أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ترامب في الأمم المتحدة: استهتار أم استراتيجية لإلغاء الأمم المتحدة؟















المزيد.....

ترامب في الأمم المتحدة: استهتار أم استراتيجية لإلغاء الأمم المتحدة؟


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة قصيرة
اليوم، كرئيس للولايات المتحدة، قدّم دونالد ترامب خطابًا لافتًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة — خطاب جمع بين تقريع المؤسسة الدولية، ووعود بأشكال دعم نيسية لأوكرانيا، وتصريحات عسكرية مثيرة حول واجبات حلف الناتو. لغة ترامب كانت واضحة في تقليل قيمة دور المنظمة واتهامها بالفشل في حل النزاعات؛ في المقابل ترك الباب مفتوحًا لتبرير أعمال قوية من حلفائه («يعتمد على الظروف» بشأن مشاركة واشنطن في إسقاط طائرات روسية). هذه المواقف دفعت كثيرين ليتساءلوا: هل يريد ترامب إضعاف أو حتى إلغاء دور الأمم المتحدة — بنفس الطريقة التي ألغيت (أو استبدلت) بها عصبة الأمم بعد فشلها؟ سنعرض هنا قراءة مركزة ومُرقَّمة بالأدلة. (١) .

ماذا قال ترامب فعلاً — نُقطة بنقطة

1. انتقاد حاد للأمم المتحدة: وصف ترامب أداء الأمم المتحدة بأنه دون إمكاناته، وتساءل عمّا إذا كانت المنظمة تفعل شيئًا أكثر من إصدار "خطابات قوية" من دون تنفيذ فعلي. هذه عبارة متكررة في خطابه أمام الجمعية العامة. (١)


2. التهديد/التشجيع العملي للناتو: قال إن دول الناتو «يجب أن» تسقط طائرات روسية تدخل أجواءها، لكنه أضاف أن مشاركة الولايات المتحدة في مثل هذه العمليات «تعتمد على الظروف». هذه العبارة جعلت التأييد الأميركي مشروطًا لا آليًا. (٢)


3. تناقض مظهره: رغم انتقاده، طمأن ترامب الأمين العام بأن الولايات المتحدة «تدعم» المنظمة بنسبة مئة بالمئة — تصريح حاول تلطيف الانتقاد لكنه لم يغيّر نبرة الاستهانة. (٣)(٤)


هل قال «إلغاء الأمم المتحدة» حرفيًا؟ وما الفرق بين القول والفعل؟

لم يُبلّغ عن تصريح صريح من ترامب يطالب بحلّ الأمم المتحدة فورًا — المصادر الإخبارية الكبيرة تنقل نقدًا لاذعًا واستدعاءً لإصلاحات أو لتقليص صلاحيات أو ممارسات المنظمة، لا أمرًا تنفيذياً بإلغائها فوريًا. (١)(٣)

مع ذلك، نبرة الخطاب وسياقه تعملان على تقويض شرعية المنظمة: التشكيك المتكرر في جدوى الأمم المتحدة، والقول إنها لا تُنجز سوى "خطابات قوية" يفتح المجال لسياسات عملية تهدف إلى تقليص دورها أو نقل الصلاحيات إلى أطر بديلة (تحالفات ثنائية أو إقليمية، مثلاً). هذا الفرق بين القول والحذف العملي مهم: قد لا تُلغى المنظمة بإصدار واحد، لكنها قد تُجَهَّز لتهميش وظيفي طويل الأمد. (٥)(٦)


لماذا يقارن البعض هذه الرؤية بـ«عصبة الأمم»؟ وهل المقارنة صحيحة؟

عصبة الأمم (بعد الحرب العالمية الأولى) فشلت في منع اعتداءات كبرى في الثلاثينيات، ومؤسسات ما بعد الحرب العالمية الثانية أنشأت بديلًا أقوى — الأمم المتحدة — التي استلمت كثيرًا من هياكلها ووكالاتها بعد 1945. لذلك، التشبيه شائع: عندما تنهار فعالية مؤسسة عالمية يُشتهر أنها تُستبدل أو تُهمل. لكن التاريخ يُعلّم أن حلّ أو استبدال مؤسسة دولية يحدث عبر عملية طويلة ومعقدة (تَراجع شرعيتها، انسحابات، فقدان تمويل، ثم استبدال تنظيمي) — وليس بقرار لفظي واحد. (٧)


ماذا يعني هذا عمليًا لحلف الناتو ولخيار «إسقاط طائرة روسية»؟

عندما قال ترامب إن على الناتو إسقاط طائرات روسية إذا انتهكت الأجواء، ثم علّق بأن الالتزام الأميركي يعتمد على الظروف، فهذا يضع الحلف في موقفين متناقضين: تشجيع على الصرامة من جهة، وتحذير من عدم وجود رد أميركي آلي من جهة أخرى. هكذا عبارة تقلّص من عنصر الضمان الأميركي التقليدي، وتدفع الدول الأعضاء للاعتماد أكثر على قدراتها الذاتية أو على تفاهمات ثنائية. (٢)(٣)

عمليًا: إسقاط طائرة روسية قد يفتح باب تصعيد خطير؛ لذلك فإن شرطية الدعم الأميركي تعني أن واشنطن ستقيّم المخاطر (تهديد مباشر، عواقب مدنية، احتمال ردّ روسي واسع) قبل أن تنخرط. (٣)


الخلاصة (رسائلٌ موجزة وواضحة)

1. ترامب لم يُعلِن حرفيًا «إلغاء الأمم المتحدة» لكن خطابَه يُقوّي روايةً سياسية تقضي بتقليص دور الأمم المتحدة وشرعنة بدائل ثنائية/إقليمية — عبارة «ليست قريبة من تحقيق إمكاناتها» تعبّر عن نغمة واضحة من الاستهانة. (١)


2. الرسالة إلى أوروبا وحلف الناتو: عِبْء الدفاع المشترك ليس مضمونًا تلقائيًا بغطاء أميركي؛ واشنطن تترك القرار مفتوحًا حسب المصلحة والظرف. ذلك يضغط سياسياً على أوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية. (٢)(٣)


3. التشبيه بعصبة الأمم صحيح من جهة التحذير التاريخي: المؤسسات الدولية التي تفقد فعاليتها تتعرض للاستبدال أو التهميش، لكن ذلك عملية لا تحدث بين ليلة وضحاها. (٧)


خاتمة قصيرة

خطاب ترامب في الأمم المتحدة هو أكثر من مجرد هجوم لفظي: هو إشارة إستراتيجية إلى إعادة رسم مكانة الولايات المتحدة وموقع المؤسسات الدولية بعد الحرب الأوكرانية والاضطرابات العالمية. هل نسير نحو «إلغاء» للأمم المتحدة؟ الاحتمال العملي أقرب إلى تهميش متعمد أو إعادة هيكلة لدوائر صنع القرار الدولي من إلغاء فوري. القرار النهائي سيُكتب على أرض السياسة والتمويل والتحالفات — لا بالكلمات وحدها. (٣)(٥)


++++++++++&&&

المراجع (مرقّمة)

1. Aamer Madhani & Farnoush Amiri, AP — "Trump tells UN in speech that it is ‘not even coming close to living up’ to its potential", 23 Sept 2025.


2. Alexandra Hutzler, ABC News — "Trump says NATO countries should shoot down Russian aircraft that violate their airspace", 23 Sept 2025.


3. Reuters coverage / Live updates, "Trump blasts UN for not helping U.S.-led peace efforts, but then reassured U.N.", 23–24 Sept 2025.


4. White House summary of the UN address, "At UN, President Trump champions sovereignty, rejects globalism", (نشرت على موقع البيت الأبيض)، 23 Sept 2025.


5. The Guardian fact-check, "Donald Trump: fact-check of his UN speech", 23 Sept 2025.


6. Encyclopaedia Britannica, "League of Nations — replaced by the United Nations in 1946" (خلفية تاريخية عن عصبة الأمم)، مرجع تاريخي.


7. Financial Times, "Trump says Ukraine can win back all of its territory seized by Russia", 23–24 Sept 2025 (لمحة عن تحول موقفه تجاه أوكرانيا).



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو دمشق: تهديد صريح ورسالة مفتوحة من قوات سوريا الديمقراطية
- سوريا بين وحدة الدولة ومطالب اللامركزية: معركة الشمال والجنو ...
- الوجه الجديد للاستبداد: تحليل نقدي لسياسات النظام السوري الج ...
- بين تهديد السلاح وتبدّلات الجغرافيا السياسية: شمال شرق سوريا ...
- تصعيد تركيا ضد الإدارة الذاتية في سوريا: بين التحذيرات والمو ...
- بين الحماية والتسوية: لماذا تتباين استراتيجيات قسد والدروز ف ...
- زيارة الشيباني إلى واشنطن: شروط تعجيزية ووساطات لانتزاع التأ ...
- سوريا بعد الأسد: صراع القانون الدولي والمصالح الإقليمية في م ...
- تصنيف الميليشيات العراقية إرهابياً: تداعيات جيوستراتيجية ومخ ...
- انعطافة أميركية حادة في سوريا: قراءة في قرار إبعاد الدبلوماس ...
- سوريا على مفترق الطرق: رؤية مجلس سوريا الديمقراطية لمستقبل د ...
- عمّان الثلاثي والجنوب السوري: بين وعود السويداء وصواريخ إسرا ...
- من الدوحة إلى أنقرة: رسائل الاستهداف الإسرائيلي وحدود الرد ا ...
- سوريا بين وهم الوحدة وحقيقة الانقسام: هل يكسر القرار 2254 حل ...
- ملامح المشهد السوري بين رؤية مناف طلاس واستحقاقات المرحلة ال ...
- سوريا على فوهة بركان: بين صراع الشمال الكردي وتفاهمات الشرع ...
- أحداث 11 أيلول وإعادة تشكيل النظام العالمي: قراءة معمّقة في ...
- من صراع المصالح إلى الفيدرالية: قراءة في الأوضاع الجيوسياسية ...
- طبول الحرب على أبواب أوروبا: بين اختبار الناتو وهاجس الحرب ا ...
- محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة: قراءة في المؤشرات والتداع ...


المزيد.....




- بدلة رمادية بطابع ذكوري أنيق..هاندا أرتشيل تلفت الأنظار في م ...
- فيديو متداول لـ-عروض جوية فوق الأهرامات احتفالا باليوم الوطن ...
- موقف إسبانيا من -أسطول الصمود- وهل يتحولون إلى مواجهة مع إسر ...
- من -السلوك الحيواني- إلى إنكار الشرق الأوسط.. تصريحات توم با ...
- فيديو - كارثة في الفلبين: عاصفة استوائية تحصد أرواحًا وتهجّر ...
- جهاز ينتج أشعة تماثل الأشعة تحت الحمراء القريبة لتحسين الصحة ...
- ترامب يتعهد بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية
- اللجوء في ألمانيا - انخفاض في القبول وارتفاع في الطعون القضا ...
- كرٌ وفرٌ ـ حيلة بوتين لاختبار يقظة دول حلف الناتو!
- أحد منتقدي ترامب في قفص الاتهام: مدير إف بي آي السابق جيمس ك ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ترامب في الأمم المتحدة: استهتار أم استراتيجية لإلغاء الأمم المتحدة؟