أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية














المزيد.....

إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 21:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


المحامي علي ابوحبله
في زمن الأزمات الإنسانية والحروب والنزاعات، تُقدم المساعدات الإنسانية كمنقذٍ للضحايا والمحتاجين. لكن ما يحدث أحيانًا هو أن هذه المساعدات تتحول إلى أداة معقدة قد تخفي خلفها أجندات سياسية أو اقتصادية، تجعل منها فخًا يستهدف المجتمع بدلاً من أن يكون دعمًا حقيقيًا له.
المساعدات الإنسانية، التي يفترض أن تكون وسيلة لتخفيف معاناة الجوعى والمشردين، قد تتخذ أحيانًا شكلًا مختلفًا. ففي بعض الحالات، تُستخدم هذه المساعدات كغطاء لفرض شروط أو السيطرة على الموارد، أو لخلق نوع من الاعتماد الذي يُضعف قدرة المجتمعات على المقاومة والاستقلال.
وهنا يظهر دور "الجوعى المقاومين" — أولئك الذين يرفضون الانصياع أو الخضوع، رغم معاناتهم الشديدة من الجوع والحاجة. هؤلاء الأشخاص لا يقبلون أن تُفرض عليهم حلول خارجية تُقيد حريتهم أو كرامتهم، بل يُصرون على الحفاظ على كرامتهم ومقاومتهم حتى في أشد الظروف قسوة.
هذا الموقف يعكس عمق الوعي بحقيقة أن المساعدات الإنسانية ليست دائمًا بريئة أو محايدة. فهي قد تكون وسيلة ضغط أو استغلال، مما يجعل من مقاومة الجوعى الذين يرفضون هذا الفخ رمزًا للنضال ضد الظلم والقهر.
في النهاية، لابد من إعادة النظر في طرق تقديم المساعدات الإنسانية، بحيث تكون فعلاً دعمًا حقيقيًا يراعي كرامة الإنسان وحقوقه، وليس وسيلة لإعادة إنتاج أنماط التبعية والاستغلال. ويجب أن يُدرك العالم أن هناك قوة في صمود الجوعى المقاومين، الذين رغم جوعهم، يختارون الحرية والكرامة على الاستسلام والذل.
العديد من المنظمات الدولية حملت إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في غزه وتحويل قضية المساعدات الإنسانية الى ساحة أباده جماعية ، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، إذ عمدت إلى هندسة وتنفيذ جريمة تجويع منهجية على مدار نحو 600 يوم من الإبادة الجماعية، وأغلقت المعابر بشكل كامل طيلة 88 يومًا، مانعة دخول المساعدات الأساسية، قبل أن تدفع اليوم بالمدنيين إلى فوضى مهينة عند نقاط توزيع خاضعة لإشرافها، في مشهد يجسّد استخدام المعونة كسلاح للإذلال والإخضاع والتدمير، ويكشف الانهيار المتعمّد لأي إمكانية للوصول إلى الغذاء.
وأوضح المرصد أنّ فريقه الميداني تابع تفاصيل آلية توزيع المساعدات التي أشرفت عليها شركة أميركية أنشأتها إسرائيل، تحت حراسة مشتركة من قوات أمنية أميركية خاصة وقوات إسرائيلية، وهي آلية اتسمت بالإذلال الكامل وانعدام الحدّ الأدنى من المعايير الإنسانية، سواء من حيث موقع التوزيع أو أسلوبه، إذ جرى إجبار آلاف المدنيين المجوعين على السير مشيًا لعشرات الكيلومترات نحو منطقة أمنية خطيرة تحاصرها قوات الجيش الإسرائيلي، ليُرغموا بعدها على الدخول في ممرات مسيّجة تحت الحراسة المشددة، في مجموعات، لاستلام طرود غذائية محدودة، دون أي نظام واضح أو آلية تضمن الكرامة أو العدالة في التوزيع.
وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال تعمّدت إذلال المدنيين عبر احتجازهم بين الأسلاك الشائكة، في حين فشلت الشركة التي تدير العملية في توفير الحد الأدنى من الظروف الملائمة لاستيعاب عشرات آلاف الأشخاص الذين توافدوا إلى المكان على أمل الحصول على ما يسد رمقهم بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل، لافتًا إلى أن الآلاف اضطروا إلى السير كيلومترات طويلة نحو نقطة توزيع وحيدة، صُممت بشكل مهين، حيث أُجبروا على دخول ممرات ضيقة مسيّجة، والخروج من ممر مماثل بعد استلام طرد غذائي محدود، في مشهد يتنافى تمامًا مع كرامة الإنسان وأبسط المعايير الإنسانية.
الآلية التي وضعت من قبل إسرائيل لتوزيع المساعدات عبر شركات أمريكية خاصة تهدف لدفع سكان محافظة شمالي غزة ومحافظة غزة – اللتين تضمان قرابة نصف عدد سكان القطاع – إلى النزوح القسري نحو مناطق الوسط والجنوب، حيث تتركز نقاط التوزيع، إلى جانب إخضاع جميع أرباب الأسر لفحص أمني دقيق، بما يعرّضهم لخطر الإخفاء ألقسري أو الاعتقال التعسفي، لا سيما في ظل تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقاط التوزيع وعلى امتداد الطرق المؤدية إليها.

الحكومة الإسرائيلية، التي تستخدم التجويع أداة مركزية لتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بهدف القضاء عليهم كجماعة، لا يمكن أن تكون طرفًا في العملية الإنسانية بأي شكل من الأشكال، إذ إنّ إشراكها في تنظيم المساعدات أو الإشراف على إيصالها يُفضي حتميًا إلى تحويلها إلى وسيلة للسيطرة على مصير السكان، وفرض خيارات قسرية تمهّد لطردهم من أرضهم، في إطار مشروع استعماري يسعى إلى محو وجودهم وضم أراضيهم بالقوة.
المجتمع الدولي مطالب اليوم بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر شامل لتصدير الأسلحة إليها أو قطع الغيار أو البرمجيات أو المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري والاستخباراتي والأمني المقدمة لإسرائيل فورًا، بما في ذلك تجميد الأصول المالية للمسئولين السياسيين والعسكريين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، وفرض حظر على سفرهم، وتعليق عمل شركات الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية في الأسواق الدولية، وتجميد أصولها في المصارف الدولية، إضافة إلى تعليق الامتيازات التجارية والجمركية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية تُسهِم في تمكينها من مواصلة ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن ترفع مستوى الضغط ؟؟؟؟
- جسدت عنصرية - دولة الاحتلال - في أبشع صورها
- على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء التزام قانوني لتوفير الحماي ...
- الصفقة الشاملة بعيدة التحقق وإسرائيل قررت توسيع الحرب
- أين المجتمع الدولي من حماية المدنيين الفلسطينيين؟؟؟؟
- قمّة بغداد في ظل الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وسو ...
- إلغاء أعمال تسوية الأراضي في مناطق (ج) تداعياتها ومخاطرها
- تهديد الاتحاد الأوروبي لإسرائيل وتداعياته على حكومة نتنياهو
- هل يطبع أحمد الشرع مع إسرائيل وينضم لاتفاقية ابراهام
- السادة أعضاء السلك الدبلوماسي ممثلي دولهم في فلسطين المحترمي ...
- زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط وتداعيات الحرب على غزه
- رسالتنا للملوك والرؤساء العرب في قمة بغداد ال ٣٤
- في ذكرى النكبة ال77.. صراع من اجل الحقوق وحق تقرير المصير
- قرائه تحليلية وتقدير موقف من مخرجات وقرارات مجلس الوزراء في ...
- حقيقة -الخلافات- بين ترامب ونتنياهو
- زيارة ترمب للسعودية هل تحمل من مفاجآت ؟؟؟
- مخاطر وتداعيات انهيار السلطة الفلسطينية في ظل انعدام أفق للت ...
- ترامب – ونتنياهو والخلاف بينهما ؟؟؟؟
- تتعارض مع المبادئ الإنسانية- ومطلوب اتخاذ خطوات جادة لوقف ال ...
- مطلوب حكومة انقاذ وطني تلبي تطلعات الشارع الفلسطيني


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية