أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات على الأرض














المزيد.....

مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات على الأرض


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحليل استراتيجي للرسائل والمغيّب في ظل تصاعد التحديات
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
جاءت مقابلة الرئيس محمود عباس مع قناتي "العربية" و"الحدث" في مرحلة بالغة التعقيد، تتميز باستمرار الحرب على غزة وتصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس. حيث قدم الرئيس خلال المقابلة رسائل واضحة، لكنها تركت أسئلة استراتيجية حول القضايا التي لم تُطرح، والتي تشكل جوهر المشروع الوطني الفلسطيني.
أولاً: الرسائل الأساسية في المقابلة
ركز الرئيس عباس في حديثه على أربعة محاور رئيسية:
1. التمسك بالتمثيل الشرعي: التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، واستعداد السلطة لإدارة غزة بشراكة عربية أو دولية، في إطار استباق السيناريوهات المحتملة لما بعد الحرب أو ما بات يعرف باليوم التالي للحرب
2. المنهجية السياسية: التمسك بالمقاومة الشعبية السلمية ورفض خيار الحرب الشاملة، وهو موقف يتسق مع الاستراتيجية الدبلوماسية التي تتبناها القيادة الفلسطينية.
3. الدعم الإقليمي: الإشادة بمواقف الدول العربية وخاصة مصر والأردن والسعودية في رفض التهجير ودعم الحقوق الفلسطينية، في محاولة لإبراز عمق إقليمي يعزز الموقف التفاوضي.
4. الدولية والقانون الدولي: التوجه نحو الأمم المتحدة للمطالبة بعضوية كاملة، مع التذكير بعدم تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، في إطار استراتيجية الاعتماد على الأدوات القانونية والدولية.
ثانياً: القضايا الاستراتيجية غير المطروحة
على الرغم من أهمية المحاور التي تم تناولها، فإن غياب مناقشة قضايا حاسمة يثير تساؤلات حول اكتمال الرؤية الاستراتيجية في التعامل مع التحديات الراهنة. ومن أبرز هذه القضايا:
1. الاستيطان والضم: لم يتم التطرق إلى استمرار التوسع الاستيطاني في مناطق مصنفة (A1)، وعودة المستوطنين إلى مواقع تم إخلاؤها سابقاً، وانتشار البؤر الاستيطانية غير القانونية، والشروع بعملية الضم وفرض سياسة الأمر الواقع والتي تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
2. القدس والمسجد الأقصى: غاب الحديث عن سياسات التهويد ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى، والتي تمثل خطاً أحمر في الصراع وتؤثر على الموقف الديني والسياسي بشكل عام.
3. الأزمة المالية والاقتصادية: لم تُناقش أزمة تمويل السلطة نتيجة حجب Iاسرائيل للعوائد الضريبية، وتأثير ذلك على استقرار المؤسسات وقدرتها على تقديم الخدمات، مما يهدد الاستقرار الداخلي.
4. الانتقال من السلطة إلى الدولة: لم يُطرح تصور واضح للانتقال من كيان سلطة مرتبط باتفاقيات أوسلو إلى دولة مستقلة الظروف الحالية التي تشهد انهياراً تدريجياً لهذه الاتفاقيات.
5. الحوار الوطني والمصالحة: لم يتم التطرق إلى خطوات عملية لإعادة الحوار الوطني أو تحقيق مصالحة داخلية، على الرغم من أن الوحدة الفلسطينية تعتبر عاملاً حاسماً في أي استراتيجية مستقبلية.
ثالثاً: السياق الإقليمي والدولي
تتميز المرحلة الحالية بعدة تحولات إقليمية ودولية، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كما أن الموقف الأمريكي والأوروبي لا يزال متأرجحاً بين الدعم الإسرائيلي والدعوة لحل الدولتين. في هذا الإطار، يبدو الخطاب الفلسطيني بحاجة إلى مزيد من التكيف مع المتغيرات، خاصة فيما يتعلق بالدعم الدولي والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والضم.
رابعاً: التوجهات المستقبلية المحتملة
من المتوقع أن يركز الخطاب الفلسطيني في الأمم المتحدة على:
• المطالبة بعضوية كاملة للدولة الفلسطينية.
• تسليط الضوء على انتهاكات اسرائيل للقانون الدولي.
• الدعوة إلى آليات دولية لتنفيذ القرارات ذات الصلة.
ومع ذلك، فإن فعالية هذا الخطاب ستكون محدودة إذا لم يقترن بخطوات عملية على الأرض، بما في ذلك:
• تعزيز الوحدة الوطنية وإشراك جميع القوى والفصائل في صياغة الاستراتيجية.
تطوير آليات قانونية ودولية لمحاسبة اسرائيل على الاستيطان والضم.
بناء تحالفات إقليمية ودولية تدعم بشكل فعلي قيام الدولة الفلسطينية.
مقابلة الرئيس محمود @عباس مثلت تأكيداً على الثوابت الوطنية والدبلوماسية الفلسطينية، لكنها أظهرت أيضاً حاجة ملحة إلى معالجة القضايا الاستراتيجية الغائبة. لا بد للقيادة الفلسطينية من تطوير خطاب متوازن يربط بين البعد الدبلوماسي والبعد العملي، ويعزز الوحدة الوطنية، ويكون قادراً على مواجهة التحديات الحالية و المستقبل الفلسطيني يتوقف على القدرة على الجمع بين الشرعية الدولية والاستراتيجية الواقعية على الأرض.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يدور في الغرف المغلقة؟
- من حرب المئة عام إلى الحروب الصليبية: دروس التاريخ ورسالة إل ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة الجمعية العامة:
- العام الدراسي بين مطرقة الأزمة المالية وسندان حقوق المعلمين: ...
- واشنطن تمنع الرئيس عباس من حضور الأمم المتحدة ؟؟؟؟
- من أزمة الرواتب إلى معركة الاعتراف بالدولة: هل يفشل الفلسطين ...
- غسيل الأموال والانتهاكات الإسرائيلية: كيف يُستغل الاقتصاد ال ...
- غزة بين المجاعة والاستهداف الممنهج... شريعة الغاب بصمت العال ...
- اقتحام رام الله: أهداف استراتيجية ودلالات سياسية قبل إعلان ف ...
- إلغاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتسوية في مناطق (ج): ضربة ل ...
- الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة ...
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...


المزيد.....




- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...
- حركة تحرير السودان: كيف نشأت وأين هي اليوم؟
- قمة شنغهاي تكشف -أنانية- واشنطن وإهمالها مبدأ المصلحة المشتر ...
- إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و- ...
- يوسف الكواري عضو المكتب السياسي للحزب في حوار حول “ماذا يجري ...
- شركة نستله تطرد رئيسها بسبب إخفاء علاقة غرامية مع موظفة!


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - مقابلة الرئيس محمود عباس : بين الخطاب الدبلوماسي والمتغيرات على الأرض