أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2















المزيد.....

إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية هذا المقال، أؤكد على حق كل إنسان في التعبير عن فكرته، ما دامت في إطار من الإحترام والحوار. ولا يمكن لأحد أن يحتكر الحقيقة أو يصادر رأيًا لأنه يخالف قناعاته. بل إن أكثر الأفكار إزعاجًا للعقل قد تكون الأكثر نفعًا، لأنها توقظ الأسئلة الجوهرية.
أكتب اليوم من موقع المواطنة العربية ، لا مدفوعة بأجندة، بل بدافع الغيرة على الأرض والتأريخ والهوية. ففي خضم تسارع غير مسبوق للأحداث شرق المتوسط، يتكشف على السطح ما كان يُدار في الظل لسنوات خطة متكاملة متعددة الأطراف لتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا وإعادة تشكيل جغرافية الشرق الأوسط سياسيًا وأمنيًا عبر أدوات مركّبة، تبدأ من التطبيع ولا تنتهي بالإرهاب المبرمج. وفي قلب هذا المخطط، تُعاد (داعش) إلى المشهد، لا كحالة عقائدية منفلتة كما ظهرت سابقًا، بل كمكون وظيفي مدفوع ومُعاد توجيهه بعناية لتسهيل مراحل متقدمة من مشروع تطبيعي استراتيجي، لا تقل خطورته عن النكبة الأولى.
ما يجري ليس فوضى، بل فوضى منظمة. وما يظهر كإرتباك أمني، هو في جوهره هندسة صامتة للمنطقة تخدم التصور الإسرائيلي الكامل للشرق الأوسط الجديد، حيث لا وجود لفلسطين، ولا مكان للمقاومة، ولا حرج في استبدال الجغرافيا والديموغرافيا والهوية الوطنية. لا يُستبعد إطلاق مسمى جديد مثلا ك ولاية الشام الكبرى أو أنصار الظهور أو جند العقيدة أو حتى إعادة تدوير اسم داعش نفسه.
لنحلل الأحداث المفصلية معا من الإنفجار الإنتحاري الذي ضرب حاجزًا أمنيًا في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، وأسفر عن مقتل عنصر أمني ومهاجم من تنظيم (داعش)،ثم اللقاء المعلن في باريس بين وزير خارجية (سوريا الجديدة) أحمد الشرع (الجولاني سابقًا) ونظيره الإسرائيلي، برعاية أمريكية مباشرة. ثم إعلان رسمي عن تطبيع تدريجي بين دمشق وتل أبيب، تخلله توقيع تفاهمات أمنية تتجاوز 85% من بنودها، وفق مصادر إعلامية. ثم تسريبات متزايدة عن خطط لتهجير سكان غزة إلى شمال سوريا تحت عناوين إنسانية، تمهيدًا لتفكيك الجغرافيا السياسية للمقاومة الفلسطينية. إلى التصاعد المفاجئ والممنهج في نشاط تنظيم داعش في البادية السورية وشرقي الفرات، وتحديدًا في مناطق تربط سوريا بالعراق ولبنان وربما الدول الأخرى .
ولنفهم أن هذه المعطيات ليست منفصلة. بل تشكّل نسيجًا واحدًا لخطة ذات مراحل واضحة المعالم،خلق الفوضى، إعادة توزيع السكان، ترسيخ الاحتلال عبر اتفاقيات أمنية وتطبيعية بمسمّى السلام.
ولنحذر أن ما يُعد خلف الكواليس يُحاكي السيناريوهات الأشد ظلامًا منذ 1948. المشروع لا يقتصر على التطبيع بين سوريا وإسرائيل، بل يُؤسس لتحالف أمني إقليمي جديد، تُستبدل فيه أدوات الصراع التقليدي بجيوش إلكترونية، وتنظيمات عابرة للحدود، ومخططات ديموغرافية لإفراغ مناطق المقاومة من سكانها ونقلهم إلى مناطق احتواء معدّة سلفًا. وخطورة التحركات ذات البصمة الاستخباراتية الهجينة، إسرائيلية وغربية وربما روسية، ستهدف إلى تقويض استقلال القرار الأردني في ملفات الجنوب السوري، وتوريط عمان في تنسيق أمني أوسع مع إسرائيل بحجة درء خطر إرهابي مشترك،او ربما اختراق مدروس من نوع ما للتدخل الامني المباشر وتحجيم الدور الأردني في ملفات مثل القدس أو اللاجئين، ضمن هندسة أمنية إقليمية أوسع لا مكان فيها للهويات القومية ولا لقوى الرفض.
المشروع قائم على ركائز تنفيذية متعددة منها خلق الفراغ الأمني الموجّه بعودة (داعش) إلى الواجهة بوصفه فزاعة أمنية ضرورية لتبرير الوجود العسكري الإسرائيلي والأمريكي في شرق المتوسط، ولإستهداف أي قوة مقاومة تحت غطاء مكافحة الإرهاب. او ربما نقل سكان غزة إلى بؤر مختلفة، خطة غير معلنة بدأت تخرج إلى العلن، تمهيدًا لإعادة رسم الخريطة السكانية للقطاع وتحويله إلى منطقة آمنة خالية من المقاومة.وخطة التطبيع الرسمي السوري – الإسرائيلي، برعاية أمريكية وبموافقة إقليمية، فقد بدأت دمشق بإشهار علاقاتها مع تل أبيب كخطوة نحو دمج سوريا ضمن النظام الأمني الجديد في الإقليم، في مقابل وعود اقتصادية ودعم دولي لإعادة الإعمار.
ما يجري ليس مصادفة. وعودة “داعش” ليست صدفة. ولقاء الشرع مع وزير إسرائيلي في باريس ليس عبثًا.و التطبيع السوري ليس معزولًا. والترويج لتهجير الغزيين إلى شمال سوريا ليس خيالًا.
الخطورة تكمن في كون العملية لا تُدار من تل أبيب وحدها، بل بمباركة كاملة من واشنطن، وتواطؤ أو صمت معلن من عدة عواصم عربية، بعضها كان عدوًا تقليديًا للمشروع الصهيوني، وتحول الآن إلى شريك في تطبيقه.
الأنظمة الجديدة في المنطقة ستُستعمل كحصان طروادة. والتنظيمات الإرهابية القديمة ستُستخرج من المخازن، ويعاد تغليفها لتكون أداة وظيفية تنشر الرعب وتُحدث الفوضى تمهيدًا للتدخلات العسكرية أو التهجير الجماعي. في ظل انهيار المؤسسات المركزية في أكثر من دولة، وانشغال الشعوب بلقمة العيش أو الحروب الداخلية، ليُعاد رسم الشرق الأوسط كما أرادته إسرائيل منذ كامب ديفيد، دون مقاومة تُذكر.
المؤشرات الميدانية تؤكد ، تصاعد غير مسبوق في النشاط الاستخباري الإسرائيلي جنوب سورياخاصة والشرق الاوسط، وتحركات مباشرة في الجولان ودرعا والضفة الغربية، و تشكل جيب أمني إسرائيلي داخل العمق الحدودي، وسط صمت الأنظمة. في موازاة ذلك، يتبدل الخطاب الرسمي العربي إلى ترويج "السلام مقابل الأمن"، في تواطؤ صامت مع إعادة تعريف الإحتلال كشريك للإستقرار.
تذكروا سيتم ُتضخيّم خطر الإرهاب العابر للحدود لتبرير نشر قوات أجنبية تحت غطاء أممي، و ستتسابق وسائل الإعلام لتسويق النظام السوري الجديد كنموذج تغييري، يُشرعن التطبيع، ويُسهم في دفن آخر معاقل الرفض. كل مؤشر من هذه المؤشرات هو طعنة؛ لكن جمعها معًا هو مشروع تصفية كاملة... تُدار الآن، وبلا قناع.
نحن أمام لحظة تاريخية خطيرة.صفقة القرن 2 و المخطط وصل إلى مراحله التنفيذية المتقدمة، حيث يُستعمل الإرهاب كأداة هندسة جيوسياسية، والتطبيع كمدخل شرعي لإعادة تشكيل الخريطة. لا وجود للمصادفة، ولا مجال للحياد. كل صمت الآن هو تواطؤ. وكل تهاون هو تمهيد للسقوط الشامل.
داعش ستعود بصورة جديدة لا لتُقيم الخلافة بل لتُجهز على ما تبقى من فلسطين. غزة تُخلى، وسوريا تُستعمل، والمقاومة تُلاحق.
والأخطر أن اللحظة التاريخية تشير إلى اقتراب نجاحهم.إلا إذا تحركت القوى الحية فورًا. الصفقة بدأت، والفوضى فُتحت، والجغرافيا تُمسح..
وما لم يُكسر هذا المسار الآن، فلن تبقى خريطة تعرفها الأمة…ولا قضية تُذكر في كتب التاريخ القادمة.



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن .. يا أصحاب القرار لا مناطق رمادية بعد اليوم
- فخ الغاز والدم نحو فيتنام الشرق الأوسط وعزل مصر الكامل
- الأردن على خط النار بين الضم الزاحف وشرعنة الإقليم
- الأردن بين فخ إسرائيلي ناعم وحدود مفتوحة على الخطر
- ورقة الدُّرْز، الجبل الذي ستزرع فيه إسرائيل علمها.
- الفلسطيني في دول الشرق الأوسط… اللاجئ الذي خُطف مرتين
- العراق: من يملك مفاتيح المرحلة المقبلة؟
- التطبيع أولًا... والفاتورة إيرانية المصدر
- هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو
- العمامة والكيباه: متى يأتي إنفجار الشرق الأوسط الأخير؟
- رقعة شطرنج الشرق الأوسط: من يسقط أولاً؟
- من مصر إلى إيران :هل تخون الشعوب ؟؟
- نحو لحظة شمشون: هل تتهيأ إسرائيل لسيناريو السقوط الكبير؟
- الأردن و تحديات الهوية السياسية في زمن المال والقوة
- التهجير الناعم.. والإقليم المباح
- الكيان الصهيوني والسعودية ..صفقات سلاح ولوبي وديناميكية إقلي ...
- الكابوس الاسرائيلي : العدد
- عهر سياسي ليس أكثر
- تطبيع ملزم بأموال عربية ..
- الأردن : الفساد و إشكالية رجل الدولة ورجل السياسة والإقتصاد.


المزيد.....




- إسرائيل تقول إن صاروخا أطلق من اليمن -تفتت في الجو-
- وزارة العدل الأميركية تنشر محاضر وتسجيلات مقابلة مع شريكة إب ...
- اجتماع بين وزيري خارجية أميركا وكوريا الجنوبية قبل قمة بين ا ...
- مصرع 5 بانقلاب حافلة سياحية على طريق سريع في نيويورك
- 89 قتيلا خلال 10 أيام جراء هجمات في الفاشر السودانية
- عراقجي يثير التساؤلات حول مصير اليورانيوم: -مدفون تحت الأنقا ...
- ترمب يعين أحد أبرز مساعديه في البيت الأبيض سفيرا لدى الهند
- بوتين يرى بارقة أمل في العلاقات بين روسيا وأميركا خلال ولاية ...
- إدارة ترمب تعتزم إقالة رئيس وكالة استخبارات الدفاع
- -تيك توك- في بريطانيا تحت وصاية الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2