أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علي ابوحبله - أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: المواطن يدفع ثمن عجز الحكومة














المزيد.....

أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: المواطن يدفع ثمن عجز الحكومة


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 12:57
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ضمن سلسلة تحليلات سياسية واقتصادية
تشهد البنوك الفلسطينية أزمة متفاقمة تتمثّل في تكدّس كميات ضخمة من العملة الإسرائيلية (الشيقل)، وسط عجز الحكومة والقطاع المصرفي عن التعامل مع هذه الكتلة النقدية نتيجة القيود الإسرائيلية، وغياب الحلول الاستراتيجية الواقعية.
لكن ما يثير القلق ليس فقط التكدّس بحد ذاته، بل طريقة تعامل الحكومة الفلسطينية مع الأزمة، والتي تتّسم بتجاهل مصالح المواطنين، وتبنّي سياسات قاسية تُحمّل الفرد الفلسطيني تبعات العجز المالي والهيكلي، في وقت يعاني فيه من آثار الحرب، وتراجع الدخل، وارتفاع الأسعار، وتآكل قدرته الشرائية.
تكدّس الشيقل: عرض لمأزق اقتصادي أعمق
تشير التقديرات إلى أن مليارات الشيقلات متكدّسة في البنوك الفلسطينية، دون قدرة على تحويلها أو استخدامها بمرونة، بسبب القيود الإسرائيلية على إدخال العملة إلى السوق المصرفية الإسرائيلية. وهو ما يؤدي إلى:
شحّ في العملات الأجنبية (الدولار، اليورو).
تراجع قدرة البنوك على التمويل.
خلل في التوازن النقدي والتجاري.
هذه الأزمة تكشف مدى تبعية النظام المالي الفلسطيني للمنظومة الاقتصادية الإسرائيلية، التي تفرض واقعًا مفروضًا يمنع تشكّل سياسة نقدية مستقلة.
الحكومة تُحمّل المواطن تبعات الأزمة
في مواجهة الأزمة، لم تتجه الحكومة الفلسطينية نحو إصلاحات بنيوية أو المطالبة بكسر القيود الإسرائيلية بفعالية، بل اتبعت نهجًا يعتمد على:
فرض رسوم وضرائب جديدة.
تقليص الدعم الاجتماعي.
خصومات على الرواتب.
رفع أسعار الخدمات (الكهرباء، المياه، وغير ذلك).
وبدلاً من أن تتحمّل الحكومة مسؤولية أزماتها أو تسعى لبلورة حلول عادلة، قامت بـ تحميل المواطن العبء كاملاً، ما زاد من معاناة الطبقات الفقيرة والموظفين وأصحاب الدخل المحدود.
وهذا ما أدى إلى اتساع الفجوة بين الحكومة والمواطن
السياسات الحكومية الأخيرة عمّقت من الفجوة بين السلطة والمواطنين، الذين يرون أن الحكومة باتت تتصرّف كجهة جباية لا كراعٍ اقتصادي واجتماعي.
فالمواطن الفلسطيني، الذي يُفترض أن يكون حجر الأساس في الصمود، بات يشعر بأن الحكومة تتعامل معه كمصدر تمويل وحيد، في ظل غياب العدالة التوزيعية، وغياب الشفافية في إدارة المال العام، وتضاؤل الفرص الاقتصادية.
وفي ظل غياب الرؤية الاقتصادية المستقلة
فإن المعضلة الكبرى لا تكمن فقط في تكدّس العملة، بل في غياب رؤية اقتصادية وطنية مستقلة. فالحكومة لم تطوّر سياسات إنتاجية، ولم تسعَ لتحفيز الاقتصاد الحقيقي، بل اعتمدت على سياسة الاستهلاك، والمساعدات، والقروض، وهو ما جعلها رهينة لأزمات متكررة ترتدّ على المواطن بشكل مباشر.
وعليه فإن تكدّس الشيقل في البنوك الفلسطينية ليس مجرد أزمة سيولة، بل هو مؤشر على فشل السياسات المالية والنقدية، وتعبير واضح عن غياب الاستقلال الاقتصادي. والأسوأ من ذلك، أن المواطن الفلسطيني هو الذي يُطلب منه دائمًا أن يتحمّل النتائج، دون حماية أو دعم فعلي، ما يعمّق الفجوة بين الحاكم والمحكوم، ويهدد بمزيد من التآكل في الثقة والاستقرار الاجتماعي.
على الحكومة الفلسطينية أن تعيد حساباتها، وتغلب مصلحة المواطن، وتتوقف عن معالجة أزماتها المالية على حساب صمود شعبها. فالاقتصاد لا يُدار بالجباية، بل بالعدالة والرؤية الوطنية.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفعيل شبكة الأمان العربية لدعم الشعب الفلسطيني
- «الجائع لا يعرف الحكمة»… غزة بين نار العدوان وسلاح التجويع
- رهان نتنياهو على مجاهدي خلق واغتيال القادة الإيرانيين: مشروع ...
- -تأجيل مؤتمر نيويورك: ضياع الفرصة أم إعادة تشكيل الدبلوماسية ...
- تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على المنطقة والقضية الفلسطي ...
- قطع العلاقات البنكية بين إسرائيل والفلسطينيين: قنبلة اقتصادي ...
- تصريحات السفير الأمريكي خرق دبلوماسي واستفزاز سياسي
- هل تنجح الحشود الشعبية والمؤسسات الدولية في فك الحصار عن معب ...
- رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفلسطينية: أين هي متطلبات الثبات و ...
- أمريكا تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزه
- في ذكرى النكسة: العدوان الإسرائيلي مستمر ومخططات الضم والتهج ...
- تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تجاهل للتاريخ وخروج عن ...
- الضربة الأوكرانية في العمق الروسي: التداعيات على أمن أوروبا ...
- إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: ماهية التدا ...
- مؤتمر نيويورك بشأن فلسطين في حزيران المقبل هل يحقق الأهداف ؟
- إسرائيل تُحوّل المساعدات الإنسانية إلى ساحة إبادة جماعية
- واشنطن ترفع مستوى الضغط ؟؟؟؟
- جسدت عنصرية - دولة الاحتلال - في أبشع صورها
- على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء التزام قانوني لتوفير الحماي ...
- الصفقة الشاملة بعيدة التحقق وإسرائيل قررت توسيع الحرب


المزيد.....




- السماء تشتعل والطائرات تفر.. كيف غيرت الحرب على إيران مسار ا ...
- سلطة النقد تصدر تعليمات جديدة لتنظيم وتسهيل الإيداعات النقدي ...
- هل راعت أميركا إغلاق الأسواق عند توجيه ضربتها لإيران؟
- الحروب وآثارها على المشاريع النشئة والصغيرة
- تصاعد الحرب فوق إيران يزيد الرحلات الجوية فوق أفغانستان 500% ...
- 3 سيناريوهات للتداعيات الاقتصادية بعد ضرب أميركا لإيران
- مهن تبقى عصية على الذكاء الاصطناعي.. ما هي ولماذا؟
- تأهب لصعود النفط والإقبال على الملاذ الآمن بعد قصف أميركا لإ ...
- سلطة النقد: إجراءات عملية لمعالجة أزمة تراكم الشيقل في المصا ...
- ماذا يعني دخول الذكاء الاصطناعي إلى غرفة قرارات الـ FDA؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علي ابوحبله - أزمة تكدّس الشيقل تكشف هشاشة السياسات المالية الفلسطينية: المواطن يدفع ثمن عجز الحكومة