أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - طبول حرب في سيناء .. هل تندلع ؟















المزيد.....

طبول حرب في سيناء .. هل تندلع ؟


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين الطائرات التي تُقلع من مدارج سيناء، والضربات الجوية التي تهدم غزة، والتقارير التي تتحدث عن تخزين صواريخ تحت الأرض المصرية، لا تزال الشرارة الكبرى مؤجلة… لكن كل ما حولنا يدل على أن برميل البارود في سيناء... على وشك الإنفجار لكن كيف ومتى ولصالح من؟.
أستطيع أن أقول بثقة، ما يجري اليوم ليس تصعيدًا عابرًا على حدود غزة وسيناء، بل لحظة مفصلية، عنوانها الحقيقي ليس “تهدئة” أو “حرب”، بل إعادة رسم المنطقة من جديد، بأدوات مكشوفة، وخطط دفينة، وأثمان قد تدفعها عواصم كبرى أخرى قبل أن تصل النار إلى مشارفها.
ففي عمق رمال سيناء، تبني مصر مدارج لطائرات لم تُستخدم بعد، وتُجهّز منشآت تحت الأرض لا تصلح لتخزين قمح أو دواء، بل لما هو أثقل، صواريخ وأسلحة استراتيجية. وحدات النخبة تنقل بهدوء، الرادارات تنصب في صمت، وتُهيّأ الأرض لشيء أكثر من مجرد تحصين حدود. والكيان الإسرائيلي، رغم انشغاله بغزة،حسب زعمه يقرأ هذا المشهد بقلق بالغ، ويعتبره خرقًا جوهريًا لنصوص كامب ديفيد، مهما حاولت القاهرة تبريره تحت غطاء "الأمن القومي" و"منع التهريب" و الذي اصبح هاجس الدول المحيطة ككل .
لنطرح السؤال الأعمق هل مصر لم تعد تقبل بدور "الحارس الصامت"، ولا استخدام حدودها كصمام أمان لدولة توسعية قررت أن تفرغ غزة من سكانها ، وتلقي بهم على عتبات سيناء، ثم تكتفي بمراقبة المشهد الإنساني من وراء جدار؟
وهل نقتنع ان الصراع الحقيقي اليوم هو صراع على الدور والمكانة، لا على المعبر والمعسكر.؟؟
إسرائيل تدرك أن الحرب في غزة لن تبقى هناك. وأن من يتحكم في "وجهة اللاجئين" يملك ورقة سيادية كبرى. لذلك، تدفع نحو تفكيك القضية الفلسطينيةديموغرافيًا،سياسيا وجغرافيا ، لا عبر التفاوض، بل عبر التهجير القسري، بينما تُهيئ الرأي العام الدولي لقبول هذا السيناريو كـ"حل إنساني مؤقت". القاهرة، في المقابل، ترفض هذه الفرضية جملة وتفصيلًا، لكنها تواجه معادلة معقدة، بين الشارع الغاضب في الداخل، والضغط الغربي في الخارج، وبين التهديد العسكري على الحدود، والمقايضة الاقتصادية في ملف الغاز.
لنفهم ، ان الأمر لم يعد مقتصرًا على مواجهة تقليدية بين خصمين تاريخيين. هناك مشروع إعادة ترتيب للإقليم، تقوده إسرائيل بتخطيط عميق، وتواطؤات إقليمية، وتغاضٍ دولي، وانشغال متعمد للولايات المتحدة بملفات أكثر سخونة في أوكرانيا، والبحر الأصفر، وتراجع شهية واشنطن للتورط المباشر.
في هذا السياق، تظهر مؤشرات غير تقليدية، تعاون عسكري غير مُعلن بين مصر وتركيا، تقارير عن تنسيق لوجستي مع باكستان، وتحرّكات خليجية تشير إلى تشكل توازن إقليمي جديد مع دول قوية ، لا يستند إلى المحاور التقليدية، بل إلى إدراك عميق بأن الهيمنة الإسرائيلية لم تعد تُواجه بخطاب، بل تحتاج إلى تكتيك ردعٍ إقليمي مغاير.فهل ستتغير المعادلة .؟
وفي هذا الإطار، لا بد من التنبيه إلى أن أغلب منظومات التسليح في المنطقة العربية، رغم بريقها الإعلامي، تُدار بشيفرات أمريكية، وتتضمن قيود استخدام صارمة (End-Use Restrictions)بتوقيع مشروط ما يعني أن أي تحالف جديد لا يملك الإرادة فقط، بل يحتاج إلى القدرة على الإستقلال التكنولوجي والسيادي، وهي معركة غير منظورة بعد، لكنها حاسمة. وهنا لكم عميق التخيل حول القرارات العربية على اي مداخلات عسكرية رادعة.
من جهة مقابلة في دائرة القرار داخل إسرائيل، بات هناك حديث علني عن سيناريو سيناء، احتمال المواجهة مع مصر إذا تطورت الأمور نحو استهداف قادة حماس على أراضيها. وهنا، ليس من المبالغة القول إن استهدافًا كهذا قد يكون لحظة الانفجار، لا بسبب الحادث نفسه، بل بسبب رمزيته السياسية. مصر حذرت بوضوح، استهداف قادة المقاومة على أراضينا سيُفتح أبواب الجحيم. قد يُظن أن هذه لغة دبلوماسية، لكنها رسالة استراتيجية مشفّرة، نحن أمام معادلة جديدة، والرد لم يعد مستبعدًا. لكن الى اي مدى وما نوعيته ؟؟
في الداخل المصري تعيد مجازر غزة إلى الأذهان سرديات العدو التاريخي. وفي هذه اللحظة المتوترة، بدأ صوت واضح يعلو داخل النخبة السياسية المصرية. لا بد من مراجعة كامب ديفيد. ليس بالضرورة إلغاؤها، لكن إعادة صياغة شروطها الأمنية بما يتوافق مع المتغيرات الجديدة.وهو حال بقية شعوب الإقليم المطالبة بإلغاء اتفاقيات الإرتهان دون أي جواب .
إذن السؤال الأخطر هو، هل تستطيع القاهرة تحمّل كلفة هذا التغيير؟ في ظل أزمة اقتصادية حادة، وعلاقات مالية معقدة مع مؤسسات دولية، يبدو أن أي خطوة استراتيجية تحتاج إلى غطاء إقليمي وتوافق داخلي. كما أن مصر أمام استحقاق دبلوماسي آخر،هل تقبل بإحتضان قيادة حماس إذا ما طُردت من قطر أو أصبحت مستهدفة في تركيا؟ وهل هي مستعدة لدفع ثمن استعادة أوراق التأثير الفلسطيني، بعد عقود من الإبتعاد؟.
في المقابل، إسرائيل تفكر بطريقة مختلفة الأن ، تحتاج الى رد سريع بعد التقارب المصري-التركي، والدعم الفرنسي لفكرة قوات دولية في غزة، و اعترافات غربية متزايدة بدولة فلسطينية... وكأن الظروف تتهيأ للرد ،و هذا ليس مجرد تبدل في المواقف، بل بداية انهيار مفاوضات "الملف الفلسطيني".
الرسالة الإسرائيلية الآن واضحة، لا تهدئة دون فرض قواعد جديدة للعبة، تُكرّس إسرائيل كقوة ضابطة للإقليم، وتُقصي من يعارض رؤيتها. ومن لا يقبل هذا الإطار سواء مصر، أو السلطة، أو حماس، أو حتى دول محيطة ، سيُدفع نحو الهامش أو المواجهة.
نحن لا نعيش حربًا مفتوحة، بل نعيش مرحلة انتقالية بأدوات صلبة وناعمة معًا. الهدف ليس غزة فقط، بل الشرق الأوسط كله. والنتيجة، إما ولادة معادلة توازن جديدة تحفظ للدول أدوارها، أو انزلاق شامل نحو شرق أوسط تُعاد كتابته بيد واحدة، نحن أمام حقيقة أن الهدوء التقليدي مات. وما يجري هو تفكيك ناعم يتطور لصلب لترتيبات إقليمية استمرت عقودًا، وصياغة معادلات جديدة على أنقاضها. ويبقى السؤال ،هل تدفع هذه اللحظة نحو تغيير الكراسي، أم أنها مجرّد تمهيد لمعادلات أكثر شراسة وتعقيدًا؟
الإجابة... قيد التشكّل، وقد تُكتب في الرمال، أو تُحفر بالصواريخ.



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية الكرامة اليوم تفجر المرحلة الثانية من مخطط (الحارس الج ...
- من قلب الدوحة… تُعلِنها إسرائيل : الشرق الأوسط ساحة نار وسيا ...
- إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2
- الأردن .. يا أصحاب القرار لا مناطق رمادية بعد اليوم
- فخ الغاز والدم نحو فيتنام الشرق الأوسط وعزل مصر الكامل
- الأردن على خط النار بين الضم الزاحف وشرعنة الإقليم
- الأردن بين فخ إسرائيلي ناعم وحدود مفتوحة على الخطر
- ورقة الدُّرْز، الجبل الذي ستزرع فيه إسرائيل علمها.
- الفلسطيني في دول الشرق الأوسط… اللاجئ الذي خُطف مرتين
- العراق: من يملك مفاتيح المرحلة المقبلة؟
- التطبيع أولًا... والفاتورة إيرانية المصدر
- هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو
- العمامة والكيباه: متى يأتي إنفجار الشرق الأوسط الأخير؟
- رقعة شطرنج الشرق الأوسط: من يسقط أولاً؟
- من مصر إلى إيران :هل تخون الشعوب ؟؟
- نحو لحظة شمشون: هل تتهيأ إسرائيل لسيناريو السقوط الكبير؟
- الأردن و تحديات الهوية السياسية في زمن المال والقوة
- التهجير الناعم.. والإقليم المباح
- الكيان الصهيوني والسعودية ..صفقات سلاح ولوبي وديناميكية إقلي ...
- الكابوس الاسرائيلي : العدد


المزيد.....




- توم هولاند يأخد استراحة من تصوير -Spider Man- بسبب إصابة
- ماكرون يعلن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية
- -كيف وصلت من القاعدة لرئاسة سوريا؟- هكذا رد الشرع على سؤال م ...
- القسام تبث فيديو رهينة إسرائيلي يهاجم نتنياهو.. وإسرائيل تحذ ...
- وسط خلاف تجاري مع واشنطن.. كوريا الجنوبية تحذر من أزمة مالية ...
- مناورات -بحر الصداقة-: مصر وتركيا تعيدان تشكيل المشهد في شرق ...
- دولة فلسطين: كيف سيترجم الاعتراف بها عمليا؟
- السعودية تعتمد ضوابط جديدة للمحتوى الإعلامي والرقمي لحماية ا ...
- قطر: الهجوم الإسرائيلي يهدد كل الاتفاقات المبرمة بالمنطقة
- إسرائيل تتوعد أسطول الصمود


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - طبول حرب في سيناء .. هل تندلع ؟