أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - -الشارع الفلسطيني - بين انهيار اقتصادي وفقدان الثقة السياسية؟؟؟؟














المزيد.....

-الشارع الفلسطيني - بين انهيار اقتصادي وفقدان الثقة السياسية؟؟؟؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 11:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي ابوحبله
✍️ تتصاعد حالة الغليان في الشارع الفلسطيني بشكل مقلق، مدفوعة بتدهور اقتصادي غير مسبوق، وفقدان شبه كامل لثقة المواطنين بالمؤسسات الرسمية التي تبدو اليوم وكأنها تعيش في حالة انفصال عن الواقع الاجتماعي والسياسي. في ظل هذا المشهد، تطرح أسئلة وجودية حول قدرة النظام السياسي الفلسطيني على الصمود أمام موجات الغضب الشعبي، ومدى استعداده لإجراء مراجعة شاملة قبل الوصول إلى نقطة الانفجار.
أولًا: الاقتصاد كمدخل للأزمة السياسية
لا يمكن فصل التدهور الاقتصادي الذي يعيشه الفلسطينيون عن البنية السياسية الهشة التي تعاني من أزمات شرعية وتمثيل مزمنة.
استمرار احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة، وتراجع الدعم الدولي، كشف هشاشة الاقتصاد الفلسطيني القائم على المساعدات والجباية، مما جعل السلطة الفلسطينية عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها الأساسية تجاه الموظفين والمواطنين.
في المقابل، تغيب أي استراتيجية حكومية واضحة لإدارة الأزمة، ما عزز الانطباع الشعبي بأن الحكومة منفصلة عن واقع الناس، وتدير ظهرها لمعاناتهم اليوميةوتحملهم ما لا طاقة لهم على تحمله .
ثانيًا: مظاهر الاحتقان الاجتماعي وتآكل الثقة السياسية
توسع رقعة الاحتجاجات والإضرابات يعكس تحوّل السخط الشعبي من مطالب اقتصادية إلى تشكيك بالقدرة السياسية للنظام القائم على إدارة المرحلة.
على منصات التواصل الاجتماعي، بات الخطاب الغاضب أكثر راديكالية، متجاوزًا المطالب المعيشية إلى تساؤلات عن جدوى استمرار السلطة بشكلها الحالي، في ظل عجزها عن حماية الناس أو تحقيق الحد الأدنى من الأمن الاقتصادي والاجتماعي.
تتنامى الفجوة بين الشارع والنخب السياسية، وسط شعور عام بأن أولويات الطبقة السياسية لم تعد متصلة باحتياجات المجتمع.
ثالثًا: السيناريوهات السياسية والاجتماعية المحتملة
1. احتواء الأزمة عبر مبادرات إصلاحية جريئة
يتطلب هذا السيناريو إقرار حزمة إجراءات إسعافية عاجلة، وإطلاق حوار وطني ومجتمعي يعيد صياغة العلاقة بين النظام السياسي والمجتمع الفلسطيني، لتجديد الثقة واحتواء موجات الغضب.
2. تفاقم الأزمة وصولًا إلى انفجار اجتماعي
استمرار غياب الحلول سيقود إلى اضطرابات أوسع، قد تهدد السلم الأهلي، وتدفع نحو حالة من الفوضى الاجتماعية والسياسية، بما يعرض ما تبقى من الشرعية السياسية للاهتزاز العنيف.
3. تدخلات خارجية مشروطة
قد تشهد المرحلة المقبلة ضغوطًا دولية أو إقليمية لدفع السلطة نحو إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة مقابل تقديم دعم مالي، وهو سيناريو محفوف بمخاطر على القرار الوطني المستقل.
رابعًا: التوصيات السياسية والاجتماعية
على القيادة الفلسطينية إدراك أن الأزمة الاقتصادية الراهنة ليست معزولة عن أزمة شرعية سياسية، وأن أي حلول جزئية لن توقف الانهيار إذا لم تقرن بإجراءات سياسية شاملة.
إطلاق مبادرة وطنية للحوار المجتمعي تشارك فيها القوى السياسية والمدنية لبحث مخرج مشترك من الأزمة.
وضع خطة طوارئ اقتصادية تستهدف حماية الفئات الأشد تضررًا، وإعادة توجيه الموارد المتاحة لدعم صمود المجتمع بدلًا من النفقات الثانوية.
تبني خطاب سياسي جديد يقر بالأزمة ويعترف بمسؤولية المؤسسات عنها، بدلًا من حالة الإنكار أو التبرير.
📌 ما يحدث في الشارع الفلسطيني ليس مجرد أزمة معيشية عابرة، بل هو تعبير عن أزمة أعمق في العلاقة بين الدولة والمجتمع، وبين النظام السياسي وقاعدته الشعبية. ومع كل يوم تأخير في معالجة هذه الاختلالات، تزداد احتمالات الانفجار، بما قد يؤدي إلى زلزال اجتماعي وسياسي يعيد رسم معالم الساحة الفلسطينية بأدوات الغضب والفوضى، بدلًا من الحوار والإصلاح.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجاذب الإسرائيلي حول الخطوة التالية في غزة ؟؟؟ في ظل الضغو ...
- 🔥 من أبو خضير إلى غزة وحوارة: إرهاب المستوطنين كأداة ...
- جهود حقوقية عاجلة لوقف الهدم الإسرائيلي وحماية حقوق الإنسان ...
- الموظف الفلسطيني... ضحية بين مطرقة خصومات الرواتب وسندان الب ...
- ■ حين تُفصل الجغرافيا عن الإنسانية
- ✍️ الشرطة الفلسطينية في عيدها ال31... ثلاثة عقو ...
- 🔵 تشكيل حكومة في غزة... خطوة نحو إنقاذ القطاع أم ترس ...
- طولكرم تحت النار والحصار... تدمير ممنهج وأزمات تتعمق
- ✍️ الحرب الإسرائيلية على إيران وحرب غزة... انعك ...
- إنجاز فلسطيني مشرف وإشادة بدور قيادة الجامعة وكوادرها
- تعليمات صندوق النقد الدولي للسلطة الفلسطينية: قراءة قانونية ...
- تدخل ترمب في القضاء الإسرائيلي... أزمة داخلية تتجاوز حدود إس ...
- إضراب الأطباء والعاملين في المهن الطبية والصحية… بين أزمة اق ...
- الإصلاح بين متطلبات الإرادة الشعبية وضغوط المتطلبات الخارجية
- 📰 واشنطن تربط الملفات الإقليمية: مقايضة بقاء نتنياهو ...
- كفر مالك.. جريمة حرب مكتملة الأركان ومطلب فوري لحماية دولية ...
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي: مسؤولية قانونية تستوجب المساءلة ا ...
- ما وراء الكواليس: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بوساطة ...
- وقف إطلاق النار وانعكاساته على مستقبل الصراع في الشرق الأوسط ...
- -تكدّس الشيقل: بين ضغط السيولة وخريطة البنك الدولي للتحول ال ...


المزيد.....




- السويداء.. اتفاق من 3 مراحل وتوقعات رسمية بفض الاشتباكات خلا ...
- ترامب يعيد التأكيد: المنشآت النووية الإيرانية -دُمرت بالكامل ...
- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد عقدين من حضور الجسد وغيا ...
- محامي قائد الشرطة الفرنسية: تبرع مبابي لضباطنا « كان قانونيا ...
- إنذار بأزمة أكفان في غزة ومغاسل الموتى يتهددها الانهيار
- وفاة الأمير السعودي الوليد بن خالد بعد غيبوبة زادت على 20 عا ...
- والدة أسير إسرائيلي: على نتنياهو ألا يسمح بانهيار مفاوضات ال ...
- خبيرة إعلام أميركية: أيها الصحفيون توقفوا عن طرح الأسئلة الم ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام مع روسيا الأسبوع المقبل
- ترامب عن محادثات وقف إطلاق النار: سنستعيد 10 رهائن من غزة قر ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - -الشارع الفلسطيني - بين انهيار اقتصادي وفقدان الثقة السياسية؟؟؟؟