أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية: صمود على التلال














المزيد.....

رواية: صمود على التلال


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 14:57
المحور: قضايا ثقافية
    


بقلم المحامي علي ابوحبله
الفصل الأول: فجر الأرض
في قرية "الضياء"، حيث تتعانق التلال مع أشجار الزيتون العتيقة، كان الفجر ينساب بين البيوت الحجرية، ويعكس بريقًا خجولًا على الحقول المروية بالندى. آدم أبو نوار، شاب في ربيع عمره، كان يتفقد كروم الزيتون التي ورثها عن أبيه وجده، يشعر بثقل المسؤولية.
فجأة، اخترق الصمت أصوات صياح عالية، ودراجات نارية ترتطم بالحجارة، لتعلن عن اقتراب الدخلاء.
مريم حسن، أم لأربعة أطفال، شعرت بقشعريرة تتسلل إلى قلبها وهي تحمي صغارها.
مريم: "آدم… أسرع! الأطفال في البيت!"
آدم: "لن أتركهم… لن يسمحوا لنا بالخوف!"
على التلال، ظهر شبيبة التلال، أداة العنف والجبروت، يقتحمون الحقول، يحرقون محاصيل القمح والزيتون، ويسرقون الأغنام، محاولة زرع الرعب في نفوس السكان.
الفصل الثاني: ليلة النار
ليلة مظلمة، والقرية نائمة، اقتحم الدخلاء بيت عائلة "حسن" وهم نيام. ألسنة اللهب التهمت الغرف بسرعة، وأشعلت رعبًا لا يوصف.
مريم صرخت بحسرة، محاولة حماية أطفالها، لكنها واجهت العجز أمام اللهيب والظلام. الأبناء الأربعة ووالدتها لم ينجوا إلا بمعجزة، لكن أثر الحادث ظل محفورًا في ذاكرة القرية.
في صباح اليوم التالي، وقفت القرية أمام رماد المنزل المشتعل، والألم والغضب امتزجا في النفوس. هذا الهجوم أصبح رمزًا لعنف الدخلاء، ومحاولة لإخضاع الأهالي نفسيًا.
الفصل الثالث: الفتى المحترق
بينما كان آدم أبو نوار يجمع الزيتون في المزرعة، وصلته أخبار محزنة عن حادث آخر: الفتى يوسف الزهري، في ربيع عمره، تعرض لمحاولة حرق أثناء نومه في بيت جده. تم إنقاذه، لكن آثار الحروق والصدمة النفسية ظلت عميقة، لتكون شاهدة على جبروت المعتدين.
الشيخ سامي أبو الفهد، أكبر شيوخ القرية، خاطب الأهالي بحزم:
"كل اعتداء على أرضنا أو أبنائنا درس لنا… لن نخضع ولن نسمح للخوف بأن يسيطر."
الفصل الرابع: صمود اليوميات
رغم المآسي، لم يستسلم أهل الضياء. النساء يزرعن الحدائق خلف البيوت، الشباب يحرسون الحقول، والأطفال يتعلمون حب الأرض والتمسك بالهوية.
آدم: "كل شجرة زيتون نحميها، وكل حقل نحافظ عليه، هو مقاومة صامدة."
مريم: "سنعلم أطفالنا الصمود، لن يسمحوا لأحد بسرقة أرضنا أو أرواحنا."
القرية أصبحت مثالًا حيًا للتلاحم والتعاون، رمزًا للصمود اليومي الذي يرفض الانكسار أمام العنف والتهديد.
الفصل الخامس: إرادة لا تُقهر
مع مرور الأيام، أصبح واضحًا أن الدخلاء لم يستطيعوا كسر الإرادة الفلسطينية. كل هجوم وكل محاولة إرهاب زادت أهل القرية تمسكًا بحقوقهم.
الحقول المحروقة، الأشجار المثمرة، والبيوت المهددة، كانت شاهدة على التضحيات اليومية. كل حادثة عنف لم تُضعف الإرادة، بل زادتها قوة، وأثبتت أن الصمود هو أقوى سلاح ضد الظلم والجبروت.
الشيخ سامي: "الأرض تحمل في جذورها إرادة الشعوب… ولن تُمحى مهما اشتدت النيران."
الفصل السادس: بين الرماد والأمل
مع كل صباح جديد، وبين أصوات الصراخ واللهب، يولد الأمل من رحم الألم. الأرض، بشموخ تلالها، وأشجارها العتيقة، وحقولها الممتدة، تذكّر الجميع بأن الصمود هو الطريق الوحيد للحفاظ على الهوية والحق.
آدم: "لن تزرعوا فينا الخوف… لن تتجاوزوا إرادتنا."
مريم: "سنبني من الرماد، وسنزرع من جديد… فهذه الأرض لنا، وسنحميها مهما كلفنا الثمن."
القرية تحت صمت التلال، رغم كل ما حدث، ظلت حية، ممتدة بين الماضي والحاضر، شاهدة على أن الإرادة والصمود الفلسطيني هما روح الأرض وهويتها.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعازل التي لا تُهزم
- حكومة وحدة وطنية فلسطينية: استحقاق الاعتراف الأوروبي وترتيب ...
- محور عربي–إسلامي يربك الحسابات الإسرائيلية: الاعتراف بفلسطين ...
- الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف
- السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...
- قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيج ...
- عملية القدس بين الحسابات الضيقة وخيار السلام الفلسطيني
- غزة بين النزوح القسري وصمت العالم
- الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني ...
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية


المزيد.....




- أول تعليق -رسمي- من إسرائيل بشأن المفاوضات مع سوريا
- موقع أكسيوس ينشر أجزاء من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، فما ...
- -لم يبق سوى بضع ساعات-... ماكرون يؤكد لبزشكيان أن الاتفاق بش ...
- بعد اللقاء مع ترامب.. بيان عربي-إسلامي يدعو لوقف الحرب وويتك ...
- روبيو ولافروف وجهاً لوجه في نيويورك: دعوة أمريكية للتسوية مق ...
- تقرير: تصريحات ترامب المتفائلة تخفي شكوكًا حول مستقبل الدور ...
- نتنياهو يندد بالاعترافات الغربية بدولة فلسطين
- في خطابه أمام الجمعية العامة.. الذكاء الاصطناعي الخصم الثاني ...
- موقع هيومانتيريان: تخفيض المساعدات الأميركية يعيق استجابة أف ...
- هجوم ليلي على أسطول الصمود وإصرار النشطاء على الوصول إلى غزة ...


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - رواية: صمود على التلال