أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينات مشروطة في ظل تصعيد إيراني متواصل














المزيد.....

نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينات مشروطة في ظل تصعيد إيراني متواصل


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 13:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينات مشروطة في ظل تصعيد إيراني متواصل
المحامي علي ابوحبله
في ذروة التصعيد مع إيران، وبينما تتسارع وتيرة الضربات المتبادلة وتتشابك الجبهات الإقليمية، يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الدفع باتجاه مزيد من التوتير، عبر خطاب سياسي متطرف، يأخذ بُعدًا دينيًا واضحًا، وينذر بتحويل الصراع السياسي إلى حرب دينية شاملة، قد تنفجر في وجه المنطقة بأسرها.
لا يمكن فصل زيارة نتنياهو إلى حائط البراق (الذي يُطلق عليه الاحتلال "حائط المبكى") في هذا التوقيت الحرج، وزيارته لم تكن مجرد تعبير عن طقس ديني أو انتماء شخصي، بل جاءت كرسالة رمزية مركبة: موجهة إلى الداخل الإسرائيلي لتعزيز اللحمة القومية والدينية في لحظة قلق وجودي، وموجهة إلى الخارج كنوع من تثبيت "الحق اليهودي" في القدس، وسط مسار متسارع نحو فرض واقع سياسي وديني جديد في المدينة المحتلة.
هذه الخطوة، التي قد تبدو شكلية للبعض، لكنها تحمل أبعادًا استراتيجية في قاموس نتنياهو، الذي لطالما سعى إلى مزج الدين بالسياسة، لتبرير سياساته التوسعية والعدوانية، وشرعنة الاحتلال تحت غطاء "الوعود التوراتية".
وفي خطابه الأخير، سعى نتنياهو إلى تهدئة المخاوف في الشارع الإسرائيلي، بالقول إن "إيران ماضية في الحرب" وإن إسرائيل "تتعامل مع التهديد بصرامة ومسؤولية". لكنه، في الواقع، يُدير معركة استنزاف مدروسة، يتجنب من خلالها الحسم، ويُراهن على الوقت لتوريط الولايات المتحدة في ضربات أوسع على إيران، دون أن تتحمل تل أبيب كلفة الانفجار الشامل.
هذا التوجه يُعزز فرضية أن نتنياهو لا يسعى فعليًا إلى إنهاء الحرب، بل إلى إدارتها كأداة سياسية داخلية وخارجية، تتيح له تعزيز اصطفاف اليمين المتطرف حوله، والتملص من مسؤولية الفشل في غزة والشمال، وربما تفادي مساءلات داخلية في حال تدهور الأوضاع أكثر.
وهنا لا بد من التنويه والتوضيح لما تحمله القدس في هذه المرحلة موقعًا محوريًا في الصراع. فمع تصاعد الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتزايد الدعوات لاقتحامات المستوطنين، تتجه حكومة نتنياهو إلى تصعيد مدروس في المدينة، لتكريس سياسات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني. وبهذا، يتم إدخال القدس مجددًا في قلب أي تصعيد إقليمي، في خطوة تحمل مغامرة كبيرة، قد تُشعل الضفة وغزة وساحات الشتات.
من خلال ذلك، يُراهن نتنياهو على تحفيز دعم قاعدته السياسية، وربما على ردود فعل فلسطينية تتيح له تقديم نفسه للعالم كضحية، في الوقت الذي يقود فيه مشروعًا عدوانيًا يهدد الاستقرار الإقليمي برمته.
وهنا لا بد من التحذير من مخاطر الانزلاق إلى حرب دينية لان
ما يقوم به نتنياهو ليس مجرد تعبئة داخلية، بل هو توجيه ممنهج نحو تحويل طبيعة الصراع من صراع على الأرض والسيادة والحقوق إلى صراع عقائدي – ديني، يكون فيه الطرف الآخر ليس مجرد خصم سياسي، بل "عدو توراتي"، ما يستدعي مواجهته بلا هوادة.
هذا التوصيف يُحاكي خطابات توراتية يمينية، تتقاطع مع نظريات "نهاية الزمان" لدى بعض الدوائر المسيحية الصهيونية في أمريكا، ويُهدد بنسف أي إمكانية لحل سياسي عادل، ويدفع شعوب المنطقة إلى جولات متتالية من العنف والانقسام.
مقامرة خطيرة ما يقوم به نتنياهو الذي لا يكتفي بإشعال الحرائق، بل يرمي إلى التحكم بمساراتها الزمنية والميدانية، معتقدًا أنه قادر على ضبط الإيقاع بين تهديد إيران، واحتواء المقاومة الفلسطينية، وإدارة الموقف مع واشنطن.
غير أن مقامرته هذه محفوفة بالمخاطر، خصوصًا إنه يدخل القدس في جولة التصعيد، إذ أن أي مساس بالمدينة قد يفجّر الغضب الشعبي من جديد، ويعيد توحيد الجبهات الفلسطينية في وجه الاحتلال، في وقت تعاني فيه إسرائيل من أزمة قيادة وانقسام داخلي.
إن تحويل الحرب إلى دينية ليس مخرجًا لأزمة نتنياهو، بل انزلاق نحو مزيد من الفوضى، سيدفع الجميع ثمنه، وفي المقدمة منه المشروع الصهيوني ذاته، الذي قد لا يصمد طويلًا أمام صراع مفتوح لا تحكمه حدود العقل ولا ضوابط السياسة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو المطلوب من السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير اثر ...
- أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: ال ...
- تفعيل شبكة الأمان العربية لدعم الشعب الفلسطيني
- «الجائع لا يعرف الحكمة»… غزة بين نار العدوان وسلاح التجويع
- رهان نتنياهو على مجاهدي خلق واغتيال القادة الإيرانيين: مشروع ...
- -تأجيل مؤتمر نيويورك: ضياع الفرصة أم إعادة تشكيل الدبلوماسية ...
- تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على المنطقة والقضية الفلسطي ...
- قطع العلاقات البنكية بين إسرائيل والفلسطينيين: قنبلة اقتصادي ...
- تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي
- هل تنجح الحشود الشعبية والمؤسسات الدولية في فك الحصار عن معب ...
- رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفلسطينية: أين هي متطلبات الثبات و ...
- أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه
- في ذكرى النكسة: العدوان الإسرائيلي مستمر ومخططات الضم والتهج ...
- تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تجاهل للتاريخ وخروج عن ...
- الضربة الأوكرانية في العمق الروسي: التداعيات على أمن أوروبا ...
- إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: ماهية التدا ...
- مؤتمر نيويورك بشأن فلسطين في حزيران المقبل هل يحقق الأهداف ؟
- إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية
- واشنطن ترفع مستوى الضغط ؟؟؟؟
- جسدت عنصرية - دولة الاحتلال - في أبشع صورها


المزيد.....




- قطر تعلن إيقاف الملاحة الجوية فوق أجوائها مؤقتا -بسبب الأوضا ...
- ناشطون على مواقع التواصل يستعرضون تنوّع الردّ الإيراني المحت ...
- -دول الخليج تدفع ثمن القنابل الأمريكية، انسحبوا قبل فوات الأ ...
- بوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لها
- بعد الضربات الأمريكية على إيران... حرب مستمرة وتهديدات وتأهب ...
- آلاف الألمان على -قائمة الأزمات- - عمليات الإجلاء من إسرائيل ...
- ما وراء زيارة عراقجي -الجادة والمهمة- إلى موسكو هذا الوقت؟
- عاجل | وكالة فارس الإيرانية: دوي انفجار خارج مدينة الأهواز ج ...
- -خارطة طريق- تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التم ...
- قطر توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتا


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - نتنياهو يدفع نحو الحرب الدينية ؟؟؟ زيارة حائط البراق وتطمينات مشروطة في ظل تصعيد إيراني متواصل