أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - المشروع الأمريكي في غزة... وصاية جديدة أم إعادة إعمار مشروطة؟














المزيد.....

المشروع الأمريكي في غزة... وصاية جديدة أم إعادة إعمار مشروطة؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تعيش القضية الفلسطينية اليوم مرحلة دقيقة ومفصلية، في ظل تعدد المبادرات والمشاريع المطروحة دوليًا حول مستقبل قطاع غزة، والتي تحمل في طياتها أهدافًا سياسية تتجاوز ظاهرها الإنساني أو الإعماري. فبينما تُقدَّم بعض هذه المشاريع تحت عنوان “إعادة الإعمار” أو “دعم الاستقرار”، فإنها في جوهرها تُثير تساؤلات مشروعة حول نواياها الحقيقية وأبعادها الاستراتيجية.
فقد برز في الآونة الأخيرة ما يُعرف إعلاميًا بـ “المشروع الأمريكي لإعادة إعمار غزة”، والذي يندرج ضمن رؤية شاملة للولايات المتحدة وبعض حلفائها لإدارة القطاع بعد الحرب، عبر تشكيل إدارة مؤقتة أو وصاية دولية تحت ذريعة الإشراف على إعادة البناء وضمان الأمن. إلا أن مثل هذا الطرح – وفق ما تُشير إليه قراءات سياسية عديدة – يحمل مخاطر واضحة على مستقبل السيادة الفلسطينية، ويُمهّد لفرض واقع جديد يعيد إنتاج السيطرة الاستعمارية بصيغة محدثة.
إن ما يبدو في ظاهره مشروعًا إنسانيًا لإغاثة السكان، قد يتحول في مضمونه إلى وصاية سياسية واقتصادية تكرّس الانقسام الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتُضعف المشروع الوطني الجامع. فربط إعادة الإعمار بشروط أمنية أو سياسية خارجية يتناقض مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويمنح القوى الأجنبية نفوذًا مباشرًا في إدارة شؤونه الداخلية.
في مواجهة هذه التطورات، تبرز الحاجة إلى موقف فلسطيني موحد، يرفض أي مشروع ينتقص من السيادة الوطنية أو يضع غزة تحت إدارة أجنبية مهما كانت المسميات. فالمطلوب ليس رفض الإعمار بحد ذاته، بل رفض الوصاية المقنّعة التي قد تأتي عبر مشاريع ذات غطاء دولي، تُعيد ترتيب المشهد الفلسطيني بما يخدم مصالح الاحتلال وأطرافاً إقليمية ودولية.
ولا يمكن فصل هذه المشاريع عن الواقع الداخلي الفلسطيني الذي يحتاج إلى إصلاح جذري في منظومة الحكم والمؤسسات. فغياب الشفافية والانقسام السياسي يفتح الباب أمام تدخلات خارجية تحت مبررات إنسانية أو اقتصادية. لذلك، فإن مواجهة المخاطر لا تكون بالشعارات، بل بإعادة بناء الثقة بين المواطن وقيادته، ووضع برنامج وطني موحّد يضمن وحدة القرار الفلسطيني واستقلاله.
إن دعم صمود الشعب الفلسطيني يتطلب أولاً تمكينه من إدارة شؤونه بنفسه، ورفض أي شكل من أشكال الإشراف الأجنبي أو الوصاية الدولية التي تُعيد إنتاج الاحتلال بصور جديدة. فالشعب الذي قدّم آلاف الشهداء والجرحى لن يقبل أن يُستبدل الاحتلال العسكري باحتلال سياسي أو اقتصادي مغلّف بالمساعدات.
لقد أثبتت التجارب التاريخية أن من لا يمتلك قراره السيادي يفقد قدرته على حماية قضيته. لذلك فإن التحدي الحقيقي أمام القيادة الفلسطينية اليوم هو الحفاظ على وحدة الموقف الوطني، والتصدي للمشاريع التي تمس جوهر الحقوق الفلسطينية، مع الانفتاح على أي جهد دولي صادق يهدف إلى إنهاء الاحتلال لا إلى إدارته.
إن المشروع الأمريكي بما يحمله من غموض في الأهداف، يجب أن يُواجه برؤية فلسطينية واضحة تستند إلى الثوابت الوطنية وقرارات الشرعية الدولية، وبكل الوسائل المشروعة التي كفلها القانون الدولي. فالقضية الفلسطينية ليست أزمة إنسانية عابرة، بل قضية تحرر وطني وحق ثابت في الحرية والاستقلال.
ويبقى الرهان على وعي الشعب الفلسطيني وقدرته على قراءة ما وراء العناوين البراقة، والتمسك بحقوقه الوطنية دون تفريط، لأن فلسطين لا تُبنى بالمشاريع الخارجية، بل بإرادة أبنائها ووحدتهم وصمودهم.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل لا تملك صلاحية تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطين ...
- زيتون على حافة النار رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطي ...
- شعب يريد الحياة
- استقالة تساحي هنغبي تهز حكومة نتنياهو: تصدع داخلي وأزمة ثقة ...
- زيارة أفيخاي أدرعي إلى طولكرم: قراءة ميدانية واستراتيجية في ...
- الحركة التعاونية: رافعة للاقتصاد الوطني بين الواقع المشوّه و ...
- حين سرقوا الوطن
- غزّة: لعنة الجغرافيا وذاكرة التاريخ — بين ديمومة الصراع ووحد ...
- نوبل للسلام في اختبار القيم: ماريا ماتشادو وانهيار المعايير ...
- من يحكم غزة بعد الحرب؟ بين الإقصاء الوطني وضرورات الوحدة الا ...
- أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية
- بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل انعدام الثقة وقراءة التار ...
- ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...


المزيد.....




- لماذا -بيكاسو الهند- يحطم الأرقام القياسية في المزادات ويُثي ...
- الكويت.. فيديو ضبط مزرعة ماريغوانا بأحد المنازل والداخلية تك ...
- فيديو منسوب لـ-موكب رئيس المخابرات المصرية في إسرائيل-.. ما ...
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة والصين على بعد خطوة واحدة من ...
- خسائر كبيرة في القطاع الزراعي بسبب الحرب الإسرائيلية على لبن ...
- المشي مرتين أسبوعيا يحمي قلبك
- الكشف عن جينات مسؤولة عن حدوث عيوب القلب لدى مرضى متلازمة دا ...
- مدينة قابس التونسية.. حيث تختنق الواحة تحت رماد المصانع
- المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على قاطفي الزيتون والاحتلال يع ...
- صديق -مجهول- لترامب يتبرع لتغطية رواتب الجيش في ظل الإغلاق


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - المشروع الأمريكي في غزة... وصاية جديدة أم إعادة إعمار مشروطة؟