أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - لقمان خليل: -قسد- نواة جيش وطني سوري والمرحلة الراهنة هي مرحلة اختبار للنوايا














المزيد.....

لقمان خليل: -قسد- نواة جيش وطني سوري والمرحلة الراهنة هي مرحلة اختبار للنوايا


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقتٍ تتصاعد فيه النقاشات حول مستقبل سوريا السياسي والعسكري، أطلق لقمان خليل، عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، سلسلة من التصريحات التي عكست موقف القيادة الكُردية من المرحلة المقبلة، مؤكداً أن "قسد" تؤمن بتشكيل جيش وطني سوري جامع يمثل جميع المكونات دون إقصاء، وأنها ليست مجرد فصيل مسلح، بل مؤسسة متكاملة قادرة على أن تكون نواةً لجيش وطني موحد (1).
بين الطموح الوطني والواقع السياسي
أوضح خليل أن الظروف التي أفرزت ولادة "قسد" لم تتغير حتى اليوم، وأن الهيكل التنظيمي والعسكري الذي بنته على مدى السنوات الماضية يمثل تجربة فريدة في المنطقة (2).
وأشار إلى أن وحدات حماية المرأة (YPJ) ما تزال تشكل عنصراً رئيسياً في منظومة الدفاع عن شمال وشرق سوريا، مؤكداً أن المشاركة النسائية في القتال ليست مجرد رمزية، بل جزء من عقيدة الدفاع الذاتي التي تتبناها الإدارة الذاتية (3).
ويشير مراقبون إلى أن خليل حاول من خلال حديثه إعادة تأطير دور "قسد" بوصفها مؤسسة وطنية سورية، لا كقوة محلية محدودة النفوذ، في محاولة لتهيئة المناخ أمام اعتراف رسمي من دمشق بشرعيتها ضمن منظومة الدولة السورية (4).
الموقف من دمشق وأنقرة: توازن معقد
وحول العلاقة مع الحكومة السورية، أكد خليل أن اللقاءات التي جرت خلال الأشهر الماضية لم تسفر عن نتائج ملموسة، وأن غياب الإرادة السياسية لدى دمشق في الاعتراف بالواقع القائم يعرقل أي تفاهم حقيقي (5).
وفي الوقت ذاته، شدد على أن "قسد" لا تمثل أي تهديد لتركيا، بل إن أنقرة هي من تواصل تدخلاتها ومحاولاتها التمددية داخل الأراضي السورية (6).
ويرى محللون أن هذه التصريحات تهدف إلى إرسال رسائل مزدوجة: الأولى إلى دمشق بضرورة تفعيل قنوات التفاهم القائمة – خاصة ما يتعلق باتفاقية نيسان بشأن حيّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، والثانية إلى أنقرة بأن "قسد" تسعى إلى تثبيت الاستقرار وليس التصعيد (7).
كما يُعتقد أن "قسد" تفضّل تحقيق مطالبها عبر المفاوضات السياسية، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة مناطق مثل عفرين وتل أبيض ورأس العين إلى أهلها الأصليين، بدلاً من اللجوء إلى المواجهة العسكرية المباشرة (8).
الساحة الداخلية: احتقان مؤجل وصراعات غير محسومة
في تناوله للأحداث الأخيرة في السويداء، أكد خليل أن ما يجري من تحركات مسلحة واستعراضات ميدانية يهدف إلى تعميق الانقسام السوري، محذراً من أن إثارة الفتن المذهبية والطائفية تخدم مشاريع القوى الأجنبية (9).
كما اعتبر أن الحملات الإعلامية التي تتهم "قسد" بالانفصالية أو العمالة لا تخدم وحدة سوريا، محمّلاً الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية الخطابات التحريضية التي تُشعل النزاعات بين المكونات السورية (10).
وتشير مصادر سياسية إلى أن التحشيد العسكري الذي تشهده بعض المناطق السورية – سواء في السويداء أو الساحل أو وادي النصارى – يعكس حالة من إعادة التموضع بين القوى المحلية، حيث تسعى كل جهة لبناء قوتها الذاتية استعداداً لمرحلة ما بعد الهدوء النسبي الحالي (11).
ويرى خبراء أن الهدوء الظاهر ليس إلا غطاءً لسباق تسلح خفيّ بين المكونات السورية، وأن المعارك المقبلة، إن حدثت، ستكون مختلفة تماماً من حيث التوازنات والاصطفافات (12).
نحو مرحلة جديدة من إعادة التموضع
بحسب محللين، فإن تصريحات خليل تعبّر عن توجه جديد داخل "قسد" يسعى لإعادة رسم موقعها الوطني، خصوصاً مع تزايد المؤشرات على رغبة واشنطن في تقليص وجودها العسكري في سوريا (13).
فـ"قسد" تحاول اليوم التحول من قوة أمر واقع إلى شريك سياسي في الحل السوري، مستندة إلى رصيدها العسكري والإداري في إدارة مناطق واسعة من البلاد، وإلى دعمٍ نسبيّ من القوى الدولية التي ما زالت تعتبرها حليفاً أساسياً في محاربة الإرهاب (14).
لكنّ الطريق إلى هذا التحول ما زال طويلاً، إذ يبدو أن حكومة دمشق المؤقتة غير مستعدة حتى الآن للاعتراف الكامل بشرعية الإدارة الذاتية أو قواتها، لأن ذلك سيقوّض مركزية السلطة القائمة ويفتح الباب أمام نموذجٍ سياسي لا يزال مرفوضاً في بنيتها التقليدية (15).
خاتمة: توازن هشّ وانتظار طويل
في المحصلة، تؤكد تصريحات لقمان خليل أن المرحلة الراهنة ليست مرحلة حسمٍ عسكري أو سياسي، بل اختبار للنوايا بين مختلف القوى السورية.
فـ"قسد" تحاول تثبيت حضورها كمؤسسة وطنية جامعة، بينما تحاول دمشق كسب الوقت وتجنب أي التزام سياسي حاسم، في حين تراقب القوى الإقليمية المشهد بانتظار لحظة التحول الكبرى (16).
ومهما كانت المسارات المقبلة، يبدو واضحاً أن الاستقرار في سوريا لن يتحقق دون صيغة وطنية جديدة تضمن تمثيل كل المكونات وتوزيعاً عادلاً للسلطة والثروة — وهي النقطة التي تتمسك بها "قسد" منذ تأسيسها وحتى اليوم (17).


++++++++++++++&&&
الهوامش والمراجع:
تصريح لقمان خليل حول مشروع الجيش الوطني.
المصدر ذاته – حديثه عن استمرار أسباب تأسيس "قسد".
تصريحات خليل عن وحدات حماية المرأة ودورها.
تحليل سياسي حول نية "قسد" تأطير نفسها كمؤسسة وطنية.
نتائج اللقاءات مع دمشق وتعثر التفاهمات.
الموقف من تركيا ومحاولاتها التمددية في الشمال السوري.
تفسيرات سياسية لاتفاقية نيسان وموقع "قسد" منها.
تحليل لتفضيل "قسد" المسار التفاوضي على العسكري.
موقف خليل من أحداث السويداء ودوافع الفتنة الداخلية.
تصريحات خليل حول خطاب الكراهية في الخطاب الرسمي.
مراقبون عن حالة التحشيد في المناطق السورية المختلفة.
تقديرات عسكرية حول سباق بناء القوى المحلية.
تحليلات حول انعكاسات تراجع الوجود الأمريكي المحتمل.
دور "قسد" في مكافحة الإرهاب كعامل دعم دولي.
موقف دمشق من شرعية الإدارة الذاتية.
تقديرات عن مرحلة "اختبار النوايا" السياسية.
الثوابت التي تتمسك بها "قسد" في رؤيتها للحل الوطني.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفد الإمرالي: استمرار احتجاز دميرطاش ويوكسكداغ -ظلم صارخ- ...
- عِبْرَ الحٕوار: ماذا يعني تكوين سلام بين روج آفَا وأنق ...
- انطلقت في مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا فعاليات الدورة التا ...
- تركيا أمام مفترق التاريخ: إما التحالف مع الكُرد أو السقوط في ...
- جانبولاط باشا (Canbolat Bey) — بين التاريخ والرواية الشعبية
- سوريا بين توازنات الإقليم ورهانات الداخل: صراع الحكم وبناء ا ...
- المناطق الكُُردية في سوريا... بين السيطرة التركية والعجز الم ...
- إلى أين تسير الأمور في سوريا؟ قراءة في مواقف سيبان حمو والمش ...
- كردستان الأناضول: الإمارات الكردية وأصول العثمانيين بين الرو ...
- الملف السوري يتغيّر: اتفاق مبدئي بين قسد ودمشق لدمج القوات… ...
- ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات ...
- قسد والحكومة المؤقتة: آلية تنفيذ لقرار مجلس الأمن 2254 أم مس ...
- زيارة الشرع إلى موسكو: سوريا بين استعادة السيادة وترسيخ النف ...
- الاتفاق الأمريكي السوري: بين مشروع الدمج وإعادة تشكيل السلطة ...
- مناف طلاس وتسليح -قسد-: معركة إعادة تشكيل الجيش السوري وتحدّ ...
- من التفاهمات العسكرية إلى التحول الدستوري.. مسار جديد للأزمة ...
- قراءة تحليلية في تصريحات الجنرال مظلوم عبدي: هل تدخل سوريا ط ...
- حين يتحوّل الدين إلى سلاح… حان وقت الثورة على الإيديولوجيا ا ...
- المركزية: الطريق الأقصر إلى الاستبداد الجديد في سوريا
- بين الاندماج والانفصال: لا حل دون سوريا لا مركزية أو فدرالية


المزيد.....




- لماذا -بيكاسو الهند- يحطم الأرقام القياسية في المزادات ويُثي ...
- الكويت.. فيديو ضبط مزرعة ماريغوانا بأحد المنازل والداخلية تك ...
- فيديو منسوب لـ-موكب رئيس المخابرات المصرية في إسرائيل-.. ما ...
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة والصين على بعد خطوة واحدة من ...
- خسائر كبيرة في القطاع الزراعي بسبب الحرب الإسرائيلية على لبن ...
- المشي مرتين أسبوعيا يحمي قلبك
- الكشف عن جينات مسؤولة عن حدوث عيوب القلب لدى مرضى متلازمة دا ...
- مدينة قابس التونسية.. حيث تختنق الواحة تحت رماد المصانع
- المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على قاطفي الزيتون والاحتلال يع ...
- صديق -مجهول- لترامب يتبرع لتغطية رواتب الجيش في ظل الإغلاق


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - لقمان خليل: -قسد- نواة جيش وطني سوري والمرحلة الراهنة هي مرحلة اختبار للنوايا