أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طريق الجيش السوري؟














المزيد.....

سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طريق الجيش السوري؟


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: لقاء استثنائي في قلب دمشق

تتجه الأنظار إلى قصر الشعب في دمشق حيث يُرتقب عقد اجتماع ثلاثي برعاية أمريكية، يجمع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، برفقة الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية المشتركة (CENTCOM)، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك (1).
الاجتماع ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل يمثل تحولًا جوهريًا في بنية الصراع السوري، إذ تبحث الأطراف آليات دمج قوات "قسد" في الجيش السوري ضمن صيغة وطنية جديدة، دون الخوض في الملفات السياسية أو الدستورية.
هذه الخطوة، كما يبدو، قد تكون المحطة الأولى في مشروع أمريكي جديد لإعادة صياغة الدولة السورية وفق توازنات مختلفة تمامًا عمّا عرفته المنطقة طوال العقد الماضي.


واشنطن تعود إلى الميدان: من الحسكة إلى قصر الشعب

تؤكد المعلومات أن الاجتماع في دمشق هو ثمرة مباحثات ميدانية سبقتْه في الحسكة، حيث عمل كوبر وباراك على تجسير الفجوة بين دمشق وقيادة “قسد” (2).
ويبدو أن الولايات المتحدة اختارت العودة الفاعلة إلى الملف السوري بعد فترة من الغياب، مستغلة حالة الجمود السياسي وتراجع نفوذ تركيا في الشمال، لتفرض تصورها الخاص للحل القائم على إعادة بناء الجيش السوري من القاعدة إلى القمة، عبر دمج القوى المحلية وضمان تمثيل كل المكونات القومية والدينية (3).


اتفاق 10 آذار: الطريق إلى جيش بلا لون ولا طائفة

وفق التسريبات، فإن الاجتماع في دمشق يهدف إلى تطبيق اتفاق 10 آذار، الذي أقرَّ مبدئيًا فكرة توحيد القوى العسكرية في إطار وطني مشترك تحت إشراف أمريكي غير معلن (4).
وتسعى واشنطن من خلال هذا المسار إلى تحييد البنية الأمنية القديمة للنظام السوري، مع بناء نموذج جيشٍ جديدٍ يُنظر إليه كضامنٍ لوحدة البلاد، لكنه في الوقت نفسه خاضع لمعادلة دولية تضمن توازن القوى.
وبذلك، لا تعود الدولة السورية مركزية بامتياز كما كانت، بل تتحول إلى نظام تشاركي تعددي، يُشرك الكُرد والعلويين والدروز والمسيحيين وغيرهم في القرار العسكري والسياسي على حد سواء (5).


دمشق بين الإكراه والبراغماتية

السلطة الانتقالية في دمشق تجد نفسها أمام مأزق استراتيجي: فإما القبول بالدمج الذي تطرحه واشنطن، أو مواجهة عزلة دولية جديدة.
وبحسب مصادر مقربة من المفاوضات، فإن المبعوث الأمريكي توم باراك أوصل رسالة صريحة للرئيس الشرع مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع أي التفاف على اتفاق الحسكة، وأن "الكبار رسموا الخطوط العريضة، وعلى دمشق التنفيذ لا النقاش" (6).
بهذا المعنى، يتحول المسار العسكري إلى أداة ضغط سياسي تمهد لتشكيل نظام جديد من الداخل، دون الحاجة لانتخابات أو بيان دستوري في الوقت الراهن، بل عبر صياغة “عقد اجتماعي” جديد يساوي بين المكونات ويُلغي فكرة الدولة ذات الدين الواحد أو الزعيم الواحد (7).


تركيا خارج المعادلة... وإسرائيل في موقع المراقب المستفيد

من الواضح أن تركيا فقدت جزءًا كبيرًا من أوراقها السورية، خاصة بعد انكفائها أمام الضغوط الأمريكية والأوروبية.
أما إسرائيل، فترى في المشروع الأمريكي فرصة لضمان سوريا ضعيفة لامركزية غير قادرة على تهديد أمنها القومي (8).
المعادلة الجديدة التي ترعاها واشنطن تُقصي أنقرة وتُطمئن تل أبيب، بينما تفتح الباب أمام تمثيل شامل للأقليات والمناطق، في ما يشبه إعادة هندسة كاملة لبنية الدولة السورية (9).


اللادولة أم الوصاية الدولية؟

في ظل تعدد الفصائل المسلحة وتضارب المرجعيات الأيديولوجية — معظمها جهادية أو قومية متشددة — تبدو سوريا اليوم أقرب إلى حالة “اللا-دولة” (10).
ولهذا، تزداد الدعوات إلى تدخل دولي أممي منظم يعيد بناء مؤسسات الدولة، حتى لو كان على شكل وصاية محددة المدة أو انتداب أممي مؤقت، يعيد تأسيس البنى الأمنية والإدارية من الصفر (11).
قد يبدو هذا السيناريو صعبًا، لكنه في نظر كثيرين الخيار الواقعي الوحيد لإنقاذ ما تبقى من الدولة السورية بعد أكثر من عقد من التفكك والانقسام.


خاتمة: سوريا الجديدة تُرسم بخطوط أمريكية

الاجتماع الثلاثي في دمشق يمثل لحظة انعطاف تاريخية، تُنهي مرحلة الفصائلية وتفتح باب إعادة بناء جيش وطني جديد بإشراف خارجي.
ورغم ما يحمله هذا المسار من تنازلات مؤلمة لدمشق، إلا أنه يضع حدًا لحالة الجمود ويفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد.
لكن السؤال الأهم يبقى:
هل ستكون سوريا القادمة دولة ذات سيادة حقيقية أم مجرد كيان سياسي تحت وصاية دولية باسم الاستقرار؟
الجواب، كما يبدو، لن يطول انتظاره… فالمشهد يتحرك بسرعة غير مسبوقة، والقرارات الكبرى تُصاغ الآن في القصر ذاته الذي شهد البدايات.

++++++++++؛+++++&&&

المراجع

1. خورشيد دلي، منشور عبر صفحته الرسمية، برعاية أمريكية.. اجتماع ثلاثي في قصر الشعب بدمشق، 2025.


2. المصدر نفسه.


3. تقارير ميدانية حول لقاءات الحسكة، 2025.


4. اتفاق 10 آذار – وثيقة تفاهم غير معلنة، مصادر دبلوماسية.


5. مركز واشنطن للدراسات، الاتجاهات الإقليمية في الملف السوري، 2024.


6. مراسلات دبلوماسية غير رسمية، الحسكة – دمشق، 2025.


7. تصريحات أمريكية حول “العقد الاجتماعي السوري الجديد”، واشنطن، 2025.


8. معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، سوريا ما بعد الحرب، 2025.


9. تحليلات صحفية عربية ودولية حول مشاركة المكونات السورية.


10. مجلس الأمن الدولي، تقرير رقم 3671 حول الوضع في سوريا، 2025.


11. الأمم المتحدة، ورقة عمل حول الإدارة الانتقالية في الدول الهشة، نيويورك، 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زيارة توماس باراك إلى الحسكة: هل تصحو إرادات الاستقرار عل ...
- صراع الشمال السوري: لعبة الدمى الكبرى على حافة الهاوية
- الانتخابات السورية 2025: خطوة على رمال الانتقال السياسي المت ...
- الكُرد في باكستان: فصلٌ مُهمٌّ منسيٌّ من تاريخنا
- اتفاق حماس – إسرائيل: بوابة محتملة نحو تسويات جديدة في الشرق ...
- إسرائيل الكبرى وكُردستان الكبرى: بين الحقيقة والوهم الجيوسيا ...
- المشروع الكُردي في سوريا والردع التركي... صراع السياقات والم ...
- سوريا نار تحت الرماد : عودة الإرهاب وصراع الجيوسياسة وتفتت ا ...
- الأمير إبراهيم باشا الملي: زعيم قبلي كردي بين السلطنة والحدا ...
- اللامركزية في سوريا: جدلية السلطة المركزية وضغوط التحالفات ا ...
- -مجرد قبائل وقرى-.. قراءة في خطاب التفكيك الأمريكي للمنطقة
- اتفاق 10 آذار بين الانتهاء والتمديد: مناورة سياسية أم مشروع ...
- ترامب في الأمم المتحدة: استهتار أم استراتيجية لإلغاء الأمم ا ...
- نحو دمشق: تهديد صريح ورسالة مفتوحة من قوات سوريا الديمقراطية
- سوريا بين وحدة الدولة ومطالب اللامركزية: معركة الشمال والجنو ...
- الوجه الجديد للاستبداد: تحليل نقدي لسياسات النظام السوري الج ...
- بين تهديد السلاح وتبدّلات الجغرافيا السياسية: شمال شرق سوريا ...
- تصعيد تركيا ضد الإدارة الذاتية في سوريا: بين التحذيرات والمو ...
- بين الحماية والتسوية: لماذا تتباين استراتيجيات قسد والدروز ف ...
- زيارة الشيباني إلى واشنطن: شروط تعجيزية ووساطات لانتزاع التأ ...


المزيد.....




- البرهان: هدفنا القضاء -نهائيا- على الدعم السريع
- ترامب: على زيلينسكي الموافقة على خطة السلام في أوكرانيا
- عبدالله بن زايد يجري اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي ...
- في غارة سابقة.. إسرائيل تعلن قتل 13 عنصرا من حماس جنوب لبنان ...
- بعد تبادل الانتقادات اللاذعة.. ترامب يستقبل ممداني -بحرارة- ...
- اختطاف أكثر من 200 تلميذ من مدرسة كاثوليكية في نيجيريا
- -قائمة أسعار لتصفيتهم-.. موقع مجهول يهدد باغتيال أكاديميين إ ...
- تحطّم طائرة -تيجاس- الهندية خلال عرض جوي في دبي ومصرع طياره ...
- التوغو: أحدث محطات الانتشار الروسي في أفريقيا
- كيف تتأثر مفاوضات الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي بقرار م ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طريق الجيش السوري؟