدم الأقصى، فلن يبقى بعده قدس ولا عروبة ولا إسلام سياسي قادر على النهوض. تلك ليست مؤامرة عابرة، بل معركة الوجود الأخيرة، فإما أن يصحو النائمين ليحموا أولى القبلتين، أو تُسدل الستارة على فصل النهاية… حيث تُفتح بوابات النبوءة، ويبدأ ليل لا فجر بعده لعل وعسى ....



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف حوّلت حماس خطة ترامب إلى مأزق سياسي
- إحذروا ، شرارة الحرب ، من خطط مبرمجة إلى حريق إقليمي .
- طبول حرب في سيناء .. هل تندلع ؟
- عملية الكرامة اليوم تفجر المرحلة الثانية من مخطط (الحارس الج ...
- من قلب الدوحة… تُعلِنها إسرائيل : الشرق الأوسط ساحة نار وسيا ...
- إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2
- الأردن .. يا أصحاب القرار لا مناطق رمادية بعد اليوم
- فخ الغاز والدم نحو فيتنام الشرق الأوسط وعزل مصر الكامل
- الأردن على خط النار بين الضم الزاحف وشرعنة الإقليم
- الأردن بين فخ إسرائيلي ناعم وحدود مفتوحة على الخطر
- ورقة الدُّرْز، الجبل الذي ستزرع فيه إسرائيل علمها.
- الفلسطيني في دول الشرق الأوسط… اللاجئ الذي خُطف مرتين
- العراق: من يملك مفاتيح المرحلة المقبلة؟
- التطبيع أولًا... والفاتورة إيرانية المصدر
- هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو
- العمامة والكيباه: متى يأتي إنفجار الشرق الأوسط الأخير؟
- رقعة شطرنج الشرق الأوسط: من يسقط أولاً؟
- من مصر إلى إيران :هل تخون الشعوب ؟؟
- نحو لحظة شمشون: هل تتهيأ إسرائيل لسيناريو السقوط الكبير؟
- الأردن و تحديات الهوية السياسية في زمن المال والقوة


المزيد.....




- -جئتُ لأُفضفض لكم-.. أب من غزة لا يزال يبحث عن جثث عائلته بع ...
- ما الذي يكشفه حجم رقبتك عن صحتك؟
- ساحل العاج: فوز الرئيس الحسن وتارا بالانتخايات الرئاسية للمر ...
- إعادة انتخاب الحسن واتارا رئيسا لساحل العاج وفق نتائج أولية ...
- الولايات المتحدة: تأجيل أكثر من 1400 رحلة جوية وسط استمرار إ ...
- مشاهد وصور بالأقمار الصناعة توثق مجازر مروعة بالفاشر
- مصرع 4 مهاجرين غرقا قرب السواحل اليونانية
- صحف عالمية: سلاح حماس والقوة الدولية أكبر تحديات وقف الحرب ب ...
- شجار طلاب مدارس في العراق يتحول إلى حرب شوارع والمنصات تضج
- مئات الشكاوى بلا تحقيق.. مؤشرات تواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - اقتراب هدم الأقصى حين تتحرك صفقة القرن 2 ويغيب العرب