علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 12:14
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بقلم: علي أبو حبلة
في عالم يُكافأ فيه الطغاة وتُمنح فيه الجوائز لمن يغسلون أياديهم بدماء الأبرياء، تبرز فرانشيسكا ألبانيز كمثال نادر للشجاعة الأخلاقية والإنسانية الحقيقية. بصوتٍ لا يعرف المواربة، تحدت ألبانيز منظومة النفاق الدولي التي تبرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وقالت الحقيقة كما هي: الاحتلال جريمة، وصمت العالم شراكة في هذه الجريمة.
لقد تحولت جائزة نوبل للسلام، في كثير من الأحيان، إلى وسيلة لتبييض وجوه قادة متورطين في إشعال الحروب وتمزيق شعوب بأكملها، بينما يتم تجاهل الأصوات الحرة التي تدافع عن الكرامة الإنسانية والعدالة. إن ترشيح فرانشيسكا ألبانيز لهذه الجائزة هو فرصة أخيرة لاستعادة معناها الحقيقي، وتكريم إنسانة اختارت طريق الحق رغم الضغوط والتهديدات وحملات التشويه.
ألبانيز لم تساوم، ولم تنحاز إلا إلى مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. وهي بذلك فضحت التواطؤ الغربي الذي يغض الطرف عن الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها الإنسانية والمجتمعية في ظل الحصار والتجويع، ويرفع شعار "السلام" فقط عندما يتعلق الأمر بأمن الاحتلال، لا بحياة الفلسطينيين وحقهم في الحرية والاستقلال.
إن المجتمع الدولي، الذي سارع في محاسبة دول وشخصيات على انتهاكات أقل بكثير، يقف متفرجًا على ما يجري في غزة والضفة، بل ويشارك أحيانًا في تبريرها سياسياً وإعلامياً. وهذا النفاق هو ما جعل من صوت ألبانيز شوكة في حلق هذه المنظومة الفاسدة.
منح نوبل للسلام إلى فرانشيسكا ألبانيز لن يكون تكريمًا لها فقط، بل سيكون تكريمًا لكل الضحايا الذين لم يجدوا من يدافع عنهم، ولكل الأصوات الحرة التي تُسكت لأنها تزعج أصحاب القوة والمال. أما استمرار تجاهل مثل هذه الشخصيات، فهو وصمة عار على جبين الإنسانية وجائزة نوبل ذاتها.
لقد آن الأوان للعالم أن يثبت أن العدالة ليست شعارات جوفاء، وأن الشجاعة الأخلاقية تستحق التقدير أكثر من صفقات السلاح وسياسات الكيل بمكيالين. فرانشيسكا ألبانيز هي الأحق بنوبل لأنها وقفت مع الإنسانية، فهل يقف العالم معها؟
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟