أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - ترامب يرفض ضم الضفة في مواجهة خطاب إسرائيلي ينكر الوجود الفلسطيني














المزيد.....

ترامب يرفض ضم الضفة في مواجهة خطاب إسرائيلي ينكر الوجود الفلسطيني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 14:28
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة –
التغريدة العبرية الصادرة عن أحد الحسابات المرتبطة بالتيار الديني القومي في إسرائيل والتي تنكر وجود أمة فلسطينية وتؤكد أن ما تسميه إسرائيل "يهودا والسامرة" أرض إسرائيلية خالصة، ليست مجرد طرح أيديولوجي هامشي بل تعبير عن رؤية متجذرة في خطاب اليمين الأصولي الاستيطاني. هذا الخطاب الذي يتبناه مجلس المستوطنات ويجد له دعماً سياسياً في أوساط الائتلاف الحاكم يسعى إلى إحلال المرجعية التوراتية محل القانون الدولي بهدف شرعنة الاحتلال وإلغاء الوجود الفلسطيني من الوعي الجمعي.
في مواجهة هذا الخطاب، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أكد فيها رفضه لضم الضفة الغربية وتشديده على أن الضم لن يحدث مع إشارته إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى. تصريحات ترامب لم تأت من فراغ وإنما تعكس ضغوطاً عربية ودولية متزايدة على واشنطن، كما تكشف عن إدراك أميركي متأخر بأن أي خطوة إسرائيلية نحو الضم ستقود إلى انفجار إقليمي واسع وتضع الولايات المتحدة في مواجهة مع المجتمع الدولي الذي لا يزال متمسكاً بقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر الضفة الغربية أرضاً محتلة منذ عام 1967.
ردة الفعل الإسرائيلية على الموقف الأميركي كانت متشددة، حيث سارع مجلس المستوطنات إلى وصف تصريحات ترامب بأنها خضوع للابتزاز الدولي وأكد مواصلته سياسة التوسع الاستيطاني بمعزل عن أي اعتراض خارجي. كما صعّد وزراء وأعضاء كنيست من أحزاب الصهيونية الدينية والليكود من خطابهم الرافض لأي تراجع عن مشروع الضم، معتبرين أن الضفة تمثل جوهر المشروع الصهيوني ولا يمكن التفريط بها. هذا الانقسام بين الموقف الأميركي والإسرائيلي يعكس معركة أعمق تتجاوز مسألة الضم إلى طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب وإلى قدرة نتنياهو على مواجهة الضغوط الأميركية من دون أن يخسر دعم قاعدته اليمينية المتطرفة.
القانون الدولي واضح في هذه المسألة، فالضم يعد انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن، ولا يمكن لأي لغة توراتية أو خطاب إنكاري أن يغير من الوضع القانوني للضفة الغربية باعتبارها أرضاً محتلة. ما تقوم به إسرائيل على الأرض من توسع استيطاني وتهجير قسري وتغيير أسماء المواقع الجغرافية يمثل ضماً بحكم الأمر الواقع وهو ما يوازي في خطورته أي إعلان رسمي. هذه السياسات تأتي في سياق الحرب المفتوحة على غزة التي خلفت أكثر من خمسة وستين ألف شهيد ومئة وسبعة وستين ألف مصاب إلى جانب مئات الضحايا بسبب الحصار والتجويع، وهو ما يعكس مشروعاً متكاملاً لتصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء القوة والإنكار.
في الولايات المتحدة نفسها تواجه إدارة ترامب ضغوطاً متزايدة من الرأي العام ومن تيارات سياسية وحقوقية تطالب بوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل. الاحتجاجات الطلابية والجامعية، والحملات التي تقودها منظمات حقوقية، تضع الإدارة الأميركية أمام اختبار صعب بين التمسك بالتحالف التقليدي مع إسرائيل وبين الحفاظ على صورة أميركا في العالم كدولة تدعي الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان. هذا التناقض يمنح الفلسطينيين والعرب فرصة لفتح ثغرة في جدار الانحياز الأميركي إذا ما أحسنوا استثمار التباين القائم بين واشنطن وتل أبيب.
السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان ترامب قادراً على ممارسة ضغوط فعلية على نتنياهو للقبول بخطة توقف الحرب وتمنع الضم وتعيد إطلاق مسار التسوية على قاعدة قرارات الشرعية الدولية. الإجابة تعتمد على توازن القوى داخل إسرائيل وعلى مدى استعداد واشنطن لاستخدام أدوات ضغط ملموسة مثل ربط المساعدات العسكرية بالتزامات سياسية، كما تعتمد على قدرة الفلسطينيين والعرب على استثمار هذا الموقف لتفعيل التحرك القانوني والدبلوماسي، وعلى مواقف القوى الدولية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين التي باتت أكثر وضوحاً في رفض سياسات الضم والاستيطان.
الخلاصة أن القضية الفلسطينية اليوم أمام مفترق طرق. فإسرائيل تمارس ضماً تدريجياً عبر سياسات الأمر الواقع، واليمين الأصولي يضغط لتكريس هذه السياسات بلغة توراتية تنكر الوجود الفلسطيني، فيما يحاول ترامب أن يمنع الانفجار عبر رفض الضم والسعي لوقف الحرب على غزة. غير أن الموقف الأميركي سيبقى بلا قيمة ما لم يُترجم إلى خطوات عملية تجبر إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. معركة الوجود الفلسطيني ليست فقط على الأرض بل هي أيضاً معركة الرواية واللغة، وإذا لم يتمكن الفلسطينيون والعرب من تحويل الرفض الأميركي للضم إلى إنجاز سياسي ودبلوماسي فإن إسرائيل ستواصل فرض وقائع جديدة تضع مستقبل القضية الفلسطينية برمته على حافة التصفية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية قصيرة تربوية وتحفيزية تحت عنوان المسؤولية أمانة — حافظ ...
- الإصلاح في السلطة الفلسطينية: من استحقاقات الداخل إلى متطلبا ...
- رواية: بركة الرضا
- قراءة في طرح الفريق جبريل الرجوب: الاعتراف الدولي خطوة نحو ا ...
- رواية: صمود على التلال
- المعازل التي لا تُهزم
- حكومة وحدة وطنية فلسطينية: استحقاق الاعتراف الأوروبي وترتيب ...
- محور عربي–إسلامي يربك الحسابات الإسرائيلية: الاعتراف بفلسطين ...
- الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف
- السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...


المزيد.....




- واجهتها بمركبة مدرعة.. شاهد مطاردة الشرطة الأمريكية لشاحنة م ...
- فوضى أثناء إطلاق نار داخل مركز إدارة الهجرة والجمارك.. وفيدي ...
- قطر.. القبض على مطلوب لكندا بموجب -نشرة حمراء- من الإنتربول ...
- بعد تفعيل آلية الزناد الممهّد للعقوبات.. إيران تستدعي سفراءه ...
- غزو الجرذان: لماذا تجتاح القوارض مدننا؟
- حزب الله بعد عام على مقتل نصر الله: أزمة الهيبة وغياب الردع ...
- الكتابة على الهوامش: معيار للتركيز أم دليل على سهو القارئ؟
- الدانمارك: رصد مسيّرتين مجهولتين فوق أكبر قاعدة عسكرية
- الاعتراف بدولة فلسطين -انتحار- لإسرائيل حسب نتانياهو
- هل وُلدت خطة ترامب بخصوص غزة ميتة؟


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - ترامب يرفض ضم الضفة في مواجهة خطاب إسرائيلي ينكر الوجود الفلسطيني