أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل لموازين القوى؟














المزيد.....

قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل لموازين القوى؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 15:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بقلم المحامي علي ابوحبله
جاءت قمة ترامب – بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس/آب 2025 كحدث استثنائي، ليس فقط لكونها أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ سنوات، بل لأنها وقعت في لحظةٍ فارقة يشهد فيها النظام الدولي تصدعاتٍ عميقة: حرب مستمرة في أوكرانيا، اضطراب جبهات الشرق الأوسط بين إيران ولبنان وسوريا، وحرب مدمرة على غزة تهدد بتغيير معادلات الصراع العربي – الإسرائيلي. ورغم الحفاوة البروتوكولية التي رافقت اللقاء، فإن حصيلته الفعلية لم تتجاوز حدود الاستعراض السياسي والإعلامي، دون نتائج عملية ملموسة.
البعد الأوروبي – الأوكراني
بالنسبة لأوكرانيا، كان الغائب الأكبر عن القمة هو الرئيس زيلينسكي، ما أضعف منطق الوساطة وحوّل المفاوضات إلى حوار ثنائي بين واشنطن وموسكو يتجاهل الطرف المباشر في الصراع.
بوتين خرج بصورة المنتصر المعنوي، إذ أعاد تثبيت نفسه لاعباً لا يمكن تجاهله رغم العقوبات ومحاولات عزله.
ترامب، من جانبه، لم يحقق اختراقاً في ملف وقف إطلاق النار، بل اكتفى بالحديث عن "تقدّم غير مكتمل"، ما يعكس إدراكه لصعوبة فرض تسوية على روسيا التي باتت تمسك بمفاتيح الميدان.
هذه الرسالة حملت صدى مقلقاً في أوروبا، التي ترى في استمرار الحرب نزيفاً استراتيجياً يهدد أمنها الطاقي والعسكري.
البعد الإيراني – السوري – اللبناني
القمة لم تنفصل عن حسابات الشرق الأوسط.
إيران قرأت اللقاء كإشارة إلى أن واشنطن باتت تميل إلى "إدارة" الصراع بدلاً من "حسمه"، ما قد يمنحها هامش مناورة أوسع في دعم حلفائها في المنطقة.
في سوريا، استمرار الغموض الأميركي إزاء مستقبل الوجود العسكري يفتح الباب أمام موسكو لتعزيز نفوذها، ويمنح النظام السوري جرعة دعم معنوي، خاصة مع شعور طهران بأنها ليست وحدها في مواجهة الضغوط الغربية.
أما في لبنان، فالمعادلة معقدة: حزب الله يراقب تطورات القمة باعتبارها مؤشراً على ميزان القوى الإقليمي، ويستشعر أن أي "صفقة كبرى" بين واشنطن وموسكو ستنعكس مباشرة على خطوط الاشتباك جنوب لبنان.
البعد الفلسطيني – الحرب على غزة
الحرب على غزة كانت الخلفية الصامتة للقمة.
موسكو حاولت إظهار نفسها كمدافع عن "الشرعية الدولية" وحق الشعوب في تقرير مصيرها، في مقابل الانحياز الأميركي التقليدي لإسرائيل.
ترامب، الساعي لإعادة بناء صورته كـ"رجل الصفقات"، لم يطرح أي رؤية واضحة لوقف المأساة الإنسانية في غزة، مكتفياً بالتركيز على الملف الأوكراني.
النتيجة أن الفلسطينيين خرجوا من القمة دون أي مكسب سياسي، فيما عززت إسرائيل شعورها بأن أولويات واشنطن لا تزال تصب في إطار دعمها الاستراتيجي دون ضغوط حقيقية.
انعكاسات استراتيجية
القمة حملت ثلاث دلالات رئيسية:
1. بوتين ربح زمنياً ورمزياً: استطاع تثبيت مكانته كشريك لا غنى عنه، وكسب مساحة إضافية في أوكرانيا والشرق الأوسط.
2. ترامب ربح إعلامياً وخسر عملياً: قدم مشهداً دبلوماسياً ضخماً، لكن دون نتائج ملموسة، ما قد يضعف صدقيته كوسيط دولي.
3. الشرق الأوسط في عين العاصفة: استمرار الحروب في غزة وسوريا واحتمال توسع الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، كلها ملفات تستفيد موسكو من إبقائها مفتوحة كورقة ضغط على واشنطن.
خاتمة
إن قمة ألاسكا لم تُنهِ حرباً ولم تُطلق مسار سلام، لكنها جسّدت التحوّل في طبيعة النظام الدولي: من سعي لتسويات كبرى إلى إدارة صراعات مفتوحة. وبقدر ما خرج بوتين بمكاسب رمزية، خرج الشرق الأوسط – من غزة إلى بيروت ودمشق وطهران – بخسارة مضاعفة، إذ بقي رهينة لعبة الأمم بين واشنطن وموسكو. إن أخطر ما في القمة أنها قد تعيد إنتاج معادلة "الهدوء مقابل الوقت"، حيث يربح الكبار على الطاولة بينما تستمر الحروب والنزاعات على الأرض.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحق يحتاج إلى قوة-: مشروع E1 وتصفية حل الدولتين
- تصاعد الضغوط الأوروبية على إسرائيل: احتجاجات داخلية ومطالبات ...
- تصريحات وزيرة الخارجية الفلسطينية بين ثوابت الموقف الوطني وو ...
- تعيين حاكم لقطاع غزة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية: قرا ...
- غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
- منظمة التحرير الفلسطينية: نحو إصلاح شامل وتجديد الشرعيات على ...
- إلى حكومة نتنياهو وائتلاف اليمين المتطرف: عودوا إلى التاريخ ...
- عن -النصر المطلق-: إسرائيل بين أزمة القيادة واستنزاف الواقع
- متطلبات الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...
- خطة احتلال غزة في ظل إدارة ترامب: الأبعاد، التداعيات، وخطر ا ...
- -إسرائيل الكبرى-... مشروع استيطاني توسعي يهدد دول الجوار تحت ...
- بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات والمخاطر ...
- زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي لمستوطنة -أريئيل-: شرعنة للا ...
- المؤتمر الثامن لحركة فتح: بوابة العبور للوحدة وتوحيد الصفوف ...
- -بالروح بالدم نفديك يا غزة-... بين رمزية التظاهر وتغييب الحق ...
- 3 آب – يوم وطني وعالمي لنصرة غزة والأسرى: دعوة للعدالة وحماي ...
- رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس محمود عباس
- إعلان نيويورك: هندسة أمنية جديدة أم شرعنة للاحتلال؟
- المشاركة الفلسطينية في قمة حركات التحرر – تثبيت للهوية النضا ...
- الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين: خطوة رمزية لا تكتمل دون خطة ...


المزيد.....




- -أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب ...
- شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
- ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و ...
- دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف ...
- الآلاف في شوارع مكسيكو سيتي دعما لغزة ومطالبات بقطع العلاقات ...
- ما خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة إذا اجتاح غزة؟
- تضامن دولي رفضا لتجويع غزة ومغردون: نعيش في عالم بلا ضمير
- اضطرابات ترامب ومصير بوتين.. ادعاءات مثيرة رافقت قمة ألاسكا ...
- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي ابوحبله - قمة ترامب – بوتين في ألاسكا: استعراض دبلوماسي أم إعادة تشكيل لموازين القوى؟