أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي ابوحبله - الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعادة الأموال المنهوبة














المزيد.....

الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعادة الأموال المنهوبة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 13:30
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


المحامي علي أبو حبلة
كلما تعمقنا في ملف الفساد الفلسطيني، اتضحت الصورة أكثر فأكثر: نحن أمام منظومة مترابطة تمتد جذورها إلى مؤسسات ودوائر ومصالح متشابكة، تتقاطع فيها السلطة والنفوذ والمال، حتى بات الفساد حالة متجذرة لا مجرد ظاهرة عابرة. الأخطر من ذلك ليس حجم الفساد فحسب، بل البيئات الحاضنة له التي توفر الغطاء والحماية لمن تورطوا في الاستحواذ على المال العام بطرق غير مشروعة.
التقارير المتداولة عن أموال فلسطينية ضخمة مهربة ومودعة في بنوك أوروبية ودولية تثير تساؤلات مشروعة حول مصدرها، وطرق تحويلها، وأسماء من يقف وراءها. فالمسألة لم تعد مجرد شبهة، بل باتت قضية وطنية تمس جوهر العدالة الاجتماعية وسيادة القانون، وتستوجب تحركاً جاداً يتجاوز الخطابات إلى إجراءات عملية وشفافة.
من هنا، تبرز الحاجة الملحة إلى تشكيل لجنة وطنية عليا مستقلة تضم خبراء في القانون والمال والرقابة، تكون مهمتها التحقق من حجم الاستثمارات والأموال الفلسطينية المهرّبة في الخارج، وتحديد مصادرها الشرعية وغير الشرعية. هذه اللجنة يجب أن تعمل بشراكة مع المؤسسات الدولية المتخصصة في تتبع الأموال المنهوبة، لضمان الشفافية والمصداقية، بعيداً عن أي تدخل أو نفوذ سياسي.
إن فتح ملفات الفساد الكبرى لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية وأخلاقية، لأن حماية المال العام هي الركيزة الأساسية لأي مشروع وطني قائم على العدالة والمساءلة. ولا يمكن بناء دولة مؤسسات دون محاسبة كل من ثبت تورطه في الاختلاس أو الاستحواذ غير القانوني على الأملاك العامة، أياً كانت صفته أو موقعه.
فالسكوت على الفساد يساوي التواطؤ معه، وغضّ الطرف عن الأموال المهربة يعني تفريطاً في حقوق الشعب الفلسطيني وموارده. لذلك، فإن استعادة الأموال المنهوبة تمثل خطوة أولى نحو استعادة الثقة بالمؤسسات، وتأكيد أن سيادة القانون فوق الجميع، وأن زمن الإفلات من العقاب قد ولّى.
توصيات عملية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة
من أجل ترجمة الإرادة السياسية إلى فعل ملموس، لا بد من اعتماد خطة وطنية متكاملة تشمل الخطوات التالية:
1. تفعيل دور هيئة مكافحة الفساد ومنحها صلاحيات أوسع لملاحقة قضايا الفساد المالي داخل الوطن وخارجه دون قيود سياسية.
2. التعاون مع "الإنتربول الدولي" لتتبع الأموال المهربة والأصول المسجلة بأسماء وسطاء وشركات وهمية.
3. الانضمام الفعّال إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNCAC) واستثمار بنودها الخاصة باستعادة الموجودات والأموال المنهوبة.
4. التنسيق مع "مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)" لضمان الشفافية في التحويلات المصرفية ورصد أي أنشطة مالية مشبوهة.
5. إطلاق منصة وطنية رقمية للشفافية المالية تتيح للجمهور الاطلاع على تقارير الإنفاق العام وموازنات المؤسسات الرسمية.
إن مواجهة الفساد لا تتم بالشعارات، بل بإرادة سياسية جادة وأدوات رقابية فاعلة، تُعيد الاعتبار لمفهوم العدالة وتضع حداً لثقافة الحصانة. فالأوطان لا تُبنى بالسكوت على الفساد، بل بمحاسبة الفاسدين واستعادة ما نهبوه باسم الشعب والوطن.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول السياسي في رؤية الرئيس محمود عباس: نحو إعادة بناء دول ...
- بيان الرئاسة الفلسطينية: خارطة طريق لترسيخ مؤسسات الدولة في ...
- الحمير على السطح
- -خطة ترمب المعدّلة: بين فخّ التسوية واستحقاق الوحدة الوطنية-
- خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة تتناقض مع مخرجات مؤتمر نيويورك ...
- رواية كفر مالك تحت النار: أسطورة الثبات والصمود في وجه الدخل ...
- مبادرة ترمب لوقف الحرب في غزة: هيمنة أميركية على حساب الشرعي ...
- ضحكة مرة في زمن عربي طويل
- المبادرة الأمريكية: هل هي إعادة إنتاج لاتفاق أوسلو؟
- رواية الفساد والفاسدين
- المبادرة الأمريكية بين الطموح السياسي وواقع الرفض الإسرائيلي
- حين أُكِل الثور الأبيض
- ترامب يرفض ضم الضفة في مواجهة خطاب إسرائيلي ينكر الوجود الفل ...
- رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ ...
- الإصلاح في السلطة الفلسطينية: من استحقاقات الداخل إلى متطلبا ...
- رواية: بركة الرضا
- قراءة في طرح الفريق جبريل الرجوب: الاعتراف الدولي خطوة نحو ا ...
- رواية: صمود على التلال
- المعازل التي لا تُهزم
- حكومة وحدة وطنية فلسطينية: استحقاق الاعتراف الأوروبي وترتيب ...


المزيد.....




- فوق بركان نشط.. مصرية تخوض مغامرة تحبس الأنفاس بآيسلندا
- أبرز إطلالات المشاهير في عرض إيلي صعب الباريسي
- استقالة رئيس الوزراء الفرنسي بعد ساعات من إعلان تشكيل حكومته ...
- تحدث عن مبادرة ترامب في غزة و-طمأن- المصريين بشأن الجيش.. أب ...
- ماذا ينتظر فرنسا بعد تقديم رئيس وزرائها الجديد لوكورنو استقا ...
- الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في الأوسكار
- رحلة ثقافية في فرنسا بين الفن والذاكرة والتنوع الثقافي
- السلطات السورية الجديدة تشكّل أول برلمان بعد سقوط الأسد وسط ...
- ناشونال إنترست: الخوف يدب في أوروبا جراء مسيرات يعتقد أنها ر ...
- ما حقيقة تفجير مركز شرطة في أغادير وانشقاق ألوية من الجيش ال ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي ابوحبله - الفساد بين الحواضن والحسابات الخارجية: نحو لجنة وطنية لاستعادة الأموال المنهوبة