أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة التوحش لليمين المتطرف














المزيد.....

الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة التوحش لليمين المتطرف


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 13:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي أبو حبلة
تحولت مؤخرًا "قرارات الكابينت الأمني المصغر" في إسرائيل إلى أداة تنفيذية لتوجهات سياسية أحادية، تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية بعيدًا عن أي التزام بالقانون الدولي أو المواثيق الأممية. ففي الوقت الذي يُسوَّق فيه للكابينت كإطار لإدارة الأمن القومي، أصبح منصة لشرعنة الضم والتوسع الاستيطاني، بما يعكس توجهًا واضحًا من اليمين الإسرائيلي المتطرف لتطبيق سياسة التوحش ضد الفلسطينيين.
الكابينت وشرعنة الاستيطان
تشير القرارات الأخيرة إلى توجه ممنهج لتكريس الاستيطان وفرض واقع الاحتلال بشكل دائم، عبر:
بؤر استيطانية جديدة تخالف المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة (1949) التي تحظر نقل قوة الاحتلال لسكانها إلى الأراضي المحتلة.
توسيع المستوطنات القائمة وربطها ببنية تحتية جديدة، ما يعزل التجمعات الفلسطينية ويحد من إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الضم التدريجي لمناطق (ج)، في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن، وخصوصًا القرار 2334 (2016) الذي يؤكد عدم شرعية المستوطنات ويطالب بوقف الأنشطة الاستيطانية فورًا.
سياسة التوحش للتيار اليميني المتطرف
لا تقتصر هذه السياسات على الجانب الإداري أو السياسي، بل تحمل بعدًا أيديولوجيًا توسعيًا، يتجلى في تصريحات قادة اليمين مثل سموتريتش وبن غفير التي تدعو إلى:
تهجير الفلسطينيين قسرًا تحت ذرائع "الهجرة الطوعية".
استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، في انتهاك للمادة (3) المشتركة في اتفاقيات جنيف التي تحظر الاعتداء على السكان المدنيين.
تشريع القتل العمد وتدمير المنازل كوسائل للسيطرة والسياسة العقابية، ما يُصنف وفق ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية (1998) كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
التحذيرات الإسرائيلية من التطرف والعزل الدولي
في مواجهة هذه السياسات، صدرت تحذيرات من داخل إسرائيل من مغبة التصعيد والتطرف، ومنها:
باراك ساري، المستشار الاستراتيجي الإسرائيلي، الذي حذر من أن "إسرائيل" تواجه عزلة دولية متزايدة، مهددةً شرعيتها العالمية بسبب الحرب على غزة والخطاب المتطرف من المسؤولين.
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي نشرت مقالًا تحذر فيه من أن "الخطاب المتطرف في إسرائيل يهدد بتدمير فرص السلام ويعزل الدولة دوليًا".
أميت فارشيزكي، الكاتب الإسرائيلي، الذي أشار إلى أن "الخطاب المتطرف في إسرائيل يهدد بتدمير فرص السلام ويعزل الدولة دوليًا".
التمرد على القانون الدولي
توضح سياسات الكابينت أن إسرائيل تتبع نهجًا منظمًا للتمرد على الشرعية الدولية، عبر:
1. تجاهل قرارات الأمم المتحدة الملزمة، مثل القرار 242 (1967) و338 (1973).
2. رفض التعاون مع التحقيقات الدولية الجارية بشأن جرائم الحرب في فلسطين.
3. الاستفادة من ضعف المجتمع الدولي وازدواجية المعايير لتسريع مشاريع الضم دون عقاب فعلي.
التداعيات الاستراتيجية
الضم والتوسع الاستيطاني لا يهددان الفلسطينيين فحسب، بل يضع المنطقة أمام مخاطر استراتيجية واسعة، أبرزها:
إنهاء حل الدولتين وتقويض أي أفق سياسي للسلام.
تصعيد الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي إلى مواجهات مفتوحة.
إضعاف النظام الدولي إذا استمر التغاضي عن انتهاكات القانون الدولي.
الخلاصة
أصبحت قرارات الكابينت الإسرائيلي أداة لتكريس الاحتلال وفرض التوحش السياسي، بما يهدد حقوق الفلسطينيين ويمثل تحديًا مباشرًا للشرعية الدولية. ولا يمكن مواجهة هذه السياسة إلا عبر إرادة دولية حقيقية، تشمل فرض عقوبات على الاستيطان والضم، وتفعيل آليات المساءلة القانونية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيًا وقانونيًا.
في غياب هذه الإرادة، ستستمر إسرائيل في تحويل الواقع على الأرض وفق منطق القوة والهيمنة، مع تصعيد خطر الصراع وتهديد أي أفق سياسي للسلام.
الهوامش القانونية:
اتفاقية جنيف الرابعة (1949)، المادة 49: تحظر نقل السكان الأصليين أو المستوطنين إلى الأراضي المحتلة.
قرارات مجلس الأمن: 242 (1967)، 338 (1973)، 2334 (2016).
ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية (1998)، المواد 7 و8: جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغوغائية والتحريض الشعبوي : بين النظرية الكلاسيكية والخطاب ...
- نتنياهو و-إسرائيل الكبرى-: من خطاب النبوءة إلى مشروع التوسع… ...
- طولكرم بين محاولات إنعاش الاقتصاد واستراتيجيات الاحتلال الإس ...
- غزة تدخل المجاعة: مسؤولية المجتمع الدولي وواجب القانون
- خطاب النوايا الأوروبي: أزمة مالية متفاقمة ومصادرة القرار الس ...
- معاداة السامية بين التوظيف السياسي والمغالطات القانونية
- المجلس التأسيسي الفلسطيني والدستور المؤقت: من الشرعية الوطني ...
- تشكيل لجنة صياغة الدستور الفلسطيني بين الإطار القانوني ومتطل ...
- ✦ أهمية إعداد وصياغة دستور دولة فلسطين المستقلة وعاصم ...
- الحراك الإسرائيلي وأهميته لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى
- قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل ...
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع
- متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...


المزيد.....




- من اضطهاد إلى جوع.. 8 سنوات على فرار الروهينغا إلى بنغلاديش ...
- -صداقة بلا حدود-.. مراسل CNN يبيّن أهمية زيارة بوتين لشي جين ...
- إسرائيل ترحب بخطة لبنان لنزع سلاح حزب الله.. ماذا قالت؟
- المولد النبوي: كيف تختلف طريقة الاحتفال به حول العالم؟
- - لماذا يحق لسوريا في عهد الشرع التواصل مع إسرائيل؟- – عرض ا ...
- لبنان: إسرائيل تدخل على الخط وتقايض تقليص وجودها العسكري في ...
- وحدة سرية للجيش الإسرائيلي تجمع معلومات عن الصحفيين في غزة و ...
- مكتب نتنياهو: مستعدون للانسحاب من جنوب لبنان إذا نزع حزب ال ...
- نقص التروية يسرع نمو الأورام
- 5 منهم يعملون بالجزيرة.. إسرائيل تغتال 12 صحفيا بغزة في أسبو ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الكابينت الإسرائيلي والضم: تمرد على القوانين الدولية وسياسة التوحش لليمين المتطرف