أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - عودة جول ريبورن: قراءة في التحول الأمريكي تجاه الشرق الأوسط وسوريا















المزيد.....

عودة جول ريبورن: قراءة في التحول الأمريكي تجاه الشرق الأوسط وسوريا


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

تُعدّ عودة الدبلوماسي الأمريكي جول ريبورن إلى موقع المسؤولية في وزارة الخارجية الأمريكية حدثًا سياسيًا ذا دلالات عميقة في سياق التحولات الراهنة في سياسات واشنطن تجاه منطقة الشرق الأدنى. فهذه العودة لا تمثّل مجرد تدوير إداري روتيني، بل تشير إلى مرحلة جديدة من إعادة تموضع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة في الملفين السوري والتركي، إلى جانب العلاقات المعقدة مع قوات سوريا الديمقراطية (قـسد) (١).

خلفية عن جول ريبورن

يُعدّ ريبورن من أبرز الوجوه الدبلوماسية التي تولت ملفات الشرق الأوسط خلال العقد الأخير. فقد شغل منصب مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا، وكان من الداعمين الرئيسيين لفرض العقوبات على نظام بشار الأسد، كما امتاز بصرامة مواقفه تجاه دمشق وإيران (٢).
إلى جانب خلفيته الدبلوماسية، يحمل ريبورن خلفية عسكرية غنية؛ فقد خدم كضابط في الجيش الأمريكي وشارك في صياغة وتحليل تقارير استراتيجية حول حرب العراق، ما أكسبه فهماً عميقاً لبنية المنطقة ومحددات القوة فيها (٣).

الدلالات السياسية لعودته

عودة ريبورن إلى الخارجية الأمريكية تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تراجعاً نسبياً في الانخراط الأمريكي المباشر، مقابل صعود أدوار إقليمية جديدة لتركيا وإيران وروسيا. من هذا المنطلق، يبدو أن واشنطن تسعى عبر ريبورن إلى إعادة ضبط سياساتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر مقاربة تجمع بين الضغط السياسي والاحتواء الأمني، بما يعيد تأكيد نفوذها في الملفات التي تمس مصالحها الاستراتيجية، وعلى رأسها:

الملف السوري، بوصفه محور التوازنات الإقليمية.

العلاقة مع قـسد، باعتبارها أداة نفوذ أمريكية ميدانية في شمال شرق سوريا (٤).

العلاقة مع أنقرة ودمشق، حيث تمثل إعادة صياغة هذه العلاقة مدخلاً لتحديد مستقبل الحل السياسي في سوريا.

قـسد بين الدعم الأمريكي والتحول السياسي

من الملاحظ أن الولايات المتحدة لم تتراجع عن دعمها الميداني والعسكري لقـسد، إذ تستمر الإمدادات اللوجستية والعسكرية بالوصول إلى مناطق سيطرتها (٤).
ويعكس هذا الاستمرار إيمان واشنطن بدور قـسد كقوة موازنة للنظام السوري من جهة، وللنفوذ التركي من جهة أخرى.
إلا أن تعيين ريبورن — المعروف بمواقفه المتشددة ضد الحكومة المؤقتة في دمشق — قد يشير إلى تحول في التكتيك الأمريكي، بحيث يجري استخدام الدعم لـ قوات سورية الديمقراطية( قـسد) كورقة ضغط على النظام السوري، لا كهدف قائم بذاته. بمعنى آخر، واشنطن قد تكون بصدد مقاربة جديدة تجمع بين الدعم العسكري والضغط السياسي من أجل دفع دمشق نحو الانخراط في عملية سياسية أوسع تستجيب لمطالب الشعب السوري ومكونات المجتمع كافة (٥).

المعادلة الإقليمية الجديدة

إن توسيع صلاحيات ريبورن لتشمل ملفات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (من سوريا ولبنان إلى العراق وإسرائيل) يعكس رغبة أمريكية في خلق شبكة متكاملة من الملفات المتداخلة. فالقضية السورية لم تعد تُدار بمعزل عن التوازنات اللبنانية والعراقية، ولا عن الحسابات الإسرائيلية‑الإيرانية. ومن هنا، يبدو أن واشنطن تسعى إلى بناء هندسة إقليمية جديدة قوامها:

1. احتواء النفوذ الإيراني عبر الضغط الاقتصادي والسياسي.


2. ضبط الدور التركي ومنع تمدّده على حساب القوى الكُردية أو المصالح الأمريكية.


3. الحفاظ على استقرار هش يسمح بإدارة الأزمة دون حلها النهائي، ريثما تتضح موازين القوى الكبرى في المنطقة.


إمكانات الحلّ السياسي وموقف الشعب السوري

يبقى السؤال الجوهري: هل نحن أمام بداية مرحلة جديدة نحو حل الأزمة السورية؟
الإجابة ليست بسيطة، لكن المؤشرات الراهنة تدلّ على أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل إدارتها للأزمة إلى مسار حل تدريجي، مستفيدة من إرهاق الأطراف كافة. فالشعب السوري، بمختلف مكوناته، لم يعد يحتمل استمرار حالة الجمود السياسي والمعيشي، ويتطلع إلى مرحلة سلام وإعمار حقيقي بدعم دولي، وخاصة من واشنطن والتحالف الدولي (٥).
وهذا التحوّل المحتمل لن يكون مجرد مكسب للسوريين، بل مصلحة استراتيجية دولية تُضمن استقرار منطقة تعدّ من أكثر مناطق العالم حساسية وتأثيراً في الأمن العالمي.

خاتمة

إن عودة جول ريبورن إلى المشهد السياسي الأمريكي ليست خطوة عابرة، بل تعبير عن رغبة أمريكية في استعادة زمام المبادرة في الشرق الأوسط، وخصوصاً في الملف السوري.
المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة رسم خريطة التحالفات، وتزايداً في الضغوط على دمشق للانخراط في مسار سياسي شامل، في ظل استمرار الدعم الأمريكي لقـسد واستخدامها كأداة توازن وضغط. وبينما يبقى المشهد معقّداً ومفتوحاً على احتمالات عدة، فإن المؤكد أنّ واشنطن بدأت تعيد صياغة مقاربتها تجاه المنطقة على أسس استراتيجية جديدة، تجمع بين الأمن والسياسة والاقتصاد، بما يضمن لها دوراً محورياً في صياغة مستقبل الشرق الأوسط ما بعد الأزمات.


++++++++++++++++++&&&

قائمة المراجع

1. New America – Joel Rayburn profile. https://newamerica.org/our-people/joel-rayburn


2. Syrian Observer – U.S. State Department: Joel Rayburn to Lead Syria Portfolio. https://syrianobserver.com/foreign-actors/u-s-state-department-joel-rayburn-to-lead-syria-portfolio-as-sanctions-enter-review-phase.html


3. Hoover Institution – Joel D. Rayburn profile. https://www.hoover.org/profiles/colonel-joel-rayburn


4. Congress.gov – Witness Statement: U.S. Strategy for Syria. https://www.congress.gov/118/meeting/house/115634/witnesses/HHRG-118-FA13-Wstate-LordJ-20230418.pdf


5. New Arab – Rebuilding Syria: Why sanctions relief will take time. https://www.newarab.com/analysis/rebuilding-syria-why-sanctions-relief-will-take-time



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل اسم -سوريا- بين الأسطورة والتاريخ: قراءة في نظرية الأصل ...
- لقمان خليل: -قسد- نواة جيش وطني سوري والمرحلة الراهنة هي مرح ...
- الوفد الإمرالي: استمرار احتجاز دميرطاش ويوكسكداغ -ظلم صارخ- ...
- عِبْرَ الحٕوار: ماذا يعني تكوين سلام بين روج آفَا وأنق ...
- انطلقت في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا فعاليات الدورة التا ...
- تركيا أمام مفترق التاريخ: إما التحالف مع الكُرد أو السقوط في ...
- جانبولاط باشا (Canbolat Bey) — بين التاريخ والرواية الشعبية
- سوريا بين توازنات الإقليم ورهانات الداخل: صراع الحكم وبناء ا ...
- المناطق الكُُردية في سوريا... بين السيطرة التركية والعجز الم ...
- إلى أين تسير الأمور في سوريا؟ قراءة في مواقف سيبان حمو والمش ...
- كردستان الأناضول: الإمارات الكردية وأصول العثمانيين بين الرو ...
- الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ...
- ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات ...
- قسد والحكومة المؤقتة: آلية تنفيذ لقرار مجلس الأمن 2254 أم مس ...
- زيارة الشرع إلى موسكو: سوريا بين استعادة السيادة وترسيخ النف ...
- الاتفاق الأمريكي السوري: بين مشروع الدمج وإعادة تشكيل السلطة ...
- مناف طلاس وتسليح -قسد-: معركة إعادة تشكيل الجيش السوري وتحدّ ...
- من التفاهمات العسكرية إلى التحول الدستوري.. مسار جديد للأزمة ...
- قراءة تحليلية في تصريحات الجنرال مظلوم عبدي: هل تدخل سوريا ط ...
- حين يتحوّل الدين إلى سلاح… حان وقت الثورة على الإيديولوجيا ا ...


المزيد.....




- -نوّر مولانا-.. تيم حسن يرحب بعودة فارس الحلو للدراما السوري ...
- محمود عباس يصدر إعلانًا دستوريًا يحدد من سيخلفه في منصبه في ...
- الفاشر.. حقيقة فيديو -رسالة قوات الجيش السوداني بعد هجوم الد ...
- مقتل شخص وإصابة ستة آخرين في إطلاق نار خلال احتفال في جامعة ...
- -قوات الدعم السريع- تعلن سيطرتها على الفاشر آخر معقل للجيش ف ...
- هل عادت الأمور إلى مجاريها بين واشنطن وحلفائها الآسيويين؟
- اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والصين حول المعادن النادرة ...
- هل سيطرة الدعم السريع على مقر القيادة بالفاشر تعني سقوطها عس ...
- خبير عسكري: إسرائيل تحول -الخط الأصفر- إلى خط قتال لإطالة اح ...
- إصابة 12 جنديا إسرائيليا في حادث -عملياتي- على حدود غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - عودة جول ريبورن: قراءة في التحول الأمريكي تجاه الشرق الأوسط وسوريا