أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين: خطوة رمزية لا تكتمل دون خطة إلزامية لإنهاء الاحتلال














المزيد.....

الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين: خطوة رمزية لا تكتمل دون خطة إلزامية لإنهاء الاحتلال


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 13:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تتوالى مؤخرًا الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، مع إعلان كل من إيرلندا وإسبانيا والنرويج، ووجود إشارات واضحة من بريطانيا – أحد أبرز حلفاء إسرائيل تاريخيًا – إلى نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في المستقبل القريب. هذه التحركات تعكس تحولا متناميا في المزاج السياسي الغربي، لكنها تظل، حتى اللحظة، خطوات رمزية لا تكتمل فعاليتها ما لم تُترجم إلى خطة سياسية شاملة وملزمة تُنهي الاحتلال وتعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية.
اعتراف لا يُسقط المسؤولية
مهما بلغت هذه الاعترافات من أهمية، فإنها لا تُعفي حكومات الدول الغربية، بما فيها تلك التي اعترفت أو ستعترف قريبًا بدولة فلسطين، من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية عمّا يجري في قطاع غزة، ولا سيما جريمة التجويع الممنهج، والحصار الخانق المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم سياسيا وعسكريا من قبل الولايات المتحدة وأغلب دول الاتحاد الأوروبي.
فهذه الدول، بحكم التزاماتها بالقانون الدولي الإنساني، مطالبة ليس فقط بإدانة الانتهاكات، بل بوقف كافة أشكال الدعم غير المباشر للاحتلال، وبتوظيف أدواتها الدبلوماسية والقانونية لمنع استمرار جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين.
الضفة والقدس في قلب المعركة السياسية
التركيز على غزة لا يجب أن يُخفي الواقع المتفجر في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث تتسارع مشاريع الضم والاستيطان، وتتصاعد اعتداءات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال. إن أي اعتراف أوروبي بدولة فلسطين يفقد جوهره السياسي إن لم يشمل رفضاً صريحًا لمخططات الضم، ويطالب بحماية وحدة الأرض الفلسطينية من التفتت والانقسام الجغرافي الذي تسعى له إسرائيل.
وفي هذا السياق، من الضروري أن يترافق الاعتراف السياسي مع موقف أوروبي رسمي واضح يحذر إسرائيل من الاستمرار في سياسات المصادرة والاستيطان، ويضعها أمام مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2334.
اليوم التالي للحرب: ضرورة خطة سياسية كاملة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وغياب أفق سياسي حقيقي، يجب أن يُنظر للاعتراف الأوروبي بفلسطين كجزء من خطة شاملة لليوم التالي للحرب، تقوم على المحاور التالية:
1. الحفاظ على الوحدة الجغرافية الفلسطينية: الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ككيان سياسي واحد غير قابل للتقسيم، ورفض أية مشاريع تعزز الانفصال أو الحكم الذاتي المجتزأ.
2. وقف الاستيطان فورًا: من خلال عقوبات أوروبية واضحة على الشركات العاملة في المستوطنات، وفرض حظر على منتجاتها، تنفيذا للقرارات الأممية والقانون الدولي.
3. دعم مؤتمر نيويورك الدولي الذي دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة وتدعمه السعوديه وفرنسا ومنظمة التحرير الفلسطينية، ليكون منصة دولية لدعم الحقوق الفلسطينية، وإقرار خطة دولية بتوافق أممي لإنهاء الاحتلال.
4. ترجمة الاعتراف إلى قرار في مجلس الأمن: الاعتراف الأوروبي يجب أن يُستكمل بطرح مشروع قرار في مجلس الأمن يقر:
الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس.
حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
وضع سقف زمني ملزم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إطلاق مفاوضات نهائية تستند إلى مرجعيات القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وحق عودة اللاجئين
5. خطة اقتصادية عاجلة لإعادة إعمار غزة، وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية، كجزء من دعم سيادة الدولة الفلسطينية وتمكينها.
6. وقف التهجير القسري والطوعي: من خلال مراقبة دولية، وتوثيق انتهاكات الاحتلال، ومنع محاولات تغيير التركيبة السكانية، لا سيما في القدس ومناطق "ج".
7. حماية الفلسطينيين من المستوطنين وجيش الاحتلال: بتوفير مراقبة دولية فاعلة على الأرض، وفقًا لقرار الجمعية العامة "الوضع في فلسطين"، وتفعيل آليات الحماية الدولية.
المسؤولية المشتركة: نحو نظام دولي لا يُكافئ المحتل
إن استمرار الاحتلال لعقود، والدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل، كشف هشاشة النظام الدولي، وعجزه عن حماية المبادئ التي أُسس عليها، وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة. وآن الأوان لتغيير هذه المعادلة عبر موقف أوروبي موحد وجريء، لا يكتفي بالتنديد، بل يفرض الحلول، ويُلزم إسرائيل بالانسحاب والتوقف عن جرائمها.
إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يجب أن يكون تعبيرًا عن شعور بالذنب أو توازنًا أخلاقيًا، بل بداية فعلية نحو تفكيك منظومة الاحتلال والاستيطان، وإنهاء سياسة الإبادة البطيئة التي تتعرض لها غزة، والضم الزاحف الذي ينهش الضفة والقدس.
الخلاصة: لا قيمة للاعتراف بدون إرادة إلزامية
نحن اليوم أمام لحظة فارقة: إما أن يُترجم الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين إلى إستراتيجية أممية متكاملة تنهي الاحتلال الإسرائيلي وتُؤسس لسلام عادل، وإما أن يبقى الاعتراف مجرد خطوة شكلية تُستخدم لتبييض المواقف، بينما تستمر إسرائيل في مشروعها التوسعي التصفوي.
المطلوب ليس فقط الاعتراف، بل الإرادة السياسية لإنفاذه، عبر قرارات ملزمة، وخطوات عملية، ودعم أممي شامل، يُعيد الحقوق لأصحابها، ويُنهي عقودًا من الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر الاحتكار الأمريكي وتدويل الصراع الفلسطيني:
- جامعة النجاح الوطنية: القيادة، المعرفة، والتنمية... نموذج فل ...
- خطاب التطرف الإسرائيلي وتواطؤ الموقف الأمريكي: قراءة قانونية ...
- الاحتلال في القانون الدولي: بين الإرهاب والعنصرية وأزمة الضم ...
- اقتحام سفينة -حنظلة-: عدوان بحرّي يخترق القانون الدولي ويعمّ ...
- نتائج التوجيهي والمصير المجهول:
- بلدية طولكرم: نموذج في الصمود المؤسسي والإدارة الرشيدة رغم ا ...
- -اللهم أغثنا-... صرخة من تحت الركام: حين تسقط العدالة وتعلو ...
- قرار الكنيست بضم الضفة والأغوار: خطوة نحو الأبرتهايد الكامل ...
- التصدي الفلسطيني لقرار الكنيست الإسرائيلي بضم الضفة الغربية: ...
- **السلام المستدام في الشرق الأوسط: نحو عيش مشترك وإنهاء الصر ...
- هل نعيد فتح باب التاريخ؟ دعوة إلى الإسرائيليين لصناعة سلام ي ...
- غزة… وصمة عار في جبين الإنسانية المفقودة
- دلالات تصريحات السفير الأميركي: بين المخاوف الأميركية وانفلا ...
- سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان: صراع الأجنحة، المخاطر الم ...
- السويداء… كابوس سوري في قلب مخطط لتفتيت المنطقة: أين العرب؟
- إلى: فخامة الرئيس دونالد جيه. ترمب
- قلب الطاولة على مشروع الاحتلال دفاعًا عن الحقوق والسيادة
- نوبل للسلام للشجاعة: فرانشيسكا ألبانيز وفضح نفاق المجتمع الد ...
- 📰 دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوري ...


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين: خطوة رمزية لا تكتمل دون خطة إلزامية لإنهاء الاحتلال