أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين














المزيد.....

اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 12:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: المحامي علي أبو حبلة –
شرم الشيخ واتفاق بلا أصحاب الحق
أن يُعلن عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة من شرم الشيخ، في غياب ممثلي الشعب الفلسطيني الحقيقيين، لا سيما منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فذلك لا يمكن اعتباره خطوة نحو السلام، بل هو تأسيس لمرحلة جديدة من الوصاية السياسية على القرار الفلسطيني.
فالاجتماع الذي جرى تحت الرعاية المصرية وبحضور دولي واسع، بدا وكأنه إعادة إنتاج لمعادلة "كل شيء عن فلسطين ولكن بدون الفلسطينيين". فالاتفاق ركّز على التهدئة وإعادة الإعمار، لكنه تجاهل جوهر الصراع المتمثل في الاحتلال وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وهنا تكمن خطورة المشهد: إذ يجري الحديث عن "إنهاء الحرب" بينما تُترك جذور الصراع مشتعلة، وتُدار القضية الفلسطينية بمنطق الغرف المغلقة والصفقات الأمنية.
خطاب السيسي وترامب... رؤيتان متناقضتان
في كلمته، أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على حل الدولتين كخيار استراتيجي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، منسجمًا بذلك مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد تجنّب الإشارة تمامًا إلى الشعب الفلسطيني أو حقه في تقرير المصير، وركّز في المقابل على ما سماه “الشرق الأوسط الجديد”، حيث الأمن والتكامل الاقتصادي عنوان المرحلة المقبلة، دون التطرق إلى الاحتلال أو العدالة أو التسوية السياسية.
خطاب ترامب كان واضحًا في مراميه: دمج إسرائيل في منظومة الأمن الإقليمي، وجعلها محورًا رئيسيًا في التحالفات الجديدة، دون أي التزام بدفع عملية السلام أو الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
وبذلك، بدا أن واشنطن لا تسعى إلى تسوية الصراع، بل إلى تصفية أبعاده السياسية، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني إلى ملف إنساني وإغاثي قابل للإدارة.
إدماج إسرائيل في الأمن الإقليمي... هدف المرحلة المقبلة
مؤتمر شرم الشيخ كما يبدو، لم يكن منصبًّا على وقف الحرب بقدر ما كان خطوة نحو تدشين ترتيبات إقليمية جديدة تحت عنوان “الأمن والاستقرار”.
الغاية الأبعد هي إعادة هندسة النظام الإقليمي العربي بحيث تكون إسرائيل جزءًا من منظومة الأمن في الشرق الأوسط، بحجة مواجهة “التهديدات المشتركة”، من دون أن تقدم أي ثمن سياسي أو انسحاب من الأراضي المحتلة.
إن الحديث المتكرر عن “الشرق الأوسط الجديد” يعيد إلى الأذهان مشروعًا أمريكيًا قديمًا، قوامه إخضاع الأمن العربي للمنظور الإسرائيلي، وتحويل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إلى قضية هامشية تدار عبر مساعدات مالية ومشاريع اقتصادية، لا عبر قرارات أممية وحقوق تاريخية.
غياب السعودية والحضور الفلسطيني الخجول
اللافت في مشهد شرم الشيخ هو الغياب السعودي التام، رغم أن الرياض تمثل ركيزة أساسية في أي تسوية إقليمية أو عربية. هذا الغياب ربما يعكس تحفظًا سعوديًا على طبيعة الترتيبات الجارية، أو إدراكًا مبكرًا بأن المؤتمر لا يهدف إلى إحياء عملية السلام، بل إلى تثبيت واقع جديد يخدم التحالفات الأمنية أكثر مما يخدم العدالة.
هذا في الوقت الذي يُرسم فيه مستقبل المنطقة، يُستبعد الفلسطينيون من الطاولة، وكأن القضية تُدار عنهم لا بهم، وهو ما يعيدنا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للقرار الوطني المستقل.
منظمة التحرير... المرجعية التي لا بديل عنها
إن تغييب منظمة التحرير الفلسطينية – التي أقرّ العالم بشرعيتها في الأمم المتحدة ومؤتمرات القمم العربية – يشكّل سابقة خطيرة تمس جوهر التمثيل الوطني الفلسطيني.
فأي اتفاق يعقد بمعزل عنها، وأي مسار سياسي لا يستند إلى مرجعيتها، يفتقر إلى الشرعية القانونية والسياسية، ويهدد بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها الوطني.
ومن هنا، يصبح التحدي الأبرز أمام الفلسطينيين هو استعادة وحدتهم الوطنية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير، بما يعيد لها دورها المركزي في الدفاع عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، ويمنع أي محاولة لتجاوزها أو الالتفاف على شرعيتها.
ما بعد الحرب... تهدئة بلا أفق سياسي
تبدو التهدئة التي أُعلنت من شرم الشيخ هشة سياسيًا ومفرغة من مضمونها الوطني. فهي لا تتضمن جدولًا زمنيًا للتفاوض، ولا التزامات إسرائيلية واضحة بوقف الاستيطان أو إنهاء الحصار، ولا حتى إشارة إلى حدود الدولة الفلسطينية ومصير القدس التي اعتبرها ترمب ونتنياهو عاصمة اسرائيل الأبدية في خطابه في الكنيست
إن ما يُراد تمريره هو استقرار أمني مؤقت يخدم إسرائيل ويمنح واشنطن فرصة لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية.
أما الفلسطينيون، فيُطلب منهم الصمت مقابل وعود بالإعمار والمساعدات، في مشهد يُذكّر بمرحلة “السلام الاقتصادي” التي روج لها نتنياهو منذ سنوات وطرحها جون كيري وزير خارجية أمريكا السابق في 2014.
خاتمة: بين شرم الشيخ وفلسطين... مفترق طرق تاريخي
إن ما جرى في شرم الشيخ ليس اتفاق سلام، بل اتفاق إدارة صراع دون حلّه.
فغياب منظمة التحرير الفلسطينية عن مركز القرار، وتجاهل خطاب ترامب لحقوق الشعب الفلسطيني، وتوجه المؤتمر نحو إدماج إسرائيل في منظومة الأمن الإقليمي، كلها مؤشرات على تحول استراتيجي في مقاربة القضية الفلسطينية، من كونها قضية احتلال واستقلال، إلى كونها ملفًا أمنيًا ضمن ترتيبات الشرق الأوسط الجديد.
وفي مواجهة هذه التحولات، لا خيار أمام الفلسطينيين سوى تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة الشراكة، لتبقى هي الإطار الجامع والدرع الحامي للهوية الوطنية الفلسطينية، والقادرة على التصدي لأي محاولة لتجاوزها أو تهميشها.
فمن دون وحدة الموقف، سيُعاد رسم خريطة المنطقة على حساب فلسطين، وسيُكرّس سلام بلا سيادة، وشرق أوسط بلا عدالة، وبلا فلسطين.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟
- التعاونيات رافعة للاقتصاد الوطني الفلسطيني: تقييم واقعٍ واست ...
- اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ: تحليل دقيق لأبعاد سياسية ...
- الحرب على غزة تدخل عامها الثالث: الهولوكوست الفلسطيني وشريعة ...
- نحو مرحلة انتقالية وطنية شاملة: مكافحة الفساد وتفعيل الرقابة ...
- ترامب وغريتا بين نوبل للسلام ودماء غزة: جدلية المعايير الأخل ...
- الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعا ...
- التحول السياسي في رؤية الرئيس محمود عباس: نحو إعادة بناء دول ...
- رواية الفساد والفاسدين
- ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأس ...
- أسطول الصمود العالمي: حين كُسر الحصار إعلاميًا قبل أن يُكسر ...
- بيان الرئاسة الفلسطينية: خارطة طريق لترسيخ مؤسسات الدولة في ...
- الحمير على السطح
- -خطة ترمب المعدّلة: بين فخّ التسوية واستحقاق الوحدة الوطنية-
- خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة تتناقض مع مخرجات مؤتمر نيويورك ...


المزيد.....




- الأميرة رجوة الحسين في لندن..أناقة كلاسيكية بلمسات عصريّة
- ما هو مصير قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار؟
- معضلة جثث الرهائن في غزة.. نبرة التهديد والوعيد عادت مجددا م ...
- شعب مدغشقر يطالب ماكرون بالاعتذار ويتهم سياسته -بالوصاية الن ...
- حكومة لوكورنو الثانية مهددة بالسقوط مجددا.. وتغييرات إقليمية ...
- غزة: هل تحارب إسرائيل حماس عبر ميليشيات مسلحة؟
- إندونيسيا في حالة إنذار بيئي خشية تلوث إشعاعي
- اقتحامات بأنحاء الضفة والاحتلال يقتل فلسطينيا ضربا شمال القد ...
- بين الاستعراض ودفع الثمن.. ماذا وراء الظهور الجديد لـ-أبو شب ...
- مطالبات لماكرون بالاعتذار للشعب الملاغاشي


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين