أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني للتسويات السابقة














المزيد.....

الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني للتسويات السابقة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 00:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المحامي علي ابوحبله
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس دولة الإمارات وولي العهد السعودي اتفقا خلال لقائهما الأخير على أن أي خطوة إسرائيلية لضم أراضٍ من الضفة الغربية ستضع اتفاقيات أبراهام على المحك، وأن خيار الانسحاب منها سيكون مطروحاً، فيما أكدت الرياض أن الضم سيقضي نهائياً على أي احتمال للتطبيع بينها وبين إسرائيل. هذا الموقف لا يمكن فصله عن السياق التاريخي لاتفاقيات السلام السابقة، ولا عن الإرث السياسي الذي خلفته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب التي رعت اتفاقيات أبراهام وروّجت لها باعتبارها إنجازها الأبرز في الشرق الأوسط.
لقد شكّلت اتفاقيات أبراهام بالنسبة لإدارة ترمب ركيزة لإعادة صياغة التحالفات الإقليمية، حيث صيغت في إطار مشروع دمج إسرائيل في المنطقة وتجاوز مركزية القضية الفلسطينية، عبر مقاربة "السلام مقابل المصالح" بدل "الأرض مقابل السلام". لكن الموقف السعودي ـ الإماراتي الأخير يعيد تسليط الضوء على المعادلة القانونية والسياسية التي حكمت كل مسارات التسوية السابقة، وفي مقدمتها اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة وادي عربة، والتي نصّت بوضوح على أن الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 هي أراضٍ محتلة لا يجوز ضمها أو إحداث أي تغيير ديموغرافي أو جغرافي فيها. ففي اتفاقية كامب ديفيد (1978) نصّ الإطار الخاص بالضفة الغربية وغزة على أن "يتعين أن يعترف الفلسطينيون بحقوقهم المشروعة، وأن يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، وأن يتم التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338"¹، وهي قرارات أكدت مبدأ "عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة". أما معاهدة وادي عربة (1994) بين الأردن وإسرائيل فقد نصّت في ديباجتها على "الالتزام بقراري مجلس الأمن 242 و338 كأساس للسلام العادل والدائم"²، وهو ما يعني الإقرار بأن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية أراضٍ محتلة، لا يجوز لإسرائيل تغيير وضعها القانوني.
هذه المرجعيات تلاقت مع قرارات مجلس الأمن اللاحقة، وأبرزها القرار 2334 (2016) الذي أكد أن "إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية، ويشكل انتهاكاً صارخاً بموجب القانون الدولي، وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين"³. كما كرر القرار "الدعوة إلى أن توقف إسرائيل فوراً وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة". هذه النصوص القانونية تمثل أساساً صلباً لا يمكن تجاوزه أو إعادة تفسيره، وكل محاولات فرض الضم أو التغيير الديموغرافي تبقى خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولاتفاقيات السلام نفسها.
من هنا، فإن الموقف السعودي ـ الإماراتي يحمل أكثر من رسالة: أولها أن التطبيع ليس مكافأة مجانية لإسرائيل، بل مشروط بالالتزام بالمرجعيات الدولية. ثانيها أن أي ضم إسرائيلي يعني نسفاً للأساس القانوني والسياسي الذي قامت عليه كامب ديفيد ووادي عربة، بما يضع إسرائيل أمام عزلة إقليمية حتى مع الدول التي وقعت معها اتفاقيات سلام أو تطبيع. ثالثها أن الولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام اختبار صعب؛ فبينما شكّلت اتفاقيات أبراهام إرثاً لإدارة ترمب، فإن إصرار إسرائيل على الضم يهدد بتحويل هذا الإرث إلى عبء على واشنطن، إذ يضعها بين خيار الضغط على إسرائيل أو مواجهة انهيار الركيزة الأساسية لاستراتيجيتها الإقليمية.
إن التفاهم السعودي ـ الإماراتي الأخير يعيد التذكير بأن كل المسارات التاريخية للتسوية، من كامب ديفيد إلى وادي عربة وصولاً إلى قرارات مجلس الأمن، أقامت بنيانها على حقيقة واحدة: أن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 تبقى أراضٍ محتلة، ولا يجوز لإسرائيل إجراء أي تغيير جغرافي أو ديموغرافي فيها. أي محاولة لتجاوز هذه الحقيقة لن تقود إلا إلى تعميق الصراع وإلى انهيار المسارات السياسية التي سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى ترسيخها. إسرائيل اليوم أمام خيار مصيري: إما أن تحافظ على ما تحقق لها من مكاسب سياسية عبر التطبيع والاندماج الإقليمي، أو أن تستسلم لشهوة الضم والتوسع بما يقود إلى خسارة استراتيجيتها الأعمق ويضع اتفاقيات أبراهام ومعها الإرث السياسي لإدارة ترمب أمام الانهيار.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية
- التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...
- لماذا يجب على العالم تشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة
- مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات ...
- ماذا يدور في الغرف المغلقة؟
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...


المزيد.....




- حماس تعلق على المقترح الأمريكي الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار ...
- ظروف لجوء قاسية بتشاد يعانيها سودانيون فارون من دارفور
- صحف عالمية: الاعتراف بدولة فلسطينية رمزي وكاتس أضر بإسرائيل ...
- حماس تلقت أفكارا عبر الوسطاء من الطرف الأميركي وجاهزة للتفاو ...
- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذارا أخيرا ...
- محللون: المقترح الأميركي فضفاض ويضع حماس بموقف لا تُحسد عليه ...
- معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدة محاور في كر ...
- هجوم روسي واسع على كييف تضمن استهداف مبنى الحكومة
- مظاهرة في بروكسل تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
- مئات التونسيين يستقبلون -أسطول الصمود- بميناء سيدي بوسعيد


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني للتسويات السابقة