أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ومرحلة جديدة تلوح في الأفق















المزيد.....

الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ومرحلة جديدة تلوح في الأفق


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقرير تحليلي خاص
في تطور غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة السورية، كشفت مصادر متعددة عن اتفاق مبدئي بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية في دمشق، يهدف إلى دمج التشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن مؤسسات الدولة الرسمية، في خطوة وُصفت بأنها قد تكون المقدمة لتأسيس مرحلة “ما بعد الانقسام” في المشهد السوري (1).
ورغم أن الاتفاق لا يزال في طوره الأولي ولم يدخل حيّز التنفيذ الكامل، فإن التفاهمات السياسية والعسكرية التي يجري إعدادها بهدوء قد تعيد رسم خريطة السلطة والسيطرة داخل البلاد، وتفتح الباب أمام صيغة “توافق وطني غير معلنة” تجمع بين دمشق والإدارة الذاتية في الشمال الشرقي (2).
أولاً: ملامح الاتفاق – من السرية إلى الإعلان التدريجي
بحسب تصريحات القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، هناك اتفاق مبدئي مع دمشق على آلية دمج قوات قسد في الجيش السوري “كتشكيلات كبيرة” ضمن وزارة الدفاع، وليس عبر تجنيد فردي أو تفكيك الوحدات. الهدف، كما يبدو، هو الحفاظ على البنية التنظيمية لقسد مع تحويلها إلى قوة نظامية ضمن المؤسسة العسكرية (3).
تشمل التفاهمات أيضًا دمج قوات الأمن الداخلي (الأسايش) تحت مظلة وزارة الداخلية السورية، في حين تُدمج الوحدات القتالية ضمن وزارة الدفاع، في خطوة تعكس نوايا واضحة لتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية تحت إطار رسمي واحد (4).
ثانيًا: تأخير التنفيذ – أحداث السويداء والساحل تؤجل الانطلاقة
رغم التفاهم السياسي، توقفت العملية التنفيذية مؤقتًا بعد سلسلة أحداث متوترة في السويداء والساحل السوري، يُعتقد أنها أثارت حساسيات طائفية ومخاوف داخل مكونات قسد من احتمال استغلال الاتفاق لتقليص نفوذهم (5).
تقول مصادر مطلعة إن هذه التوترات أدت إلى تجميد مؤقت في المسار العملي للدمج بانتظار ضمانات إضافية.
ثالثًا: مرونة تركية مفاجئة وموقف إقليمي متبدّل
أشار عبدي إلى أنه لاحظ “مرونة تركية غير مسبوقة” تجاه فكرة دمج قسد في الجيش السوري، معتبرًا أن التفاهم بين السوريين قد يُسقط مبررات التدخل التركي (6).
هذا التحول أثار اهتمام المراقبين، خاصة وأن أنقرة كانت تاريخيًا تُعارض أي تقارب كردي-دمشقي، وتعتبره تهديدًا لأمنها القومي.
وفق تقديرات دبلوماسية، فإن تركيا قد تقبل بالاتفاق ضمنيًا إذا تضمن ضمانات أمنية صارمة تمنع عودة النشاط العسكري لقسد قرب الحدود، خاصة بعد أن تراجعت أولوياتها في الملف السوري لصالح ترتيباتها الإقليمية الأوسع (7).
رابعًا: خلافات تفصيلية بين دمشق وقسد
رغم الاتفاق المبدئي، الخلافات التقنية لا تزال قائمة، خصوصًا حول آلية الاندماج:
هل ستبقى وحدات قسد متماسكة كوحدات خاصة داخل الجيش؟
هل سيُمنح قادتها رتبًا ومواقع متقدمة ضمن التسلسل العسكري الرسمي؟
مصادر مقربة من المفاوضات تشير إلى أن دمشق تُفضل دمجًا تدريجيًا وبنيويًا يُعيد السيطرة المركزية الكاملة بمرور الوقت، في حين تُصر قسد على الحفاظ على استقلالها التنظيمي النسبي وضمان تمثيل فعلي في القيادة العسكرية (8).
خامسًا: إجراءات الثقة السابقة – تبادل أسرى وتفاهمات نفطية
ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها تنسيق ميداني بين الطرفين؛ فقد سبق أن نُفّذت عمليات تبادل أسرى ومبادرات إنسانية مشتركة بين الجيش السوري وقسد خلال العامين الماضيين (9).
في مارس 2025، وُقع اتفاق أولي بين الحكومة المؤقتة وقسد حول دمج المؤسسات المدنية والإدارية في الشمال الشرقي، لكن التنفيذ تأخر بسبب الخلاف على تفاصيل تقاسم الموارد والإدارة المحلية (10).
تُعد ملفات النفط والمعابر والموارد الاقتصادية الركيزة الأهم في أي تفاهم، إذ تشير تقارير إلى استعداد قسد لتسليم إنتاج النفط في دير الزور للحكومة مقابل حصة مالية محددة (11).
سادسًا: التوازنات الدولية – بين واشنطن وموسكو وأنقرة
روسيا تُعدّ الراعي الرئيسي لهذه التفاهمات، وتعمل على تثبيت دمشق كسلطة مركزية موحدة.
الولايات المتحدة، رغم دعمها الطويل لقسد، لم تعارض علنًا التقارب الأخير، لكنها تضع خطوطًا حمراء ضد أي توسع لنفوذ إيران في الشرق السوري.
إيران ترى في الاتفاق خطوة استراتيجية لإضعاف الوجود الأميركي وتعزيز موقعها في دمشق-طهران-موسكو (12).
على الجانب الآخر، تواصل تركيا المراقبة الحذرة، إذ تعتبر أي صيغة تمنح الأكراد نفوذًا سياسيًا أو عسكريًا خطرًا استراتيجيًا، لكنها تدرك أن الاتفاق الداخلي السوري قد يُقلل من مبررات تدخلها المباشر في المستقبل (13).
سابعًا: السيناريوهات المتوقعة حتى نهاية 2025
هذه الاحتمالات تعكس الطبيعة الهشة للاتفاق، لكنها تُظهر في الوقت نفسه أن كلا الطرفين لا يرغب في العودة إلى الصدام المباشر، ويفضلان إبقاء خطوط التواصل مفتوحة برعاية روسية:
السيناريو
الوصف
احتمال التحقق
اندماج تدريجي
بدء التجربة في الحسكة أو القامشلي بدمج رمزي لتشكيلات قسد ضمن الجيش
55٪
تجميد مؤقت
تأجيل التنفيذ بسبب خلافات على المناصب والموارد والقيادة
30٪
انهيار التفاهم
تدخل تركي أو انسحاب أميركي مفاجئ يُعطل العملية
15٪

ثامنًا: خريطة السيطرة الميدانية – خطوط تماس مرنة
شمال شرق سوريا: تحت سيطرة قسد بدعم أميركي، مع تنسيق جزئي مع الجيش السوري.
شرق الفرات: انتشار مشترك بين قسد والجيش، بإشراف روسي.
غرب الفرات: سيطرة مركزية للجيش السوري والقوات الرديفة.
إدلب: خاضعة لفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام تحت إشراف تركي.
الشمال الحدودي: منطقة نفوذ تركي فعلي يديرها “الجيش الوطني السوري” (14).
تاسعًا: قراءة في عمق المشهد – دولة واحدة بثلاث إدارات
الاتفاق المبدئي بين قسد ودمشق ليس مجرد تسوية عسكرية، بل مؤشر على بداية مرحلة إعادة بناء الدولة السورية بتركيبة توافقية هجينة:
جيش موحّد تحت غطاء رسمي.
إدارة ذاتية محلية فعالة.
سيطرة مركزية تدريجية على الموارد والحدود (15).
لكن الطريق إلى “الدولة الموحدة” ما زال محفوفًا بالتحديات، أبرزها الخلاف حول القيادة الميدانية، تقاسم الثروات، والهوية السياسية للمناطق المحررة ذاتيًا.
عاشرًا: التقييم العام – خطوة إلى الأمام أم مناورة تكتيكية؟
من الناحية السياسية، يُعتبر هذا الاتفاق قابلًا للحياة بشرط توفر الضمانات الروسية والدعم الأميركي الصامت.
من الناحية العسكرية، ما يزال هشًا ومعرضًا للتعطيل في أي لحظة من قبل تركيا أو أطراف داخل قسد نفسها.
دمشق ترى في الاندماج وسيلة لاستعادة السيادة على كامل الجغرافيا السورية، بينما تعتبره قسد ضمانة أمنية في مواجهة التهديد التركي ومحاولة لتثبيت مكاسبها السياسية داخل النظام السوري القادم (16).
في الحصيلة، يمكن القول إن سوريا تدخل مرحلة جديدة عنوانها “الواقعية السياسية”: لا غالب ولا مغلوب، بل تقاسم للسلطة مقابل الاستقرار، بانتظار أن يُترجم الاتفاق إلى واقع قانوني ودستوري يضمن بقاء الجميع ضمن مظلة الدولة الواحدة.
خاتمة
قد لا يُكتب لهذا الاتفاق أن يتحقق سريعًا، لكن مجرد وجوده على الطاولة بعد أكثر من عقد من الحرب يؤشر إلى تحوّل استراتيجي في التفكير السوري والإقليمي.
إنها المرة الأولى التي تبدو فيها جميع الأطراف — من دمشق إلى قسد، ومن موسكو إلى واشنطن — مستعدة لتجريب “السلام البارد” بدلًا من استمرار النزاع المفتوح. وما سيحدث في الأشهر القليلة القادمة قد يحدد ملامح سوريا الجديدة لسنوات مقبلة (17).
+++++++++++++++++&&&
المراجع
وكالة أنباء الشرق الأوسط، تقارير حصرية عن سوريا، أكتوبر 2025.
مقابلة مع مظلوم عبدي، قناة كردية محلية، سبتمبر 2025.
صحيفة الوطن السورية، ملف الدمج العسكري، أغسطس 2025.
تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوليو 2025.
مراسلون بلا حدود، أحداث السويداء، يونيو 2025.
تصريحات دبلوماسية حول الموقف التركي، أكتوبر 2025.
تحليل معهد الشرق الأوسط، سبتمبر 2025.
مصادر مقربة من المفاوضات في دمشق، أكتوبر 2025.
مكتب الإعلام العسكري لقسد، 2024-2025.
اتفاقيات أولية بين الحكومة المؤقتة وقسد، مارس 2025.
تقرير اقتصادي عن النفط والموارد في دير الزور، أغسطس 2025.
تحليلات السياسة الدولية، موسكو وواشنطن، سبتمبر 2025.
تصريحات وزارة الخارجية التركية، أكتوبر 2025.
خريطة السيطرة العسكرية، الجيش السوري وقسد، أكتوبر 2025.
دراسة حول الإدارة المحلية والسياسة في شمال شرق سوريا، سبتمبر 2025.
مقابلات مع مسؤولين عسكريين سوريين، أكتوبر 2025.
التقرير الختامي لمركز الدراسات السورية، أكتوبر 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات ...
- قسد والحكومة المؤقتة: آلية تنفيذ لقرار مجلس الأمن 2254 أم مس ...
- زيارة الشرع إلى موسكو: سوريا بين استعادة السيادة وترسيخ النف ...
- الاتفاق الأمريكي السوري: بين مشروع الدمج وإعادة تشكيل السلطة ...
- مناف طلاس وتسليح -قسد-: معركة إعادة تشكيل الجيش السوري وتحدّ ...
- من التفاهمات العسكرية إلى التحول الدستوري.. مسار جديد للأزمة ...
- قراءة تحليلية في تصريحات الجنرال مظلوم عبدي: هل تدخل سوريا ط ...
- حين يتحوّل الدين إلى سلاح… حان وقت الثورة على الإيديولوجيا ا ...
- المركزية: الطريق الأقصر إلى الاستبداد الجديد في سوريا
- بين الاندماج والانفصال: لا حل دون سوريا لا مركزية أو فدرالية
- نهاية المركزية السورية: من الإنكار إلى حتمية اللامركزية
- سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طري ...
- من زيارة توماس باراك إلى الحسكة: هل تصحو إرادات الاستقرار عل ...
- صراع الشمال السوري: لعبة الدمى الكبرى على حافة الهاوية
- الانتخابات السورية 2025: خطوة على رمال الانتقال السياسي المت ...
- الكُرد في باكستان: فصلٌ مُهمٌّ منسيٌّ من تاريخنا
- اتفاق حماس – إسرائيل: بوابة محتملة نحو تسويات جديدة في الشرق ...
- إسرائيل الكبرى وكُردستان الكبرى: بين الحقيقة والوهم الجيوسيا ...
- المشروع الكُردي في سوريا والردع التركي... صراع السياقات والم ...
- سوريا نار تحت الرماد : عودة الإرهاب وصراع الجيوسياسة وتفتت ا ...


المزيد.....




- رغم نجاح صفقات ترامب الشخصية في الشرق الأوسط.. إلا أنها لن ت ...
- -شكرًا لإعادتها في تابوت-.. عائلات الرهائن القتلى تنتقد نتني ...
- ماذا تعرف عن القرية المصرية الصغيرة التي تنتج أكثر من نصف يا ...
- وزير الداخلية الفرنسي الجديد لوران نونيز ينوي -استئناف الحوا ...
- هل اتفقت قسد مع الحكومة السورية على طريقة الاندماج؟
- مرشحة عراقية تثير الجدل بمنشور ضد برشلونة ووعد بتزويج مشجعي ...
- أشياء لم تكن تعرفها عن تطبيق الملاحظات في -آيفون-
- إيران تعدم شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- باكستان وأفغانستان تؤكدان على دور قطر وتركيا لتثبيت وقف التص ...
- غارديان: أطفال غزة بحاجة للغذاء والدواء ونوم دون خوف


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ومرحلة جديدة تلوح في الأفق