أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - إلى أين تسير الأمور في سوريا؟ قراءة في مواقف سيبان حمو والمشهد الإقليمي الراهن















المزيد.....

إلى أين تسير الأمور في سوريا؟ قراءة في مواقف سيبان حمو والمشهد الإقليمي الراهن


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة
يشهد الملف السوري في الأسابيع الأخيرة تداخلاً معقّداً بين التصريحات السياسية والمواقف العسكرية، خصوصاً بعد سلسلة اللقاءات التي جرت بين ممثلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية بوساطة أمريكية.
ورغم تعدد الأحاديث عن «اتفاقات» و«دمج» و«شراكات وطنية»، إلا أن الوقائع الميدانية والاقتصادية والسياسية تشير إلى أن ما يجري لا يتجاوز تفاهمات جزئية مؤقتة تهدف إلى تخفيف الاحتقان وضبط التوازنات، لا إلى حل جذري شامل.
في هذا السياق، تكتسب تصريحات القيادي في قسد سيبان حمو أهمية خاصة، لأنها تعبّر عن الرؤية التفاوضية للإدارة الذاتية، وتوضح حدود ما يمكن أن تصل إليه العلاقة بين روجآفا ودمشق.
أولاً: الوقائع الميدانية والسياسية
لا يوجد حتى الآن أي اتفاق جوهري بين الطرفين حول الملفات الكبرى، وخصوصاً دمج قسد في الجيش السوري، إذ أكدت مصادر متعددة أن ما جرى مؤخراً لم يتجاوز وقف الاشتباكات وبعض التفاهمات الأمنية والخدمية المحدودة (1).
كما أن الولايات المتحدة لا تسمح في الظروف الراهنة بمثل هذا الدمج، ليس فقط لحماية التوازنات العسكرية في شرق الفرات، بل للحفاظ على النفوذ الأمريكي المباشر عبر دعم قسد سياسياً ولوجستياً (2).
من الناحية الاقتصادية، تمحور التفاهم الوحيد حول نقل جزء من نفط دير الزور إلى دمشق، وهي صفقة محدودة الكمية، لكنها تعكس حاجة النظام إلى موارد الطاقة من جهة، ورغبة قسد في فتح قناة تبادل خاضعة للرقابة الأمريكية من جهة أخرى (3).
في دير الزور وحدها، تسيطر قسد على 41 بئراً نفطية بإنتاج يومي يقارب 20–25 ألف برميل، بعد أن كان يصل في فترات سابقة إلى أكثر من 70 ألف برميل (4).
ويبدو أن هذا الملف – أكثر من أي ملف سياسي – هو الذي يحدد شكل العلاقة العملية بين الطرفين.
ثانياً: قراءة في خطاب سيبان حمو
يقدّم سيبان حمو مقاربة واقعية مشروطة للدمج:
فهو يربط استعداد قسد للانضمام إلى الجيش السوري الجديد بضرورة أن يتم ذلك على أسس وطنية ديمقراطية تحفظ هوية قسد وتضمن حقوق جميع المكونات السورية (5).
هذه الصيغة لا تعبّر عن مجرد رغبة في الدمج، بل هي أداة تفاوضية تُبقي الباب مفتوحاً أمام دمشق والولايات المتحدة في آن واحد.
خطاب حمو يتعامل مع «الدمج» كمفهوم سياسي أكثر منه عسكري؛ أي كإطار لانتزاع اعتراف دستوري بالإدارة الذاتية لا كخضوع تنظيمي.
ومن هنا يصبح «الاحترام المتبادل للهوية والنضال» شرطاً سياسياً يوازي مطلب الفيدرالية أو الحكم الذاتي في الدلالة (6).
ويشير حمو إلى أن اتفاقية العاشر من آذار/مارس 2025 كانت نقطة التحول حين أُدخل مصطلح "الدمج" إلى الأدبيات الرسمية للتفاوض (7).
غير أن هذا الإدخال لم يتجاوز الجانب اللفظي، إذ لا تزال دمشق ترفض أي صيغة شراكة سياسية حقيقية، ولا ترى في قسد سوى قوة أمر واقع ينبغي احتواؤها لا مشاركتها (8).
ثالثاً: الميدان والدعم الأمريكي
تزامنت المفاوضات التي جرت في دمشق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع وصول شحنة أسلحة أمريكية متطورة إلى قواعد قسد في روجآفا، تضمنت منظومات دفاع جوي ومدرعات وأسلحة نوعية (9).
وقد قرأ المراقبون هذه الخطوة كرسالة مزدوجة إلى دمشق وأنقرة بأن واشنطن ليست مجرد وسيط، بل طرف داعم مباشر سياسياً وعسكرياً (10).
كما أن زيارة الوفد الأمريكي، الذي ضم ممثل الرئيس الأمريكي توم باراك وقائد القيادة المركزية براد كوبر، بدأت من روجآفا وليس من دمشق، في دلالة رمزية على أن واشنطن تعتبر قسد رقماً محورياً في مستقبل سوريا (11).
تؤكد هذه الوقائع أن الولايات المتحدة لا ترغب في اتفاق شامل بين دمشق وقسد حالياً، لأنها تفضّل الإبقاء على الوضع الراهن كأداة توازن وردع إقليمي (12).
رابعاً: بين الدمج والوقت الضائع
تؤكد المعطيات أن كلا الطرفين يشتريان الوقت:
قسد تفعل ذلك لتثبيت مكتسباتها الميدانية والسياسية، ولبناء شرعية داخلية في مناطقها، مستفيدة من الدعم الأمريكي والمظلة الدولية (13).
أما دمشق، فهي تستخدم التفاهمات الجزئية لتخفيف العقوبات الاقتصادية وتأمين النفط وتحييد بعض الجبهات دون تقديم تنازلات حقيقية (14).
أما واشنطن، فهي تدير المعادلة بما يضمن استمرار نفوذها، وتستعمل ملفي النفط ومكافحة الإرهاب كورقتي ضغط على النظام وحلفائه (15).
خامساً: هل هناك معارك قادمة؟
رغم أن احتمالات الحرب الشاملة منخفضة، إلا أن خطر الاشتباكات المحلية يبقى قائماً في مناطق مثل دير الزور والرقة والشيخ مقصود، حيث تتقاطع المصالح والولاءات (16).
القوات الموالية للحكومة المؤقته لا تزال تنفذ بين الحين والآخر هجمات محدودة تهدف إلى اختبار صبر قسد، بينما تتعامل قسد مع هذه الحوادث كفرص لتأكيد استقلالها الأمني (17).
لكن في المحصلة، لا مؤشرات على رغبة أي طرف في خوض حرب مفتوحة، لأن كلفتها السياسية والاقتصادية تفوق المكاسب المحتملة. لذلك يمكن وصف المرحلة بأنها هدوء مشوب بالحذر، أو بالأحرى "استراحة تكتيكية" بانتظار ما قد تفرضه التحولات الإقليمية المقبلة (18).
سادساً: سيناريوهات المستقبل
التسوية الجزئية والممتدة (الأرجح): استمرار التنسيق الأمني والاقتصادي دون حل سياسي جذري، مع دمج جزئي أو شكلي لبعض القوات ضمن هياكل النظام (19).
التسوية الشاملة الديمقراطية (احتمال ضعيف): تتطلب إرادة سياسية داخلية وتوافقاً إقليمياً ودولياً لا يبدو متاحاً حالياً (20).
التصعيد المحدود (احتمال متوسط): في حال تغير موقف تركي أو روسي أو أميركي بشكل مفاجئ، قد تعود المواجهات المحدودة إلى الواجهة (21).
الخاتمة
سوريا، في جوهر المشهد الراهن، تعيش مرحلة "إدارة الوقت" لا "صناعة الحلول".
فدمشق وقسد تتعاملان مع الواقع من منظور البقاء لا منطق البناء، فيما تحافظ واشنطن على موقع «الموازن الحذر» بين الأطراف.
ومع غياب الثقة، واستمرار الانقسام، وارتباط الملفات المحلية بتوازنات إقليمية أوسع، يبدو أن المشهد السوري مرشّح للاستمرار على حاله بلا حلول جذرية في المدى المنظور (22).
في المحصلة، يمثل خطاب سيبان حمو محاولة عقلانية لترجمة النضال الميداني إلى مكسب سياسي، لكنه يصطدم بواقع دولة مركزية متصلبة، وإرادة دولية تفضّل الجمود على التغيير.
ولذلك، فإن الطريق إلى "الجيش السوري الجديد" لا يزال طويلاً، محفوفاً بالتناقضات والاشتراطات، ومؤجلاً حتى إشعار آخر (23).
+++++++++++++++++++++&&&
المراجع الرقمية
(1) سرتيب جوهر، "لا اتفاق حول قسد"، تقرير تحليلي – أكتوبر 2025.
(2) المصدر ذاته.
(3) معطيات المفاوضات في دمشق – ملف النفط، 2025.
(4) بيانات حقول دير الزور، الإدارة الذاتية، 2024–2025.
(5) مقابلة سيبان حمو، دمشق – خاص، آذار 2025.
(6) تحليل خطاب سيبان حمو، مركز دراسات روجآفا، 2025.
(7) اتفاقية العاشر من آذار، وثيقة تفاوضية رسمية، 2025.
(8) تصريحات وزارة الدفاع السورية، نيسان 2025.
(9) تقارير إعلامية أمريكية، حول شحنة الأسلحة إلى روجآفا، تشرين الأول 2025.
(10) تحليل الموقف الأمريكي – معهد واشنطن، 2025.
(11) بيان القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، أكتوبر 2025.
(12) تقرير «المونيتور»، 9 أكتوبر 2025.
(13) تصريحات الإدارة الذاتية – الحسكة، سبتمبر 2025.
(14) دراسة معهد الشرق للدراسات، "الاقتصاد السوري في ظل العقوبات"، 2025.
(15) مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR)، تقرير عن العقوبات، 2025.
(16) مرصد حقوق الإنسان السوري – تقرير ميداني، أغسطس 2025.
(17) المصدر ذاته.
(18) تحليل «كارنيغي»، 2025.
(19) مركز عمران للدراسات، ورقة حول «الدمج الأمني»، 2025.
(20) الأمم المتحدة – تقرير المبعوث الأممي غير بيدرسون، يونيو 2025.
(21) تقييم مركز الدراسات ال
هل ترغب يا مروان أن أعدّ لك نسخة جاهزة للنشر في ملفتركية – أنقرة، 2025.
(22) سرتيب جوهر، المرجع السابق.
(23) تحليل ختامي للكاتب.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان الأناضول: الإمارات الكردية وأصول العثمانيين بين الرو ...
- الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ...
- ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات ...
- قسد والحكومة المؤقتة: آلية تنفيذ لقرار مجلس الأمن 2254 أم مس ...
- زيارة الشرع إلى موسكو: سوريا بين استعادة السيادة وترسيخ النف ...
- الاتفاق الأمريكي السوري: بين مشروع الدمج وإعادة تشكيل السلطة ...
- مناف طلاس وتسليح -قسد-: معركة إعادة تشكيل الجيش السوري وتحدّ ...
- من التفاهمات العسكرية إلى التحول الدستوري.. مسار جديد للأزمة ...
- قراءة تحليلية في تصريحات الجنرال مظلوم عبدي: هل تدخل سوريا ط ...
- حين يتحوّل الدين إلى سلاح… حان وقت الثورة على الإيديولوجيا ا ...
- المركزية: الطريق الأقصر إلى الاستبداد الجديد في سوريا
- بين الاندماج والانفصال: لا حل دون سوريا لا مركزية أو فدرالية
- نهاية المركزية السورية: من الإنكار إلى حتمية اللامركزية
- سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طري ...
- من زيارة توماس باراك إلى الحسكة: هل تصحو إرادات الاستقرار عل ...
- صراع الشمال السوري: لعبة الدمى الكبرى على حافة الهاوية
- الانتخابات السورية 2025: خطوة على رمال الانتقال السياسي المت ...
- الكُرد في باكستان: فصلٌ مُهمٌّ منسيٌّ من تاريخنا
- اتفاق حماس – إسرائيل: بوابة محتملة نحو تسويات جديدة في الشرق ...
- إسرائيل الكبرى وكُردستان الكبرى: بين الحقيقة والوهم الجيوسيا ...


المزيد.....




- أهمية قطر وكواليس علاقة أميرها مع ترامب.. نظرة فاحصة وماذا ي ...
- تحذير أممي من خطر الألغام على سكان غزة وواشنطن تقول إن حماس ...
- ألهمت حياة الملايين ... رحيل -ماما إيراسموس- صوفيا كورادي
- الشِّجارُ الطُّلابيُّ في الجامعةِ الأردنيّةِ.
- نتانياهو يعلن عزمه الترشح مجددا لرئاسة الوزراء في الانتخابات ...
- المغرب: متظاهرون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين من حركة -جيل زد ...
- سي إن إن: مباحثات سرية لترتيب لقاء بين ترامب وزعيم كوريا الش ...
- الشيباني ينوي زيارة الصين ويستعرض دبلوماسية سوريا الجديدة
- 5 أشياء ينبغي معرفتها عن حاكم مدغشقر الجديد
- تقاسم -الكعكة- مع روسيا.. لماذا تعزز واشنطن أسطولها من كاسحا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - إلى أين تسير الأمور في سوريا؟ قراءة في مواقف سيبان حمو والمشهد الإقليمي الراهن