أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مروان فلو - الأمير إبراهيم باشا الملي: زعيم قبلي كردي بين السلطنة والحداثة














المزيد.....

الأمير إبراهيم باشا الملي: زعيم قبلي كردي بين السلطنة والحداثة


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 22:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يُعدّ الأمير إبراهيم باشا الملي (1843 – 1908) واحدًا من أبرز الشخصيات الكردية في أواخر العهد العثماني. جمع بين الزعامة القبلية والنفوذ العسكري، وكان له دور محوري في رسم ملامح التوازنات السياسية والاجتماعية في مناطق الجزيرة وديار بكر وأورفة وماردين. وقد تركت سيرته أثرًا مركّبًا تتباين حوله الروايات بين كونه حاميًا لبعض الأقليات الدينية من جهة، ومتهمًا بالاستبداد والابتزاز من جهة أخرى.

النشأة وتبوؤ الزعامة (1)

وُلد إبراهيم باشا حوالَي سنة 1843 في منطقة أورفة، ونشأ في بيئة قبلية صلبة قوامها اتحاد قبائل المِلان/المِلي. وفي سنة 1863 تولّى رئاسة الاتحاد ليُصبح الزعيم الأبرز لقبائل الجزيرة العليا. هذا الموقع أهّله لاحقًا ليكون طرفًا رئيسيًا في سياسات الدولة العثمانية تجاه العشائر.

العلاقة بالدولة العثمانية والحاميدية (2)

مع صعود السلطان عبد الحميد الثاني، اعتمدت الدولة سياسة توظيف القبائل عبر تشكيل وحدات عسكرية شبه نظامية عُرفت باسم الكتائب الحاميدية. لعب إبراهيم باشا دورًا بارزًا فيها، إذ قاد عدّة أفواج بلغ قوامها المئات، وحصل على لقب "باشا"، ما عزّز مكانته رسميًا وأضفى عليه نفوذًا واسعًا في الداخل العثماني.

الامتداد والنفوذ المحلي (3)

تمركز نفوذ إبراهيم باشا في مدينة فيرانشهر (Viranşehir) قرب أورفة، ومنها بسط سيطرته على مناطق الجزيرة ومناطق من سورية الشمالية. وقد اصطدم مرارًا بعشائر عربية كبيرة مثل شمّر، كما واجه نخبًا مدنية في ديار بكر وماردين، ليُكرّس بذلك سلطته بوصفه زعيمًا قبليًا عابرًا للحدود المحلية.

الجغرافيا والقصر ودخول العرب الجزيرة (4)

لم يكن نفوذ إبراهيم باشا محصورًا بحدود عشيرته فقط، بل شمل رقعة جغرافية واسعة:

مراكز نفوذه: امتدت سلطته من أورفة وديار بكر وماردين شمالًا، إلى نصيبين والخابور شرقًا، وصولًا إلى دير الزور جنوبًا.

قصر دير الزور: أقام قصرًا بارزًا على ضفاف الفرات في دير الزور، استخدمه مقرًّا سياسيًا ورمزًا لحضوره في مدينة عربية خارج مركزه التقليدي. كان القصر مكانًا للقاء الزوار من شيوخ القبائل والمسؤولين العثمانيين.

العشائر العربية والجزيرة: تاريخيًا، يُذكر أنه هو من سمح للعشائر العربية الكبرى (العقيدات، البكّارة، الجبور) بالدخول إلى الجزيرة الفراتية العليا. لم يكن ذلك مجانًا، بل في إطار سياسة التحالف والولاء: فقد استفاد من دعمهم العسكري والسياسي مقابل تمكينهم من المراعي والأراضي الزراعية. هذه الخطوة غيّرت البنية السكانية للمنطقة، وأسّست لحضور عربي قوي فيها لاحقًا.


الحماية والاتهام: صورة متناقضة (5)

خلال موجات العنف التي عصفت بالمسيحيين في تسعينيات القرن التاسع عشر، ارتبط اسم إبراهيم باشا بصورتين متناقضتين. فمن جهة، أشارت روايات إلى أنّه وفّر الحماية لقرى مسيحية محلية من الأرمن والكلدان والسريان، بل لجأ إليه نازحون طلبًا للأمن. ومن جهة أخرى، تُوجَّه إلى قواته اتهامات بممارسة الغنيمة والابتزاز، مستفيدًا من مكانته لتثبيت المصالح القبلية.

الانفتاح على الرحالة والأوروبيين (6)

لم يقتصر نفوذه على الداخل العثماني، بل امتد ليشمل اتصالات مع الرحالة والدبلوماسيين الأوروبيين. أشهر لقاءاته كانت مع ماكس فون أوبنهايم، حيث أسهمت دلائل زوّده بها في اكتشاف موقع تل حلف الأثري، أحد أهم الاكتشافات في مطلع القرن العشرين.

الصراع مع الاتحاد والترقي (7)

بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1908 وصعود حركة الاتحاد والترقي، وجد إبراهيم باشا نفسه في مواجهة قوى جديدة سعت لفرض سلطة مركزية صارمة على القبائل. وقد دخل في صدامات عسكرية مع هذه القوى والعشائر المتحالفة معها، مما أدّى إلى تضييق الخناق عليه وانحسار نفوذه تدريجيًا.

النهاية المثيرة للجدل (8)

توفي إبراهيم باشا في سنة 1908. وتختلف الروايات حول تفاصيل وفاته؛ إذ يُقال إنه مات مريضًا أثناء هروبه قرب نُصَيبين، بينما تؤكد روايات أخرى أنّه قضى بعد معارك مع قوات الاتحاد والترقي. وتداولت بعض المصادر الحديثة تاريخًا محددًا هو 27 سبتمبر 1908.

إرثه التاريخي (9)

يُذكر إبراهيم باشا الملي كزعيم مركّب الملامح: حليف للسلطان عبد الحميد من خلال الحاميدية، وزعيم قبلي قوي نافس السلطات المركزية، وفي الوقت ذاته شخصية محلية ارتبطت بحماية جماعات وباتهامات استغلال. وهو نموذج للتشابك بين الولاء للسلطة والمصالح القبلية والظروف الإقليمية المضطربة في أواخر العهد العثماني.


+++++++++++++++&&&

النقاط الرئيسة المرقمة

1. وُلد حوالَي 1843 وتزعم اتحاد قبائل الملان ابتداءً من 1863.

2. ارتبط بالدولة العثمانية عبر قيادة كتائب الحاميدية ونال لقب باشا.

3. جعل من فيرانشهر مركز نفوذه، وواجه قبائل ونخب محلية منافسة.

4. امتد نفوذه من أورفة إلى دير الزور، وأقام قصرًا هناك، كما سمح للعشائر العربية بدخول الجزيرة مقابل التحالف.

5. ارتبط اسمه بحماية بعض المسيحيين من جهة وبالنهب والابتزاز من جهة أخرى.

6. التقى بالرحالة ماكس فون أوبنهايم وأسهم في اكتشاف تل حلف.

7. دخل في صراع مع حكومة الاتحاد والترقي بعد 1908.

8. توفي سنة 1908، مع تضارب الروايات حول ظروف وفاته (يُذكر 27 سبتمبر كتاريخ محدد).

9. ترك إرثًا متناقضًا بين الزعامة القبلية، التحالف مع السلطان، وإعادة تشكيل البنية السكانية في الجزيرة.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامركزية في سوريا: جدلية السلطة المركزية وضغوط التحالفات ا ...
- -مجرد قبائل وقرى-.. قراءة في خطاب التفكيك الأمريكي للمنطقة
- اتفاق 10 آذار بين الانتهاء والتمديد: مناورة سياسية أم مشروع ...
- ترامب في الأمم المتحدة: استهتار أم استراتيجية لإلغاء الأمم ا ...
- نحو دمشق: تهديد صريح ورسالة مفتوحة من قوات سوريا الديمقراطية
- سوريا بين وحدة الدولة ومطالب اللامركزية: معركة الشمال والجنو ...
- الوجه الجديد للاستبداد: تحليل نقدي لسياسات النظام السوري الج ...
- بين تهديد السلاح وتبدّلات الجغرافيا السياسية: شمال شرق سوريا ...
- تصعيد تركيا ضد الإدارة الذاتية في سوريا: بين التحذيرات والمو ...
- بين الحماية والتسوية: لماذا تتباين استراتيجيات قسد والدروز ف ...
- زيارة الشيباني إلى واشنطن: شروط تعجيزية ووساطات لانتزاع التأ ...
- سوريا بعد الأسد: صراع القانون الدولي والمصالح الإقليمية في م ...
- تصنيف الميليشيات العراقية إرهابياً: تداعيات جيوستراتيجية ومخ ...
- انعطافة أميركية حادة في سوريا: قراءة في قرار إبعاد الدبلوماس ...
- سوريا على مفترق الطرق: رؤية مجلس سوريا الديمقراطية لمستقبل د ...
- عمّان الثلاثي والجنوب السوري: بين وعود السويداء وصواريخ إسرا ...
- من الدوحة إلى أنقرة: رسائل الاستهداف الإسرائيلي وحدود الرد ا ...
- سوريا بين وهم الوحدة وحقيقة الانقسام: هل يكسر القرار 2254 حل ...
- ملامح المشهد السوري بين رؤية مناف طلاس واستحقاقات المرحلة ال ...
- سوريا على فوهة بركان: بين صراع الشمال الكردي وتفاهمات الشرع ...


المزيد.....




- انفصال نيكول كيدمان وكيث أوربان بعد زواج دام قرابة 20 عامًا ...
- -صورة العمر الجديد-.. أنغام تتألق في -رويال ألبرت هول-.. الأ ...
- تحذيرات للسكان وإقفال المدارس.. تفعيل الإنذار الأحمر في مناط ...
- لأول مرة منذ نحو 6 سنوات.. واشنطن على أبواب إغلاق حكومي وترا ...
- إيطاليا تنسحب من مرافقة -أسطول الصمود- المتجه إلى غزة
- ولية عهد هولندا ووريثة العرش الأميرة أماليا تبدأ الخدمة العس ...
- الحكومة المغربية تعرب عن تفهمها للمطالب الاجتماعية وتؤكد است ...
- أمريكا: هل يتوجه ترامب نحو عسكرة السياسة؟
- إيران: عودة العقوبات بعد عشر سنوات؟
- توقيف ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في فرنسا بطلب م ...


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مروان فلو - الأمير إبراهيم باشا الملي: زعيم قبلي كردي بين السلطنة والحداثة