أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - من قلب الدوحة… تُعلِنها إسرائيل : الشرق الأوسط ساحة نار وسيادة بلا وزن















المزيد.....

من قلب الدوحة… تُعلِنها إسرائيل : الشرق الأوسط ساحة نار وسيادة بلا وزن


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(هذه رسالة لكل الشرق الأوسط) بهذه العبارة الخطيرة، علّق رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، على الهجوم الإسرائيلي الجوي الذي استهدف قادة حركة حماس في قلب العاصمة القطرية الدوحة. لكن هذه العبارة ليست مجرد تعليق على عملية عسكرية، بل رفع كامل للغطاء السياسي عن العملية، وتحويلها من ضربة أمنية إلى رسالة استراتيجية معلنة، تُبلِغ المنطقة بأسرها والخليج أولاً أن إسرائيل أصبحت، بالشراكة مع واشنطن، سيدة القرار في الإقليم.
ما قاله أوحانا هو تهديد صريح ومباشر لا يقبل التأويل، ويعكس عقيدة الردع الجديدة التي تتبناها تل أبيب، لا خطوط حمراء، ولا حصانات جغرافية، ولا حلفاء للغرب خارج حدود الإملاء الإسرائيلي. ببساطة، كل من يختلف معنا، يصبح هدفًا مشروعًا، حتى لو كان في قلب عاصمة صديقة تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية.
وهذا يقودنا إلى استنتاج خطير، لم تعد إسرائيل ترى في دول الخليج شركاء في الاستقرار، بل "ساحات مفتوحة للرسائل النارية"، وواشنطن تبارك بالصمت، و تشارك بالتواطؤ، وتسخر من العرب.
و لا تغفلوا ان الجريمة الإسرائيلية في قلب الخليج هي بداية عصر جديد من التسيّد العاري فهي ليس عملاً أمنياً تقليدياً، بل نقطة تحوّل مفصلية في قواعد الاشتباك الإقليمي تم فيها إحراج قطر عربيا ودوليا .ووضع إسرائيل علنا في دائرة (لم تعد تُخفي نواياها)، بل تُعلنها بالقصف. لم يعد هناك تمييز بين الجغرافيا السياسية ومسرح العمليات والأخطر قلب الخليج اليوم أصبح مستباحاً بنيران تل أبيب، فمن يتحدى؟؟.
الضربة لم تكن تسريباً استخبارياً أو استهدافاً صامتاً، بل قصفًا جويًا مباشرًا في منطقة تعجّ بالسفارات والمدارس والمقار السكنية، في دولة تُعد حليفًا رئيسيًا لواشنطن و أحد أعمدة الأمن الأمريكي في الشرق الأوسط.
الرسالة واضحة للجميع إذن ؟ لا أحد فوق الاستهداف… لا دولة، ولا سيادة، ولا شراكة.
الإدارة الأمريكية،راوغت بقيادة دونالد ترامب بسلسلة من التصريحات المتضاربة حول علمها المسبق بالعملية. لكن سواء علمت وباركت، أو علمت وسكتت، أو علمت متأخرة، أو لم تعلم حتى ،فالحصيلة واحدة: الغطاء الأمريكي أُزيل، وثقة الخليج تآكلت.والمليارات صرفت. وتصريحات السفارة الأمريكية في الدوحة لم تتجاوز عبارات الحذر للمواطنين الأمريكيين، بينما جاء تعليق البيت الأبيض متخبطًا بين "الأسف على المكان" و"تفهم هدف القضاء على الإرهاب".
وأظن أن الرسالة العكسية التي تلقّتها العواصم الخليجية، أمنكم ليس أولوية، وسيادتكم لا تُساوي موقفًا واضحًا من واشنطن.و السؤال الذي يطرح نفسه بشدة لماذا قطر؟ ولماذا الآن؟ و لماذا نُفذت الضربة في قطر وليس في تركيا؟ مثلا أو إيران؟؟ رغم ان قيادات حماس الذين استُهدفوا كانوا قد عادوا للتو من إسطنبول، مما يعني أن تل أبيب اختارت المكان بوعي سياسي عميق.
الاختيار لم يكن اعتباطيًا. فتل أبيب لم تضغط الزناد في إسطنبول، رغم أن القيادات المستهدفة مرّت بها قبل ساعات فقط. تركيا، بكل ما تحمله من تعقيد عسكري وسياسي وأممي، ليست ساحة يُجرَّب فيها الجنون الإسرائيلي .و هناك خطوط حمراء لا تجرؤ حتى تل أبيب على لمسها… وتركيا إحداها. فالرد التركي العسكري المحتمل، وانفجار الداخل التركي في موسم انتخابي شديد الحساسية، إضافة إلى شبكة التوازنات المرهفة داخل حلف الناتو، جعلت الأرض التركية منطقة "مغلقة عملياتيًا" حتى أمام أعنف أجنحة القرار الإسرائيلي.لكن عندما غادرت الأسماء المستهدفة إسطنبول، وتوجّهت إلى الدوحة، تغير كل شيء.
قطر كحال الدول العربية الأخرى المهددة ، في العقل الأمني الاستخبارتي الإسرائيلي ، ليست سوى منطقة رمادية وسيطة، لا محايدة، ولا مصنّفة "عدوة" ممكن ان تُصبح هدفًا صادمًا بتكلفة منخفضة. وهو أمر يجب ان ينتبه له كل صناع القرار العرب ، فمن وجهة نظر تل أبيب قطر تُوازن بين أدوار متناقضة، تدير الوساطات، تموّل المساعدات، وتحتضن أطرافًا تُغضب إسرائيل… دون أن تمتلك مظلة ردع حقيقية. ولا حسابات أممية تمنع ضربة جراحية تُنفذ في ساعات.ومجرد استضافة قاعدة أمريكية لا يجعل الدوحة "محصنة"، بل ربما يُغري تل أبيب أكثر، لإثبات أن القرار في المنطقة لم يعد في واشنطن وحدها… بل في تل أبيب أيضًا.
باختصار إسرائيل احتاجت منصة لإرسال الرسالة الأكبر منذ حرب غزة… فاختارت الحلقة الأضعف، وسط صمت الحليف الأقوى.

وهنا نقف مطولا عند تصريح عضو الكنيست بأن العملية "رسالة إلى الشرق الأوسط" ليس زلة لسان، بل عقيدة استراتيجية تُبنى عليها قرارات قادمة. إسرائيل تقول لدول الأقليم ككل من يأوي حماس، أو حتى يتحاور معها، سيكون التالي.
وإذا لم تقم الدول العربية برد فعل سياسي حازم، فإن سابقة الدوحة ستُكرر في أماكن أخرى… وقد لا تكون "وساطة حماس" وحدها هي التهمة بل الحياد، التوازن، وحتى الحوار مع أطراف لا ترضاها تل أبيب، لتصبح مبررًا كافيًا للضرب. انها سياسة العقاب .
والمشهد هنا يفرض تساؤلات وجودية على عواصم الدول العربية ،إذا كانت قطر، الحليف الأهم لواشنطن، تُقصف فوق رؤوس سكانها، بعد سوريا ولبنان وغزة ..فهل ننتظر دور العراق ؟ الرياض؟ أبوظبي؟ الكويت؟وغيرها.هل المظلة الأمريكية تحمينا فعلًا، أم تُستَخدم فقط عندما تتقاطع مصالحنا مع إسرائيل؟ و ما جدوى استضافة القواعد الأمريكية إن لم تمنع اختراق الأجواء؟او الحماية ؟؟
ما حدث في الدوحة يدفع الإقليم إلى مفترق طرق إما الاستمرار في موقع التبعية والوساطة الخجولة.أو إعادة التموضع الاستراتيجي و تطوير دفاعات جوية مستقلة وهو أمر صعب لوجستيا، البحث عن تحالفات رديفة (أنقرة، بكين،موسكو، طهران؟)، وتثبيت خطوط حمراء لا تتجاوزها تل أبيب.
أمام قطر الآن تحديدًا خيارات صعبة، هل تخرج من وساطة حماس؟ هل تطالب بضمانات أمنية حقيقية؟ أم تذهب أبعد نحو ردع رمزي أو شراكات غير تقليدية؟ أم تدفع ثمن الحماية من جديد؟؟
إحذروا انها حرب الإرادات تبدأ الآن،الضربة الجوية الإسرائيلية في الدوحة لم تكن ضربة لحماس فقط، بل صفعة لسيادة الخليج والمنطقة، ونسفًا لهيبة القانون الدولي واتفاقياته الموقعة والمصادقة والملزمة ، وإهانة لمفهوم الشراكة الاستراتيجية المزعومة مع أمريكا.
إنها بداية عهد جديد، عهد تُعلن فيه إسرائيل وواشنطن أن أمن المنطقة ليس قرارًا عربيًا بعد اليوم.
والسؤال الآن، هل يستفيق العرب ككل قبل أن تصل "رسالة أوحانا" إلى العواصم الأخرى؟..لعل وعسى.



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذروا : داعش بثوب جديد لتنفيذ صفقة القرن 2
- الأردن .. يا أصحاب القرار لا مناطق رمادية بعد اليوم
- فخ الغاز والدم نحو فيتنام الشرق الأوسط وعزل مصر الكامل
- الأردن على خط النار بين الضم الزاحف وشرعنة الإقليم
- الأردن بين فخ إسرائيلي ناعم وحدود مفتوحة على الخطر
- ورقة الدُّرْز، الجبل الذي ستزرع فيه إسرائيل علمها.
- الفلسطيني في دول الشرق الأوسط… اللاجئ الذي خُطف مرتين
- العراق: من يملك مفاتيح المرحلة المقبلة؟
- التطبيع أولًا... والفاتورة إيرانية المصدر
- هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو
- العمامة والكيباه: متى يأتي إنفجار الشرق الأوسط الأخير؟
- رقعة شطرنج الشرق الأوسط: من يسقط أولاً؟
- من مصر إلى إيران :هل تخون الشعوب ؟؟
- نحو لحظة شمشون: هل تتهيأ إسرائيل لسيناريو السقوط الكبير؟
- الأردن و تحديات الهوية السياسية في زمن المال والقوة
- التهجير الناعم.. والإقليم المباح
- الكيان الصهيوني والسعودية ..صفقات سلاح ولوبي وديناميكية إقلي ...
- الكابوس الاسرائيلي : العدد
- عهر سياسي ليس أكثر
- تطبيع ملزم بأموال عربية ..


المزيد.....




- ضربة قطر.. رئيس استخبارات إسرائيل الأسبق يعلق ويبين ما وراء ...
- قطر.. أسماء القتلى بالضربة الإسرائيلية على مقر حماس السكني ف ...
- ما الذي نعرفه عن هجوم إسرائيل على وفد حماس في قطر؟
- إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف المختطفة في العراق منذ عام 2023 ...
- بولندا تعلن انتهاك مجالها الجوي خلال هجوم روسي على أوكرانيا ...
- إيران والوكالة الذرية تتوصلان لتفاهم جديد لاستئناف التعاون
- إثيوبيا تدشن سد النهضة رغم التوتر مع مصر والسودان
- أميركا.. بدء محاكمة شخص متهم بالتخطيط لاغتيال ترامب
- تطلب عبر -واتساب-.. فضيحة -الشهادات المزورة- تهز تركيا
- وفد روسي رفيع المستوى يصل دمشق


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - من قلب الدوحة… تُعلِنها إسرائيل : الشرق الأوسط ساحة نار وسيادة بلا وزن