أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الموظف الفلسطيني... ضحية بين مطرقة خصومات الرواتب وسندان البنوك! أين الحكومة وسلطة النقد من حماية كرامة الإنسان؟














المزيد.....

الموظف الفلسطيني... ضحية بين مطرقة خصومات الرواتب وسندان البنوك! أين الحكومة وسلطة النقد من حماية كرامة الإنسان؟


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 11:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


الموظف الفلسطيني... ضحية بين مطرقة خصومات الرواتب وسندان البنوك! أين الحكومة وسلطة النقد من حماية كرامة الإنسان؟
✍️ إعداد: المحامي علي أبو حبلة
■ أزمة تتفاقم... وحقوق تُهدر
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بفلسطين، يجد الموظف الفلسطيني نفسه الحلقة الأضعف في معادلة اقتصادية معقدة، يتقاسمها عجز الحكومة وغياب الحماية من سلطة النقد، وجشع بعض البنوك التي تواصل استنزاف ما تبقى من فتات الرواتب.
بات الموظف بين خيارين أحلاهما مر؛ خصومات حكومية طالت أكثر من نصف الراتب في كثير من الحالات، واستقطاعات قاسية من البنوك التي لم تراعِ الأزمات المالية، ولا الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين، الأمر الذي أدى إلى انهيار القدرة المعيشية لغالبية الموظفين.
■ الأجر حق دستوري وليس مِنّة
القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2003 أكد في المادة (25) أن:
> "العمل حق لكل مواطن، وواجب وشرف، وتسعى السلطة الوطنية إلى توفيره لكل قادر عليه. ولكل عامل الحق في الأجر العادل، وظروف العمل اللائقة، والحماية الصحية والاجتماعية."
هذا النص لا يترك مجالاً للجدل؛ الراتب ليس ترفاً ولا مكرمة، بل هو حق قانوني ودستوري لا يجوز المساس به إلا بموجب قانون، وبما لا ينتهك الحد الأدنى للمعيشة الكريمة.
كما أن الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها فلسطين، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تلزم الدولة الفلسطينية بحماية حق المواطن في الأجر الكافي، والعيش بكرامة.
■ من يتحمل المسؤولية؟
1. الحكومة الفلسطينية:
تتحمل مسؤولية كاملة في ضمان رواتب موظفيها، وتوفير شبكة أمان اجتماعي لهم.
سياسة الخصومات المتكررة التي تُفرض دون إطار قانوني واضح، تمثل انتهاكاً لمبدأ سيادة القانون الذي نصت عليه المادة (9) من القانون الأساسي.
الحكومة ملزمة بحماية مواطنيها من تداعيات الحصار المالي الإسرائيلي، لا أن تُلقي بثقل الأزمة على ظهر الموظف وحده.
2. سلطة النقد الفلسطينية:
سلطة النقد التي يفترض أنها الجهة الرقابية على البنوك، ملزمة بموجب قانونها رقم (2) لسنة 1997، وبموجب قانون المصارف رقم (9) لسنة 2010، بحماية النظام المالي مع مراعاة البعد الاجتماعي.
غياب تعليمات حقيقية للبنوك لإعادة جدولة القروض أو منح فترات سماح أو تخفيف الفوائد، يُعد تقصيراً قانونياً وأخلاقياً واضحاً.
3. البنوك العاملة في فلسطين:
بدلاً من أن تلعب البنوك دوراً في التخفيف من معاناة الموظفين، واصلت اقتطاع الأقساط والفوائد كاملة فور تحويل الرواتب، دون أي اعتبار لانخفاض الرواتب بفعل الخصومات.
هذا السلوك يخالف مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود الذي نص عليه القانون المدني الفلسطيني، ويُناقض المسؤولية الاجتماعية التي تُفترض في المؤسسات المالية.
■ تداعيات كارثية لا يمكن تجاهلها
ارتفاع معدلات الفقر بين الموظفين بنسبة غير مسبوقة.
تصاعد أزمات القروض غير القانونية، وانتشار السوق السوداء.
زيادة حالات الطلاق والمشاكل الأسرية والتفكك المجتمعي.
تنامي معدلات الهجرة ومحاولات الانتحار، كنتيجة مباشرة لفقدان الأمل.
تهديد خطير للسلم الاجتماعي والاقتصادي، قد تكون له ارتدادات على مجمل الوضع الداخلي.
■ ما الحل؟ مطالب قانونية عاجلة
✔️ على الحكومة الفلسطينية:
وقف سياسة الخصومات التعسفية.
توفير حماية قانونية للحد الأدنى من الرواتب.
فتح حوار وطني موسع مع النقابات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للخروج بحلول عملية.
✔️ على سلطة النقد:
إصدار تعليمات واضحة بإعادة جدولة القروض دون فوائد إضافية.
فرض فترات سماح حقيقية على أقساط القروض للموظفين المتضررين.
مراجعة شاملة للفوائد البنكية المرتفعة بما يتناسب مع الظروف الاستثنائية.
✔️ على البنوك:
الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، ووقف استقطاع القروض والفوائد كاملة من الرواتب المخصومة.
تقديم حلول جدية عبر برامج إعادة الجدولة، وتخفيض الفوائد، ومنح تسهيلات إنسانية.
العمل ضمن شراكة مع الحكومة وسلطة النقد لحماية الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
■ ونختم بالقول إن استمرار تجاهل هذا الواقع المؤلم، يضع الحكومة الفلسطينية، وسلطة النقد، والبنوك أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية ووطنية جسيمة. إن الحقوق لا تُختزل في الشعارات، بل تُترجم إلى سياسات تحمي كرامة الإنسان وتضمن له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
الموظف الفلسطيني لا يطالب بالرفاهية، بل يطالب بحق دستوري بسيط: أن يعيش بكرامة، وأن يحصل على أجره كاملاً دون انتقاص أو استغلال. فهل من مجيب؟



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ■ حين تُفصل الجغرافيا عن الإنسانية
- ✍️ الشرطة الفلسطينية في عيدها ال31... ثلاثة عقو ...
- 🔵 تشكيل حكومة في غزة... خطوة نحو إنقاذ القطاع أم ترس ...
- طولكرم تحت النار والحصار... تدمير ممنهج وأزمات تتعمق
- ✍️ الحرب الإسرائيلية على إيران وحرب غزة... انعك ...
- إنجاز فلسطيني مشرف وإشادة بدور قيادة الجامعة وكوادرها
- تعليمات صندوق النقد الدولي للسلطة الفلسطينية: قراءة قانونية ...
- تدخل ترمب في القضاء الإسرائيلي... أزمة داخلية تتجاوز حدود إس ...
- إضراب الأطباء والعاملين في المهن الطبية والصحية… بين أزمة اق ...
- الإصلاح بين متطلبات الإرادة الشعبية وضغوط المتطلبات الخارجية
- 📰 واشنطن تربط الملفات الإقليمية: مقايضة بقاء نتنياهو ...
- كفر مالك.. جريمة حرب مكتملة الأركان ومطلب فوري لحماية دولية ...
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي: مسؤولية قانونية تستوجب المساءلة ا ...
- ما وراء الكواليس: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بوساطة ...
- وقف إطلاق النار وانعكاساته على مستقبل الصراع في الشرق الأوسط ...
- -تكدّس الشيقل: بين ضغط السيولة وخريطة البنك الدولي للتحول ال ...
- إسرائيل تخرق اتفاق باريس الاقتصادي وتخنق السلطة الفلسطينية م ...
- نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينا ...
- ما هو المطلوب من السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير اثر ...
- أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: ال ...


المزيد.....




- الجميع مشغولون بأحزانهم.. زلزال أفغانستان يقتل أكثر من 900 ش ...
- حفل وداع لرئيس الوزراء الفرنسي الاثنين المقبل .. وهل من حدود ...
- زعيم كوريا الشمالية يصل بكين على متن قطاره الخاص للمشاركة في ...
- الصين تقدم نفسها قبلة لعالم جديد في ظل تقارب صيني هندي روسي ...
- جهادي أم مُخبر؟... المحكمة العليا في الدانمارك ستصدر حكمها ف ...
- بوتين وشي يقيّمان مستوى صداقتهما خلال لقائهما في بكين
- نتنياهو يبحث مجددا ضم الضفة الغربية
- الجيش الإسرائيلي يبدأ حشد 60 ألفا من جنود الاحتياط لمعركة غز ...
- تحذير من -عدوى بكتيرية- تسبب نوبات قلبية
- دعم ترامب لنتنياهو.. تفويض بالتصعيد أم ورقة ضغط داخلية؟


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الموظف الفلسطيني... ضحية بين مطرقة خصومات الرواتب وسندان البنوك! أين الحكومة وسلطة النقد من حماية كرامة الإنسان؟